عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 10 إلى 51]

{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين}
موضع (إذ) نصب، على معنى.. واتل هذه القصة فيما تتلو.
ودليل ذلك قوله عطفا على هذه القصة: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} ). [معاني القرآن: 4/84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين}
أي واتل عليهم هذا وبعده واتل عليهم نبأ إبراهيم). [معاني القرآن: 5/66]

تفسير قوله تعالى: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين {10} قوم فرعون ألا يتّقون {11}} [الشعراء: 10-11]، أي: فليتقّوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قوم فرعون ألا يتّقون...}

فقوله: {ألا يتّقون} لو كان مكانها: ألا تتّقون كان صواباً؛ لأن موسى أمر أن يقول لهم ألا تتّقون. فكانت التّاء تجوز لخطاب موسى إيّاهم. وجازت الياء لأنّ التّنزيل قبل الخطاب، وهو بمنزلة قول الله {قل للّذين كفروا ستغلبون} و{سيغلبون} ). [معاني القرآن: 2/278]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّ إنّي أخاف أن يكذّبون {12} ويضيق صدري} [الشعراء: 12-13] فلا ينشرح بتبليغ الرّسالة، فشجّعني حتّى أبلّغ الرّسالة.
{ولا ينطلق لساني} [الشعراء: 13]، للعقدة الّتي كانت في لسانه.
{فأرسل إلى هارون} [الشعراء: 13]، كقوله: {ربّ اشرح لي صدري {25} ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28} واجعل لي وزيرًا من أهلي {29} هارون أخي {30} اشدد به أزري {31} وأشركه في أمري {32}} [طه: 25-32]، ففعل اللّه ذلك به، وأشركه معه في الرّسالة.
وقال السّدّيّ: {فأرسل إلى هارون} [الشعراء: 13]، يعني: مع هارون، وهي تقرأ على وجهين: {ويضيق صدري} [الشعراء: 13] بالرّفع، {ولا ينطلق لساني} [الشعراء: 13]، والحرف الآخر بالنّصب: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، أي: أنّي أخاف أن يكذّبون، وأخاف أن ويضيق صدري ولا ينطلق لساني). [تفسير القرآن العظيم: 2/497]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويضيق صدري...}

مرفوعة لأنّها مردودة على (أخاف) ولو نصبت بالرد على {يكذبون} كانت نصباً صواباً. والوجه الرفع؛ لأنّه أخبر أنّ صدره يضيق وذكر العلّة التي كانت بلسانه، فتلك ممّا لا تخاف؛ لأنها قد كانت.
وقوله: {فأرسل إلى هارون} ولم يذكر معونة ولا مؤازرة. وذلك أن المعنى معلوم كما تقول: لو أتاني مكروهٌ لأرسلت إليك، ومعناه: لتعينني وتغيثني. وإذا كان المعنى معلوماً طرح منه ما يرد الكلام إلى الإيجاز). [معاني القرآن: 2/278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون}
بالنصب والرفع، فمن رفع فعطف على أخاف، على معنى إني أخاف. ويضيق صدري.
ومن نصب فعطف على أن يكذبون، وأن يضيق صدري وأن لا ينطلق لساني.
والرفع أكثر في القراءة.
وقوله تعالى: {فأرسل إلى هارون}.
أي ليعينني ويؤازرني على أمري، وحذف لأن في الكلام دليلا عليه). [معاني القرآن: 4/84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني}
قرأ الأعرج وطلحة وعيسى ويضيق صدري ولا ينطلق لساني
والقراءة الأولى أحسن لأن انطلاق اللسان ليس مما يدخل في الخوف لأنه قد كان). [معاني القرآن: 5/66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {فأرسل إلى هارون}
في الكلام حذف والمعنى فأرسل إلى هارون ليعينني ويؤازرني كما تقول فأرسل إلي إني لأعينك). [معاني القرآن: 5/66]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولهم عليّ ذنبٌ} [الشعراء: 14] عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا، قال: قتل موسى النّفس.
وقال قتادة: يعني: النّفس الّتي قتل، يعني: القبطيّ الّذي قتله خطأً، حيث وكزه فمات.
{فأخاف أن يقتلون} [الشعراء: 14].
[تفسير القرآن العظيم: 2/497]
{قال} اللّه.
{كلا} : ليسوا بالّذين يصلون إلى قتلك حتّى تبلّغ عنّي الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولهم علىّ ذنبٌ} مجازه ولهم عندي ذنب

