عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لموسعون} [الذاريات: 47] : " أي لذو سعةٍ، وكذلك {على الموسع قدره} [البقرة: 236] : يعني القويّ "). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لموسعون أي لذو سعةٍ وكذلك على الموسع قدره يعني في قوله تعالى ومتّعوهنّ على الموسع قدره أي من يكون ذا سعةٍ
قال الفراء وإنّا لموسعون أي لذو سعةٍ لخلقنا وكذا قوله على الموسع قدره يعني القوي وروى بن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيح قال وإنّا لموسعون قال أن نخلق سماءً مثلها). [فتح الباري: 8/599-600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لموسعون أي لذو وسعةٍ وكذلك على الموسع قدره يعني القويّ
أشار به إلى قوله تعالى: {والسّماء بنيناها بأيد، وإنّا لموسعون} (الذاريات: 47) وفسّر: (الموسعون) بقوله: (لذو سعة) لخلقنا وعن ابن عبّاس: لقادرون، وعنه: لموسعون الرزق على خلقنا، وعن الحسن: المطيقون. قوله: (وكذلك) {وعلى الموسع قدره} (البقرة: 236) أي: وكذلك في معنى: لموسعون، قوله: وعلى الموسع قدره، والحاصل أنه عبارة عن السعة والقدرة). [عمدة القاري: 19/191]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لموسعون}) [الذاريات: 47] (أي لذوو سعة) بخلقنا قاله الفراء، وقال غيره: لقادرون من الوسع بمعنى الطاقة كقولك: ما في وسعي كذا أي ما في طاقتي وقوّتي (وكذلك) قوله تعالى: ({على الموسع قدره}) [البقرة: 236] (يعني القويّ) قاله الفراء أيضًا). [إرشاد الساري: 7/356]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيدٍ في قوله عزّ وجلّ: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} قال: بقوة). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 38] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {بنيناها بأيدٍ} قال: الأيد: القوّة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والسّماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون (47) والأرض فرشناها فنعم الماهدون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: والسّماء رفعناها سقفًا بقوّةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} يقول: بقوّةٍ
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بأيدٍ}. قال: بقوّةٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والسّماء بنيناها بأيدٍ}. أي: بقوّةٍ.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، أنّه قال في هذه الآية: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} قال: بقوّةٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} قال: بقوّةٍ، بشدّةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {والسّماء بنيناها بأيدٍ}. قال: بقوّةٍ.
وقوله: {وإنّا لموسعون} يقول: وإنّا لذو سعةٍ بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرةٍ عليه ومنه قوله: {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره}. يريد به القويّ.
وقال ابن زيدٍ في ذلك ما: حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّا لموسعون} قال: أوسعها جلّ جلاله). [جامع البيان: 21/545-546]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والسماء بنيناها بأيد قال بقوة). [تفسير مجاهد: 2/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة). [الدر المنثور: 13/672]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال: يعني بقوة). [الدر المنثور: 13/672]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وإنا لموسعون} قال: لنخلق سماء مثلها وفي قوله {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} قال: الفارشون). [الدر المنثور: 13/672]

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والأرض فرشناها} يقول تعالى ذكره: والأرض جعلناها فراشًا للخلق، {فنعم الماهدون}. يقول: فنعم الماهدون لهم نحن). [جامع البيان: 21/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وإنا لموسعون} قال: لنخلق سماء مثلها وفي قوله {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} قال: الفارشون). [الدر المنثور: 13/672] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({خلقنا زوجين} [الذاريات: 49] : «الذّكر والأنثى، واختلاف الألوان، حلوٌ وحامضٌ، فهما زوجان»). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله زوجين الذّكر والأنثى واختلاف الألوان حلو وحامض فهما زوجان هو قول الفرّاء أيضًا ولفظه الزّوجان من جميع الحيوان الذّكر والأنثى ومن سوى ذلك اختلاف ألوان النّبات وطعوم الثّمار بعضٌ حلو وبعض حامض وأخرج بن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ معناه وأخرج الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله خلقنا زوجين قال الكفر والإيمان والشّقاوة والسّعادة والهدى والضّلالة واللّيل والنّهار والسّماء والأرض والجنّ والإنس). [فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الزّوجين الذّكر والأنثى
أشار به إلى قوله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين) (الذاريات: 49) والزوجان: الذّكر والأنثى من جميع الحيوانات، وفي التّفسير: زوجين صنفين ونوعين مختلفين كالسماء والأرض والشّمس والقمر واللّيل والنّهار والبر والبحر والسهل والوعر والشتاء والصيف والإنس والجان والكفر والإيمان والشقاوة والسعادة والحق والباطل والذكر والأنثى والدّنيا والآخرة.
