عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 20 محرم 1432هـ/26-12-2010م, 02:38 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 139 إلى 148]

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا، هو من الوهن). [مجاز القرآن: 1/104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لا تهنوا}: لا تضعفوا من الوهن). [غريب القرآن وتفسيره: 109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا. وهو من الوهن.
و{القرح}: الجراح، والقرح أيضا، وقد قرئ بهما جميعا.
ويقال: القرح - بالضم -: ألم الجراح). [تفسير غريب القرآن: 112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقالوا أيضا: وتكون بمعنى إذ، كقوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}أي: إذ كنتم. وقوله: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13].
وقوله: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
وهي عند أهل اللغة (إن) بعينها، لا يجعلونها في هذه المواضع بمعنى (إذ) ويذهبون إلى أنه أراد: من كان مؤمنا لم يهن ولم يدع إلى السّلم، ومن كان مؤمنا لم يخش إلا الله، ومن كان مؤمنا ترك الرّبا). [تأويل مشكل القرآن:552-553] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} أي: لا تضعفوا، يقال وهن يهن إذا ضعف فضمن اللّه عزّ وجلّ – النصر بقوله: {وأنتم الأعلون}). [معاني القرآن: 1/470]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
قال أبو عبيدة: معناه لا تضعفوا.
قال أبو جعفر: من الوهن). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وَلاَ تَهِنُوا} أي: لا تضعفوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({تَهِنُوا}: تضعفوا). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {إن يمسسكم قرحٌ...}
و{قرح} وأكثر القرّاء على فتح القاف.
وقد قرأ أصحاب عبد الله: قرح، وكأنّ القرح ألم الجراحات، وكأنّ القرح الجراح بأعيانها. وهو في ذاته مثل قوله: {أسكنوهنّ من حيث سكنتم من وجدكم} ووجدكم {والّذين لا يجدون إلاّ جهدهم} وجهدهم، و{لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها} [ووسعها].

وقوله: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} يعلم المؤمن من غيره، والصابر من غيره. وهذا في مذهب أي ومن؛ كما قال: {لنعلم أي الحزبين أحصى} فإذا جعلت مكان أي أو من الذي أو ألفا ولاما نصبت بما يقع عليه؛ كما قال الله تبارك: {فليعلمنّ الله الّذين صدقوا وليعلمنّ الكّاذبين} وجاز ذلك لأن في "الذي" وفي الألف واللام تأويل من وأيّ؛ إذ كانا في معنى انفصال من الفعل، فإذا وضعت مكانهما اسما لا فعل فيه لم يحتمل هذا المعنى. فلا يجوز أن تقول: قد سألت فعلمت عبد الله، إلا أن تريد علمت ما هو. ولو جعلت مع عبد الله اسما فيه دلالة على أي جاز ذلك؛ كقولك: إنما سألت لأعلم عبد الله من زيد، أي لأعرف ذا من ذا.
وقول الله تبارك وتعالى: {لم تعلموهم أن تطئوهم} يكون: لم تعلموا مكانهم، ويكون لم تعلموا ما هم أكفار أم مسلمون. والله أعلم بتأويله).
[معاني القرآن: 1/234-235]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن يمسسكم قرحٌ} القرح: الجراح، والقتل). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مّثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
قال تعالى: {إن يمسسكم قرحٌ} قال بعضهم {قرحٌ} مثل "الضعف" و"الضعف" وتقول منه "قرح" "يقرح" "قرحا" و"هو قرح".
وبعض العرب يقول "قريح" مثل "مذل" و"مذيل").
[معاني القرآن: 1/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عن يمسسكم قرح}: وقرئت قرح فالقرح الجراح والقرح ألم الجراح). [غريب القرآن وتفسيره:109-110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
{إن يمسسكم قرح} و {قرح} جميعا يقرأان، وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد، ومعناه: الجراح وألمها يقال قد قرح يقرح قرحا، وأصابه قرح، قال بعضهم كأن القرح الجرح، وكأن القرح الألم.
{وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي: نجعل الدولة في وقت من الأوقات للكافرين على المؤمنين إذا عصوا فيما يؤمرون به، من محاربة الكفار، فأما إذا أطاعوا فهم منصورون أبدا، كما قال اللّه - عزّ وجلّ - {ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}
ومعنى {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء}أي: ليعلم اللّه من يقيم على الإيمان بعد أن تناله الغلبة، أي: يجعل لهم الدولة في وقت من الأوقات ليعلم المؤمنين.
وتأويل {وليعلم اللّه الّذين آمنوا}- واللّه عزّ وجلّ - قد علمهم قبل ذلك، معناه: يعلم ذلك واقعا منهم - كما قال عز وجل - {ولنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين} أي: ليقع ما علمناه غيبا مشاهدة للناس، ويقع - منكم. وإنما تقع المجازاة على ما علمه اللّه من الخلق وقوعا على ما لم يقع وما لم يعلموه - قال الله عزّ وجلّ: {وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة}
وقال: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}). [معاني القرآن: 1/470-471]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}
يقرأ (قرح) ويقرأ (قرح) وبفتح القاف والراء
فالقرح: مصدر قرح يقرح
قال الكسائي: القرح والقرح واحد.
وقال الفراء: كان القرح الجراحات وكأن القرح الألم). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}أي: تكون مرة للمؤمنين ليعزم الله عز وجل وتكون مرة للكافرين إذا عصى المؤمنون فأما إذا لم يعصوا فإن حزب الله هم الغالبون). [معاني القرآن: 1/481]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} أي: ليعلم الله صبر المؤمنين إذا كانت الغلبة عليهم وكيف صبرهم، وقد كان سبحانه علم هذا غيبا إلا أن علم الغيب لا تقع عليه مجازاة،فالمعنى: ليعلمه واقعا علم الشهادة.
وقال الضحاك: قال المسلمون الذين لم يحضروا بدرا: ليتنا لقينا العدو حتى نبلي فيهم ونقاتلهم، فلقي المسلمون يوم أحد فاتخذ الله منهم الشهداء وهم الذين ذكرهم الله عز وجل فقال: {ويتخذ منكم الشهداء}
والظالمون هنا: الكافرون، أي: لم يتخذوا وهذه المحبة لهم). [معاني القرآن: 1/482-483]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ( و{القَرْح} الجراح، ويقال: هو بالضم ألم الجراح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({القَرْحُ}: الجراح. {القُرْحٌ}: ألم الجراح). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا...}
يريد: يمحّص الله الذنوب عن الذين آمنوا، {ويمحق الكافرين}: ينقصهم ويفنيهم). [معاني القرآن: 1/235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} أي: يختبرهم.
والتمحيص: الابتلاء والاختبار.

قال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر: رأيت فضلا كان شيئا ملففا فكشفه التمحيص حتى بدا ليا يريد الاختبار). [تفسير غريب القرآن:112-113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين} المعنى: جعل اللّه الأيام مداولة بين الناس ليمحص المؤمنين بما يقع عليهم من قتل في حربهم، أو ألم أو ذهاب مال.
{ويمحق الكافرين}:
ليستأصلهم.
وجائز أن يكون: يمحقهم يحبط أعمالهم.
وتأويل المحص في اللغة: التنقية والتخليص.

قال محمد بن يزيد - رحمه اللّه -: يقال محص الحبل محصا، إذا ذهب منه الوبر حتى يملص وحبل محص أو ملص بمعنى واحد.
قال وتأويل قول الناس: محّص عنا ذنوبنا، أي: أذهب عنا ما تعلق بنا من الذنوب.
وأخبرنا محمد بن يزيد أن حنيف الحناتم ورد ماء يقال له (طويلع) فقال: " واللّه إنك لمحص الرشا بعيد المستقي مظل على الأعداء ولو سألتني أعناق الإبل لأعطيتك " أي: لو تقطعت أعناق الإبل إليك لقصدتك.
ومعنى محص الرشاء، أي: هو طين خر، فالرشا تتملص من اليد.
