عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا (7) أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلّا رجلًا مسحورًا (8) انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلًا (9) تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا (10) بل كذّبوا بالسّاعة وأعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيرًا (11) إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا (12) وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا مقرّنين دعوا هنالك ثبورًا (13) لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا وادعوا ثبورًا كثيرًا (14)}
يخبر تعالى عن تعنّت الكفّار وعنادهم وتكذيبهم للحقّ بلا حجّةٍ ولا دليلٍ منهم، وإنّما تعلّلوا بقولهم: {مال هذا الرّسول يأكل الطّعام}، يعنون: كما نأكله، ويحتاج إليه كما نحتاج إليه، {ويمشي في الأسواق} أي: يتردّد فيها وإليها طلبًا للتّكسّب والتّجارة، {لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا} يقولون: هلّا أنزل إليه ملكٌ من عند اللّه، فيكون له شاهدًا على صدق ما يدّعيه! وهذا كما قال فرعون: {فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقترنين} [الزّخرف: 53]. وكذلك قال هؤلاء على السّواء، تشابهت قلوبهم؛ ولهذا قال: {أو يلقى إليه كنز} أي: علم كنزٍ [يكون] ينفق منه، {أو تكون له جنّةٌ يأكل منها} أي: تسير معه حيث سار. وهذا كلّه سهلٌ يسيرٌ على اللّه، ولكنّ له الحكمة في ترك ذلك، وله الحجّة البالغة {وقال الظّالمون إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 94-95]

تفسير قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} أي: جاءوا بما يقذفونك به ويكذبون به عليك، من قولهم "ساحرٌ، مسحورٌ، مجنونٌ، كذّابٌ، شاعرٌ" وكلّها أقوالٌ باطلةٌ، كلّ أحدٍ ممّن له أدنى فهمٍ وعقلٍ يعرف كذبهم وافتراءهم في ذلك؛ ولهذا قال: {فضلّوا} أي: عن طريق الهدى، {فلا يستطيعون سبيلا} وذلك لأنّ كلّ من خرج عن الحقّ فإنّه ضالٌّ حيثما توجّه؛ لأنّ الحقّ واحدٌ ومنهجٌ متّحدٌ، يصدّق بعضه بعضًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 95]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى مخبرًا نبيّه أنّه لو شاء لآتاه خيرًا ممّا يقولون في الدّنيا وأفضل وأحسن، فقال [تعالى] {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا}.
قال مجاهدٌ: يعني: في الدّنيا، قال: وقريشٌ يسمّون كلّ بيتٍ من حجارةٍ قصرًا، سواءً كان كبيرًا أو صغيرًا.
وقال سفيان الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن خيثمة؛ قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبيٌّ قبلك، ولا يعطى أحدٌ من بعدك، ولا ينقص ذلك ممّا لك عند اللّه؟ فقال: اجمعوها لي في الآخرة، فأنزل اللّه عزّ وجلّ في ذلك: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا}).[تفسير ابن كثير: 6/ 95]

رد مع اقتباس