عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} أي: كذّب وأوذي، {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل} [الأحقاف: 35]. {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك إلى أجلٍ مسمًّى} [الشورى: 14] بتأخير الحساب إلى يوم المعاد، {لقضي بينهم} أي: لعجّل لهم العذاب، بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلًا {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ} أي: وما كان تكذيبهم له عن بصيرةٍ منهم لما قالوا، بل كانوا شاكّين فيما قالوا، غير محقّقين لشيءٍ كانوا فيه. هكذا وجّهه ابن جريرٍ، وهو محتملٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 184-185]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلامٍ للعبيد (46) إليه يردّ علم السّاعة وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيدٍ (47) وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيصٍ (48)}
يقول تعالى: {من عمل صالحًا فلنفسه} أي: إنّما يعود نفع ذلك على نفسه، {ومن أساء فعليها} أي: إنّما يرجع وبال ذلك عليه، {وما ربّك بظلامٍ للعبيد} أي: لا يعاقب أحدًا إلّا بذنبٍ، ولا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه، وإرسال الرّسول إليه). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إليه يردّ علم السّاعة} أي: لا يعلم ذلك أحدٌ سواه، كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو سيّد البشر لجبريل وهو من سادات الملائكة -حين سأله عن السّاعة، فقال: "ما المسئول عنها بأعلم من السّائل"، وكما قال تعالى: {إلى ربّك منتهاها} [النّازعات: 44]، وقال {لا يجلّيها لوقتها إلا هو} [الأعراف: 187].
وقوله: {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} أي: الجميع بعلمه، لا يعزب عن علمه مثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء. وقد قال تعالى: {وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها} [الأنعام: 59]، وقال جلّت عظمته: {يعلم ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلّ شيءٍ عنده بمقدارٍ} [الرّعد: 8]، وقال {وما يعمّر من معمّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [فاطرٍ: 11].
وقوله: {ويوم يناديهم أين شركائي} أي: يوم القيامة ينادي اللّه المشركين على رءوس الخلائق: أين شركائي الّذين عبدتموهم معي؟ {قالوا آذنّاك} أي: أعلمناك، {ما منّا من شهيدٍ} أي: ليس أحدٌ منّا اليوم يشهد أنّ معك شريكًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل} أي: ذهبوا فلم ينفعوهم، {وظنّوا ما لهم من محيصٍ} أي: وظنّ المشركون يوم القيامة، وهذا بمعنى اليقين، {ما لهم من محيصٍ} أي: لا محيد لهم عن عذاب اللّه، كقوله تعالى: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا} [الكهف: 53] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 185]

رد مع اقتباس