عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 52 إلى 104]

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} [الشعراء: 52]، أي: ليلا.
وقد قال في آيةٍ أخرى: {فأسر بعبادي ليلا} [الدخان: 23] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه أنّ موسى وبني إسرائيل لمّا خرجوا تلك اللّيلة كسف (بالقمر) وأظلمت الأرض.
قال: {إنّكم متّبعون} [الشعراء: 52]، أي: يتّبعكم فرعون وقومه). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون}

يقال: أسرى يسري إذا سار ليلا، وسرى يسرى، قيل هو في معنى أسرى يسري أيضا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي}
يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل
قال مجاهد خرج موسى صلى الله عليه وسلم ليلا
قال عمرو بن ميمون قالوا لفرعون إن موسى قد خرج ببني إسرائيل فقال لا تكلموهم حتى يصيح الديك فلم يصيح ديك تلك الليلة فلما أصبح أحضر شاة فذبحت وقال لا يتم سلخها حتى يحضر خمس مائة ألف فارس من القبط فحضروا
وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعهدنا فأتنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما حاجتك فقال ناقة أرتحلها وأعنز يحتلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل قالوا وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ببني إسرائيل ضل عن الطريق فقال ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ألا نخرج إلا بعظامه فقال أين قبره فقالوا ما يعرفه إلا عجوز بني إسرائيل فسألوها فقالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أن أكون معك في الجنة فكره ذلك فأوحى الله جل وعز إليه أن أعطها ففعل فأتت بهم إلى بحيرة فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فتبينت له الطريق كضوء النهار
ثم قال جل وعز: {إنكم متبعون}
روى عكرمة عن ابن عباس قال اتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى صلى الله عليه في ستمائة ألف من بني إسرائيل فقال فرعون إن هؤلاء لشرذمة قليلون
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وإنا لجميع حاذرون قال مؤدون
قال أبو جعفر المؤدون الذين معهم أداة وهي السلاح والسلاح أداة الحرب
وأبو عبيدة يذهب إلى أن حاذرين وحذرين وحذرين بضم الذال بمعنى واحد
قال أبو جعفر وحقيقة هذا أن الحاذر هو المستعد والحذر المتيقظ كأن ذلك فيه خلقة ولهذا قال أكثر النحويين لا يتعدى حذر
وروى حميد الأعرج عن أبي عمار أنه قرأ وإنا لجميع حادرون الدال غير معجمة يقال جمل حادر إذا كان غليظا ممتليا ومنه قول الشاعر:

وعين لها حدرة بدرة = شقت مآقيهما من أخر).
[معاني القرآن: 5/81-77]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}
أي أرسل من جمع له الجيش، معناه فجمع جمعه، فقال:{إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون} ). [معاني القرآن: 4/91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون {54}} [الشعراء: 54]
[تفسير القرآن العظيم: 2/503]
يعني هم قليلٌ في كثيرٍ، وكان أصحاب موسى ستّ مائة ألفٍ، وفرعون وأصحابه ستّة آلاف ألفٍ، هذا تفسير السّدّيّ.
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ بني إسرائيل الّذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستّ مائة ألف مقاتلٍ، بني عشرين سنةً فصاعدًا.
وقال الحسن: سوى الحشم.
قال قتادة: كان مقدّمة فرعون ألف ألف حصانٍ ومائتي ألف ألف حصانٍ.
قال يحيى: وبلغني أنّ جميع جنوده كانوا أربعين ألف ألفٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون...}