فمعنى يمحّص الذين آمنوا: يخلّصهم من الذنوب.
وقال محمد بن يزيد - رحمه اللّه – أيضا وغيره من أهل اللغة محص الظبي يمحص إذا عدا عدوا شديدا، وقال هو وحده: تأويله أنه لا يخلط حدته في العدو ونيا ولا فتورا.
وقال غيره: محص الظبي يمحص ومحص بمعنى واحد: إذا عدا عدوا يكاد أن ينفد فيه من شدته.
ويقال: ويستحب من الفرس أن تمحّص قوائمه أي تخلص من الرّهل.
قال أبو إسحاق: وقرأت عليه أيضا عن الخليل: المحص التخليص يقال محصت الشيء أمحصه محصا إذا خلصته وقال بعض أهل اللغة: {وليمحص الله الذين آمنوا} أي: وليمحص اللّه ذنوب الذين آمنوا - ولم يخبروا بحقيقة المحص ما هو). [معاني القرآن: 1/471-472]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}
قال مجاهد: يمحص يبتلي.
قال أبو جعفر قال أبو إسحاق: قرأت على أبي العباس محمد بن يزيد عن الخليل أن التمحيص التخليص يقال محصه يمحصه محصا إذا خلصه.
فالمعنى: على هذا ليبتلي المؤمنون ليثيبهم ويخلصهم من ذنوبهم ويستأصل الكافرين). [معاني القرآن: 1/483-484]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ولِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ} أي: ليختبر وليبتلي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين...}
خفض الحسن "ويعلم الصابرين" يريد الجزم. والقرّاء بعد تنصبه. وتهو الذي يسمّيه النحويّون الصرف؛ كقولك: "لم آته وأكرمه إلا استخفّ بي" والصرف أن يجتمع الفعلان بالواو أو ثم أو الفاء أو أو، وفي أوّله جحد أو استفهام، ثم ترى ذلك الجحد أو الاستفهام ممتنعا أن يكرّ في العطف، فذلك الصرف. ويجوز فيه الإتباع؛ لأنه نسق في اللفظ؛ وينصب؛ إذ كان ممتنعا أن يحدث فيهما ما أحدث في أوّله؛ ألا ترى أنك تقول: لست لأبي إن لم أقتلك أو إن لم تسبقني في الأرض. وكذلك يقولون: لا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا تكرّ (لا) في يضيق. فهذا تفسير الصرف). [معاني القرآن: 1/235-236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ}.
تأويله: أن إبليس لما سأل الله تبارك وتعالى النّظرة فأنظره قال: لأغوينّهم ولأضلّنّهم ولأمنّينّهم ولآمرنّهم فليبتّكنّ آذان الأنعام ولآمرنّهم فليغيّرنّ خلق الله ولأتّخذنّ منهم نصيبا مفروضا وليس هو في وقت هذه المقالة مستيقنا أنّ ما قدّره الله فيهم يتمّ، وإنما قاله ظانا، فلما اتبعوه وأطاعوه، صدق ما ظنّه عليهم أي فيهم، ثم قال الله: وما كان تسليطنا إيّاه إلا لنعلم من يؤمن، أي المؤمنين من الشاكين.
وعلم الله تعالى نوعان:
أحدهما: علم ما يكون من إيمان المؤمنين، وكفر الكافرين، وذنوب العاصين، وطاعات المطيعين قبل أن تكون، وهذا علم لا تجب به حجة ولا تقع عليه مثوبة ولا عقوبة.
والآخر: علم هذه الأمور ظاهرة موجودة فيحق القول ويقع بوقوعها الجزاء.
فأراد جل وعز: ما سلطناه عليهم إلا لنعلم إيمان المؤمنين ظاهرا موجودا، وكفر الكافرين ظاهرا موجودا.
وكذلك قوله سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} أي: يعلم جهاده وصبره موجودا يجب له به الثواب). [تأويل مشكل القرآن:311-312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ}أي: ليبلّغوا رسالات ربهم.