قال القحيف العقيلي:


إذا رضيت عليّ بنو قشيرٍ= لعمر أبيك أعجبني رضاها
فلا تنبو سيوف بني قشير= ولا تمضي الأسنّة في صفاها
أي إذا رضيت عني، قال أبو النجم:
قد أصبحت أم الخيار تدّعى= علىّ ذنباً كله لم أصنع).
[مجاز القرآن: 2/84]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولهم عليّ ذنبٌ} أي عندي ذنب). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («على» بمعنى «عند»
قال الله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ}، أي عندي). [تأويل مشكل القرآن: 578]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله تعالى: {ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون}
يعني بالذنب الرجل الذي وكزه فقضى عليه، إني أخاف أن يقتلوني بقتلي إياه). [معاني القرآن: 4/85-84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون}
قال مجاهد وقتادة يعني قتل النفس فأخاف أن يقتلون أي بقتلي رجلا منهم). [معاني القرآن: 5/67]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ استأنف الكلام فقال: {فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون} [الشعراء: 15] كقوله: {إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال كلّا فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون}

كلّا: ردع وزجر عن الإقامة على هذا الظنّ، كأنّه قال: ارتدع عن هذا الظنّ وثق باللّه). [معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}
كلا ردع وزجر أي انزجر عن هذا الخوف وثق بالله
ثم قال جل وعز: {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}
يحتمل أن يكون معكم لموسى وهارون عليهما السلام لأن الاثنين جمع كما قال تعالى: {فإن كان له إخوة}
ويحتمل أن يكون لموسى وهارون والآيات
ويحتمل أن يكون لموسى وهارون ومن أرسل إليهم
قال أبو جعفر الأول أولاها ليكون المعنى إنا معكم ناصرين ومقوين). [معاني القرآن: 5/68-67]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأتيا فرعون فقولا} [الشعراء: 16] يقول لموسى وهارون.
{إنّا رسول ربّ العالمين} [الشعراء: 16] وهي كلمةٌ من كلام العرب، يقول الرّجل للرّجل: من كان رسولك إلى فلانٍ؟ فيقول: فلانٌ وفلانٌ وفلانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فقولا إنّا رسول ربّ العالمين} مجازه إنا رسالة رب العالمين

قال عباس بن مرداس:
ألا من مبلغٌ عّني جفافاً=رسولا بيت أهلك منّهاها
ألا ترى أنه أنثها وقال كثير عزة:
لقد كذّب الواشون ما بحت عندهم=بسّر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة). [مجاز القرآن: 2/85-84]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين}
وقال: {إنّا رسول ربّ العالمين} وهذا يشبه أن يكون مثل "العدوّ" وتقول "هما عدوٌّ لي"). [معاني القرآن: 3/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إنا رسول رب العالمين}: قالوا معنى الرسول رسالة وقال آخرون واحد في معنى الجميع كما قالوا هؤلاء ضيفي وهؤلاء صديقي. وقال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسول = أعلمهم بنواحي الخبر).
[غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا رسول ربّ العالمين} الرسول يكون بمعنى الجميع، كما يكون الضيف. قال: {هؤلاء ضيفي}.
وكذلك الطفل، قال: {ثمّ نخرجكم طفلًا}.
وقال أبو عبيدة: «رسول بمعنى: رسالة». وأنشد:
لقد كذب الواشون، ما بحت عندهم بسر، ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين}
معناه إنا رسالة ربّ العالمين، أي ذوو رسالة رب العالمين.
قال الشاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم=بسرّ ولا أرسلتهم برسول).
[معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين}
قال أبو عبيدة رسول بمعنى رسالة وأنشد:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم = بسر ولا أرسلتهم رسول
والتقدير على قوله إنا ذوا رسالة
والأخفش يذهب إلى أنه واحد يدل على اثنين وجمع). [معاني القرآن: 5/68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِنَّا رَسُول}: بمعنى الرسالة). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أن أرسل معنا بني إسرائيل} [الشعراء: 17] ولا تمنعهم من الإيمان، ولا تأخذ منهم الجزية، وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا، وهو كقوله: {أن أدّوا إليّ عباد اللّه} [الدخان: 18]، يعني: بني إسرائيل). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله سبحانه: {أن أرسل معنا بني إسرائيل}

