عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 09:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 30 إلى 40]

{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (40) }

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب (30)}
المعنى : نعم العبد سليمان , إنّه أوّاب , كثير الرجوع).
[معاني القرآن: 4/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
فيه سبعة أقوال:
-قال ابن المسيب : (الأواب : الذي يذنب , ثم يتوب , ثم يذنب , ثم يتوب) .
- وقال سعيد بن جبير: (الأواب : المسبح).
- وقال قتادة: (المطيع) .
- وقال عبيد بن عمير : (الذي يذكر ذنبه في الخلاء , فيستغفر منه) .
- وقيل : الراحم .
- وقيل: التائب .
وقال أهل اللغة: الرجاع : الذي يرجع إلى التوبة.)
[معاني القرآن: 6/106-108]

تفسير قوله تعالى:{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الصّافنات الجياد...}
يعني: الخيل، كان غنمها سليمان بن داود من جيشٍ قاتله , فظفر به. فلمّا صلّى الظهر دعا بها، فلم يزل يعرضها حتّى غابت الشمس , ولم يصلّ العصر , وكان عندهم مهيباً, لا يبتدأ بشيء حتى يأمر به، فلم يذكر العصر, ولم يكن ذلك عن تجبّر منه، فلمّا ذكرها قال:
{إنّي أحببت حبّ الخير} : يقول: آثرت حبّ الخيل، والخير في الكلام العرب: الخيل.
و
الصّافنات: فيما ذكر الكلبي بإسناده : القائمة على ثلاث قوائم , وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر من يدٍ , أو رجلٍ.
وهي في قراءة عبد الله :
{صوافن فإذا وجبت}: يريد: معقولة على ثلاث, وقد رأيت العرب تجعل الصّافن القائم على غير ثلاث. وأشعارهم : تدلّ عل أنها القيام خاصّةً , والله أعلم بصوابه.
وفي قراءة عبد الله :
{إنّي أحببت} بغير (قال) , ومثله ممّا حذف في قراءتنا منه القول , وأثبت في قراءة عبد الله : {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ويقولان} , وليس في قراءتنا ذلك. وكلّ صواب).[معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد }: من الخيل، والصافن الذي يجمع بين يديه , ويثني طرف سنبك احدى رجليه والسنبك مقدم الحافر , وقال بعض العرب: بل الصافن الذي يجمع يديه , والذي يرفع طرف سنبك رجله , فهو مخيم.). [مجاز القرآن: 2/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الصافنات الجياد}: الصافن: الذي يجمع بين يديه ويثني طرف سنبك إحدى رجليه. والسنبك: مقدم الحافر. وبعضهم يقول: الصافن الذي يجمع يديه). [غريب القرآن وتفسيره: 323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({والصّافنات الجياد}: الخيل, يقال: هي القائمة على ثلاث قوائم، وقد أقامت اليد الأخرى على طرف الحافر من يد كان أو رجل. وهذا قول بعض المفسرين.
والصافن في كلام العرب: الواقف من الخيل , وغيرها.
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم:
((من سرّه أن يقوم الرجال له صفونا، فليتبوّأ مقعده من النار))، أي: يديمون له القيام.). [تفسير غريب القرآن: 379]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد (31)}
الصافنات : الخيل القائمة، وقال أهل اللّغة , وأهل التفسير: الصافن : القائم الذي يثني إحدى يديه أو إحدى رجليه حتى يقف بها على سنبكه,
وهو طرف الحافر، فثلاث من قوائمه متصلة بالأرض، وقائمة منها تتصل بالأرض , طرف حافرها فقط , قال الشاعر:
ألف الصّفون فلا يزال كأنه= مما يقوم على الثلاث كسيرا
وقال بعضهم: الصافن القائم ثنى إحدى قوائمه ولم يثنها، والخيل أكثر ما تقف - إذا وقفت - صافنة؛ لأنها كأنّها تراوح بين قوائمها).
[معاني القرآن: 4/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد}
قال مجاهد : (الصافنات من الخيل : التي ترفع إحدى يديها , وتقف على ثلاث) .
وقال الفراء : الصافن القائم , وهذا المعروف في كلام العرب.
قال مجاهد: (الجياد السراع).).