و(العلم) هاهنا مثله في قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} يريد: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا تجاهدوا وتصبروا، فيعلم الله ذلك ظاهرا موجودا يجب به ثوابكم، على ما بينا في غير هذا الموضع). [تأويل مشكل القرآن: 434] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين}
وقرأها الحسن: {ويعلم الصّابرين} بالكسر على العطف ومن قرأ {ويعلم الصابرين} فعلى النصب بالواو.
المعنى: ولما يقع العلم بالجهاد والعلم بصبر الصابرين، ولما يعلم اللّه ذلك واقعا منهم. لأنه - جلّ وعزّ -يعلمه غيبا، وإنما يجازيهم على عملهم.
وتأويل {لمّا} أنّها جواب لقول القائل قد فعل فلان فجوابه لمّا يفعل وإذا قال فعل فجوابه لم يفعل، وإذا قال: لقد فجوابه ما يفعل، كأنه قال " واللّه هو يفعل، يريد ما يستقبل فجوابه لن يفعل ولا يفعل.
هذا مذهب النحويين). [معاني القرآن: 1/472-473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}
لما بمعنى لم إلا أن لما عند سيبويه جواب لمن قال قد فعل ولم جواب لمن قال فعل.
ومعنى الآية: ولما يعلم الله ذلك واقعا منهم لأنه قد علمه غيبا.
وقيل المعنى: لم يكن جهاد فيعلمه الله). [معاني القرآن: 1/484]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون...}
معناه: رأيتم أسباب الموت. وهذا يوم أحد؛ يعني السيف وأشباهه من السلاح). [معاني القرآن: 1/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
قال تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} توكيداً كما تقول: "قد رأيته واللّه بعّيني" و"رأيته عيانا"). [معاني القرآن: 1/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه} أي: رأيتم أسبابه، يعني: السيف والسلاح). [تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجل: {ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} أي: كنتم تمنون القتال، هو سبب الموت، والمعنى: ولقد كنتم تمنون سبب الموت، وذلك أنهم كانوا يتمنون أن يطلق لهم القتال - قال الله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين قيل لهم كفّوا أيديكم وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فلمّا كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشية}.
وقوله عزّ " جل: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} قيل فيه غير قول.
قال الأخفش: معناه التوكيد.
وقال بعضهم: وأنتم تنظرون إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
والمعنى - واللّه أعلم -: فقد رأيتموه وأنتم بصراء كما تقول: قد رأيت كذا وكذا، وليس في عينيك عمة - أي: قد رأيته رؤية حقيقية.
وهو راجع إلى معنى التوكيد). [معاني القرآن: 1/473]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
قال ابن نجيح عن مجاهد: كان قوم من المسلمين قالوا بعد بدر: ليت أنه يكون قتال حتى نبلي ونقاتل فلما كان يوم أحد انهزم بعضهم فعاتبهم الله على ذلك فقال {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه}
والتقدير في العربية: ولقد كنتم تمنون سبب الموت ثم حذف وسبب الموت القتال.
ثم قال تعالى: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}
وقال بعض أهل اللغة: وأنتم تنظرون محمدا.
وقال سعيد الأخفش: وأنتم تنظرون توكيد.
قال أبو جعفر: وحقيقة هذا القول فقد رأيتموه حقيقة وأنتم بصراء متيقنون). [معاني القرآن: 1/48-485]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {أفإن مّات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...}
كلّ استفهام دخل على جزاء فمعناه أن يكون في جوابه خبر يقوم بنفسه، والجزاء شرط لذلك الخبر، فهو على هذا، وإنما جزمته ومعناه الرفع لمجيئه بعد الجزاء؛ كقول الشاعر:
حلفت له إن تدلج اللّيل لا يزل * أمامك بيتٌ من بيوتي سائر
فـ (لا يزل) في موضع رفع؛ إلا أنه جزم لمجيئه بعد الجزاء وصار كالجواب. فلو كان "أفإن مات أو قتل تنقلبون" جاز فيه الجزم والرفع.