يقول عصبةٌ قليلة وقليلون وكثيرون وأكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير. وقليلون وكثيرون جائز عربيّ وإنما جاز لأن القلّة إنما تدخلهم جميعاً.
فقيل: قليلٌ، وأوثر قليل على قليلين. وجاز الجمع إذ كانت القلّة تلزم جميعهم في المعنى فظهرت أسماؤهم على ذلك. ومثله أنتم حيّ واحد وحيّ واحدون.
ومعنى واحدون واحدٌ كما قال الكميت:
فردّ قواصي الأحياء منهم =قد رجعوا كحيّ واحدينا).
[معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} أي طائفة وكل بقية قليلة فهي شرذمة قال:
يحذين في شراذم النّعال
أي قطع النعال وبقاياها، وهي ها هنا في موضع الجماعات ألا ترى أنه قال شرذمة قليلون). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شرذمة}: طائفة). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ} أي طائفة). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون}
والشرذمة في كلام العرب القليل.
يروى أن هؤلاء الذين سمّاهم شرذمة كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا، وكانت مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على حصان، وعلى رأسه بيضة،
فاستقل من مع موسى عليه السلام عند كثرة جمعه.
وقال {قليلون} فجمع " قليلا " كما يقال: هؤلاء واحدون فيجمع الواحد،
كما قال الكميت:
فقد رجعوا كحيّ واحدينا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (شِرْذِمَةٌ): طريقة). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّهم لنا لغائظون}
يقال قد غاظني فلان، ومن قال أغاظني فقد لحن). [معاني القرآن: 4/92-91]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّا لجميعٌ حاذرون {56}} [الشعراء: 56] متسلّحون.
عن أبيه قال: وحدّثني يونس بن إسحاق عن أبيه، قال: سمعت الأسود بن يزيد يقرأ هذا الحرف: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} [الشعراء: 56].
وفي حديث نعيم بن يحيى، عن ذكريّاء، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد {حاذرون} [الشعراء: 56] يقول: مقوّون.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يقول: {حاذرون} [الشعراء: 56] في القوّة والسّلاح). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حاذرون...}

وحذرون ... حدثني أبو ليلى السجستانيّ عن أبي جرير قاضي سجستان أن ابن مسعود قرأ {وإنّا لجميعٌ حاذرون}
يقولون: مؤدون في السّلاح. يقول: ذوو أداةٍ من السّلاح. و{حذرون} وكأن الحاذر: الذي يحذرك الآن، وكأنّ الحذر: المخلوق حذراً لا تلقاه إلاّ حذراً). [معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّا لجميع حذرون}
قال ابن أحمر:
هل أنسأن يوماً إلى غيره=أنّى حوالي وأنّى حذر
حذر وحذر وحاذر، قوم حذرون وحاذرون، حوالي ذو حيلة،
قال عباس بن مرداس:
وإني حاذر أنمى سلاحي=إلى أوصال ذيّالٍ منيع
الذيال الفرس الطويل الذنب). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (وإنا لجميع حذرون): فرقون، ومن قال حاذرون، المعنى: مؤدون في السلاح). [غريب القرآن وتفسيره: 282-281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّا لجميع حاذرون} ويقرأ: حاذرون، وجاء في التفسير أن معنى حاذرون، مؤدون.
أي ذوو أداة، أي ذوو سلاح والسلاح أداة الحرب، فالحاذر المستعذ، والحذر المتيقظ). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (حَذِرُونَ): فرقون
{حَاذِرُونَ}: في السلاح). [العمدة في غريب القرآن: 226-225]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ {57} وكنوزٍ} [الشعراء: 57-58]، أي: وأموالٍ.
{ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: منزلٍ حسنٍ.
وقال قتادة: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: في الدّنيا.
وقال السّدّيّ: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، يعني: مسكنًا حسنًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(ثم قال جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}

حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذللـه له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره
وقال في وقوله الله جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}
قال كانت الجنات بحافتي هذا النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا من أسوان إلى رشيد وكان له سبعة خلج خليج الإسكندرية وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى متصلة لا ينقطع منها شيء من شيء وزروع ما بين الجبلين كله من أول مصر إلى آخرها ما يبلغه الماء فكانت جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها
قال ومقام كريم المنابر كان بها ألف منبر
قال أبو جعفر المقام في اللغة الموضع من قولك قام يقوم وكذلك المقامات واحدها مقامة كما قال الشاعر:
وفيهم مقامات حسان وجوهها=وأندية ينتابها القول والفعل
والمقام أيضا المصدر والمقام بالضم الموضع من أقام يقيم والمصدر أيضا من أقام يقيم إلا أن ابن لهيعة قال سمعت أن المقام الكريم الفيوم). [معاني القرآن: 5/83-81]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك} [الشعراء: 59]، أي: كذلك كان الخبر، في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: كذلك، أي: هكذا، ثمّ انقطع الكلام ثمّ قال: {وأورثناها بني إسرائيل} [الشعراء: 59] رجعوا إلى مصر بعدما أهلك اللّه فرعون وقومه في تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأتبعوهم مشرقين} [الشعراء: 60] قال قتادة: اتّبع فرعون وجنوده موسى حين أشرقت الشّمس.
رجع إلى أوّل القصّة {فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ} [الشعراء: 57] حيث اتّبعوا بني إسرائيل صبيحة اللّيلة الّتي سروا فيها حين أشرقت الشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فأتبعوهم مشرقين} مجاز المشرق مجاز الصبح).
[مجاز القرآن: 2/86]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فأتبعوهم مشرقين}: أي قبل المشرق، والمشرق الصبح). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتبعوهم}: لحقوهم {مشرقين}: مصبحين حين شرقت الشمس، أي طلعت. يقال: أشرقنا، أي دخلنا في الشّروق. كما يقال: أمسينا وأصبحنا، إذا دخلنا في المساء والصّباح. ومنه قول العرب الجاهلية: «أشرق ثبير، كيما نغير».. أي أدخل في شروق الشمس). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين} أي : في وقت شروق الشمس، يقال أشرقنا أي دخلنا في وقت طلوع الشمس،
ويقال شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت وصفت، وأشرقنا نحن دخلنا في الشروق). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأتبعوهم مشرقين}
أكثر أهل التفسير على أن المعنى وقت الشروق
وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى ناحية الشرق
والأول أولى يقال أشرقنا أي دخلنا في الشروق كما يقال أصبحنا أي دخلنا في الصباح وإنما يقال في ذلك شرقنا وغربنا). [معاني القرآن: 5/83]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّشْرِقِينَ}: أي حين شرقت الشمس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّشْرِقِينَ}: مصبحين). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فلمّا تراءى الجمعان} [الشعراء: 61] جمع موسى وجمع فرعون.
{قال أصحاب موسى إنّا لمدركون {61}). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا لمدركون...}

و {لمدّركون} مفتعلون من الإدراك كما تقول: حفرت واحتفرت بمعنىً واحدٍ، فكذلك {لمدركون} و{لمدّركون} معناهما واحد والله أعلم). [معاني القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون}
أي لمّا وافق جمع موسى جمع فرعون وكان أصحاب موسى قد خرجوا ليلا، فقال أصحاب موسى:{إنا لمدركون} أي سيدركنا جمع فرعون هذا الكثير، ولا طاقة لنا بهم).[معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما تراءى الجمعان}
أي رأى بعضهم بعضا
{قال أصحاب موسى إنا لمدركون}
وقرئ {لمدركون} والمعنى واحد أي سيدركنا هذا الجمع الكثير ولا طاقة لنا به). [معاني القرآن: 5/84-83]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 62] موسى.
{كلّا إنّ معي ربّي سيهدين} [الشعراء: 62] الطّريق.
عن أبيه عن سعيدٍ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ مؤمن آل فرعون كان بين يدي نبيّ اللّه موسى يومئذٍ يسير ويقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول له موسى: أمامك، فيقول له المؤمن: وهل أمامي إلا البحر؟ واللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/505]
كذبت ولا كذبت، ثمّ يسير ساعةً ثمّ يلتفت فيقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول: أمامك، فيقول: وهل أمامي إلا البحر؟ فقال: واللّه ما كذبت ولا كذبت، ثمّ يسير
ساعةً ثمّ يلتفت فيقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول: أمامك، يقول وهل أمامي إلا البحر؟ واللّه ما كذبت ولا كذبت، حتّى دخلوا البحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين}

