عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 20 محرم 1432هـ/26-12-2010م, 02:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 156 إلى 163]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض...}
كان ينبغي في العربية أن يقال: وقالوا لإخوانهم إذ ضربوا في الأرض، لأنه ماض؛ كما تقول: ضربتك إذ قمت، ولا تقول ضربتك إذا قمت. وذلك جائز، والذي في كتاب الله عربيّ حسن؛ لأن القول وإن كان ماضيا في اللفظ فهو في معنى الاستقبال؛ لأن {الذين} يذهب بها إلى معنى الجزاء من من وما، فأنت تقول للرجل: أحبب من أحبّك، وأحبب كلّ رجل أحبّك، فيكون الفعل ماضيا وهو يصلح للمستقبل؛ إذ كان أصحابه غير موقّتين، فلو وقّته لم يجز، من ذلك أن تقول: لأضربن هذا الذي ضربك إذ سلّمت عليك، لأنك قد وقّته فسقط عنه مذهب الجزاء، وتقول: لا تضرب إلا الذي ضربك إذا سلمت عليه، فتقول (إذا) لأنك لم توقته.
وكذلك قوله: {إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله} فقال
{ويصدّون} فردّها على {كفروا} لأنها غير موقّتة.
وكذلك قوله: {إلاّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} المعنى: إلا الذين يتوبون من قبل أن تقدروا عليهم. والله أعلم.
وكذلك قوله: {إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحا} معناه: إلا من يتوب ويعمل صالحا، وقال الشاعر:

فإني لآتيكم تشكّر ما مضى * من الأمر واستيجاب ما كان في غد
يريد به: المستقبل لذلك قال (كان في غد) ولو كان ماضيا لقال: ما كان في أمس، ولم يجز ما كان في غد. وأمّا قول الكميت:
ما ذاق بؤس معيشةٍ ونعيمها * فيما مضى أحدٌ إذا لم يعشق
فمن ذلك؛ إنما أراد: لم يذقها فيما مضى ولن يذوقها فيما يستقبل إذا كان لم يعشق، وتقول: ما هلك امرؤ عرف قدره، فلو أدخلت في هذا (إذا) كانت أجود من (إذ)؛ لأنك لم تخبر بذلك عن واحد فيكون بإذا، وإنما جعلته كالدأب فجرى الماضي والمستقبل.
ومن ذلك أن يقول الرجل للرجل: كنت صابرا إذا ضربتك؛ لأن المعنى: كنت كلّما ضربت تصبر، فإذا قلت: كنت صابرا إذ ضربت، فإنما أخبرت عن صبره في ضربٍ واحد). [معاني القرآن: 1/243-244]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ضربوا في الأرض} يقال: ضربت في الأرض، أي: تباعدت.
{أو كانوا غزّىً} لا يدخلها رفع ولا جرّ لأن واحدها: غازٍ، فخرجت مخرج قائل وقوّل، فعّل، وقال رؤبة:
وقوّلٍ إلاّ ده فلا ده
يقول: إن لم يكن هذا فلا ذا.
ومثل هذا قولهم: إن لم تتركه هذا اليوم فلا تتركه أبداً، وإن لم يكن ذاك الآن لم يكن أبداً.