[معاني القرآن: 6/108-109]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الصافنات الجياد}: أي: الخيل، التي تقف وتثني سنبك إحدى الرجلين، وهي أجود الخيل.). [ياقوتة الصراط: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الصَّافِنَاتُ}: الخيل القائمات على ثلاث قوائم , وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الصَّافِنَ): القائم على ثلاث.). [العمدة في غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الصّافنات الجياد...}
يعني : الخيل، كان غنمها سليمان بن داود من جيشٍ قاتله , فظفر به. فلمّا صلّى الظهر دعا بها، فلم يزل يعرضها حتّى غابت الشمس , ولم يصلّ العصر, وكان عندهم مهيباً, لا يبتدأ بشيء حتى يأمر به، فلم يذكر العصر, ولم يكن ذلك عن تجبّر منه، فلمّا ذكرها قال:
{إنّي أحببت حبّ الخير} : يقول: آثرت حبّ الخيل، والخير في الكلام العرب: الخيل.
و
الصّافنات - فيما ذكر الكلبي بإسناده - : القائمة على ثلاث قوائم , وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر من يدٍ , أو رجلٍ.
وهي في قراءة عبد الله :
{صوافن فإذا وجبت}: يريد: معقولة على ثلاث.
وقد رأيت العرب تجعل الصّافن القائم على غير ثلاث.
وأشعارهم تدلّ عل أنها القيام خاصّةً , والله أعلم بصوابه.
وفي قراءة عبد الله :
{إنّي أحببت} بغير (قال), ومثله ممّا حذف في قراءتنا منه القول , وأثبت في قراءة عبد الله : {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ويقولان} , وليس في قراءتنا ذلك, وكلّ صواب.). [معاني القرآن: 2/405] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي }: جازه أحببته حباً , ثم أضاف الحب إلى الخير.
{ حتّى توارت بالحجاب}: المعنى للشمس , وهي مضمرة.).
[مجاز القرآن: 2/182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله عز وجل: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} أراد الخيل، فسمّاها الخير لما فيها من المنافع.
قال الرّاجز بعد أن عدّد فضائلها وأسباب الانتفاع بها:
=فالخيلُ والخيراتُ في قرنينِ
وقال طفيل:
وللخيلِ أيّام فمن يصطبر لَهَا = ويعرف لَهَا أيّامَها الخيرَ تُعْقِبُ). [تأويل مشكل القرآن: 139]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور كقوله جل وعز: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} يعني: الشمس، ولم يذكرها قبل ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب (32)}
{الخير }: ههنا الخيل، والنبي صلى الله عليه وسلم- سمى زيد الخيل - : زيد الخير، وإنما سميت الخيل: الخير ؛ لأن ((الخير معقود بنواصي الخيل)) كذا جاء في الحديث.
وكانت هذه الخيل : وردت على سليمان من غنيمة جيش كان له، فتشاغل باعتراضها إلى أن غابت الشمس , وفاتته صلاة العصر.
قال أهل اللغة:
{حتّى توارت بالحجاب}: يعنى الشمس، ولم يجر للشمس ذكر..
وهذا لا أحسبهم أعطوا الفكر حقّه فيه؛ لأن في الآية دليلا : يدل على الشمس، وهو قوله:
{إذ عرض عليه بالعشيّ}: والعشي في معنى : بعد زوال الشمس.
حتى توارت الشمس بالحجاب، وليس يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر , أو دليل ذكر بمنزلة الذكر.
وكان سليمان لهيبته لا يجسر عليه أحد حتّى ينبّه لوقت صلاة، ولست أدري: هل كانت صلاة العصر مفروضة في ذلك الوقت أم لا، إلا أن اعتراضه الخيل قد شغله , حتى جاز وقت يذكر اللّه - جلّ وعزّ - فيه.
ومعنى
{أحببت حبّ الخير} : آثرت حب الخير على ذكر الله.) [معاني القرآن: 4/331]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي}
قال الفراء : الخير في كلام العرب , والخيل واحد.
قال أبو جعفر : في الحديث الشريف:
(( الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .)), فكأنها سميت خيرا لهذا .
وفي الحديث : لما وفد زيد الخيل على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له :
((أنت زيد الخير )), وهو زيد بن مهلهل الشاعر .
قال الفراء : المعنى : إني آثرت حب الخير.
قال أبو جعفر: أحسن ما قيل في هذا أن المعنى: إني أحببت حب الخير حبا , فألهاني عن ذكر ربي .
قال قتادة : (عن صلاة العصر) .
ثم قال جل وعز:
{حتى توارت بالحجاب}
في معناه قولان:
أحدهما : أن المعنى : حتى توارث الشمس , وأنه قد عرف معنى الضمير , كما قال:
على مثلها أمضي إذا قال صاحبي=ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
أي: منها يعني من الفلاة , ولم يجر لها ذكر
قال أبو إسحاق : لما قال: بالعشي , كان المعنى بعد زوال الشمس , فجيء بالضمير على هذا .
