عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {منها قائمٌ وحصيدٌ...}
فالحصيد كالزرع المحصود. ويقال: حصدهم بالسّيف كما يحصد الزرع). [معاني القرآن: 2/27]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ}
وقال: {منها قائمٌ وحصيدٌ} يريد "ومحصود" كـ"الجريح" و"المجروح"). [معاني القرآن: 2/46]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ذلك من أنباء القرى} أي من أخبار الأمم.
{منها قائمٌ} أي ظاهر للعين.
{وحصيدٌ} قد أبيد وحصد). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائم وحصيد}
أي: من القرى التي أهلكت قائم قد بقيت حيطانه، نحو قوله: {وبئر معطّلة وقصر مشيد}.
{وحصيد} مخسوف به، وهي ما قد انمحى أثره). [معاني القرآن: 3/77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد}
قال قتادة القائم ما كان خاويا على عروشه والحصيد ما لا أثر له). [معاني القرآن: 3/379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قائم} ظاهر للعين، {وحصيد} قد خفي وأبيد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {غير تتبيبٍ} أي تدمير وإهلاك وهو من قولهم: تبّبته وفي القرآن:{تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ} ويقال: تبّاً لك).
[مجاز القرآن: 1/299]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لّمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ}
وقال: {وما زادوهم غير تتبيبٍ} لأنه مصدر "تبّبوهم" "تتبيبا"). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {غير تتبيب} فالمعنى من تب يتب تبًا؛ أي خسر؛ و{في تباب} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {غير تتبيب}: تدمير وإهلاك مثل {تبت يدا أبي لهب} ومنه {في تباب} وقوله: تبا لك). [غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما زادوهم غير تتبيبٍ} أي غير تخسير. ومنه قوله عز وجل: {تبّت يدا أبي لهبٍ} أي خسرت). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للمّا جوابا فهي لأمر يقع بوقوع غيره، بمعنى «حين»، كقوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أي:
حين آسفونا، و{لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ}أي: حين جاء أمر ربك). [تأويل مشكل القرآن: 542]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيء لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيب}
{وما زادوهم غير تتبيب}.
معناه غير تخسير، ومنه قوله {تبّت يدا أبي لهب} أي خسرت). [معاني القرآن: 3/77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما زادوهم غير تتبيب}
قال مجاهد وقتادة غير تخسير
قال أبو جعفر وكذلك هو عند أهل اللغة ومنه تبت يدا أبي لهب). [معاني القرآن: 3/379]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {غَيْرَ تَتْبِيبٍ} قال: التتبيب: التخسير والهلاك لكم لا لي). [ياقوتة الصراط: 271-270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غير تتبيب} غير تخسير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 109]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتْبِيبٍ}: إهلاك وتدمير). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن مسعود وأبي والحسن {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى}.
وقراءة أخرى "وكذلك أخذ ربك" على الفعل يرفعه). [معاني القرآن لقطرب: 677]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأخذ: التعذيب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} أي: تعذيبه.
وقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي عذبنا.
وقال: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليعذبوه أو ليقتلوه). [تأويل مشكل القرآن: 503]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له النّاس وذلك يوم مشهود}
فأعلم اللّه - عز وجل - أنه يحيي الخلق ويبعثهم في ذلك اليوم ويشهدوا به). [معاني القرآن: 3/77]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يأت لا تكلّم...}
كتب بغير الياء وهو في موضع رفع، فإن أثبتّ فيه الياء إذا وصلت القراءة كان صواباً. وإن حذفتها في القطع والوصل كان صوابا. قد قرأ بذلك القرّاء فمر حذفها. إذا وصل قال: الياء ساكنة، وكلّ ياء أو واو تسكنان وما قبل الواو مضموم وما قبل الياء مكسور فإن العرب تحذفهما وتجتزئ بالضمة من الواو، وبالكسرة من الياء وأنشد في بعضهم:
ومن وصل بالياء وسكت بحذفها قال: هي إذا وصلت في موضع رفع فأثبتها وهي إذا سكتّ عليها تسكن فحذفتها. كما قيل: لم يرم ولم يقض. ومثله قوله: {ما كنّا نبغ} كتبت بحذف الياء فالوجه فيها أن تثبت الياء إذا وصلت وتحذفها إذا وقفت. والوجه الآخر أن تحذفها في القطع والوصل، قرأ بذلك حمزة. وهو جائز). [معاني القرآن: 2/27]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}
وقال: {لا تكلّم نفسٌ إلاّ بإذنه} ومعناه "تتفعّل" فكان الأصل أن تكون "تتكلّم" ولكنهم استثقلوا اجتماع التاءين فحذفوا الآخرة منهما لأنها هي التي تعتل فهي أحقهما بالحذف، ونحو (تذكّرون) يسكنها الإدغام فإن قيل:
"فهلا" أدغمت التاء ههنا في الذال وجعلت قبلها ألف وصل كما قلت: "اذّكّروا" فلأن هذه الألف إنما تقع في الأمر وفي كلّ فعل معناه "فعل" فأما "يفعل" و"تفعل" فلا). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل مكة وأهل المدينة {يوم يأتي لا تكلم} بإثبات الياء وهي الجيدة؛ وقد فسرناها في أم الكتاب، وهي قراءة ابن مسعود.