واختلاف الألوان حلوٌ وحامضٌ فهما زوجان
الظّاهر أنه أشار بقوله: (واختلاف الألوان) إلى قوله تعالى: وألوانكم في سورة الرّوم، وهو قوله تعالى: {ومن آياته خلق السّموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين} (الرّوم: 22) ومن جملة آياته، عز وجل، اختلاف ألوان بني آدم وهو الاختلاف في تنويع ألوانهم إذ لو تشاكلت وكانت نوعا واحدًا لوقع التجاهل والالتباس ولتعطلت مصالح كثيرة وكذلك اختلاف الألوان في كل شيء، وكذا الاختلاف في المطعومات حتّى في طعوم الثّمار، فإن بعضها حلو وبعضها حامض، أشار إليه بقوله: (حلو وحامض) قوله: (فهما زوجان) ، أي: الحلو والحامض، وأطلق عليهما زوجان لأن كلاًّ منهما يقابل الآخر بالضدية كما في الذّكر والأنثى، فإن الذّكر يقابل الأنثى بالذكورة وهي ضد الأنوثة ولم أر أحدا من الشّرّاح خصوصا المدّعي منهم حرر هذا الموضع). [عمدة القاري: 19/191]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({زوجين}) ولأبي الوقت: خلقنا زوجين نوعين وصنفين مختلفين (الذكر والأنثى) من جميع الحيوان ({و}) كذا ({اختلاف} الألوان) كما في قوله تعالى: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} [الروم: 22] إذ لو تشاكلت وكانت نوعًا واحدًا لوقع التجاهل والالتباس وكذا اختلاف الطعوم (حلو وحامض فهما) لما بينهما من الضدّية الذكر والأنثى (زوجان) السماء والأرض والنور والظلمة والإيمان والكفر والسعادة والشقاوة والحق والباطل). [إرشاد الساري: 7/356]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (واختلاف الألوان) أي: في قوله في سورة الروم ومن آياته خلق السموات والأرض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم، أي: فإن فيها زوجين أيضاً كأحمر وأسود، كما يقال في الإنسان ذكر وأنثى، وقاس باختلاف الألوان اختلاف الأطعمة، فقال: حلو وحامض اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/71]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين لعلّكم تذكرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وخلقنا من كلّ شيءٍ خلقنا زوجين، وترك (خلقنا) الأوّل استغناءً بدلالة الكلام عليه.
واختلف في معنى {خلقنا زوجين} فقال بعضهم: عنى به: ومن كلّ شيءٍ خلقنا نوعين مختلفين كالشّقاء والسّعادة والهدى والضّلالة، ونحو ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا ابن جريجٍ قال: قال مجاهدٌ، في قوله: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} قال: الكفر والإيمان، والشّقاوة والسّعادة، والهدى والضّلالة، واللّيل والنّهار، والسّماء والأرض، والجنّ والإنس، والشّمس والقمر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} قال: الشّمس والقمر.
وقال آخرون: عنى بالزّوجين: الذّكر والأنثى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} قال: ذكرًا وأنثى، ذاك الزّوجان، وقرأ {وأصلحنا له زوجه}، قال: امرأته.