أي قال موسى كلا أي ارتدعوا وازدجروا فليس يدركوننا). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال كلا إن معي ربي سيهدين}
كلا أي ارتدعوا وانزجروا عن هذا القول {إن معي ربي سيهدين} ). [معاني القرآن: 5/84]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر} [الشعراء: 63] جاءه جبريل على فرسٍ فأمره أن يضرب البحر بعصاه، فضربه موسى بعصاه.
{فانفلق} [الشعراء: 63] البحر.
{فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} [الشعراء: 63] قال قتادة: والطّود الجبل، أي: كالجبل العظيم، صار اثني عشر طريقًا لكلّ سبطٍ طريقٌ، وصار ما بين كلّ طريقين منه مثل القناطر ينظر بعضهم إلى بعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كالطّود العظيم} أي كالجبل قال الشاعر:

حلّوا بأنقرة بجيش عليهم=ماء الفرات يجيء من أطواد).
[مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الطود): الجبل). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و (الطّود): الجبل). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم}
أي كل جزء تفرق منه.
{كالطود العظيم} أي :كالجبل العظيم). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم}
قال الضحاك كالطود العظيم أي كالجبل ،
كما قال الأسود بن يعفر:
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم = ماء الفرات يجيء من أطواد
جمع طود أي جبل). [معاني القرآن: 5/84]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الطَّوْدِ}: الجبل). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} [الشعراء: 64] قال قتادة: يقول: أدنينا فرعون وجنوده إلى البحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} أي وجمعنا، ومنه ليلة المزدلفة، والحجة فيها أنها ليلة جمع وقال بعضهم وأهلكنا).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأزلفنا ثم الآخرين}: قدمنا، والمزدلفة من ذلك لأنهم تقدموا من منزل إلى منزل وقال بعضهم أزلفنا أهلكنا
{وأزلفت الجنة للمتقين} أدنيت). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال الحسن: أهلكنا.
وقال غيره: جمعنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غرقوا. قال: ومنه قيل: «ليلة المزدلفة» أي ليلة الازدلاف، وهو: الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: «جمع».
ويقال: {أزلفنا}: قدّمنا وقرّبنا. ومنه «أزلفك اللّه» أي قربك.
ويقال : أزلفني كذا عند فلان، أي قرّبني منه منظرا. و«الزّلف»: المنازل والمراقي. لأنها تدنوا بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قتادة، فقال قرّبهم اللّه من البحر حتى أغرقهم فيه،
ومنه: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} أي : أدنيت.
وكلّ هذه التأويلات متقاربة: يرجع بعضها إلى بعض). [تفسير غريب القرآن: 317-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأزلفنا ثمّ الآخرين}
أي قربنا ثمّ الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون - وقال أبو عبيدة: أزلفنا جمعنا ثمّ الآخرين.
قال ومن ذلك سميت مزدلفة جمعا.
وكلا القولين حسن جميل، لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض وأصل الزلفى في كلام العرب القربى). [معاني القرآن: 4/93-92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأزلفنا ثم الآخرين}
قال الحسن أزلفنا أهلكنا
وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة
وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت ومنه:
مر الليالي زلفا فزلفا
وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ وأزلقنا بالقاف). [معاني القرآن: 5/85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَزْلَفْنَا}: أي أهلكنا، وقيل: جمعناهم حتى غرقوا.
والازدلاف: الاجتماع، ومنه ليلة المزدلفة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176-175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَزْلَفْنَا}: قدمنا). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنجينا موسى ومن معه أجمعين {65} ثمّ أغرقنا الآخرين {66}} [الشعراء: 65-66] عن أبيه، عن سعيد بن قتادة قال: ذكر لنا أنّه لمّا خرج آخر أصحاب موسى، ودخل آخر أصحاب فرعون تغطمط البحر عليهم، فأغرقهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً} [الشعراء: 67] لعبرةً لمن اعتبر، وحذر أن ينزل به ما نزل بهم.
قال: {وما كان أكثرهم مؤمنين {67}). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {68}} [الشعراء: 68] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واتل عليهم} [الشعراء: 69] واقرأ عليهم.
{نبأ إبراهيم} [الشعراء: 69] خبر إبراهيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله تعالى {واتل عليهم نبأ إبراهيم}

