عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:44 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم مثل لهم على جهة التوعد بمن سلف من الأمم المعذبة، و"كم" للتكثير، وهي في موضع نصب بـ "قصمنا"، و"قصمنا" معناه: أهلكنا، وأصل القصم: الكسر في الأجرام، فإذا استعير للقوم أو القرية ونحوه فهو ما يشبه الكسر، وهو إهلاكهم، فأوقع هذه الأمور على القرية، والمراد أهلها، وهذا مهيع كثير، ومنه: ما آمنت قبلهم من قرية، وقوله: {وأنشأنا بعدها} معناه: خلقنا وأثبتنا أمة أخرى غير المهلكة). [المحرر الوجيز: 6/155]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلما أحسوا بأسنا} وصف عن قرية من القرى المجملة أولا، قيل: كانت باليمن تسمى حضوراء بعث الله تعالى إلى أهلها رسولا فقتلوه، فأرسل إليهم بخت نصر صاحب بني إسرائيل، فهزموا جيشه مرتين، فنهض في الثالثة إليهم بنفسه، فلما هزمهم وأعمل القتل فيهم ركضوا هاربين، ويحتمل ألا يريد بالآية قرية بعينها، وأنه واصف كل قرية من القرى المعذبة، وأن أهل كل قرية كانوا إذا أحسوا العذاب من أي نوع كان أخذوا في الفرار، و"أحسوا": باشروه بالحواس. و"الركض": تحريك القدم على الصفة المعهودة، والفار والجاري بالجملة راكض، إما دابة وإما الأرض تشبيها بالدابة). [المحرر الوجيز: 6/156]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين}
يحتمل قوله تعالى: {لا تركضوا} إلى آخر الآية أن يكون من قول رجال بخت نصر على الرواية المتقدمة، فالمعنى على هذا أنهم خدعوهم واستهزءوا بهم بأن قالوا للهاربين منهم: لا تفروا وارجعوا إلى مواضعكم لعلكم تسألون صلحا أو جزية أو أمرا يتفق عليه، فلما انصرفوا أمر بخت نصر أن ينادى فيهم: يا ثارات النبي المقتول، فقتلوا بالسيف عن آخرهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا كله مروي. ويحتمل أن يكون "لا تركضوا" إلى آخر الآية من كلام ملائكة العذاب على التأويل الآخر، أن الآيات وصف قصة كل قرية، وأنه لم يرد تعيين حضوراء ولا غيرها، فالمعنى على هذا أن أهل هذه القرى كانوا باغترارهم يرون أنهم من الله بمكان، وأنه لو جاءهم عذاب أو أمر لم ينزل بهم حتى يخاصموا أو يسألوا عن وجه تكذيبهم لنبيهم، فيحتجون هم عند ذلك بحجج تنفعهم في ظنهم، فلما نزل العذاب دون هذا الذي أملوه وركضوا فارين نادتهم الملائكة - على وجه الهزء بهم -: لا تركضوا وارجعوا لعلكم تسألون كما كنتم تطمعون بسفه رأيكم). [المحرر الوجيز: 6/156]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)}

تفسير قوله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم يكون قوله: "حصيدا" أي بالعذاب تركضون كالحصيد، و"الإتراف": التنعيم، و"دعواهم" معناه:
[المحرر الوجيز: 6/156]
دعاؤهم وكلامهم، أي: لم ينطقوا بغير التأسف، و"الحصيد" يشبه بحصيد الزرع بالمنجل، الذي ردهم الهلاك كذلك، و"خامدين" أي موتى دون أرواح، مشبهين بالنار إذا طفيت). [المحرر الوجيز: 6/157]

رد مع اقتباس