وأولى القولين في ذلك قول مجاهدٍ، وهو أنّ اللّه تبارك وتعالى، خلق لكلّ ما خلق من خلقه ثانيًا له مخالفًا في معناه، فكلّ واحدٍ منهما زوجٌ للآخر، ولذلك قيل: {خلقنا زوجين}. وإنّما نبّه جلّ ثناؤه بذلك من خلقه على قدرته على خلق ما يشاء خلقه من شيءٍ، وأنّه ليس كالأشياء الّتي شأنها فعل نوعٍ واحدٍ دون خلافه، إذ كلّ ما صفته فعل نوعٍ واحدٍ دون ما عداه كالنّار الّتي شأنها التّسخين، ولا تصلح للتّبريد، وكالثّلج الّذي شأنه التّبريد، ولا يصلح للتّسخين، فلا يجوز أن يوصف بالكمال، وإنّما كمال المدح للقادر على فعل كلّ ما شاء فعله من الأشياء المتّفقة والمختلفة.
وقوله جلّ وعزّ: {لعلّكم تذكرون}. يقول: لتذكروا وتعتبروا بذلك، فتعلموا أيّها المشركون باللّه أنّ ربّكم الّذي يستوجب عليكم العبادة هو الّذي يقدر على خلق الشّيء وخلافه، وابتداع زوجين من كلّ شيءٍ لا ما لا يقدر على ذلك). [جامع البيان: 21/547-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ومن كل شيء خلقنا زوجين} قال: الكفر والإيمان والشقاء والسعادة والهدى والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والجن والإنس والبر والبحر والشمس والقمر وبكرة وعشية ونحو هذا كله). [الدر المنثور: 13/672]

تفسير قوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ففرّوا إلى اللّه} [الذاريات: 50] : «معناه من اللّه إليه»). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ففرّوا إلى الله من اللّه إليه أي من معصيته إلى طاعته أو من عذابه إلى رحمته هو قول الفراء أيضا). [فتح الباري: 8/600]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ففرّوا إلى الله من الله إليه
أشار به إلى قوله تعالى: {ففرّوا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين} (الذاريات: 50) وفسره بقوله: (من الله إليه) يعني: من معصيته إلى طاعته أو من عذابه إلى رحمته، وكذا قاله الفراء، وفي التّفسير أي: فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان ومجانبة العصيان. وعن أبي بكر الوراق، فروا من طاعة الشّيطان إلى طاعة الرحمان). [عمدة القاري: 19/191]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ففروا إلى الله}) [الذاريات: 50] أي (من الله إليه) ولأبي الوقت معناه إليه يريد من معصيته إلى طاعته أو من عذابه إلى رحمته أو من عقابه بالإيمان والتوحيد). [إرشاد الساري: 7/356]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ففرّوا إلى اللّه إنّي لكم منه نذيرٌ مبينٌ (50) ولا تجعلوا مع اللّه إلهًا آخر إنّي لكم منه نذيرٌ مبينٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فاهربوا أيّها النّاس من عقاب اللّه إلى رحمته بالإيمان به، واتّباع أمره، والعمل بطاعته {إنّي لكم منه نذيرٌ} يقول: إنّي لكم من اللّه نذيرٌ أنذركم عقابه، وأخوّفكم عذابه الّذي أحلّه بهؤلاء الأمم الّذين قصّ عليكم قصصهم، والّذي هو مذيقهم في الآخرة.