معناه خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} أي: خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 5/85]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون {70} قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها} [الشعراء: 70-71] فنصير لها.
وقال السّدّيّ: {فنظلّ لها عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: فنقيم لها عابدين.
وقال قتادة: {عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: عابدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا نعبد أصناما فنظلّ لها عاكفين}
معناه مقيمين على عبادتها). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين} أي: مقيمين على عبادتها
قال هل يسمعونكم إذ تدعون
قال أبو عبيدة أي : هل يسمعون لكم
قال أبو حاتم أي : هل يسمعون أصواتكم
وقرأ قتادة هل يسمعونكم بضم الياء أي هل يسمعونكم أصواتهم وكلامهم). [معاني القرآن: 5/86]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال هل يسمعونكم إذ تدعون} [الشعراء: 72] قال قتادة: أي: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {هل يسمعونكم إذ تدعون} أي: يسمعون دعاءكم، وفي آية أخرى {إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} وفي الكلام أنصتك حتى فرغت واشتقتك أي اشتقت إليك).
[مجاز القرآن: 2/87]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
وقال: {هل يسمعونكم} أي: "هل يسمعون منكم: أو "هل يسمعون دعاءكم". فحذف "الدعاء".
كما قال الشاعر:
القائد الخيل منكوباً دوابرها = قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا
تريد: أحكمت حكمات الأبق. فحذف "حكمات" وأقام "الأبق" مقامها. و"الأبق": الكتّان). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
إن شئت بيّنت الذال، وإن شئت أدغمتها في التاء فجعلتها تاء فقلت (إتدعون)، وهو أجود في العربية لقرب الذال من التاء.
ويجوز إذدعون، ولم يقرأ بها كما قال مذكر، وأصله مذتكر). [معاني القرآن: 4/93]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو ينفعونكم أو يضرّون} [الشعراء: 73]، أي: هل يسمعون دعاءكم إذا دعوتموهم لرغبةٍ يعطونكموها، أو لضرّاء يكشفونها عنكم، أي: أنّها لا تسمع ولا تنفع ولا تضرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(الضَرّ: بفتح الضاد-ضد النفع، قال الله عز وجل:{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ* أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}

وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} [الشعراء: 74] فلم تكن لهم حجّةٌ فقالوا هذا القول وليس لهم حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين...}

أي كلّ آلهةٍ لكم فلا أعبدها إلا ربّ العالمين فإني أعبده. ونصبه بالاستثناء، كأنه قال هم عدوّ غير معبود إلاّ رب العالمين فإني أعبده.
وإنما قالوا {فإنّهم عدوٌّ لي} أي: لو عبدتهم كانوا لي يوم القيامة ضدّاً وعدوّاً). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقلوب: أن يُقدَّمَ ما يُوضِّحه التأخير، ويؤخَّرَ ما يوضِّحُه التقديم.
كقول الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} أي: فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك). [تأويل مشكل القرآن: 193] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين}
قال النحويون: إنه استثناء ليس من الأول، أي لكن رب العالمين، ويجوز أن يكونوا عبدوا مع اللّه الأصنام وغيرها، فقال لهم: أن جميع من عبدتم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين؛
لأنهم سوّوا آلهتهم باللّه فأعلمهم أنه قد تبرأ مما يعبدون إلا اللّه فإنه لم يتبرأ من عبادته). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول
ويجوز أن يكون المعنى كل ما تعبدونه عدو لي يوم القيامة إلا الله جل وعز
ومن أصح ما قيل فيه أن المعنى فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/87-86]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الّذي خلقني فهو يهدين} [الشعراء: 78] الّذي خلقني وهداني). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {الذي خلقني فهو يهدين}