{حسرةً} الحسرة: الندامة). [مجاز القرآن: 1/106-107]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزًّى لّو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل اللّه ذلك حسرةً في قلوبهم واللّه يحيي ويميت واللّه بما تعملون بصيرٌ}
قال تعالى: {أو كانوا غزًّى لّو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} وواحد "الغزّى" "غاز" مثل "شاهد" و"شهّد"). [معاني القرآن: 1/186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({إذا ضربوا في الأرض}: تباعدوا.
{كانوا غزا}: جمع واحدا غاز). [غريب القرآن وتفسيره: 111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ضربوا في الأرض} تباعدوا.
و(غزّى) جمع غاز، مثل صائم وصوّم. ونائم ونوّم. وعاف وعفّى). [تفسير غريب القرآن: 114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم واللّه يحيي ويميت واللّه بما تعملون بصير}
{أو كانوا غزّى} القراءة وما ثبت في المصحف على: القصر، وفعّل جمع فاعل نحو ضارب، وضرّب، وشاهد وشهد، ويقع على فعّال نحو حارب وحراب، وضارب وضرّاب،وغزّاء. يجوز إلا أنه لا يكون في القراءة لأنه ممدود.
وقوله عزّ وجلّ: {ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم} أي: ليجعل ظنهم أنهم لو لم يحضروا - وإذا لم يحضروا الحرب اندفع عنهم ما كتب عليهم. فحسرتهم فيما ينالهم أشد.
{واللّه يحيي ويميت} أي: ليس الإنسان يمنعه تحرزه من إتيان أجله على ما سبق في علم الله). [معاني القرآن: 1/481-482]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}
روى عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هذا قول المنافق عبد الله بن أبي). [معاني القرآن: 1/500]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ} تباعدوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 53]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ضَرَبُواْ}: أبعدوا. {غُزًّا}: جمع غاز). [العمدة في غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم لمغفرةٌ مّن اللّه ورحمةٌ خيرٌ مّمّا يجمعون}
قال تعالى: {ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم} الآية، فإن قيل كيف يكون {لمغفرةٌ مّن اللّه} جواب ذلك الأول؟ فكأنه حين قال: {ولئن قتلتم في سبيل اللّه أو متّم} تذكر لهم مغفرة ورحمة إذ كان ذلك في السبيل فقال: {لمغفرةٌ} يقول: "لتلك المغفرة {خيرٌ ممّا تجمعون}"). [معاني القرآن: 1/186]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولئن مّتّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون}
قال: {ولئن مّتّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون} وإن شئت قلت {قتّلتم}). [معاني القرآن: 1/186-187]