وقوله: {مبينٌ} يقول: يبيّن لكم نذارته). [جامع البيان: 21/549]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تجعلوا مع اللّه إلهًا آخر} يقول جلّ ثناؤه: ولا تجعلوا أيّها النّاس مع معبودكم الّذي خلقكم معبودًا آخر سواه، فإنّه لا معبود تصلح له العبادة غيره {إنّي لكم منه نذيرٌ مبينٌ} يقول: إنّي لكم أيّها النّاس نذيرٌ من عقابه على عبادتكم إلهًا غيره، مبينٌ قد أبان لكم النّذارة). [جامع البيان: 21/549]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلاّ قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ (52) أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: كما كذّبت قريشٌ نبيّها محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وقالت: هو شاعرٌ، أو ساحرٌ أو مجنونٌ، كذلك فعلت الأمم المكذّبة رسلها، الّذين أحلّ اللّه بهم نقمته، كقوم نوحٍ وعادٍ وثمود، وفرعون وقومه، ما أتى هؤلاء القوم الّذين ذكرناهم {من قبلهم}، يعني من قبل قريشٍ قوم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من رسولٍ إلاّ قالوا: ساحرٌ أو مجنونٌ، كما قالت قريشٌ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 21/550]

تفسير قوله تعالى: (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أتوصوا به قال يقول أوصى أولهم آخرهم بالكذب). [تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: ... وقال غيره: {تواصوا} [البلد: 17] : " تواطئوا). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره تواصوا به تواطئوا سقط هذا لأبي ذر وقد أخرجه بن المنذر من طريق أبي عبيدة في قوله أتواصوا به تواطئوا عليه وأخذه بعضهم عن بعضٍ وإذا كانت شيمةٌ غالبةٌ على قومٍ قيل كأنّما تواصوا به وروى الطّبريّ من طرقٍ عن قتادة قال هل أوصى الأوّل الآخر منهم بالتّكذيب). [فتح الباري: 8/601]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: تواصوا تواطؤا
أي: قال غير ابن عبّاس في قوله تعالى: {أتواصوا به بل هم قوم طاغون} (الذاريات: 53) وفسّر: (تواصوا) بقوله: (تواطؤا) وأخرجه ابن المنذر من طريق أبي عبيدة بقوله: تواطؤوا عليه. وأخرجه بعضهم عن بعض، قال الثّعلبيّ: أوصى بعضهم بعضًا بالتكذيب وتواصوا عليه، والألف فيه التوبيخ). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): غير ابن عباس ({تواصوا}) أي (تواطؤوا) والهمزة التي حذفها المؤلّف للاستفهام التوبيخي والضمير في به يعود على القول المدلول عليه بقالوا أي أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول المتضمن لساحر أو مجنون والمعنى كيف اتفقوا على قول واحد كأنهم تواطؤوا عليه). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} يقول تعالى ذكره: أأوصى هؤلاء المكذّبين من قريشٍ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم على ما جاءهم به من الحقّ أوائلهم وآباؤهم الماضون من قبلهم، بتكذيب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقبلوا ذلك عنهم؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} قال: أوصى أولاهم أخراهم بالتّكذيب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أتواصوا به} أي كان الأوّل قد أوصى الآخر بالتّكذيب.
وقوله: {بل هم قومٌ طاغون} يقول تعالى ذكره: ما أوصى أوّل هؤلاء المشركون آخرهم بذلك، ولكنّهم قومٌ متعدّون طغاةٌ عن أمر ربّهم، لا يأتمرون لأمره، ولا ينتهون عمّا نهاهم عنه). [جامع البيان: 21/550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أتواصوا به} قال: هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب). [الدر المنثور: 13/672]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (ويقول في الذاريات: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ}، أمره أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا النبي، ثم قال: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين}). [الجامع في علوم القرآن: 3/83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ (54) وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فتولّ يا محمّد عن هؤلاء المشركين باللّه من قريشٍ، يقول: فأعرض عنهم حتّى يأتيك فيهم أمر اللّه، يقال: ولّى فلانٌ عن فلانٍ: إذا أعرض عنه وتركه، كما قال حصين بن ضمضمٍ:
أمّا بنو عبسٍ فإنّ هجينهم ولّى فوارسه وأفلت أعورا.