وقرأ بن أبي إسحاق فهو يهديني بإثبات الياء فيها كلها وقرأ والذي أطمع أن يغفر لي خطاياي يوم الدين
وقال ليست خطيئة واحدة
قال أبو جعفر والتوحيد جيد على أن تكون خطيئة بمعنى خطايا كما قرئ (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)
قال مجاهد في قوله: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي}
قال هو قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله: {إني سقيم}
وقوله حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذ سارة قال هي أختي). [معاني القرآن: 5/88-87]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي هو يطعمني ويسقين {79} وإذا مرضت فهو يشفين {80} والّذي يميتني ثمّ يحيين {81}} [الشعراء: 79-81]، يعني: البعث). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي أطمع} [الشعراء: 82] وهو طمع اليقين.
{أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم في تفسير قتادة.
وقال مجاهدٌ: يوم الحساب وهو واحدٌ.
وقوله: {خطيئتي} تفسير مجاهدٍ، يعني: قوله إنّه {سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة: إن سألوك فقولي إنّك أختي.
قال يحيى: وحدّثنيه همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين}

جاء في التفسير أن خطيئته قوله: إن سارّة أختي، وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم.
وقوله: {فقال إني سقيم}.
وقد بينّا معنى قوله: {بل فعله كبيرهم هذا}.
ومعنى خطيئتي أن الأنبياء بشر، وقد يجوز أن يقع عليهم الخطيئة إلا أنهم صلوات الله عليهم لا تكون منهم الكبيرة لأنهم معصومون مختارون على العالمين كل نبي هو أفضل من عالم أهل دهره كلّهم). [معاني القرآن: 4/94-93]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ربّ هب لي حكمًا} [الشعراء: 83] ثبّتني على النّبوّة.
{وألحقني بالصّالحين} [الشعراء: 83] أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} [الشعراء: 84] في الآخرة، فليس من أهل دينٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/508]
إلا وهم يتولّونه ويحبّونه، وهي مثل قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: أبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واجعل لّي لسان صدقٍ في الآخرين...}

حدثني عمرو بن أبي المقدام عن الحكم عن مجاهد قال: ثناء حسناً). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} أي ثناءً حسناً في الآخرين). [مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لسان صدق في الآخرين}: قالوا الثناء الحسن). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاستعارة: اللسان يوضع موضع القول، لأنّ القول يكون بها. قال الله، عز وجل، حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ}. أي ذكرا حسنا.
وقال الشاعر:
إنّي أتتني لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها = من عَلْوَ لا عَجَبٌ مِنها ولا سَخَرُ
أي أتاني خبر لا أسرّ به). [تأويل مشكل القرآن: 146]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}
معناه اجعل لي ثناء حسنا باقيا إلى آخر الدهر). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال مجاهد في قوله جل وعز: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}
قال الثناء الحسن
وروي عن ابن عباس قال اجتماع الأمم عليه). [معاني القرآن: 5/88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِسَانَ صِدْقٍ}: الثناء الحسن). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واجعلني من ورثة جنّة النّعيم} [الشعراء: 85] وهو اسمٌ من أسماء الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]

تفسير قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واغفر لأبي إنّه كان من الضّالّين} [الشعراء: 86] قال إبراهيم هذا في حياة أبيه، وكان في طمعٍ في أن يؤمن، فلمّا مات تبيّن له أنّه من أهل النّار، فلم يدع له). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تخزني يوم يبعثون} [الشعراء: 87]، يعني: ولا تعذّبني، تفسير السّدّيّ، {يوم يبعثون} [الشعراء: 87].
عن أبيه، قال: حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: إنّ أبا إبراهيم يأخذ بحجزة إبراهيم يوم القيامة، فيقول إبراهيم: يا ربّ وعدتني ألا تخزيني، فبينما هو كذلك أفلتت يده منه فلم يره إلا وهو يهوي في النّار كأنّه ضبعانٌ أمدر، فأعرض بوجهه وأمسك بأنفه وقال: يا ربّ ليس بأبي، ليس بأبي.
وعن الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، عن قيس بن عبادٍ قال: بينما النّاس على ذبابة الجسر، يعني: جسر جهنّم، إذ جاء رجلٌ هو أحد عباد اللّه الصّالحين، قال الحسن بن دينارٍ: وحدّثنا الحسن أنّ رسول اللّه عليه السّلام، قال: هو إبراهيم، وقال قيس بن عبادٍ: وهو آخذٌ بيد أبيه فقال: ربّ، أبي، وقضيت ألا تخزيني، فما يزال متعلّقًا به حتّى
[تفسير القرآن العظيم: 2/509]
يحوّله اللّه في صورة ضبعانٍ أمدر،
فيرسله ويقول: لست بأبي). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون {88} إلا من أتى اللّه بقلبٍ سليمٍ {89}} [الشعراء: 88-89] قال قتادة: أي: من الشّرك، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {إلّا من أتى اللّه بقلبٍ سليمٍ} أي خالص من الشّرك).
[تفسير غريب القرآن: 318]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا من أتى الله بقلب سليم}
قال قتادة أي سليم من الشرك
وقال عروة لم يلعن شيئا قط). [معاني القرآن: 5/88]