ومثله {أفإن متّ فهم الخالدون} المعنى: أنهم الخالدون إن مت. وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا} لو تأخرت فقلت في الكلام: (فكيف إن كفرتم تتقون) جاز الرفع والجزم في تتقون).
[معاني القرآن: 1/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (انقلبتم على أعقابكم): كل من رجع عما كان عليه، فقد رجع على عقبيه). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما محمّدٌ إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل أفإن مّات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشّاكرين}
قال تعالى ولم يقل {أفإن مّات أو قتل انقلبتم} فيقطع الألف لأنه جواب المجازاة الذي وقعت عليه {إن] وحرف الاستفهام قد وقع على {إن} فلا يحتاج خبره إلى الاستفهام لأن خبرها مثل خبر الابتداء. ألا ترى انك تقول: "أأزيدٌ حسنٌ" ولا تقول: "أزيدٌ أحسنٌ" وقال الله تعالى: {أفإن مّتّ فهم الخالدون} ولم يقل "أهم الخالدون" لأنه جواب المجازاة). [معاني القرآن: 1/182-183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({انقلبتم على أعقابكم}: رجعتم). [غريب القرآن وتفسيره: 110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({انقلبتم على أعقابكم} أي: كفرتم. ويقال لمن كان على شيء ثم رجع عنه: قد انقلب على عقبه.
وأصل هذا أرجعه القهقري. ومنه قيل للكافر بعد إسلامه: مرتد).
[تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وما محمّد إلّا رسول قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا وسيجزي اللّه الشّاكرين} أي: قد مضت من قبله الرسل، المعنى إنّه يموت كما ماتت الرسل قبله.
{أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} أي: ارتددتم عن دينكم - وروي أن بعض من كان في يوم أحد ارتدّ، وبعضهم مضى مسافة ثلاثة أيام، فأعلم اللّه جلّ وعزّ أن الرسل ليست باقية في أممها أبدا وأنّه يجب التمسك بما أتت به، وإن فقد الرسول بموت أو قتل.
وألف الاستفهام دخلت على حرف الشرط ومعناها - الدخول على الجزاء، المعنى أتنقلبون على أعقابكم إن مات محمد أو قتل، لأن الشرط والجزاء معلق أحدهما بالآخر فدخلت ألف الاستفهام على الشرط وأنبأت عن معنى الدخول على الجزاء، كما أنك إذا قلت هل زيد قائم فإنما تستفهم عن قياعه لا من هو، وكذلك قولك ما زيد قائما إنما نفيت القيام ولم تنف زيدا لكنك أدخلت " ما " على زيد لتعلم من الذي نفى عنه القيام.
وكذلك قوله عزّ وجلّ {أفإن متّ فهم الخالدون} ). [معاني القرآن: 1/474]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}
معنى {خلت}: مضت.
ثم قال تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}
قال قتادة: أفإن مات نبيكم أو قتل رجعتم كفارا.
وهذا القول حسن في اللغة وشبهه بمن كان يمشي إلى خلفه بعدما كان يمشي إلى أمامه.
{وسيجزي الله الشاكرين} أي: على أن هداهم وأنعم عليهم.
ويقال انقلب على عقبيه إذا رجع عما كان عليه.
وأصل هذا: من العاقبة والعقبى وهما ما يتلوا الشيء ويجب أن يتبعه وقال تعالى: {والعاقبة للمتقين} ومنه عقب الرجل ومنه يقال جئت في عقب الشهر إذا جئت بعد ما مضى وجئت في عقبه وعقبه إذا جئت وقد بقيت منه بقية ومنه قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه}). [معاني القرآن: 1/486-487]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أي: كفرتم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({انقَلَبْتُمْ}: رجعتم). [العمدة في غريب القرآن: 102]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما كان لنفسٍ أن تموت} معناها: ما كانت نفس لتموت إلاّ بإذن الله). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان لنفسٍ أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مّؤجّلاً ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشّاكرين}
قال الله تعالى: {وما كان لنفسٍ أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مّؤجّلاً} فقوله سبحانه {كتاباً مّؤجّلاً} توكيد، ونصبه على "كتب اللّه ذلك كتاباً مؤجّلاً".