تفسير قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {فبما رحمةٍ مّن اللّه لنت لهم...}
العرب تجعل (ما) صلة في المعرفة والنكرة واحدا.
قال الله {فبما نقضهم ميثاقهم} والمعنى: فبنقضهم، و{عمّا قليلٍ ليصبحنّ نادمين} والمعنى: عن قليل. والله أعلم. وربما جعلوه اسما وهي في مذهب الصلة؛ فيجوز فيما بعدها الرفع على أنه صلة، والخفض على إتباع الصلة لما قبلها؛ كقول الشاعر:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا * حبّ النبي محمدٍ إيانا
وترفع (غير) إذا جعلت صلة بإضمار (هو)، وتخفض على الاتباع لمن، وقال الفرزدق:
إني وإياك إن بلّغن أرحلنا * كمن بواديه بعد المحل ممطور
فهذا مع النكرات، فإذا كانت الصلة معرفة آثروا الرفع، من ذلك {فبما نقضهم} لم يقرأه أحد برفع ولم نسمعه. ولو قيل جاز. وأنشدونا بيت عديّ:
لم أر مثل الفتيان في غير الـ * أيام ينسون ما عواقبها
والمعنى: ينسون عواقبها صلة لما. وهو مما أكرهه؛ لأن قائله يلزمه أن يقول: {أيّما الأجلان قضيت} فأكرهه لذلك ولا أردّه. وقد جاء، وقد وجّهه بعض النحويين إلى: ينسون أي شيء عواقبها، وهو جائز، والوجه الأوّل أحبّ إليّ.
والقرّاء لا تقرأ بكل ما يجوز في العربية، فلا يقبحنّ عندك تشنيع مشنّع مما لم يقرأه القرّاء مما يجوز). [معاني القرآن: 1/244-245]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فبما رحمةٍ من الله}: أعملت الباء فيها فجررتها بها كما نصبت هذه الآية: {إنّ الله لا يستحيى أن يضرب مثلاً ما بعوضةً}
{لا نفضّوا من حولك} أي: تفرّقوا على كل وجه.
{فإذا عزمت} أي: إذا أجمعت). [مجاز القرآن: 1/107]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({فبما رحمةٍ مّن اللّه لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على اللّه إنّ اللّه يحبّ المتوكّلين}
قال تعالى: {فبما رحمةٍ مّن اللّه} يقول: "فبرحمةٍ" و{ما} زائدة). [معاني القرآن: 1/187]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لانفضوا}: تفرقوا). [غريب القرآن وتفسيره: 111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({فبما رحمةٍ من اللّه} أي: فبرحمة. و«ما» زائدة.
{لانفضّوا من حولك} أي: تفرقوا). [تفسير غريب القرآن: 114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على اللّه إنّ اللّه يحبّ المتوكّلين}
{فبما رحمة من اللّه لنت}
" ما " بإجماع النحويين ههنا صلة لا تمنع الباء من عملها فيما عملت.
المعنى: فبرحمة من اللّه لنت لهم، إلا أن " ما " قد أحدثت بدخولها توكيد المعنى، ولو قرئت فبما رحمة من اللّه جاز، المعنى: فبما هو رحمة كما أجازوا... {مثلا ما بعوضة} ولا تقرأنّ بها، فإن القراءة سنة ولا يجوز أن يقرأ قارئ بما لم يقرأ به الصحابة أو التابعون أو من كان من قرّاء الأمصار المشهورين في القراءة.
والمعنى: أن ليّنك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم بالحجج والبراهين مع لين وخلق عظيم.
{ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك}
الفظ: الغليظ الجانب السيئ الخلق، يقال فظظت تفظّ فظاظة، وفظظا، إلا أن فظاظة أكثر لثقل التضعيف، وما كان من الأسماء على (فعل) في المضاعف فغير مدغم نحو المدد والشرر، وما كان على (فعل) فمدغم على كل حال نحو رجل صب، وأصله صبب وكذلك فظ وأصله فظظ، ومثله من غير المضاعف. قد فرقت تفرق، فرقا، وأنت فرق، " وإذا اضطر شاعر رد فعلا إلى أصله في المضاعف قال الشاعر:
مهلا أعاذل قد جربت من خلقي... أني أجود لأقوام وقد ضننوا
والفظ: ماء الكرش، والفرث وسمي فظا لغلظ مشربه.
وقوله عزّ وجلّ: {وشاورهم في الأمر} أي: شاورهم فيما لم يكن عندك فيه وحي، فأما ما فيه أمر من الله جلّ وعزّ ووحي فاشتراك الأراء فيه ساقط.
وإنما أراد اللّه عزّ وجلّ - بذلك السنة في المشاورة، وأن يكرم أصحابه بمشاورته إياهم، ثم أمر بعد الإجماع على الرأي بالتوكل على اللّه - عزّ وجلّ - قال: {فإذا عزمت فتوكل على اللّه} أي: لا تظن أنك تنال منالا تحبه إلّا باللّه جلّ وعزّ). [معاني القرآن: 1/482-483]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}
الفظ في اللغة: الغليظ الجانب السيء الخلق يقال فظظت تفظ فظاظة.