تفسير قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} [الشعراء: 90]، أي: وأدنيت الجنّة للمتّقين، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأزلفت الجنّة للمتّقين} قربت وأدنيت، ومنه قوله:

طيّ الليالي زلفاً فزلفا=سماوة الهلال حتى احقوقفا
ويقال: له عندي زلفة أي قربى). [مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال الحسن: أهلكنا.
وقال غيره: جمعنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غرقوا. قال: ومنه قيل: «ليلة المزدلفة» أي ليلة الازدلاف، وهو: الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: «جمع».
ويقال: {أزلفنا}: قدّمنا وقرّبنا. ومنه «أزلفك اللّه» أي قربك.
ويقال أزلفني كذا عند فلان، أي قرّبني منه منظرا. و«الزّلف»: المنازل والمراقي. لأنها تدنوا بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قتادة، فقال قرّبهم اللّه من البحر حتى أغرقهم فيه،
ومنه: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} أي أدنيت.
وكلّ هذه التأويلات متقاربة: يرجع بعضها إلى بعض). [تفسير غريب القرآن: 318-317] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأزلفت الجنّة للمتّقين}
معناه قربت، وتأويله أنه قرب دخولهم إياها، ونظرهم إليها). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأزلفنا ثم الآخرين}
قال الحسن أزلفنا أهلكنا
وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة
وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت ومنه:
مر الليالي زلفا فزلفا
وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ وأزلقنا بالقاف). [معاني القرآن: 5/85] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين}
أي قربت بمعنى قرب دخولهم إياها). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأزلفت الجنة} أي: قربت). [ياقوتة الصراط: 385]

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وبرّزت الجحيم للغاوين} [الشعراء: 91]، أي: ونحّيت، أظهرت الجحيم، النّار.
{للغاوين} [الشعراء: 91]، أي: للضّالّين، المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {وبرّزت الجحيم للغاوين}
أي أظهرت للضّالين، والغاوي الضال). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وبرزت الجحيم} أي: ظهرت، وكشف غطائها). [ياقوتة الصراط: 385]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقيل لهم} [الشعراء: 92]، أي: للضّالّين.
{أين ما كنتم تعبدون {92}). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من دون اللّه} [الشعراء: 93]، يعني: الشّياطين الّذين دعوهم إلى عبادة من عبدوا من دون اللّه.
{هل ينصرونكم} [الشعراء: 93]، يعني: هل يمنعونكم من عذاب اللّه.
{أو ينتصرون} [الشعراء: 93] أو يمتنعون من عذاب اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فكبكبوا فيها} [الشعراء: 94] فقذفوا فيها، يعني: المشركين.
{هم والغاوون} [الشعراء: 94].
قال قتادة: {والغاوون} [الشعراء: 94] الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فكبكبوا فيها} أي طرح بعضهم على بعض جماعةً جماعةً).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فكبكبوا فيها}: قلب بعضهم على بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فكبكبوا فيها} أي ألقوا على رؤوسهم. وأصل الحرف: «كبّبوا» من قولك: كببت الإناء. فأبدل من الباء الوسطى كافا: استثقالا
لأجتماع ثلاث باءات. كما قالوا: «كمكموا» من «الكمّة» - وهي: القلنسوة - والأصل: «كمّموا»). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فكبكبوا فيها هم والغاوون}
أي في الجحيم، ومعنى كبكبوا طرح بعضهم على بعض.
وقال أهل اللّغة معناه دهوروا، وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب كأنّه إذا ألقي ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر فيها يستجير باللّه منها). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فكبكبوا فيها هم والغاوون}
كبكبوا أي قلبوا على رءوسهم
وقيل طرح بعضهم على بعض هذا قول أبي عبيدة
والأصل كببوا فأبدل من الباء كاف استثقالا للتضعيف
وقيل معنى فكبكبوا فجمعوا مشتق من كوكب الشيء أي معظمه والجماعة من الخيل كوكب وكبكبه
قال قتادة والغاوون الشياطين
وقال السدي فكبكبوا أي مشركو العرب والغاوون الآلهة وجنود إبليس من كان من ذريته
قال أبو جعفر ومعنى إذ نسويكم برب العالمين نعبدكم كما نعبده). [معاني القرآن: 5/90-89]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فكبكبوا فيها} أي: جمعوا فيها). [ياقوتة الصراط: 385]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَكُبْكِبُوا}: قلب بعضهم على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجنود إبليس أجمعون {95} قالوا} [الشعراء: 95-96]، قال المشركون للشّياطين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/510]
{وهم فيها يختصمون} [الشعراء: 96] وهو تبرّؤ بعضهم من بعضٍ، ولعن بعضهم بعضًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]