وكذلك كل شيء في القرآن من قوله: {حقّا} إنما هو "أحقّ ذلك حقّاً".
وكذلك {وعد اللّه} و{رحمةً مّن رّبّك} و{صنع اللّه} و{كتاب اللّه عليكم} إنما هو من "صنع اللّه ذلك صنعاً" فهذا تفسير كل شيء في القرآن من نحو هذا وهو كثير).
[معاني القرآن: 1/183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن اللّه كتابا مؤجّلا ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشّاكرين} المعنى: ما كانت نفس لتموت إلا بإذن اللّه، وقوله عزّ وجلّ: {كتابا مؤجّلا} على التوكيد، المعنى: كتب اللّه ذلك كتابا مؤجلا، أي: كتابا ذا أجل).
والأجل هو الوقت المعلوم، ومثل هذا التوكيد قوله - عزّ وجلّ: {كتاب اللّه عليكم} لأنه لما قال: {حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم}
دل ذلك على: أنه مفروض عليهم فكان قوله: {كتاب اللّه عليكم} توكيدا.
وكذلك قوله عز وجلّ: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيء) لأنه لما قال: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب} دل ذلك على: أنه خلق اللّه وصنعه.
فقال: {صنع اللّه}وهذا في القرآن في غير موضع - وهذا مجراه عند جميع النحويين.
وقوله عزّ وجلّ: {ومن يرد ثواب الدّنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها}أي: من كان إنما يقصد بعمله الدنيا أعطي منها، وكل نعمة فيها العبد فهي تفضل من اللّه إعطاء منه.
ومن كان قصده بعمله الآخرة آتاه اللّه منها.
وليس في هذا دليل أنه يحرمه خير الدنيا، لأنه لم يقل ومن يرد ثواب الآخرة لم نؤته إلا منها، واللّه عزّ وجلّ ذو الفضل العظيم). [معاني القرآن: 1/474-475]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها} المعنى: ومن يرد ثواب الآخرة بالعمل الصالح، وهذا كلام مفهوم معناه كما يقال فلان يريد الجنة إذا كان يعمل عمل أهلها ولا يقال ذلك فاسق). [معاني القرآن: 1/487]

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ...} والربّيون الألوف.
تقرأ: قتل وقاتل. فمن أراد قتل جعل قوله: {فما وهنوا لما أصابهم} للباقين، ومن قال: قاتل جعل الوهن للمقاتلين. وإنما ذكر هذا لأنهم قالوا يوم أحد: قتل محمد صلى الله عليه وسلم، ففشلوا، ونافق بعضهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما محمد إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل}، وأنزل: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ}.
ومعنى {وكأين}: وكم.
وقد قال بعض المفسرين: "وكأين من نبي قتل" يريد: و"معه ربيون" والفعل واقع على النبي صلّى الله عليه وسلم، يقول: فلم يرجعوا عن دينهم ولم ينهوا بعد قتله. وهو وجه حسن). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ربّيّون} الرّبّيّون: الجماعة الكثيرة، والواحد منها ربّي). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وكأيّن مّن نّبيٍّ قاتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
قال تعالى: {وكأيّن مّن نّبيٍّ قتل معه ربّيّون كثيرٌ فما وهنوا} يجعل النبيّ هو الذي قتل وهو أحسن الوجهين لأنه قد قال: {أفإن مات أو قتل}.
وقال بعضهم {قاتل معه} وهي أكثر وبها نقرأ. لأنهم كانوا يجعلون {قتل} على {ربّيّون}. ونقول: "فكيف نقول "فكيف نقول {فما وهنوا} وقد قلنا إنهم قد قتلوا فإنه كما ذكرت لك أن القتل على النبي صلى الله عليه. وقوله: {ربّيّون} يعني: الذين يعبدون الرب تعالى وواحدها "ربّيّ").
[معاني القرآن: 1/183-184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ((الربيون): العلماء. الواحد ربي). [غريب القرآن وتفسيره: 110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وكأيّن من نبيٍّ}أي: كثير من نبي.