موضع (أن) نصب، المعنى أرسلنا لترسل - أي - لأن ترسل معنا بني إسرائيل). [معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أن أرسل معنا بني إسرائيل}
المعنى أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/68]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ألم نربّك فينا وليدًا} [الشعراء: 18]، يعني: عبدًا وهو تفسير السّدّيّ، {وليدًا} [الشعراء: 18] يقول: صغيرًا.
قال يحيى: بلغني عن ابن عبّاسٍ: أنّ موسى لمّا دخل على فرعون عرفه عدوّ اللّه، فقال: {ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين} [الشعراء: 18] لم تدّع هذه النّبوّة الّتي تدّعيها اليوم.
قال يحيى: بلغني عن ابن عبّاسٍ أنّ موسى لمّا دخل على فرعون قال له فرعون: من أنت؟ قال: أنا رسول اللّه، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن
[تفسير القرآن العظيم: 2/498]
من أنت، وابن من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، فقال: {ألم نربّك فينا وليدًا} [الشعراء: 18] إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال ألم نربّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين}

أي مولودا حين ولدت.
{ولبثت فينا من عمرك سنين} ويجوز من عمرك بإسكان الميم، ويجوز من عمرك بفتح العين،
يقال: هو العمر والعمر والعمر في عمر الإنسان، فأمّا في القسم فلا يجوز إلا " لعمر اللّه " لا غير - بفتح العين.
ذكر سيبويه والخليل وجميع البصريين أن القسم مفتوح لا غير.
فاعتدّ فرعون على موسى بأنه ربّاه وليدا منذ ولد إلى أن كبر). [معاني القرآن: 4/86-85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال ألم نربك فينا وليدا}
أي مولودا فامتن عليه بتربيته إياه صغيرا إلى أن كبر
ثم قال تعالى: {ولبثت فينا من عمرك سنين}
ومن عمرك وعمرك). [معاني القرآن: 5/69]

تفسير قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت} [الشعراء: 19]، يعني: النّفس الّتي قتل.
قال: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا، أي: إنّا ربّيناك.
وقال السّدّيّ: {من الكافرين} [الشعراء: 19]، يعني: الكافرين لنعمتي إذ ربّيتك صغيرًا وأحسنت إليك.
وقال الحسن: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] بأنّي إلهٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت...}