ومعنى {لانفضوا من حولك}: لتفرقوا، هذا قول أبي عبيدة،
وكأنه التفرق من غير جهة واحدة ويقال فلان يفض الغطاء، أي: يفرقه وفضضت الكتاب من هذا). [معاني القرآن: 1/500-501]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}
المشاورة في اللغة: أن تظهر ما عندك وما عند صاحبك من الرأي والشوار متاع البيت المرئي وفي معنى الآية قولان:
أحدهما: أن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يشاورهم فيما لم يأت فيه وحي لأنه قد يكون عند بعضهم فيما يشاور فيه علم وقد يعرف الناس من أمور الدنيا ما لا يعرفه الأنبياء فإذا كان وحي لم يشاورهم.
والقول الآخر: أن الله عز وجل أمره بهذا ليستميل به قلوبهم وليكون ذلك سنة لمن بعده.
حدثني أحمد بن عاصم قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي مريم قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس {وشاورهم في الأمر} قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وقال الحسن: أمر بذلك صلى الله عليه وسلم لتستن به أمته). [معاني القرآن: 1/501-502]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {لانْفَضُّوا بين حولك} أي: لتفرقوا). [ياقوتة الصراط: 192]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({اَنفَضُّواْ}: تفرقوا). [العمدة في غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}
الخذلان في اللغة: الترك ومنه يقال تخاذل القوم إذا انماز بعضهم من بعض ويقال ظبية خاذلة إذا انفردت عن القطيع قال زهير:
بجيد مغزلة أدماء خاذلة = من الظباء تراعي شادنا). [معاني القرآن: 1/502-503]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {وإن يخذلكم} أي: يترككم من نصره). [ياقوتة الصراط: 193]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وما كان لنبيٍّ أن يغلّ...}
يقرأ بعض أهل المدينة أن يغلّ؛ يريدون أن يخان.
وقرأه أصحاب عبد الله كذلك: أن يغلّ؛ يريدون أن يسرّق أو يخوّن، وذلك جائز وإن لم يقل: يغلّل فيكون مثل قوله: {فإنهم لا يكذّبونك - ويكذبونك}.
وقرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي "أن يغلّ"، وذلك أنهم ظنّوا يوم أحد أن لن تقسم لهم الغنائم كما فعل يوم بدر، ومعناه: أن يتّهم ويقال قد غلّ). [معاني القرآن: 1/245]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما كان لنبيٍّ أن يغلّ}: أن يخان). [مجاز القرآن: 1/107]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وما كان لنبيٍّ أن يغلّ ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ثمّ توفّى كلّ نفسٍ مّا كسبت وهم لا يظلمون}
قال تعالى: {وما كان لنبيٍّ أن يغلّ} وقال بعضهم {يغلّ} وكلٌّ صواب والله أعلم لأنّ المعنى "أن يخون" أو "يخان"). [معاني القرآن: 1/187]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({وما كان لنبي أن يغل}: يخون وذلك أنهم اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم. ومن قرأ {يغل} فهو يخان، والمعنى: أن بعض القوم خان). [غريب القرآن وتفسيره: 111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وما كان لنبيٍّ أن يغلّ} أي: يخون في الغنائم.
{ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} معناه قول النبي صلّى اللّه عليه وسلم: ((لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة على عنقه شاة لها ثغاء، لا أعرفن كذا، لا أعرفن كذا، فيقول)): يا محمد ((فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت))
يريد: أن من غل شاة أو بقرة أو ثوبا أو غير ذلك، أتى به يوم القيامة يحمله.
ومن قرأ «يغل» أراد يخان. ويجوز أن يكون يلفى خائنا. يقال:
أغللت فلانا، أي: وجدته غالا، كما يقال: أحمقه وجدته أحمق. وأحمدته وجدته محمودا.
وقال الفرّاء: من قرأه {يغلّ} أراد: يخوّن. ولو كان المراد هذا المعنى لقيل يغلّل. كما يقال: يفسّق ويخون ويفجر). [تفسير غريب القرآن: 115]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما كان لنبيّ أن يغلّ ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ثمّ توفّى كلّ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
{وما كان لنبيّ أن يغلّ} و {أن يغل} قرئتا جميعا.

