عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل انظروا ماذا في السّماوات والأرض وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون (101) فهل ينتظرون إلا مثل أيّام الّذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين (102) ثمّ ننجّي رسلنا والّذين آمنوا كذلك حقًّا علينا ننج المؤمنين (103)}
يرشد تعالى عباده إلى التّفكّر في آلائه وما خلق في السموات والأرض من الآيات الباهرة لذوي الألباب، ممّا في السموات من كواكبٍ نيّراتٍ، ثوابتٍ وسيّاراتٍ، والشّمس والقمر، واللّيل والنّهار، واختلافهما، وإيلاج أحدهما في الآخر، حتّى يطول هذا ويقصر هذا، ثمّ يقصر هذا ويطول هذا، وارتفاع السّماء واتّساعها، وحسنها وزينتها، وما أنزل اللّه منها من مطرٍ فأحيا به الأرض بعد موتها، وأخرج فيها من أفانين الثّمار والزّروع والأزاهير، وصنوف النّبات، وما ذرأ فيها من دوابٍّ مختلفة الأشكال والألوان والمنافع، وما فيها من جبالٍ وسهولٍ وقفارٍ وعمرانٍ وخرابٍ. وما في البحر من العجائب والأمواج، وهو مع هذا [مسخّرٌ] مذلّلٌ للسّالكين، يحمل سفنهم، ويجري بها برفقٍ بتسخير القدير له، لا إله إلّا هو، ولا ربّ سواه.
وقوله: {وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} أي: وأيّ شيءٍ تجدي الآيات السّماويّة والأرضيّة، والرّسل بآياتها وحججها وبراهينها الدّالّة على صدقها، عن قومٍ لا يؤمنون، كما قال: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 69]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 298-299]

تفسير قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فهل ينتظرون إلا مثل أيّام الّذين خلوا من قبلهم} أي: فهل ينتظر هؤلاء المكذّبون لك يا محمّد من النّقمة والعذاب إلّا مثل أيّام اللّه في الّذين خلوا من قبلهم من الأمم المكذّبة لرسلهم، {قل فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 299]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ ننجّي رسلنا والّذين آمنوا} أي: ونهلك المكذّبين بالرّسل، {كذلك حقًّا علينا ننج المؤمنين} [أي] حقًّا: أوجبه تعالى على نفسه الكريمة: كقوله {كتب على نفسه الرّحمة} [الأنعام: 12] كما جاء في الصّحيحين، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه كتب كتابًا فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي سبقت غضبي"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 299]


رد مع اقتباس