قتله النفس فالفعلة منصوبة الفاء لأنها مرّةٌ واحدةٌ. ولا تكون وهي مرّة فعلةً. ولو أريد بها مثل الجلسة والمشية جاز كسرها. ... حدثني موسى الأنصاريّ عن السّري بن إسماعيل عن الشّعبيّ أنه قرأ {وفعلت فعلتك} بكسر الفاء ولم يقرأ بها غيره.
وقوله: {وأنت من الكافرين} وأنت الآن من الكافرين لنعمتي أي لتربيتي إياك وهي في قراءة عبد الله (قال فعلتها إذاً وأنا من الجاهلين) والضالّين والجاهلين يكونان بمعنى واحدٍ؛ لأنك تقول: جهلت الطريق وضللته. ... إذا ضاع منك الشيء فقد أضللته). [معاني القرآن: 2/279-278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأنت من الكافرين} للنّعمة). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين}
وقرأ الشعبي (فعلتك) - بكسر الفاء - والفتح أجود وأكثره لأنه يريد قتلت النفس قتلتك على مذهب المرة الواحدة، وقرأ الشعبي على معنى وقتلت القتلة التي عرفتها، لأنه قتله بوكزة، يقال: جلست جلسة تريد مرة واحدة، وجلست جلسة - بالكسر تريد هيئة الجلوس.
{وأنت من الكافرين} فيه وجهان:
أحدهما من الكافرين لنعمتي،
والآخر وأنت من الكافرين بقتلك الذي قتلت فنفى موسى-صلى الله عليه وسلم-الكفر واعترف بأن فعله ذلك جهل فقال: {قال فعلتها إذا وأنا من الضّالّين}.[معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وفعلت فعلتك التي فعلت}
قال مجاهد يعني قتل النفس
وقرأ الشعبي وفعلت فعلتك بكسر الفاء والفتح للأول لأنها للمرة الواحدة
والكسر بمعنى الهيئة والحال أي فعلتك التي تعرف كما قال:
كأن مشيتها من دار جارتها = مر السحابة لا ريث ولا عجل
ويقال كان ذلك أيام الردة والردة
قال أبو جعفر قال علي بن سليمان واختار ذلك لأن الارتداد لم يكن مرة واحدة والفتح أجود
ثم قال جل وعز: {وأنت من الكافرين}
في معناه أقوال
أ- منها أن المعنى من الكافرين لنعمتي كما قال: والكفر مخبثة لنفس المنعم
ب- والضحاك يذهب إلى أن المعنى وأنت من الكافرين لقتلك القبطي
قال فنفى عن نفسه الكفر وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل
ج- وقال الفراء المعنى وأنت من الكافرين الساعة
د- قال السدي أي وأنت من الكافرين لأنك كنت تتبعنا على الدين الذي تعيبه الساعة فقد كنت من الكافرين على قولك
قال أبو جعفر ومن أحسن ما قال في معناه ما قاله ابن زيد قال من الكافرين لنعمتنا أي لنعمة تربيتي لك). [معاني القرآن: 5/71-69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}: أي للنعمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} [الشعراء: 20] قال قتادة، وهو تفسير السّدّيّ: أي: من الجاهلين.
قال قتادة: وهي كذلك في بعض القراءة، وإنّما كان جهلا به ولم يتعمّده، أي: لم يتعمّد قتله). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( قال: {فعلتها إذاً وأنا من الضّالّين}. قال أبو عبيدة: «يعني من الناسين». واستشهد بقوله عز وجل في موضع آخر:

{أن تضلّ إحداهما أي تنسي، فتذكّر إحداهما الأخرى}). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضلال: النسيان. والنّاسي للشيء عادل عنه وعن ذكره، قال الله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}.
أي: النّاسين. وقال: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} أي: إن نسيت واحدة ذكّرت الأخرى). [تأويل مشكل القرآن: 457] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فعلتها إذا وأنا من الضّالّين} أي: من الجاهلين، وقد قرئت: وأنا من الجاهلين). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} أي: من الجاهلين
وقال أبو عبيدة من الضالين أي من الناسين كما قال سبحانه: {أن تضل إحداهما} ). [معاني القرآن: 5/71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}: أي من الناسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ففررت منكم} [الشعراء: 21] تفسير السّدّيّ، يعني: فهربت منكم.
{لمّا خفتكم} [الشعراء: 21]، يعني: حيث توجّه تلقاء مدين.
{فوهب لي ربّي حكمًا} [الشعراء: 21] النّبوّة.
{وجعلني من المرسلين} [الشعراء: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فوهب لي ربّي حكماً...}
التوراة). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكما وجعلني من المرسلين}
{فوهب لي ربّي حكما} يعنى : التوراة التي فيها حكم اللّه). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فوهب لي ربي حكما} قال السدي يعني : النبوة). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} [الشعراء: 22] لقول فرعون له: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا.
{أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] موسى بقوله لفرعون، أراد إلا يسوّغ عدوّ اللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/499]
امتنّ به عليه، فقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] فاتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا، وأخذت أموالهم، فأنفقت عليّ من أموالهم وربّيتني بها، فأنا أحقّ بأموال قومي منك.
وتفسير مجاهدٍ: {أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] قهرت، وعذّبت، واستعملت بني إسرائيل.
وقال قتادة: قال موسى لفرعون: أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم؟ وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: قهرتهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ...}

يقول: هي - لعمري - نعمة إذ ربّيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فأن تدلّ على ذلك. ومثله في الكلام أن تترك أحد عبديك أن تضربه وتضرب الآخر، فيقول المتروك هذه نعمة عليّ أن ضربت فلانا وتركتني. ثم يحذف (وتركتني) والمعنى قائم معروف. والعرب تقول: عبّدت العبيد وأعبدتهم.
أنشدني بعض العرب:
علام يعبدني قومي وقد كثرت= فيهم أبا عرما شاءوا وعبدان
وقد تكون (أن) رفعاً ونصباً. أمّا الرفع فعلى قولك وتلك نعمة تمنّها عليّ: تعبيدك بني إسرائيل والنصب: تمنّها عليّ لتعبيدك بني إسرائيل). [معاني القرآن: 2/279]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن عبّدت بني إسرائيل} أي اتخذتم عبيداً). [مجاز القرآن: 2/85]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ بني إسرائيل} [معاني القرآن: 3/17]
وقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} فيقال هذا استفهام كأنّه قال " أو تلك نعمةٌ تمنّها " ثم فسر فقال: {أن عبّدتّ بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النعمة). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عبدت بني إسرائيل}: اتخذتهم عبيدا). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عبّدت بني إسرائيل}: اتّخذتهم عبيدا). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل}
أخرجه المفسرون على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنّه قال فأيّة نعمة لك عليّ في أن عبّدت بني إسرائيل.
واللفظ لفظ خبر، والمعنى يخرج على ما قالوا على أن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت للمخاطب كأنّه قال له: هذه نعمة أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا على جهة التبكيت لفرعون،
واللفظ يوجب أن موسى - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولم تتخذني عبدا.
ويقال: عبّدت الرجل، وأعبدته، اتخذته عبدا.
وموضع (أن) رفع على البدل من نعمة، كأنّه قال: وتلك نعمة تعبّدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد.
ويجوز أن يكون " أن " في موضع نصب، المعنى إنما صارت نعمة على لأن عبّدت بني إسرائيل. أي لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليمّ،
فإنما صارت نعمة بما فعلت من البلاء.
وقال الشاعر في أعبدت اتخذت عبدا:
علام يعبدني قومي وقد كثرت=فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان؟).
[معاني القرآن: 4/86-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}
في هذه الآية أقوال:
قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال:
تروح من الحي أم تبتكر = وماذا يضرك لو تنتظر
وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها
وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل
لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده
وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني
وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة
ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/73-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَبَّدتَّ}: جعلتهم عبيداً). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال فرعون وما ربّ العالمين}
فأجابه موسى - صلى الله عليه وسلم - بما هو دليل على اللّه - جلّ وعزّ - بما خلق مما يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله فقال:
{ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}).
[معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال فرعون وما ربّ العالمين {23} قال} [الشعراء: 23-24] موسى.
{ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين {24}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}

فتحيّر فرعون ولم يردد جوابا ينقض به هذا القول، فقال لمن حوله: {ألا تستمعون}.
فزاده موسى في البيان فقال: (ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}). [معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [الشعراء: 25] فرعون.
{لمن حوله ألا تستمعون} [الشعراء: 25]، أي: إلى ما يقول). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(ويقول القائل: أين جواب قوله: {قال لمن حوله ألا تستمعون...}

فيقال: إنه إنما أراد بقوله: {ألا تستمعون} إلى قول موسى. فردّ موسى لأنه المراد بالجواب فقال: الذي أدعوكم إلى عبادته). [معاني القرآن: 2/279]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الشعراء: 26] جوابًا لقوله في أوّل الكلام: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...}

وكذلك قوله: {قال ربّ المشرق والمغرب...}
يقول: أدعوكم إلى عبادة ربّ المشرق والمغرب وما بينهما). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين}
فلم يجبه أيضا، فقال: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون} ). [معاني القرآن: 4/88-87]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون.
{إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم} [الشعراء: 27] في ما يدّعي.
{لمجنونٌ {27}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 28] موسى.
{ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} [الشعراء: 28]، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون: {لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين} [الشعراء: 29]، لأخلّدنّك في السّجن). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال له موسى:
{أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ} [الشعراء: 30] بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
( {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون (27)}

فقال موسى زيادة في الإبانة:
{قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فلم يجبه في هذه الأشياء بنقض لحجته.
{قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}
فزاده في البيان واحتجّ بما شاهده هو والملأ من حوله:
{قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصّادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}
فلم يرد فرعون هذه الحجة بأكثر من أن قال لمن حوله ألا تستمعون أي ألا تستمعون إلى قوله فأجابه موسى لأنه المراد وزاده في البيان
{قال ربكم ورب آبائكم الأولين} فلم يحتج فرعون عليه بأكثر من أن نسبه إلى الجنون قال {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون}
أي لمغلوب على عقله لأنه يقول قولا لا يعرفه لأنه كان عند قوم فرعون أن الذي يعرفونه ربا لهم في ذلك الوقت هو فرعون وأن الذي يعرفونهم أربابا لآبائهم الأولين ملوك أخر كانوا قبل فرعون فزاده موسى في البيان فقال: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فتهدده فرعون قال: {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}
فاحتج موسى عليه وعليهم بما يشاهدونه: {قال أولو جئتك بشيء مبين}
أي ببرهان قاطع واضح يدل على صدقي). [معاني القرآن: 5/73-74](م)


تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ} [الشعراء: 32]، حيّةٌ، أشعر، ذكرٌ، يكاد يسرط فرعون، غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها، وأهوت إلى عدوّ اللّه لتأخذه، فجعل يميل ويقول: يا موسى خذها، يا موسى خذها، فأخذها موسى). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مّبينٌ} فإذا هي حية تسعى ثعباناً ومجاز " مبين " أي بين في الظاهر).
[مجاز القرآن: 2/85]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصّادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}
والثعبان الكبير من الحيّات.
فإن قال قائل: فكيف جاء، فإذا هي ثعبان مبين.
وفي موضع آخر {تهتزّ كأنّها جانّ}، والجانّ الصغير من الحيّات؟
فالجواب في هذا مما يدل على عظم الآية، وذلك أن خلقها خلق الثعبان واهتزازها وحركتها وخفتها كاهتزاز الجانّ وخفته). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}
يقال الثعبان الكبير من الحيات وقد قال في موضع آخر تهتز كأنها جان والجان الصغير من الحيات
ففي هذا دليل على أن الآية كانت عظيمة لأنه وصف عظمها وأنها تهتز اهتزاز الصغير لخفتها ولا يمنعها عظمها من ذلك فهذا أعظم في الآية). [معاني القرآن: 5/75-74]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونزع يده} [الشعراء: 33] أدخل يده في جيب قميصه ثمّ أخرجها، فهو قوله: {ونزع يده} [الشعراء: 33]، أي: أخرج يده.
{فإذا هي بيضاء للنّاظرين} [الشعراء: 33] يغشى البصر من بياضها.
حدّثني قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، قال: أخرجها واللّه كأنّها مصباحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ونزع يده} أي فأخرج يده.

وقوله: {أرجه وأخاه} أي أخره). [مجاز القرآن: 2/85]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين}
نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء بياضا نوريّا، من غير سوء من غير برص، فلم يكن عنده دفع لما شاهده إلا أن قال: إن هذا سحر،
فقال:{للملإ حوله إنّ هذا لساحر عليم } ). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص). [معاني القرآن: 5/76] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال للملإ حوله} [الشعراء: 34] فرعون يقوله.
{إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ} [الشعراء: 34] بالسّحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {للملإ حوله إنّ هذا لساحر عليم}
فجعل الآية المعجزة سحرا، ثم استكان وخضع للذين هم من أتباعه
فقال: {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} ). [معاني القرآن: 4/89-88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص
فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر: {قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم}). [معاني القرآن: 5/76] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون} [الشعراء: 35] فأراد قتله، فقال له صاحبه: لا تقتله، فإنّما هو ساحرٌ، ومتى ما تقتله أدخلت على النّاس في أمره شبهةً، ولكن {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {فماذا تأمرون} أي: تشيرون). [ياقوتة الصراط: 385]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] أخّره وأخاه، فإنّما هو ساحرٌ، ومتى ما تقتله، في تفسير الحسن.
وقال قتادة: احبسه وأخاه.
{وابعث في المدائن حاشرين} [الشعراء: 36] يحشرون عليك السّحرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أرجه وأخاه} أي أخّره وأخاه).
[تفسير غريب القرآن: 317]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين}
(أرجه) بكسر الهاء وضمها، وبالياء والواو أرجهي وأرجهو وأخاه.
{وابعث في المدائن حاشرين} فمعنى: {أرجه } أخّره، وجاء في التفسير احبسه وأخاه، والمعنى - واحد، وتأويله أخره عن وقتك هذا وأخر استتمام مناظرته إلى أن يجتمع لك السّحرة). [معاني القرآن: 4/89]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص
فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر: {قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم}
ثم تواضع لهم فقال يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون: {قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين}
روى مجاهد عن ابن عباس قال يعني الشرط
ويروى أن السحرة كانوا اثني عشر ألفا
وأن موسى بعث والسحر كثير وأعطي الآيات العظام
كما بعث النبي صلى الله عليه وسلم والبلاغة أكثر ما كانت فأعطي القرآن ودعوا إلى أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك
قال قتادة إنه لكبيركم يعني موسى صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/76-75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرْجِهِ}: أي أخره وقيل: أخفه. يقال: أرجأت الرجل: إذا أخرته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ} [الشعراء: 37] بالسّحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]