فمن قرأ {أن يغلّ} فالمعنى: وما كان لنبي أن يخون أمّته وتفسير ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع الغنائم في غزاة، فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا: ألا تقسم بيننا غنائمنا، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((لو أن لكم عندي مثل أحد ذهبا ما منعتكم درهما أترونني أغلكم مغنمكم)).
ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: ((ألا لا أعرفنّ رجلا يأتي يوم القيامة ومعه شاة قد غلّها لها ثغاء، ألا لا أعرفنّ رجلا يأتي يوم القيامة ومعه بعير قد غلّه له رغاء، ألا لا أعرفنّ رجلا يأتي يوم القيامة ومعه فرس قد غلّه له حمحمة)).

ومن قرأ {أن يغلّ} فهو جائز على ضربين:
أي: ما كان لنبي أن يغلّه أصحابه، أي: يخوّنوه - وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا يحبس أحدكم خيطا ولا مخيطا)).

وأجاز أهل اللغة: أن يغل أن يخوّن، ويقال: أغللت الجلد إذا سلخته فأبقيت فيه شيئا من الشحم، وقد غل الرجل يغلّ إذا خان لأنه أخذ شيئا في خفاء، فكل ما كان من هذا الباب فهو راجع إلى هذا، من ذلك الغال وهو الوادي الذي ينبت الشجر وجمعه غلّان، ومن ذلك الغل وهو الحقد، وتقول قد أغلّت الضيعة فهي مغلّة إذا أتت بشيء وأصلها باق - قال زهير -:
فتغلل لكم ما لا تغل لأهلها... قرى بالعراق من قفيز ودرهم
والغلالة: الثوب الذي يلبس " تحت الثياب " والذي يلبس تحت الدرع - درع الحديد - غلالة، وتغلّلت بالغالية " وتغليت " إنما هو جعلها في
أصول الشعر.
والغل: الماء الذي يجري في أصول الشجر.

ومعنى {وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزّى}
معنى (إذا): ههنا ينوب عما مضى من الزمان وما يستقبل جميعا والأصل في (إذ) الدلالة على ما مضى، تقول أتيتك إذ قمت وآتيك إذا جئتني.
ولم يقل ههنا " إذ ضربوا في الأرض " لأنه يريد شأنهم هذا أبدا، ومثل ذلك في الكلام: فلان إذا حدث صدق، وإذا ضرب صبر.
(فإذا) لما يستقبل، إلا أنه لم يحكم له بهذا المستقبل إلا بما خبر منه فيما مضى.
وقوله جلّ وعزّ: {وشاورهم في الأمر}
يقال شاورت الرجل مشاورة وشوارا، وما يكون من ذلك فاسمه المشورة، وبعضهم يقول المشورة. يقال فلان حسن الصورة والمشورة أي حسن الهيئة واللباس وإنه لشئر (صثن) وحسن الشارة والشوار متاع البيت.
ومعنى شاورت فلان: أظهرت في الرأي ما عندي وما عنده، وشرت الدابة أشورها إذا امتحنتها فعرفت هيئتها في سيرها.
ويقال شرت العسل وأشرت العسل إذا أخذته من مواضع النحل وعسل مشور.
قال الأعشى.
كأنّ القرنفل والزّنجبيل... باتا بفيها وأريا مشورا
والأري العسل، ويقال عسل مشار.
قال الشاعر:
وغناء يأذن الشيخ له... وحديث مثل ماذيّ مشار). [معاني القرآن: 1/483-485]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما كان لنبي أن يغل}
وتقرأ (يغل) ومعنى {يغل}: يخون وروى أبو صخر عن محمد بن كعب في معنى وما كان لنبي أن يغل قال: يقول ما كان لنبي أن يكتم شيئا من كتاب الله عز وجل.
ويغل يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يلقى غالا، أي: خائنا كما تقول أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا وأحمقته إذا أصبته أحمق.
قالوا ويقوي هذا القول أنه روي عن الضحاك أنه قال: يغل يبادر الغنائم لئلا تؤخذ.
والمعنى الآخر: أن يكون يغل بمعنى يغل منه، أي: يخان منه، وروى عن قتادة أن معنى يغل يخان
وقد قيل فيه قول ثالث: لا يصح وهو أن معنى يغل يخون ولو كان كذلك لكان يغلل.
ثم قال عز وجل: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة ومعه شاة لها ثغاء فيقول)): يا محمد ((فأقول: لا أملك لك من الله شيئا))
والغلول في اللغة: أن يأخذ من المغنم شيئا يستره عن أصحابه ومنه يقال للماء الذي يجري بين الشجر غلل كما قال الشاعر:
لعب السيول به فأصبح ماؤه = غللا يقطع في أصول الخروع
ومنه الغلالة ومنه يقال تغلغل فلان في الأمر والأصل تغلل.
ومنه في صدره علي غل، أي: حقد ومنه غللت لحيتي وغليتها). [معاني القرآن: 1/503-505]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {يغل} أي: يخون و(يغل): يخون). [ياقوتة الصراط: 193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} أي: يخون في الغنائم ومن قرأ (يُغَل) بضم الياء، فمعناه: يُخان، وقيل، معناه: يخون). [تفسير المشكل من غريب القرآن:53-54]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({يَغُلَّ}: يخون). [العمدة في غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله جلّ وعزّ: {أفمن اتّبع رضوان اللّه كمن باء بسخط من اللّه ومأواه جهنّم وبئس المصير}
يقرأ رضوان بكسر الراء، ورضوان بضم الراء، وقد رويتا جميعا عن عاصم.
{كمن باء بسخط من اللّه}
يروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أرمر المسلمين في أحد باتباعه، اتبعه المؤمنون وتخلف عنه جماعة من المنافقين، فأعلم الله جلّ وعزّ: - أن من اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد اتبع رضوان اللّه، ومن تخلف عنه فقد باء بسخط من الله.
ومعنى باء لذنبه: احتمله، وصار المذنب مأوى الذنب، ولذلك بوأت فلانا منزلا أي جعلته ذا منزل). [معاني القرآن: 1/486]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل تعالى: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله}
قال الضحاك: أفمن اتبع رضوان الله من لم يغل كمن باء بسخط من الله كمن غل.
ومعنى باء: احتمل). [معاني القرآن: 1/505-506]