والأعور في هذا الموضع: الّذي عور فلم تقض حاجته، ولم يصب ما طلب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {فتولّ عنهم} قال: فأعرض عنهم.
وقوله: {فما أنت بملومٍ} يقول جلّ ثناؤه: فما أنت يا محمّد بملومٍ، لا يلومك ربّك على تفريطٍ كان منك في الإنذار، فقد أنذرت، وبلّغت ما أرسلت به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قال: قد بلّغت ما أرسلناك به، فلست بملومٍ قال: وكيف يلومه، وقد أدّى ما أمر به.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} ذكر لنا أنّها لمّا نزلت هذه الآية، اشتدّ على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأوا أنّ الوحي قد انقطع، وأنّ العذاب قد حضر، فأنزل اللّه تبارك وتعالى بعد ذلك {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرنا ابن عليّة قال: أخبرنا أيّوب، عن مجاهدٍ قال: خرج عليّ معتجرًا ببردٍ، مشتملاً بخميصةٍ، فقال لمّا نزلت {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} أحزننا ذلك وقلنا: أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنّا حتّى نزل {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين}). [جامع البيان: 21/551-552]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فتول عنهم] أي يا محمد). [تفسير مجاهد: 2/621]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جريرٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أيوب- وهو السختياني- عن مجاهدٍ "في قوله عزّ وجلّ: (فتولّ عنهم فما أنت بملوم) قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه: ما نزلت علينا آيةٌ كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها. قلنا: ما هذا إلا من سخط أو مقت حتّى نزلت: (وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين) قال: ذكر بالقرآن".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ ليث بن أبي سليمٍ الجمهور على ضعفه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/276]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق: وأبنا سليمان بن حربٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، ثنا أيّوب، عن مجاهدٍ قال: "خرج علينا عليٌّ معتجرًا ببردٍ مشتملًا في خميصةٍ قال: لما نزلت: (فتول عنهم فما أنت بملوم) اشتدّ على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فلم يبق منّا أحدٌ إلّا أيقن هلكته إذ أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولى عنهم حتّى نزلت: (وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين) فطابت أنفسنا".
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا ابن عليّة، ثنا أيّوب ... فذكره بلفظ "أحزننا ذلك فقلنا: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنّا حتّى نزلت ... " والباقي مثله، ولم يقل: "طابت أنفسنا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/276-277]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا جريرٌ، عن ليث ابن أبي سليمٍ، عن أيّوب - هو السّختيانيّ - عن مجاهدٍ. في قوله تعالى: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: " ما نزلت آيةٌ كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها. قلنا: ما هذا إلّا من سخطة، أو مقت، حتّى أنزلت: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكّر بالقرآن). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/265]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (أخبرنا سليمان بن حربٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، ثنا أيّوب عن مجاهدٍ، قال: خرج علينا عليٌّ رضي الله عنه معتجرًا ببردٍ مشتملًا في خميصةٍ، قال: لمّا نزلت: " فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ "، اشتدّ على أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يبق منّا أحد إلاّ أشفق لهلكة، إذ أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنهم، حتّى نزلت، {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا.
وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا ابن عليّة، ثنا أيّوب فذكره بلفظ (أحزننا ذلك). فقلنا: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنّا، حتّى نزلت.. والباقي مثله، ولم يقل: فطابت أنفسنا.
- قلت: رواه الهيثم بن كليبٍ في مسنده. عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حربٍ، عن حمّاد بن زيدٍ، به وأتمّ منه.