تفسير قوله تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فجمع السّحرة لميقات يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 38]، وهو قوله: {موعدكم يوم
[تفسير القرآن العظيم: 2/501]
الزّينة} [طه: 59]، {يوم الزّينة} [طه: 59] يوم عيدٍ لهم كان يجتمع فيه أهل القرى والنّاس، فأراد موسى أن يفضحه على رءوس النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون }

فغنيّ عن أن يقول فبعث فجمع السّحرة). [معاني القرآن: 4/89]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقيل للنّاس} [الشعراء: 39] قاله بعضهم لبعضٍ.
{هل أنتم مجتمعون {39} لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين {40}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم *وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون}

فغنيّ عن أن يقول فبعث فجمع السّحرة). [معاني القرآن: 4/89] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فلمّا جاء السّحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرًا} [الشعراء: 41] على الاستفهام.
{إن كنّا نحن الغالبين {41}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أئنّ لنا لأجرأً} أي ثواباً وجزاءً
). [مجاز القرآن: 2/85]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 42] فرعون.
{نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين} [الشعراء: 42] في العطيّة والقربة في المنزلة في تفسير الحسن.
وقال قتادة: في العطيّة والفضيلة). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قال نعم وإنّكم إذا لمن المقرّبين}

أي لكم مع أجرتكم وجزائكم على غلبتكم موسى إن غلبتموه مع الفائدة، القربى والزلفى عندي.
ويقرأ {أئن لنا لأجرا} على جهة الاستفهام.
ويجوز إن لنا لأجرا - على غير الاستفهام.
وعلى جهة الثقة منهم به، قالوا إن لنا لأجرا).
أي إنك ممن يحبونا ويجازينا). [معاني القرآن: 4/89]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون} [الشعراء: 44] بعظمة فرعون في تفسير السّدّيّ.
{إنّا لنحن الغالبون {44}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون {45}} [الشعراء: 45] تسرط حبالهم وعصيّهم، لمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم خيّل إلى موسى أنّ حبالهم وعصيّهم حيّاتٌ كما كانت عصا موسى، فألقى موسى عصاه فإذا هي أعظم من حيّاتهم، ثمّ رقوا فازدادت حيّاتهم وعصيّهم عظمًا في أعين النّاس، وجعلت عصا موسى تعظمهم وهم يرقون حتّى أنفذوا سحرهم، فلم يبق منه
شيءٌ، وعظمت عصا موسى حتّى سدّت الأفق، ثمّ فتحت فاها فابتلعت ما ألقوا، ثمّ أخذ موسى عصاه بيده، فإذا حبالهم وعصيّهم قد ذهبت، فهو قوله: {فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون} [الشعراء: 45]). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {تلقف ما يأفكون} أي ما يفترون ويسحرون).
[مجاز القرآن: 2/85]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون}
أي مما جمعوا من كيدهم وعصيّهم.
وروي عنهم أنهم كانوا اثني عشر ألف ساحر، فنصر موسى عليه السلام أكثر ما كان السحر وأغلبه على أهل ذلك الدهر، وكانت آيته آية باهرة من جهتين:
إحداهما أنه أتى بما يعجز عنه المخلوقون.
والثانية أن السحرة، وعددهم هذا العدد ألقوا ساجدين). [معاني القرآن: 4/90-89]

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا آمنّا بربّ العالمين}
فسلّموا الأمر لله وتبين لهم ما لا يدفع.
وكذلك بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أشعر ما كانت العرب وأخطب ما كنت وأبلغ ما كانت، فدعاهم إلى الإيمان باللّه مع الآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن الذي دعاهم إلى أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا عن الإتيان بسورة مثله.
ويروى أيضا أن السّحرة كانوا تسعة عشر ألفا). [معاني القرآن: 4/90]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال آمنتم له} [الشعراء: 49] أصدّقتموه.
{قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم} [الشعراء: 49]، أي: لعالمكم في علم السّحر، ولم يكن أكبرهم في السّنّ، وهذا تفسير السّدّيّ.
قال: {الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} [الشعراء: 49] اليد اليمنى والرّجل اليسرى). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم أجمعين}

{فلسوف تعلمون} اللام دخلت على سوف بمعنى التوكيد، ولم يجز الكوفيون: إن زيد لسوف يقوم، وقد جاء دخول اللام على سوف، وذلك أن اللام مؤكدة.
وقوله عزّ وجلّ: {لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف} وروي في التفسير أن أول من قطع وصلّب فرعون). [معاني القرآن: 4/90]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف}
يروى أنه أول من قطع وصلب
قالوا لا ضير فيما يلحقنا من عذاب الدنيا مع أملنا للمغفرة
يقال ضرر وضر وضير وضور بمعنى واحد وأنشد أبو عبيده:
فإنك لا يضورك بعد حول = أظبي كان أمك أم حمار
أن كنا أول المؤمنين أي لأن كنا
قال الفراء أي أول مؤمني أهل زماننا
قال أبو إسحاق هذا كلام من لم يعرف الرواية لأنه يروى أنه معه ستمائة ألف وسبعون ألفا
وإنما المعنى أول من آمن عند ظهور هذه الآية). [معاني القرآن: 5/77-76]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا لا ضير} مصدر ضار يضير، ويقال: لا يضيرك عليه رجل أي لا يزيدك عليه). [مجاز القرآن: 2/85]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا لا ضير} هي من «ضاره يضوره ويضيره» بمعنى: ضرّه. وقد قرئ بها: {وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً} يعني: لا يضركم شيئا). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لا ضير إنّا إلى ربّنا منقلبون}
أي لا ضرر علينا فيما ينالنا في الدنيا مع أملنا للمغفرة). [معاني القرآن: 4/90]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا} [الشعراء: 51]، يعني: بأن كنّا {أوّل المؤمنين} [الشعراء: 51] من السّحرة.
وقال السّدّيّ: {أن كنّا} [الشعراء: 51] بأن كنّا {أوّل المؤمنين} [الشعراء: 51] أوّل المصدّقين من بني إسرائيل لما جاء به موسى.
سعيدٌ عن قتادة، قال: كانوا أوّل النّهار سحرةً وآخره شهداء). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن كنّا أوّل المؤمنين...}

وجه الكلام أن تفتح (أن) لأنها ماضية وهي في مذهب جزاءٍ. ولو كسرت ونوى بما بعدها الجزم كان صوابا. وقوله: {كنّا أوّل المؤمنين} يقولون: أول مؤمني أهل زماننا).
[معاني القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين}
بفتح " أن " أي لأن كنا أول المؤمنين، وزعم الفراء أنهم كانوا أوّل مؤمني أهل دهرهم، ولا أحسبه عرف الرواية في التفسير لأنه جاء في التفسير أن الذين كانوا مع موسى عليه السلام ستمائة ألف.
وقيل ستمائة ألف وسبعون ألفا.
وإنما معنى {أن كنّا أوّل المؤمنين} أي: أول من آمن في هذه الحال عند ظهور آية موسى حين ألقوا حبالهم وعصيهم واجتهدوا في سحرهم.
ويقال: لا ضير ولا ضور، في معنى لا ضرّ ولا ضرر). [معاني القرآن: 4/91-90]


رد مع اقتباس