تفسير قوله تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {هم درجاتٌ عند اللّه...}
يقول: هم في الفضل مختلفون: بعضهم أرفع من بعض). [معاني القرآن: 1/245]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هم درجاتٌ عند الله} أي: هم منازل، معناها: لهم درجات عند الله، كقولك: هم طبقات، قال ابن هرمة:
أرجماً للمنون يكون قومي... لريب الدّهر أم درج السيول
تفسيرها: أم هم على درج السيول. ويقال للدرجة التي يصعد عليها: درجة، وتقديرها: قصبة، ويقال لها أيضاً: درجة). [مجاز القرآن: 1/107-108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({هم درجاتٌ عند اللّه}أي: هم طبقات في الفضل. فبعضهم أرفع من بعض). [تفسير غريب القرآن: 115]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {هم درجات عند اللّه واللّه بصير بما يعملون} أي: المؤمنون ذوو درجة رفيعة، - والكافرون ذوو درجة عند اللّه وضيعة.
ومعنى {هم درجات}: هم ذوو درجات، لأن الإنسان غير الدرجة كما تقول: الناس طبقات، أي: ذوو طبقات؛ وأنشد سيبويه:

أنصب للمنية تعتريهم... رجال أم همو درج السيول
أي: هم ذوو درج، ويجوز أم همو درج السيول على الظرف). [معاني القرآن: 1/486-487]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال عز وجل: {هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون}
قال مجاهد: المعنى لهم درجات عند الله.
والتقدير في اللغة العربية: هم ذوو درجات ثم حذف، والمعنى: بعضهم أرفع درجة من بعض.

وقيل {هم} لمن اتبع رضوان الله ولمن باء بسخطه، أي: لكل واحد مهم جزاء عمله بقدر). [معاني القرآن: 1/506]


رد مع اقتباس