عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (120) إلى الآية (123) ]

{ كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) }

قوله تعالى: {كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}

قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {عَلَى مَكَانَاتِكُمْ} [آية/ 93 و121] على الجمع:
قرأها عاصم وحده ياش-.
وقرأ الباقون {مَكَانَتِكُمْ} على الوحدة.
وقد سبق الكلام في نحو ذلك). [الموضح: 661] (م)

قوله تعالى: {وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {إليه يرجع الأمر كله} [123]. قرأ نافع وعاصم في رواية حفص {يرجع الأمر كله} على ما لم يُسم فاعله بمعنى: يرد الأمر كله إليه.
وقرأ الباقون {يرجع} أي: يصير الأمر كله إلى الله كما قال: {ألا إلى الله تصير الأمور} لم يقل: تصار، والأمر بينهما قريب؛ لأن الأمر إذا رد إلى الله رجع هو، كما تقول أجلست زيدًا فجلس هو، وأدخله الله الجنة فدخل هو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/296]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {وما ربك بغافل عما تعملون} [123].
قرأها نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بالتاء على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء على الإخبار عن غيب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وعاصم في رواية حفص: وإليه يرجع الأمر كله [هود/ 123] بضم الياء.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: يرجع* بفتح الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 4/388]
قال أبو علي: حجة من ضم قوله: ثم ردوا إلى الله [الأنعام/ 62] لأن المعنى ثم ردّ أمرهم إلى الله.
وهذا يدلّ على الاستسلام منهم كقوله: بل هم اليوم مستسلمون [الصافات/ 26]، ويقوّي ذلك قوله: ألا له الحكم [الأنعام/ 62] أي: له الحكم في أمرهم، ويقوّي ذلك قوله: إليه يرد علم الساعة وما يخرج من ثمرة من أكمامها [فصلت/ 47]، فهذه من الأمور المردودة إليه تعالى.
ومن قرأ: وإليه يرجع الأمر بفتح الياء، فلقوله: والأمر يومئذ لله [الانفطار/ 19] فكونه له رجوع إليه وانفراد به من غير أن يشركه أحد. كما تحكم في هذه الدار الفقهاء والسلطان، ويقوي ذلك وله الملك يوم ينفخ في الصور [الأنعام/ 73] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: بغافل عما تعملون [هود/ 123] بالتاء. وقرأ الباقون: بغافل عما يعملون* بالياء، [وكذلك أبو بكر عن عاصم].
قال أبو علي: حجّة التاء أن الخطاب يكون للنبي، عليه السلام، ولجميع الناس، والمعنى أنه يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، والخطاب يتوجه إلى جميع الناس، مؤمنهم وكافرهم، وهذا أعمّ من الياء.
وحجة الياء على: قل لهم: وما ربك بغافل عما يعملون). [الحجة للقراء السبعة: 4/389]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عمّا تعملون}
قرأ نافع وحفص {وإليه يرجع الأمر} بضم الياء على ما لم يسم فاعله أي يرد الأمر كله إليه
وقرأ الباقون {يرجع} أي يصير الأمر إليه وحجتهم قوله {ألا إلى الله تصير الأمور} ولم يقل تصار
قرأ نافع وابن عامر وحفص {وما ربك بغافل عمّا تعملون} بالتّاء على الخطاب
وقرأ الباقون بالياء أي وما ربك بغافل عمّا يعمل هؤلاء المشركون). [حجة القراءات: 353]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {وإليه يرجع الأمر} قرأه نافع وحفص بضم الياء، وفتح الجيم، وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الجيم.
وحجة من ضم أنه حمل الفعل على ما لم يُسم فاعله، فأقام الأمر مقام الفاعل، كما قال: {ثم ردوا إلى الله} «الأنعام 62» وقال: {إليه يرد علم الساعة} «فصلت 47».
32- وحجة من فتح أنه أضاف الفعل إلى «الأمر»، فرفعه بفعله كما قال: {والأمر يومئذٍ لله} «الانفطار 19»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/538]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (33- قوله: {وما ربك بغافل عما تعملون} قرأ نافع وابن عامر وحفص بالتاء، وقرأ الباقون بالياء.
وحجة من قرأه بالتاء أنه على الخطاب للنبي عليه السلام وأصحابه، ردوه على ما قبله من الخطاب في قوله: {فاعبده وتوكل عليه، وهو أمر للنبي، والمراد به هو وأمته، والتقدير: قل لهم يا محمد ما ربي بغافل عما تعملون.
وحجة من قرأه بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم} «121»، وقوله: {وانتظروا إنا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/538]
منتظرون} «122»، وفيه أيضًا معنى التهدد والوعيد للكفار، والتقدير: وما ربك يا محمد بغافل عما يعمل هؤلاء الذين لا يؤمنون). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/539]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ} [آية/ 123] بضم الياء وفتح الجيم:
قرأها نافعٌ و-ص- عن عاصم.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به، كما قال {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله}؛ لأن المعنى: ثم رُد أمرهم إلى الله، فالمعنى ههنا أيضًا وإليه يُرد الأمر كله.
ورجع قد يكون متعديًا ولازمًا، وهو ههنا متعدٍ.
وقرأ الباقون {يَرْجِعُ} بفتح الياء وكسر الجيم.
والوجه أنه أُسند الفعل إلى الأمر فرُفع به؛ لأن رجع ههنا لازم، والمعنى أن الأمر كله راجع إليه من غير أن يكون لغيره فيه شركة، كما قال تعالى {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} ). [الموضح: 662]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آية/ 123] بالتاء:
قرأها نافعٌ وابن عامر و-ص- عن عاصم ويعقوب.
والوجه أنه على الخطاب، وهو خطابٌ للنبي صلى الله عليه (وسلم) ولجميع الناس مؤمنهم وكافرهم، والمعنى أنه تعالى لا يغفل عن أفعالكم، بل هو عالم بها فيجازي الكل منكم على حسب ما عمل.
[الموضح: 662]
وقرأ الباقون {عَمَّا يَعْمَلُونَ} بالياء، وكذلك ياش- عن عاصم.
والوجه أنه راجعٌ إلى ما تقدم ذكرهم من الكفار في قوله تعالى {وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} وهم غُيب، فلذلك جاء الخبر عنهم على لفظ الغيبة). [الموضح: 663]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس