عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 105 إلى 175]

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين} [الشعراء: 105]، يعني: نوحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كذّبت قوم نوحٍ} قوم يذكر ويؤنث).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوح المرسلين}
دخلت التاء وقوم نوح مذكرون، لأن المعنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، ويجوز أن يكونوا كذبوا نوحا وحده، ومن كذب رسولا واحدا من رسل اللّه فقد كذّب الجماعة وخالفها، لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أن يكون كذبت جميع الرسل). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم نوحٌ} [الشعراء: 106] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 106] يقول: ألا تخشون اللّه، وهو تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتّقون}

وقيل (أخوهم) لأنه منهم، وكل رسول يأتي بلسان قومه ليوضع لهم الحجة ويكون أبين لهم). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إذ قال لهم أخوهم نوح} سمعت الإمامين يقولان: أخوهم في النسب، ليس في الدين). [ياقوتة الصراط: 386]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 107] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 109] على ما جئتكم به من الهدى.
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 109] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {109} فاتّقوا اللّه وأطيعون {110}). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا أنؤمن لك} [الشعراء: 111] أنصدّقك.
{واتّبعك الأرذلون} [الشعراء: 111] قال قتادة: سفلة النّاس وأراذلهم، أي: وسقطهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واتّبعك الأرذلون...}

وذكر أن بعض القراء قرأ: وأتباعك الأرذلون ولكنّي لم أجده عن القراء المعروفين وهو وجه حسنٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون}
ويقرأ (وأتباعك الأرذلون*، وهي في العربية جيّدة قويّة لأن واو الحال تصحب الأسماء أكثر في العربية، لأنك تقول: جئتك وأصحابك الزيدون، ويجوز: وصحبك الزيدون،
والأكثر جئتك وقد صحبك الزيدون، وقيل في قوله: الأرذلون: نسبوهم إلى الحياكة والحجامة، والصناعات لا تضرّ في باب الدّيانات). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقرأ يعقوب وغيره (قالوا أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون)
وهي قراءة حسنة وهذه الواو أكثر ما يتبعها الأسماء والأفعال بعد وأتباع جمع تبع وتبع يكون للواحد والجميع قال الشاعر:

له تبع قد يعلم الناس أنه = على من تدانى صيف وربيع
وقيل إنما أرادوا أن أتباعك الحجامون والحاكة والصناعات ليست بضارة في الدين
وروى عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسعيد عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحاكة). [معاني القرآن: 5/91-90]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما علمي بما كانوا يعملون} [الشعراء: 112]، أي: بما يعملون، إنّما أقبل منهم الظّاهر وليس لي بباطن أمرهم علمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن حسابهم} [الشعراء: 113]، يعني: ما جزاؤهم، وهو تفسير السّدّيّ. ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والحساب: الجزاء، قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، أي جزاءهم.

وقال تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} ، لأن الجزاء يكون بالحساب). [تأويل مشكل القرآن: 513]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا على ربّي لو تشعرون {113} وما أنا بطارد المؤمنين {114}} [الشعراء: 113-114] يعنيهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا نوح} [الشعراء: 116] عمّا تدعونا إليه، وعن ذمّ آلهتنا وشتمها.
{لتكوننّ من المرجومين} [الشعراء: 116] قال قتادة: بالحجارة، فلنقتلنّك بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين}
أي: بالحجارة). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 117] نوحٌ.
{ربّ إنّ قومي كذّبون {117}). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فافتح بيني وبينهم فتحًا} [الشعراء: 118] قال قتادة: اقض بيني وبينهم قضاءً.
{ونجّني ومن معي من المؤمنين} [الشعراء: 118] والفتح القضاء، وإذا قضى اللّه بين النّبيّ وقومه هلكوا، وهذا حيث أمر بالدّعاء عليهم، فاستجيب له، فأهلكهم اللّه، ونجّاه ومن معه من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فافتح بيني وبنيهم فتحاً} أي أحكم بيني وبينهم حكماً،

قال الشاعر:
ألا أبلغ بني عصم رسولاً=فإني عن فتاحتكم غنّي).
[مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فافتح بيني وبينهم} أي احكم بيني وبينهم واقض. ومنه قيل للقاضي: الفتّاح). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فافتح بيني وبينهم فتحا ونجّني ومن معي من المؤمنين}
معناه احكم بيني وبينهم حكما، والقاضي يسمى الفتّاح من هذا). [معاني القرآن: 4/97]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} [الشعراء: 119] والمشحون الموقّر بحمله ممّا حمل نوحٌ في السّفينة من كلٍّ زوجين اثنين، ومن معه من المؤمنين، كان معه امرأته وثلاثة بنينٍ له: سامٌ، وحامٌ، ويافثٌ، ونساؤهم، فجميعهم ثمانيةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فيٌ الفلك المشحون} أي المملوء، ومنه قولهم شحنها عليهم خيلا ورجالاً أي ملأها، والفلك يقع لفظه على الواحد والجميع من السفن سواء، بمنزلة قوله السلام رطابٌ وكذلك الحجر الواحد).
[مجاز القرآن: 2/88]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المشحون}: المملوء. يقال شحنها عليهم خيلا ورجالا أي ملأها). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والفلك المشحون}: المملوء. يقال: شحنت الإناء، إذا ملأته). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون}
واحدها فلك وجمعها فلك، وزعم سيبويه أنه بمنزلة – أسد وأسد، وقياس فعل قياس فعل، ألا ترى أنك تقول قفل وإقفال وجمل وأجمال، وكذلك أسد وأسد وآساد،
وفلك وفلك وأفلاك في الجمع - والمشحون المملوء، يقال شحنته أي ملأته). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} المشحون : المملوء). [معاني القرآن: 5/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمَشْحُونِ}: المملوء). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أغرقنا بعد} [الشعراء: 120] من أنجينا في السّفينة.
{الباقين} [الشعراء: 120] وهم قوم نوحٍ، وفيها تقديمٌ ثمّ أغرقنا الباقين بعد). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {121} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {122}} [الشعراء: 121-122] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت عادٌ المرسلين} [الشعراء: 123]، يعني: هودًا أخاهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم أخوهم هودٌ} [الشعراء: 124] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 124] اللّه، يقول: ألا تخشون اللّه، تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 125] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 127]، أي: على ما جئتكم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/513]
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 127] وثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {127}). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتبنون} [الشعراء: 128] على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بكلّ ريعٍ} [الشعراء: 128]، أي: بكلّ طريقٍ في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بكلّ فجٍّ بين جبلين.
{آيةً} [الشعراء: 128]، أي: علمًا.
{تعبثون} [الشعراء: 128] تلعبون.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: إنّه بنيانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ...}
و(ريع) لغتان مثل الرّير والرار وهو المخّ الردئ. وتقول راع الطّعام إذا كان له ريعٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بكلّ ربعٍ} وهو الارتفاع من الأرض والطريق والجميع أرباع وربعة قال ذو الرمة:
وقال الشماخ:
تعنّ له بمذنب كل وادٍ= إذا ما الغيث أخضل كل ربع).
[مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بكل ريع}: ويقال ريع وهو الارتفاع من الأرض والجماعة الريعة مثل ديك وديكة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الريع): الارتفاع من الأرض. جمع «ريعة».
قال ذو الرّمّة يصف بازيا:
طراق الخوافي مشرقا فوق ريعة =ندى ليله في ريشه يترقرق
والرّيع أيضا: الطريق. قال المسيب بن علس - وذكر ظعنا -:
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
و«السّحل»: الثوب الأبيض. شبّه الطريق به.
و{الآية}: العلم). [تفسير غريب القرآن: 319-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون}
يقرأ ريع وريع - بكسر الراء وفتحها - وهو في اللغة الموضع المرتفع من الأرض ومن ذلك كم ريع أرضك، أي كم ارتفاع أرضك.
جاء في التفسير: {بكلّ ريع} كل فجّ والفجّ الطريق المنفرج في الجبل، وجاء أيضا بكل طريق.
وقوله {آية} علامة). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال قتادة والضحاك الريع الطريق
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد بكل ريع بكل فج
قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل
وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها
ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال بروج الحمامات). [معاني القرآن: 5/92-91]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ(ت:345هـ):({بكل ريع} الريع: الصومعة، والريع: البرج للحمام - أيضا - يكون في الصحراء، والريع: التل العالي).[ياقوتة الصراط: 386]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الريع): الارتفاع من الأرض، جمع ريعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرِيعٍ): ما ارتفع من الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتتّخذون مصانع} [الشعراء: 129] قال الحسن: البناء.
وقال الكلبيّ: القصور.
قال يحيى: ويقال مصانع للماء.
{لعلّكم تخلدون} [الشعراء: 129] في الدّنيا، أي: لا تخلدون فيها.
عن أبيه قال: حدّثني إسرائيل بن يونس، والخليل بن مرّة، عن قتادة، قال: كانت في الحرف الأوّل: وتتّخذون مصانع كأنّكم تخلدون فيها.
وتفسير سعيدٍ عن قتادة، قال: في بعض القراءة: كأنّكم خالدون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون...}

معناه: كيا تخلدوا). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتتّخذون مصانع} وكل بناء مصنعة). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مصانع}: كل بناء مصنعة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(المصانع): البناء. واحدها: «مصنعة».
{لعلّكم تخلدون} أي كيما تخلدوا. وكأن المعنى: أنهم كانوا يستوثقون في البناء والحصون، ويذهبون إلى أنها تحصّنهم من أقدار اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}
واحد المصانع مصنعة ومصنع، وهي التي تتخذ للماء، وقيل مبان ومعنى (لعلّكم تخلدون) أي لأن تخلدوا، أي وتتخذون مباني للخلود لا تتفكرون في الموت). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا
وقال سفيان هي مصانع الماء
قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة
قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة
قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد وتتخذون مصانع قال بالآجر والطين
وفي بعض القراءات كأنكم تخلدون والمعنيان
متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود). [معاني القرآن: 5/94-92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَصَانِعَ}: أبنية). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا بطشتم} [الشعراء: 130] بالمؤمنين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/514]
{بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين تعدون عليهم، هودٌ يقوله لهم، أي: أسرفتم في العقوبة.
وقال السّدّيّ: {بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين، يقول: إذا عاقبتم أسرفتم في العقوبة جعلتم مكان الضّرب قتلا، يقول: إذا أخذتم أخذتم، فقتلتم في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين...}:

تقتلون على الغضب. هذا قول الكلبيّ. وقال غيره {بطشتم جبّارين} بالسوط). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}يقول إذا ضربتم: ضربتم بالسياط ضرب الجبّارين، وإذا عاقبتم قتلتم).[تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}
جاء في التفسير أن بطشهم كان بالسّوط والسّيف، وإنما أنكر ذلك عليهم لأنه ظلم، فأمّا في الحق فالبطش بالسوط والسيف جائز). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال مجاهد بالسيف والسوط). [معاني القرآن: 5/94]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)}

تفسير قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فاتّقوا اللّه وأطيعون {131} واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون {132}} [الشعراء: 131-132] ثمّ أخبر بالّذي أمدّهم به، فقال: {أمدّكم بأنعامٍ وبنين {133} وجنّاتٍ وعيونٍ {134} إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ {135} قالوا سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين {136}} [الشعراء: 133-136]، أي: أو لم تعظنا). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن هذا} [الشعراء: 137]، أي: الّذي جئتنا به.
{إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] في تفسير الحسن.
عن أبيه، قال: وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، قال: اختلفت أنا ومالك بن دينارٍ في هذا الحرف، فقلت أنا: إن هذا إلا خلق الأوّلين وقال مالك بن دينارٍ: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] فأتيت الحسن فسألته فقال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] قال: خلقهم الكذب.
وقال السّدّيّ: إلا خلق إني الأولين، يعني: تخلّق الأوّلين وتخرّصهم للكذب.
وعن سعيد بن قتادة قال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137]، أي: هكذا
[تفسير القرآن العظيم: 2/515]
كان النّاس قبلنا يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون، ولا بعث عليهم ولا حساب.
قال يحيى: يعنون أنّ هكذا كان الخلق قبلنا، ونحن مثلهم.
وبعضهم يقول: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] دين الأوّلين، يعنون ما هم عليه من شركٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خلق الأوّلين...}

وقراءة الكسائي (خلق الأوّلين) ... وقراءتي (خلق الأولين) فمن قرأ (خلق) يقول: اختلاقهم وكذبهم ومن قرأ {خلق الأولين} يقول: عادة الأولين أي وراثة أبيك عن أول. والعرب تقول: حدّثنا بأحاديث الخلق وهي الخرافات المفتعلة وأشباهها فلذلك اخترت الخلق). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن هذا إلّا خلق الأوّلين} أراد: اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث واختلقته، إذا افتعلته.
قال الفراء: «والعرب تقول للخرافات. أحاديث الخلق».
ومن قرأ: {إلّا خلق الأوّلين}، أراد: عادتهم وشأنهم). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخلق: التّخرّص، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} أي: خرصهم للكذب.
وقال تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}، أي تخرصون كذبا.
وقال تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} أي: افتعال للكذب.
والعرب تقول للخرافات: أحاديث الخلق). [تأويل مشكل القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إن هذا إلّا [خلق] الأوّلين}
ويقرأ (خلق الأولين)، فمن قرأ خلق الأولين بضم الخاء فمعناه عادة الأولين، ومن قرأ خلق بفتح الخاء، فمعناه اختلاقهم وكذبهم.
وفي (خلق الأولين) وجه آخر، أي خلقنا كما خلق من كان قبلنا، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا ولا نبعث، لأنّهم أنكروا البعث). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن هذا إلا خلق الأولين}
قال قتادة خلق الأولين بالضم يعيشون كما عاشوا أي نحيا ونموت كما حيوا وماتوا
قال عبد الله بن مسعود خلق الأولين أي اختلاقهم
قال أبو جعفر خلق الشيء واختلقه بمعنى). [معاني القرآن: 5/94-95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ}: أي اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث إذا افتعلته. ومن قرأ (خلق): بالضم أراد عادتهم وشأنهم).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما نحن بمعذّبين} [الشعراء: 138]، أي: لا نبعث ولا نعذّب). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأهلكناهم إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {139} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {140}} [الشعراء: 139-140] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت ثمود المرسلين} [الشعراء: 141]، يعني: صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم صالحٌ} [الشعراء: 142] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 142] اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 143] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {144}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 145] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {145}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتتركون في ما ههنا آمنين {146}} [الشعراء: 146] على الاستفهام، أي: لا تتركون فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)}

تفسير قوله تعالى: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وزروعٍ ونخلٍ طلعها هضيمٌ {148}} [الشعراء: 148] عن أبيه، عن المعلّى، عن أبي يحيى، وابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: هشيمٌ، أي: يتهشّم إذا مسّ، في تفسير مجاهدٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/516]
وقال الحسن: رخوٌ.
وقال قتادة: ليّنٌ.
وقال الكلبيّ: لطيفٌ وهو الطّلع ما لم ينشقّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هضيمٌ...}

يقول: ما دام في كوافيره وهو الطّلع. والعرب تسمّى الطلع الكفرّى والكوافير واحدته كافورة، وكفرّاةٌ واحدة الكفرّى). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ونخلٌ طلعها هضيمٌ} أي قد ضمّ بعضه بعضاً وهي النخل وهو النخل يذكر ويؤنث، وفي آية أخرى {أعجاز نخلٍ منقعرٍ}). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {طلعها هضيمٌ} والهضيم: الطّلع قبل أن تنشقّ عنه القشور وتنفتح.
يريد: أنه منضم مكتنز. ومنه قيل: اهضم الكشحين، إذا كان منضمّهما). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
الهضيم: الداخل بعضه في بعض، وهو فيما قيل أن رطبه بغير نوى، وقيل الهضيم الذي يتهشم تهشما.
والهضيم في اللغة الضامر الداخل بعضه في بعض ولا شيء في الطلع أبلغ من هذا). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
قال الضحاك أي يركب بعضه بعضا
قال أبو جعفر وقيل هضيم أي هاضم مريء لطيف أول ما طلع
وقال مجاهد حين يطلع يقبض عليه فيهضمه
قال أبو جعفر أصل الهضم انضمام الشيء ومنه هضيم الكشح ريا المخلخل
ومنه فلان أهضم الكشح أي ضامره فيقال للطلع هضيم قبل أن يتفتح
وروى إسحاق عن بريد {ونخل طلعها هضيم} قال منه ما قد أرطب ومنه مذنب). [معاني القرآن: 5/96-95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هضيم} أي: مريء، وهضيم - أيضا - ناعم). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طَلْعُهَا هَضِيمٌ}: أي منضم مكتنز. وذلك قبل أن تنشق عنه القشور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} [الشعراء: 149] شرهين في تفسير مجاهدٍ، من قبل شره النّفس.
وتفسير الحسن: آمنين.
وتفسير الكلبيّ: حذقين بصنعتها.
وقال قتادة: معجبين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {بيوتاً فارهين...}

حاذقين و{فارهين} أشرين). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين} أي حاذقين، وقال آخرون: فارهين أي مرحين، وقال عدي بن وداع المقوى من العقاة بن عمرو بن مالك ابن فهم من الأزد:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت=ولن تراني بخير فاره اللبب
أي مرح اللبب ويجوز فرهين في معني فارهين). [مجاز القرآن: 2/89-88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (فرهين): أشرين بطرين، ومن قرأها {فارهين} فيجوز أن يكون في معنى فرهين ويكون بمعنى حاذقين). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فارهين}: أشرين بطرين. ويقال: الهاء فيه مبدلة من حاء، أي فرحين. و«الفرح» قد يكون: السرور، ويكون: الأشر. ومنه قول اللّه عز وجل: {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} أي الأشرين.
ومن قرأ: {فارهين}، فهي لغة أخرى. يقال: فره وفاره، كما يقال: فرح وفارح.
ويقال: {فارهين}: حاذقين). [تفسير غريب القرآن: 320-319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: البطر والأشر، لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وقال: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وقال: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ}.
وقد تبدل (الحاء) في هذا المعنى (هاء) فيقال: فره أي بطر، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي: أشرين بطرين. و(الهاء) تبدل من (الحاء) لقرب مخرجيهما، تقول: (مدحته) و(مدهته)، بمعنى واحد). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
(فرهين) جاء في التفسير أشرين وجاء في التفسير فرحين، وقرئت (فارهين)
ومعنى فارهين: حاذقين.
و " فرهين " منصوب على الحال). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
قال أبو صالح أي: حاذقين بنحتها
وقال منصور بن المعتمر فارهين أي: حاذقين
وقال الحسن فرهين أي: آمنين
وقال عبدا لله بن شداد فارهين بألف أي: متجبرين
وقال قتادة فرهين أي: معجبين
وقال مجاهد فرهين أي: أشرين بطرين
قال أبو جعفر وهذا أعرفها في اللغة وهو قول أبي عمرو وأبي عبيدة فكأن الهاء مبدلة من حاء لأنهما من حروف الحلق
وأبو عبيدة يذهب إلى أن فارهين وفرهين بمعنى واحد). [معاني القرآن: 5/97-96]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فارهين}: حاذقين). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَارِهِينَ}: أي أشرين بطرين، وقيل: الهاء أصلها الحاء، والأصل "فرحين" فرحاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (فَرِهِينَ): بطرين
{فَارِهِينَ}: حاذقين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون {152}} [الشعراء: 152] قال قتادة: المشركين، إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 153] تفسير الحسن، وابن مجاهدٍ، عن أبيه: من المسحورين.
وتفسير الكلبيّ: المسحّر، الّذي ليس له شيءٌ ولا ملكٌ.
وبعضهم يقول: من المسحورين، من المخلوقين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما أنت من المسحّرين...}

قالوا له: لست بملك إنما أنت بشر مثلها. والمسحّر: المجوّف، كأنه - والله أعلم - من قولك: انتفخ سحرك أي أنك تأكل الطعام والشراب وتسحرّ به وتعلّل.
وقال الشاعر:
فإن تسألينا فيمن نحن فإنّنا =عصافير من هذا الأنام المسحّر
يريد: المعلّل والمخدوع. ونرى أنّ السّاحر من ذلك أخذ). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا إنمّا أنت من المسحّرين} وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر وذلك أن له سحراً يقرى يجمع ما أكل فيه،
قال لبيد بن ربيعة:
[مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المسحرين}: من له سحر والسحر الرئة والمعنى أنك مخلوق). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما أنت من المسحّرين} أي: من المعلّلين بالطعام والشراب.
يريدون: إنما أنت بشر. وقد تقدم ذكر هذا). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا إنّما أنت من المسحّرين}
أي ممن له سحر، والسحر الرّئة، أي إنما أنت بشر مثلنا.
وجائز أن يكون (من المسحّرين) من المفعّلين من السحر أي ممن قد سحر مرة بعد مرة). [معاني القرآن: 4/97-96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا إنما أنت من المسحرين} أي من المسحورين قاله مجاهد
وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى إنما أنت بشر لك سحر والسحر الرئة
وقيل من المسحرين أي من المعللين بالطعام والشراب كما قال الشاعر:
أرانا موضعين لحتم غيب = ونسحر بالطعام وبالشراب).
[معاني القرآن: 5/97]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إنما أنت من المسحرين} أي: من المعللين بالطعام
والشراب، ومن المسحرين: أي: المسحورين، ومن المسحرين: أي من المخدوعين). [ياقوتة الصراط: 388-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إنما أنت الْمُسَحَّرِينَ}: المعللين بالطعام. يريدون: أنت بشر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمُسَحَّرِينَ}: من المعللين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأت بآيةٍ إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 154] بما جئتنا به.
قالوا له: إن كنت صادقًا، فأخرج لنا من هذه الصّخرة ناقةً، وكانت صخرةٌ يصبّون عليها اللّبن في سنّتهم، فدعا اللّه، فتصدّعت الصّخرة، فخرجت منها ناقةٌ عشراء فنتجت فصيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 155] كانت تشرب الماء يومًا، ويشربونه يومًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/517]
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان إذا كان يوم شربها أضرّت بمواشيهم وزروعهم ولم تضرّ شفاههم، في قول الحسن، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم، ولمواشيهم وأرضهم.
وبعضهم يقول: كانوا يحلبونها يوم شربها، فإذا كان يوم شربهم كان اللّبن للفصيل.
وكان قتادة يقول: ما ذكروا لها لبنًا.
قال يحيى: وبلغنا أنّها كانت تأتي الماء من فجٍّ، وترجع من فجٍّ آخر، يضيق عليها الفجّ الأوّل إذا شربت). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّها شربٌ...}

لها حظّ من الماء. والشّرب والشّرب مصدران. وقد قالت العرب: آخرها أقلّها شرباً وشرباً وشرباً). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لها شربٌ} يكسر أوله ويضم ويفتح). [مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لها شربٌ} أي حظّ من الماء). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} والشرب: الحظ من الماء). [معاني القرآن: 5/98-97]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تمسّوها بسوءٍ} [الشعراء: 156]، يعني: بعقرٍ، وهو تفسير السّدّيّ لا تعقروها.
{فيأخذكم عذاب يومٍ عظيمٍ {156}). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {158} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {159}} [الشعراء: 158-159] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم لوطٍ المرسلين} [الشعراء: 160]، يعني: لوطًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم لوطٌ} [الشعراء: 161] أخوهم في النّسب، وليس بأخيهم في الدّين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/519]
{ألا تتّقون} [الشعراء: 161]، يعني: ألا تخشون اللّه، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 162] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {163}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 164] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {164} أتأتون الذّكران من العالمين {165}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأن يأتي على مذهب الاستفهام وهو توبيخ
كقوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 280-279]

تفسير قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] أقبال النّساء، في تفسير مجاهدٍ، ذكره عاصم بن حكيمٍ.
وفي تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ترككم أقبال النّساء، وإتيانكم أدبار الرّجال.
وقال السّدّيّ: {ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ما جعل لكم ربّكم من فروج نسائكم، وهذا على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بل أنتم قومٌ عادون} [الشعراء: 166] مجاوزون لأمر اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم مّن أزواجكم...}

ما جعل لكم من الفروج. وفي قراءة عبد الله (ما أصلح لكم ربّكم) ). [معاني القرآن: 2/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم}
قال إبراهيم بن المهاجر قال لي مجاهد كيف يقرأ عبد الله بن مسعود وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قلت وتذرون ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم
قال الفرج كما قال تعالى: {فأتوهن من حيث أمركم الله}
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم
قال القبل الفرج إلى أدبار النساء والرجال
ثم قال جل وعز: {بل أنتم قوم عادون} يقال عدا إذا تجاوز في الظلم). [معاني القرآن: 5/99-98]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين} [الشعراء: 167] من قريتنا، أي: نقتلك، فنخرجك منها قتيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إنّي لعملكم من القالين} [الشعراء: 168] من المبغضين). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {من القالين} أي من المبغضين. يقال: قليت الرجل، أي أبغضته).
[تفسير غريب القرآن: 320]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال إنّي لعملكم من القالين}
والقالي: التارك للشيء الكاره له غاية الكراهة). [معاني القرآن: 4/99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إني لعملكم من القالين} أي: المبغضين الكارهين.
وقد قلاه يقليه قلى وقلاء كما قال:
عليك السلام لا ملك قريبة = ومالك عندي إن نأيت قلاء).
[معاني القرآن: 5/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من القالين} أي: من المبغضين). [ياقوتة الصراط: 388]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الْقَالِينَ}: أي: من المبغضين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {ربّ نجّني وأهلي ممّا يعملون} [الشعراء: 169] وأهله أمّته المؤمنون قال اللّه: {فنجّيناه وأهله أجمعين {170}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عجوزًا في الغابرين {171}} [الشعراء: 171] غبرت بقيت في عذاب اللّه، لم ينجّها). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ عجوزاً في الغابرين...}
والغابرون الباقون.
ومن ذلك قول الشاعر: وهو الحارث بن حلّزة:
لا تكسع الشّول بأغبارها =إنّك لا تدري من الناتج
الأغبار ها هنا بقايا اللبن في ضروع الإبل وغيرها، واحدها غبر. قال وأنشدني بعض بني أسدٍ وهو أبو القمقام:
تذبّ منها كلّ حيزبون=مانعةٍ لغبرها زبون).
[معاني القرآن: 2/283-282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ عجوزاً في الغابرين} والغابر الباقي قال العجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
أي بقى وكذلك غبر اللبن والحيض وغير الليل، ويقال: غبرٌ تخفف من ذا إلا عجوزراً وقد هلكت في الهالكين الذي هلكوا من قومها ومجازها إلا عجوزاً هرمة في العابرين الذين بقوا حتى هرموا وقد أهلكت مع الذين أهلكوا،
وقال الأعشى:
عضّ بما أبقى المواسي له=من أمه في الزمن الغابر
معناه عض بالذي أبقى المواسي له من أمه، الغابر منه أي الباقي ألا ترى أنه قال:
وكنّ قد أبقين منها أذىً=عند الملاقي وافر الشافر).
[مجاز القرآن: 2/89-90]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا عجوزا في الغابرين}
جاء في التفسير في الباقين في العذاب، والغابر في اللغة الباقي
وأنشدوا للعجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر=له الإله ما مضى وما غبر
وأنشدوا للعجاج:
لا تكسع الشّول بأغبارها= إنّك لا تدري من الناتج
أغبارها ما بقي من اللبن في أخلاف الناقة). [معاني القرآن: 4/100-99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا عجوزا في الغابرين}
قال أبو عبيدة والفراء أي الباقين
قال أبو جعفر يقال للذاهب غابر وللباقي غابر كما قال:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
وكما قال:
فما ونى محمد مذ أن غفر = له الإله ما مضى وما غبر
أي: وما بقي
والأغبار بقيات الألبان والشول الإبل التي قد شالت بأذنابها). [معاني القرآن: 5/100-99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {في الغابرين} أي: في الباقين من المعذبين). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ دمّرنا الآخرين} [الشعراء: 172] قوم لوطٍ وامرأته معهم، وكانت منافقة، تظهر للوطٍ الإيمان وهي على الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأمطرنا عليهم مطرًا} [الشعراء: 173]
[تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قال قتادة: أمطر اللّه على قرية قوم لوطٍ حجارةً.
{فساء مطر المنذرين} [الشعراء: 173]، أي: فبئس مطر المنذرين أنذرهم لوطٌ فلم يقبلوا.
أصاب قريتهم الخسف، وأصابت الحجارة من كان خارجًا من القرية وأهل السّفر منهم، وأصاب العجوز حجرٌ فقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {174} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {175}} [الشعراء: 174-175] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]


رد مع اقتباس