قراءة عاصم بن أبي النجود {يوم يأت} بالحذف، وذلك ليس بالسهل ولا الكثير). [معاني القرآن لقطرب: 678]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يوم يأت لا تكلّم نفس إلّا بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد}
الذي يختاره النحويون: يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه. بإثبات الياء.
والذي في المصحف وعليه القراء القراءات بكسر التاء من غير ياء.
وهذيل تستعمل حذف هذه الياءات كثيرا.
وقد ذكر سيبويه والخليل أن العرب تقول لا أدر فتحذف الياء وتجتزي بالكسر، إلا أنّهم يزعمون أن ذلك لكثرة الاستعمال.
والأجود في النحو إثبات الياء والذي أراه اتباع المصحف مع إجماع القراء، لأن القراءة سنة، وقد جاء مثله في كلام العرب.
وهذه الآية فيها سؤال أكثر ما يسأل عنه أهل الإلحاد في الدّين فيقولون لم قال: {يوم يأت لا تكلّم نفس إلّا بإذنه}، و {هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون}
وقال في مواضع من ذكر القيامة {فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون}.
وقال: وم تأتي كلّ نفس تجادل عن نفسها}
وقال: {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ}.
ونحن نفسر هذا على ما قالت العلماء المتقدمون في اللغة المسلمون الصحيحو الإسلام:
قالوا: قوله - عزّ وجلّ -: {وقفوهم إنّهم مسئولون} اللّه عالم بأعمالهم فسألهم سؤال توبيخ وتقرير لإيجاب الحجة عليهم.
وقوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ} أي لا يسأل ليعلم ذلك منه، لأن اللّه قد علم أعمالهم قبل أن يعملوها.
وكذلك قوله عزّ وجلّ: {لا ينطقون}، أي لا ينطقون بحجة تجب لهم، وإنما يتكلمون بالإقرار بذنوبهم ولوم بعضهم بعضا وطرح بعضهم الذنوب على بعض، فأمّا التكلم والنطق بحجة لهم فلا، وهذا كما تقول للذي يخاطبك كثيرا وخطابه فارغ من الحجة: ما تكلمت بشيء، وما نطقت بشيء فسمي من تكلم بما لا حجة له فيه، غير متكلم - كما قال عزّ وجلّ: {صمّ بكم عمي فهم لا يبصرون} وهم يبصرون ويسمعون إلا أنهم في أنهم لا يقبلون ولا يفكرون فيما يسمعون ولا يتأتلون، بمنزلة الصمّ.
قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع
فهذا قول حسن.
وقال قوم: ذلك اليوم طويل وله مواضع ومواطن ومواقف، في بعضها يمنعون من الكلام وفي بعضها يطلق لهم الكلام.
فهذا يدل عليه {لا تكلّم نفس إلّا بإذنه}.
وكلا القولين حسن جميل). [معاني القرآن: 3/79-77]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذن}
وقد قال في موضع آخر {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
ففي هذا جوابان:
أحدهما أنه مثل قوله: {هذا يوم لا ينطقون}
والمعنى لا ينطقون بحجة لهم كما يقال لمن تكلم كثيرا بغير حجة بينة لم يأت بشيء ولم يتكلم بشيء
والجواب الآخر أن ذلك اليوم فيه أهوال وشدائد فمرة يمنعون من الكلام ومرة يؤذن لهم فعلى هذا لا تكلم نفس إلا بإذنه
وقوله جل وعز: {فمنهم شقي وسعيد}
روى عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر عن عمر قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد قلت يا رسول الله فعلام نعمل أعلى شيء قد فرغ منه أم على شيء لم يفرغ منه قال بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ولكن كل ميسر لما خلق له). [معاني القرآن: 3/380-379]


رد مع اقتباس