وروى أبو إسحاق , عن الحارث , عن علي رضي الله عنه قال : (الصلاة التي فرط فيها سليمان : صلاة العصر) .
وقيل :
{حتى توارت بالحجاب} : يعني : الخيل
وروى سعيد بن مسروق , عن عكرمة قال : (
كانت الخيل التي شغل بها سليمان عشرين ألف فرس , فقطعها).) [معاني القرآن: 6/108-111]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{الخير} : هاهنا: الخيل,ئ{حتى توارت} : التاء للشمس.). [ياقوتة الصراط: 439]

تفسير قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فطفق...}
يريد: أقبل , يمسح: يضرب سوقها , وأعناقها, فالمسح : القطع.).
[معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فطفق مسحاً }: ما زال يفعل ذاك , و" كرب " مثلها مجازها يمسح مسحاً , والمعنى : يضرب، يقال: مسح علاوته , أي: ضربها.) [مجاز القرآن: 2/183]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ردّوها عليّ فطفق مسحاً بالسّوق والأعناق}
وقال:
{فطفق مسحاً}, أي: يمسح مسحاً). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فطفق مسحاً بالسّوق والأعناق}: أي: أقبل يمسح بضرب سوقها , وأعناقها.). [تفسير غريب القرآن: 379]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ردّوها عليّ فطفق مسحا بالسّوق والأعناق (33)}
المسح ههنا على ما جاء في التفسير : القطع، وروي: أنه ضرب سوقها , وأعناقها، وسوق : جمع ساق، مثل دار ودور, ولم يكن سليمان ليضرب أعناقها إلا وقد أباح اللّه ذلك؛ لأنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم.
وقال قوم : إنه مسح أعناقها وسوقها بالماء , وبيده، وهذا ليس يوجب شغلها إياه، أعني أن يمسحها بالماء، وإنّما قال ذلك قوم ؛ لأن قتلها كان عندهم منكرا. وليس ما يبيحه اللّه بمنكر.
وجائز أن يباح ذلك لسليمان في وقته , ويحظر في هذا الوقت، ومالك يذهب إلى أنه لا ينبغي أن يؤكل لحم الخيل , والبغال, والحمير، لقول اللّه عزّ وجلّ:
{والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة}
وقال في الإبل:
{لتركبوا منها ومنها تأكلون} ). [معاني القرآن: 4/331]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق}
قال الحسن في قوله تعالى:
{فطفق مسحا بالسوق والأعناق}: (فقطع أسوقها , وأعناقها , فأبدله الله جل وعز مكانها خيرا منها) .
وقيل معنى :{فطفق مسحا }: أقبل يمسحها بيده من غير قتل , كما روى ابن أبي طلحة , عن ابن عباس قال : يقول : (
جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها) .
ومن قال: قتلها , فذلك على أنه ذكاة, أو أنه أبيح ذلك , كما روي عن عبد الله بن عمر : أنه أعجبه غلام , فأعتقه.).
[معاني القرآن: 6/112-113]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : {ردوها علي}: الهاء والألف للخيل, {فطفق}: أي: أقبل, {مسحا}: أي: قطعا, {بالسوق}: السيقان.). [ياقوتة الصراط: 439]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على كرسيّه جسداً...}
يريد: صنما, ويقال: شيطان.).
[معاني القرآن: 2/405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وألقينا على كرسيّه جسداً} : يقال: شيطان, ويقال: صنم.). [تفسير غريب القرآن: 379]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدا ثمّ أناب (34)}
{فتنّا}: امتحنا.
{وألقينا على كرسيّه جسدا} : جاء في التفسير : أنه كان لسليمان ابن فخاف عليه الشياطين؛ لأن الشياطين كانت تقدر الراحة مما كانت فيه بموت سليمان، فقالت: إن بقي له ولد لم ننفكّ مما نحن فيه، فغذاه في السحاب إشفاقا عليه , فمات. فألقى على كرسيه جسد، فجائز أن يكون هذا مجازاته على ذنبه، وجائز أن يكون , فأثكله اللّه ولده.
وأكثر ما جاء في التفسير أن " جسدا " : ههنا شيطان، وأن سليمان أمر ألا يتزوج امرأة إلا من بني إسرائيل، فتزوج من غيرهم امرأة كانت تعبد غير اللّه، فعاقبه اللّه بأن سلبه ملكه , وكان ملكه في خاتمه , فدفعه عند دخوله الحمام إلى شيطان، وجاء في التفسير أنه يقال له : صخر، فطرحه في البحر , فمكث أربعين يوما يتيه في الأرض حتى وجد الخاتم في بطن سمكة.