تفسير قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({تاللّه} [الشعراء: 97] قسمٌ يقسمون باللّه.
{إن كنّا} [الشعراء: 41] في الدّنيا.
{في ضلالٍ مبينٍ} [القصص: 85] بيّنٍ.
وقال السّدّيّ: {تاللّه إن كنّا لفي ضلالٍ مبينٍ} [الشعراء: 97] يقول: واللّه لقد كنّا {لفي ضلالٍ مبينٍ} [الشعراء: 97] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}و{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} و{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}).

[تأويل مشكل القرآن: 552](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين* إذ نسوّيكم بربّ العالمين}
معناه واللّه ما كنا إلّا في ضلال مبين حيث سويناكم باللّه – عز وجل - فأعظمناكم وعبدناكم كما يعبد اللّه). [معاني القرآن: 4/94]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ نسوّيكم بربّ العالمين} [الشعراء: 98]، أي: نتّخذكم آلهةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين * إذ نسوّيكم بربّ العالمين}

معناه واللّه ما كنا إلّا في ضلال مبين حيث سويناكم باللّه – عز وجل - فأعظمناكم وعبدناكم كما يعبد اللّه). [معاني القرآن: 4/94] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أضلّنا إلا المجرمون} [الشعراء: 99]، أي: الشّياطين هم أضلّونا لما دعوهم إليه من عبادة الأوثان). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فما لنا من شافعين} [الشعراء: 100] يشفعون لنا اليوم عند اللّه حتّى لا يعذبنا). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا صديقٍ حميمٍ} [الشعراء: 101]، أي: شفيقٍ في تفسير مجاهدٍ، يحمل عنّا من ذنوبنا كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدّنيا.
وهي في تفسير الحسن: القرابة، كما يحمل ذو القرابة عن قرابته، والصّديق عن صديقه.
وقال السّدّيّ: {ولا صديقٍ حميمٍ} [الشعراء: 101]، يعني: قريب القرابة، قالوا هنا حين شفع للمذنبين من المؤمنين، فأخرجوا منها كقوله: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين} [المدثر: 48] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}

حميم أي خاص ومنه حامة الرجل وأصل هذا من الحميم وهو الماء الحار ومنه الحمام والحمى
فحامة الرجل الذين يحرقهم ما أحرقه كما يقال هم حزانتهم أي يحزنهم ما يحزنه). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلو أنّ لنا كرّةً} [الشعراء: 102] : رجعةً إلى الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/511]
{فنكون من المؤمنين} [الشعراء: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {103} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {104}} [الشعراء: 103-104] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]


رد مع اقتباس