{قاتل معه ربّيّون} أي: جماعات كثيرة. ويقال: الألوف.
وأصله: من الربّة وهي الجماعة، يقال للجمع: ربّي كأنه نسب إلى الربّة، ثم يجمع ربّي بالواو والنون. فيقال: ربّيون.

[(فما وهنوا) أي: ضعفوا].
{و ما استكانوا} ما خشعوا وذلّوا. ومنه أخذ المستكين). [تفسير غريب القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
تفسيرها " كم من نبي "، وفيها لغتان جيدتان بالغتان يقرأ بهما جميعا.
يقرأ. {وكأيّن} بتشديد (وكائن) على وزن فاعل.
وأكثر ما جاء الشعر على هذه اللغة قال جرير:
وكائن بالأباطح من صديق... يراني لو أصبت هو المصابا
وقال الشاعر أيضا:
وكائن رددنا عنكمو من مدجج... يجيء أمام الألف يردى مقنعا
ومثل التشديد قوله:
كائن في المعاشر من أناس... أخوهم فوقهم وهم كرام
أعلم اللّه جلّ وعزّ أن كثيرا من الأنبياء قاتل معه جماعة فلم يهنوا – فقال الله عزّ وجلّ: {ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا}.
{وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين}
معنى {فما وهنوا} فما فتروا، {وما ضعفوا}: وما جبنوا عن قتال عدوهم.
ومعنى{ما استكانوا}: ما خضعوا لعدوهم وتقرأ - وهو الأكثر {ربّيّون} بكسر الراء، وبعضهم يقرأ {ربّيّون} - بضم الراء.
وقيل في تفسير {ربّيّون كثير} أنهم الجماعات الكثيرة.
وقال بعضهم: الربوة عشرة آلاف وقيل الربيون العلماء الأتقياء: الصّبر على ما يصيبهم في الله - عزّ وجلّ - وكلا القولين حسن جميل، وتقرأ: (قتل معه)، (وقاتل معه).
فمن قرى قاتل، المعنى: إنهم قاتلوا وما وهنوا في قتالهم، ومن قرأ قتل، فالأجود أن يكون (قتل) للنبي عليه السلام المعنى.. وكأين من نبي قتل ومعه ربيون فما وهنوا بعد قتله، لأن هؤلاء الذين وهنوا كانوا توهموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل، فأعلم الله - عزّ وجلّ - أن الربانيين بعد قتل نبيهم ما وهنوا.
وجائز أن يكون (قتل) للربانيين، ويكون (فما وهنوا) أي ما وهن من بقي منهم). [معاني القرآن: 1/475-476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
ويقرأ {قاتل} فمن قرأ (قتل) معه ففيه عنده قولان:
أحدهما: روي عن عكرمة وهو أن المعنى وكأين من نبي قتل على أنه قد تم الكلام ثم قال: معه ربيون كثير، بمعنى معه ربيون كثير.
وهذا قول حسن على مذهب النحويين لأنهم أجازوا رأيت زيدا السماء تمطر عليه بمعنى والسماء تمطر عليه.
والقول الآخر: أن يكون المعنى قتل معه بعض الربيين وهذا معروف في اللغة أن يقال جاءني بني فلان وإنما جاءك بعضهم فيكون المعنى على هذا قتل معه بعض الربين). [معاني القرآن: 1/488-489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}أي: فما ضعف من بقي منهم كما قرئ {ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلونكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم} بمعنى: فإن قتلوا بعضكم
والقول الأول: على أن يكون التمام عند قوله: {قتل} وهو أحسن والحديث يدل عليه.
قال الزهري: صاح الشيطان يوم أحد قتل محمد فانهزم جماعة من المسلمين.
قال كعب بن مالك: كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عينيه من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي هذا رسول الله فأومأ إلي أن اسكت فأنزل الله عز وجل:{وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير}
وقال عبد الله ابن مسعود: الربيون الألوف الكثيرة.
وقال مجاهد وعكرمة والضحاك: الربيون الجماعات.