وكان شيطان تصور في صورته , وجلس مجلسه، وكان أمره ينفذ في جميع ما كان ينفذ فيه أمر سليمان، خلا نساء سليمان، إلى أن ردّ اللّه عليه ملكه.
قال:
{فغفرنا له ذلك}: أي ذلك الذنب.
{وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}: حسن مرجع.). [معاني القرآن: 4/332]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب}
قد رويت في ذلك أخبار :-
- منها أن شيطانا غلب على ملكه أياما
- ومنها أن الشياطين قتلت ابنه خوفا من أن يملكهم بعده , وألقته على كرسيه , والله اعلم بما كان من ذلك .
والكلام يوجب : أنه أزيل ملكه , فجلس آخر على كرسيه.).
[معاني القرآن: 6/113-114]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}: قيل صنماً , وقيل: شيطاناً.) [تفسير المشكل من غريب القرآن: 211]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ ينبغي لأحدٍ مّن بعدي...}
, فيريد سخرة الريح , والشياطين.).
[معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي }: لا يكون لأحد من بعدي.
قال أبو عبيدة: قال الحجاج: إن كان لحسوداً، قال ابن أحمر:
ما أم غفرٍ على دعجاء ذي عللق= ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة= لا يبتغي دونها سهل ولا جبل
لا يبتغي أي لا يكون فوقها سهل, ولا جبل أحصن منها.).
[مجاز القرآن: 2/183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهّاب (35)}
أي : هب لي ملكا يكون فيه آية تدل على نبوتي، لا ينبغي لأحد من بعدي من الآدميين الذين ليسوا بأنبياء، يكون له آية تدل على أنك غفرت لي , ورددت إليّ نبوتي, والدليل على هذا قوله:
{فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاء حيث أصاب (36) }.) [معاني القرآن: 4/332-333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}
أي : أعطني فضيلة , ومنزلة , كما قال إبراهيم
{رب أرني كيف تحيي الموتى} ). [معاني القرآن: 6/114-115]

تفسير قوله تعالى:{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {رخاء حيث أصاب...}
والرخاء: الريح الليّنة التي لا تعصف, وقوله:
{حيث أصاب}: حيث أراد.). [معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بأمره رخاءً }: أي رخوة لينة , وهي من الرخاوة.
{حيث أصاب}: حيث أراد , يقال: أصاب الله بك خيراً , أي: أراد الله بك خيراً.). [مجاز القرآن: 2/183]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاء حيث أصاب}
وقال:
{رخاء} , فانتصاب {رخاءً} - والله أعلم - على {رخّيناها رخاءً}.). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({رخاء}: لينة رخوة). [غريب القرآن وتفسيره: 323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {رخاءً}: أي: رخوة لينة حيث أصاب, أي: حيث أراد من النواحي.
قال الأصمعي: العرب تقول: أصاب الصواب، فأخطأ الجواب, أي: أراد الصواب.).
[تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاء حيث أصاب (36)}
{رخاء}: لينة، وقيل {تجري بأمره}: ليست بشديدة كما يحب.
{حيث أصاب}: إجماع المفسرين , وأهل اللّغة: أنه حيث أراد، وحقيقته قصد، وكذلك قولك للمجيب في المسألة: أصبت، أي: قصدت، فلم تخطئ الجواب.). [معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب}
قال قتادة : (الرخاء : اللينة).
قال الحسن: الرخاء : (ليست بعاصفة , ولا هينة , بين ذلك) .
وروى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله تعالى:
{رخاء حيث أصاب}, قال : (مطيعة : حيث أراد) .
حكى الأصمعي : أصاب الصواب , فأخطأ الجواب, أي: أراد الصواب .
وحقيقته في اللغة : أنه بمعنى قصد من قولهم: أصبت , أي قصدت : فلم تخطئ.).
[معاني القرآن: 6/115]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {رخاء}: أي: ساكنة, {حيث أصاب}: أي: حيث أراد.
قال: والعرب تقول: أصاب الصواب، وأخطأ الجواب، أي: أراد الصواب، فأخطأ الجواب).