وحديث مجاهدٍ عن عليٍّ رضي الله عنه، عند أحمد في مسنده لحديثٍ غير هذا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/265-268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 54 - 60
أخرج أبو داود في ناسخه، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وسلم ثم قال: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فنسختها). [الدر المنثور: 13/673]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد، عن علي، قال: لما نزلت {فتول عنهم فما أنت بملوم} لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا فنزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا). [الدر المنثور: 13/673]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ما نزلت علينا آية كانت أشد علينا منها ولا أعظم علينا منها فقلنا: ما هذا إلا من سخطة أو مقت حتى نزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكر بالقرآن). [الدر المنثور: 13/673]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}). [الدر المنثور: 13/673-674]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: فأعرض عنهم فقيل له: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فوعظهم). [الدر المنثور: 13/674]

تفسير قوله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} يقول: وعظ يا محمّد من أرسلت إليه، فإنّ العظة تنفع أهل الإيمان باللّه.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} قال: وعظهم). [جامع البيان: 21/553]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جريرٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أيوب- وهو السختياني- عن مجاهدٍ "في قوله عزّ وجلّ: (فتولّ عنهم فما أنت بملوم) قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه: ما نزلت علينا آيةٌ كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها. قلنا: ما هذا إلا من سخط أو مقت حتّى نزلت: (وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين) قال: ذكر بالقرآن".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ ليث بن أبي سليمٍ الجمهور على ضعفه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/276] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق: وأبنا سليمان بن حربٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، ثنا أيّوب، عن مجاهدٍ قال: "خرج علينا عليٌّ معتجرًا ببردٍ مشتملًا في خميصةٍ قال: لما نزلت: (فتول عنهم فما أنت بملوم) اشتدّ على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فلم يبق منّا أحدٌ إلّا أيقن هلكته إذ أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولى عنهم حتّى نزلت: (وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين) فطابت أنفسنا".
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا ابن عليّة، ثنا أيّوب ... فذكره بلفظ "أحزننا ذلك فقلنا: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنّا حتّى نزلت ... " والباقي مثله، ولم يقل: "طابت أنفسنا"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/276-277] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا جريرٌ، عن ليث ابن أبي سليمٍ، عن أيّوب - هو السّختيانيّ - عن مجاهدٍ. في قوله تعالى: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: " ما نزلت آيةٌ كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها. قلنا: ما هذا إلّا من سخطة، أو مقت، حتّى أنزلت: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكّر بالقرآن). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/265] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (أخبرنا سليمان بن حربٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، ثنا أيّوب عن مجاهدٍ، قال: خرج علينا عليٌّ رضي الله عنه معتجرًا ببردٍ مشتملًا في خميصةٍ، قال: لمّا نزلت: " فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ "، اشتدّ على أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يبق منّا أحد إلاّ أشفق لهلكة، إذ أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنهم، حتّى نزلت، {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا.
وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا ابن عليّة، ثنا أيّوب فذكره بلفظ (أحزننا ذلك). فقلنا: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتولّى عنّا، حتّى نزلت.. والباقي مثله، ولم يقل: فطابت أنفسنا.
- قلت: رواه الهيثم بن كليبٍ في مسنده. عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حربٍ، عن حمّاد بن زيدٍ، به وأتمّ منه.
وحديث مجاهدٍ عن عليٍّ رضي الله عنه، عند أحمد في مسنده لحديثٍ غير هذا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/265-268] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 54 - 60
أخرج أبو داود في ناسخه، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وسلم ثم قال: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فنسختها). [الدر المنثور: 13/673] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد، عن علي، قال: لما نزلت {فتول عنهم فما أنت بملوم} لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا فنزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا). [الدر المنثور: 13/673] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ما نزلت علينا آية كانت أشد علينا منها ولا أعظم علينا منها فقلنا: ما هذا إلا من سخطة أو مقت حتى نزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكر بالقرآن). [الدر المنثور: 13/673] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}). [الدر المنثور: 13/673-674] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال: فأعرض عنهم فقيل له: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فوعظهم). [الدر المنثور: 13/674] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال: من وجد للذكرى في قلبه موقعا فليعلم أنه مؤمن قال الله {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}). [الدر المنثور: 13/674]


رد مع اقتباس