وقال ابن زيد: الربيون الأتباع.
ومعروف أن: الربة الجماعة فهم منسبون إلى الربة ويقال للخرقة التي يجمع فيها القدح ربة وربة والرباب قبائل تجمعت.
وقال أبان بن تغلب: الربي عشرة آلاف.
وقال الحسن رحمة الله عليه: هم العلماء الصبر كأنه أخذ من النسبة إلى الرب تبارك وتعالى.
ثم قال تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}أي: فما ضعفوا
والوهن في اللغة: أشد الضعف.
{وما استكانوا} أي: وما ذلوا فعاتب الله عز وجل بهذا المسلمين بهذا لأنهم كانوا يتمنون القتال.
وقرأ مجاهد فيما روي عنه {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} وهي قراءة حسنة، والمعنى: ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل، أي: من قبل أن تلقوه). [معاني القرآن: 1/489-492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {وكأين من نبي} أي: وكم من نبي). [ياقوتة الصراط: 191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({رِبِّيُّونَ} أي: جماعات كثيرة، وأصله من الرِبَة وهي الجماعة. ويقال للواحد رِبَي، كأنه نُسب إلى الرِبَة ثم جمع.
{وَمَا اسْتَكَانُواْ} أي: وما خسئوا، وما ذلوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 53]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا...}
نصبت القول بكان، وجعلت أن في موضع رفع، ومثله في القرآن كثير والوجه أن تجعل (أن) في موضع الرفع؛ ولو رفع القول وأشباهه وجعل النصب في "أن" كان صوبا). [معاني القرآن: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإسرافنا في أمرنا}: تفريطنا). [مجاز القرآن: 1/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
قال تعالى: {وما كان قولهم إلاّ أن قالوا} وقال: {وما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا} و[قال] {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} فـ{أن قالوا} هو الاسم الذي يرفع بـ{وكان} لأن {أن} الخفيفة وما عملت فيه بمنزلة اسم تقول: "أعجبني أن قالوا" وإن شئت رفعت أول هذا كله وجعلت الآخر في موضع نصب على خبر كان. قال الشاعر:
لقد علم الأقوام ما كان داءها = بثهلان إلاّ الخزي ممّن يقودها
وإن شئت "ما كان داؤها إلا الخزي"). [معاني القرآن: 1/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {وما كان قولهم إلّا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
تقرأ {قولهم} بالنصب ويكون الاسم: {إلا أن قالوا} فيكون المعنى: ما كان قولهم إلا استغفارهم، أي: قولهم اغفر لنا - ومن قرأها بالرفع جعل خبر كان ما بعد إلا، والأكثر في الكلام أن يكون الاسم هو ما بعد إلا - قال اللّه عزّ وجل {فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا} {ما كان حجّتهم إلّا أن قالوا}.
ومعنى: {وثبّت أقدامنا} أي ثبتنا على دينك. وإذا ثبتهم على دينهم ثبتوا في حربهم - قال اللّه عزّ وجلّ - (فتزلّ قدم بعد ثبوتها) المعنى: تزلّ عن الدين). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا}
قال مجاهد: يعني الخطايا الكبار.
ثم قال تعالى: {وثبت أقدامنا} أي: ثبتنا على دينك وإذا ثبتهم على دينه ثبتوا في الحرب كما قال {فتزل قدم بعد ثبوتها}). [معاني القرآن: 1/492]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عز وجل: {فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين} أي: ظفّرهم وغنمهم. {وحسن ثواب الآخرة}
المغفرة وما أعد لهم من النعيم الدائم). [معاني القرآن: 1/477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقال تعالى: {فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة}
قال قتادة: أعطوا النصر في الدنيا والنعيم في الآخرة). [معاني القرآن: 1/492]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (وقوله - عز وجل: {ثواب الدنيا} الثواب يكون خيراً ويكون شرا، وكذلك: البشارة: تكون بخير، وتكون بشر، ومن الثواب الشر). [ياقوتة الصراط:191-192]


رد مع اقتباس