[ياقوتة الصراط: 440-441]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رُخَاء}: أي: رخوة لينة, {حَيْثُ أَصَابَ} : أي : حيث أراد.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رُخَاء}: لينةً.).[العمدة في غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({والشّياطين كلّ بنّاء وغوّاص (37)}
{الشّياطين} : نسق على الريح.
وقوله :
{كلّ بنّاء وغوّاص}: يدل على أنه من الشياطين.
المعنى : وسخرنا له كل بناء من الشياطين , وكل غواص, وكان من يبني:
{يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} , وكان من يغوص يخرجون له الحلية من البحر.). [معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والشياطين كل بناء وغواص}
أي: من يبني له المحاريب والتماثيل , ومن يغوص في البحر , فيخرج الحلية.).
[معاني القرآن: 6/116]

تفسير قوله تعالى:{وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الأصفاد }: الأغلال , واحدها: صفد، والصفد أيضاً الغطاء , قال الأعشى:
= وأصفدني على الزّمانة قائداً
وبعضهم يقول : صفدني.).
[مجاز القرآن: 2/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الأصفاد}: الأغلال، في التفسير). [تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآخرين مقرّنين في الأصفاد (38)}: مردة الجن الشياطين، سخروا له حتى قرنهم في الأصفاد.
والأصفاد السلاسل من الحديد، , وكل ما شددته شدّا وثيقا بالحديد وغيره، فقد صفدته , وكل من أعطيته عطاء جزيلا. فقد أصفدته كأنك أعطيته ما ترتبط به، كما تقول للمتخذ مالا أصلا يبقى عليه: قد اتخذت عقدة جيدة.).
[معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وآخرين مقرنين في الأصفاد}
قال قتادة : (أي: في الأغلال).
قال أبو جعفر : يقال صفدت الرجل إذا شددته , وأصفدته : أعطيته.).
[معاني القرآن: 6/116]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ...}.
يقول : فمنّ به , أي: أعط، أو أمسك، ذاك إليك.
وفي قراءة عبد الله :
{هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب}: مقدّم , ومؤخّر.). [معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أو أمسك بغير حسابٍ }: سبيلها سبيلان:
فأحدهما بغير جزاء .
والآخر بغير ثواب , وبغير منة , ولا قلةٍ.).
[مجاز القرآن: 2/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك}: أي فأعط , أو أمسك. كذلك قيل في التفسير سورة المدثر.
ومثله:
{ولا تمنن تستكثر}: أي : لا تعط , لتأخذ من المكافأة أكثر مما أعطيت.
قال الفراء: أراد: هذا عطاؤنا، فمن به في العطية, أراد: انه إذا أعطاه , فهو منّ, فسمّي العطاء مناً.).
[تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ}، أي فأعط أو أمسك.
وقوله: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} مردود إلى قوله: هذا عطاؤنا بغير حساب). [تأويل مشكل القرآن: 184] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39)}
{هذا عطاؤنا فامنن}: أي : أطلق من شئت منهم.
{هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}: {أو أمسك}, أو احبس من شئت , ولا حساب عليك في حبسه.
وجائز أن يكون عطاؤنا ما أعطيناك من المال , والكثرة , والملك.
فامنن، أي : فاعط منه.
{أو أمسك بغير حساب}: بغير منة عليك، وإن شئت بغير حساب بغير جزاء.). [معاني القرآن: 4/333-334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {هذا عطاؤنا أو أمسك بغير حساب}
قال الحسن , والضحاك: (هذا عطاؤنا : الملك فأعط, وأمنع) .
وقال قتادة : (هؤلاء الشياطين, فاحبس من شئت , وسرح من شئت).
وعن ابن عباس : (كان له ثلاثمائة امرأة , وتسعمائة سرية
{هذا عطاؤنا } ).
قال أبو جعفر , وأولاها الأول ؛ لأن الأول مشتمل على كل ما أعطي , وهو عقيب تلك الأشياء.
وروى سفيان , عن أبيه, عن عكرمة , عن ابن عباس :(
{فامنن }: أي: أعط , {أو أمسك بغير حساب}: أي: أمسك, فليس عليك حساب).
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد :
{بغير حساب }: (أي: بغير حرج) .
وقال الحسن: (ليس أحد ينعم عليه بنعمة إلا وهو يحاسب عليها إلا سليمان , ثم قرأ :
{هذا عطاؤنا }:أي: بغير تقتير) .
ويجوز أن يكون بمعنى : لا يحاسب عليه.).
[معاني القرآن: 6/116-118]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (40) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}
قال قتادة: (أي حسن مصير).). [معاني القرآن: 6/118]


رد مع اقتباس