عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا البحار فجّرت * وإذا القبور بعثرت * علمت نفسٌ مّا قدّمت وأخّرت * يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم * الّذي خلقك فسوّاك فعدلك * في أيّ صورةٍ مّا شاء ركّبك * كلّا بل تكذّبون بالدّين * وإنّ عليكم لحافظين * كرامًا كاتبين * يعلمون ما تفعلون}.
هذه أوصاف يوم القيامة.
و (انفطار السماء) انشقاقها على غير نظامٍ مقصودٍ، إنما هو انشقاقٌ لتزول زينتها). [المحرر الوجيز: 8/ 553]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( و(انتثار الكواكب) سقوطها من مواضعها التي هي فيها كالنظام). [المحرر الوجيز: 8/ 553]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(تفجير البحار) يحتمل أن يكون من امتلائها، فتفجّر من أعاليها وتفيض على ما يليها، ويحتمل أن يكون تفجير تفريغٍ من قيعانها، فيذهب اللّه تعالى ماءها حيث شاء.
وقيل: يفجّر بعضها إلى بعضٍ، فيختلط العذب بالملح، وتصير واحداً، وهذا نحو الاختلاف في {سجّرت} في السورة التي قبل.
وقرأ مجاهدٌ، والرّبيع بن خثيمٍ: (فجرت) بتخفيف الجيم). [المحرر الوجيز: 8/ 553]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(بعثرة القبور) نبشها على الموتى الذين فيها). [المحرر الوجيز: 8/ 553]

تفسير قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {علمت نفسٌ} هو جواب {إذا}.
و{نفسٌ} هنا اسم الجنس، وإفرادها ليبيّن لذهن السامع حقارتها وقلّتها وضعفها عن منفعة ذاتها إلاّ من رحم اللّه تعالى.
وقال كثيرٌ من المفسّرين في معنى قوله تعالى: {ما قدّمت وأخّرت}: إنها عبارةٌ عن جميع الأعمال؛ لأنّ هذا التقسيم يعمّ الطاعات المعلومة والمتروكة، وكذلك المعاصي.
وقال ابن عبّاسٍ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ: معناه: ما قدّمت في حياتها، وما أخّرت ممّا سنّته فعمل به بعد موتها). [المحرر الوجيز: 8/ 553]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم خاطب تعالى جنس ابن آدم، فوقفه على جهة التوبيخ والتنبيه على أيّ شيءٍ أوجب أن يغترّ بربّه الكريم فيعصيه، ويجعل له ندًّا، وغير ذلك من أنواع الكفر، وهو الخالق الموجد بعد العدم.
وروي أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {ما غرّك بربّك الكريم} فقال:
«جهله».
وقاله عمر رضي اللّه عنه وقرأ: {إنّه كان ظلوماً جهولاً}.
وقال قتادة: غرّه عدوّه المسلّط عليه. وقال بعض العلماء: غرّه ستر اللّه تعالى عليه. وقال غيره: غرّه كرم اللّه تعالى.
ولفظة (الكريم) تلقّن هذا الجواب، فهذا من لطف اللّه عزّ وجلّ بعباده العصاة المؤمنين.
وقرأ ابن جبيرٍ والأعمش: (ما أغرّك) على وزن ما أفعلك، والمعنى: ما دعاك إلى الاغترار؟ ويكون المعنى تعجّباً محضاً). [المحرر الوجيز: 8/ 553-554]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: (فعدّلك) بشدّ الدال، وقرأ الكوفيّون، والحسن، وأبو جعفرٍ، وطلحة، والأعمش، وأبو رجاءٍ، وعيسى، وعمرو بن عبيدٍ: {فعدلك} بتخفيف الدال، والمعنى: عدل أعضاءك بعضها ببعضٍ، أي: وازن بينها). [المحرر الوجيز: 8/ 554]

تفسير قوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك} ذهب الجمهور إلى أنّ {في} متعلّقهٌ بـ {ركّبك} أي: في صورةٍ قبيحةٍ أو حسنةٍ أو مشوّهةٍ أو سليمةٍ، أو نحو ذلك.
وذهب بعض المتأوّلين إلى أنّ المعنى: فعدلك في أيّ صورةٍ، بمعنى: إلى أيّ صورةٍ حتى قال بعضهم: المعنى: لم يجعلك في صورة خنزيرٍ ولا حمارٍ.
وذهب بعض المتأوّلين إلى أن المعنى: الوعيد والتهديد، أي: الذي إن شاء ركّبك في صورة حمارٍ، أو خنزيرٍ، أو غيره.
و{ما} في قوله تعالى: {ما شاء} زائدةٌ، فيها معنى التأكيد والتركيب والتأليف وجمع شيءٍ إلى شيءٍ.
وروى خارجة، عن نافعٍ: (ركّبك كّلاّ) بإدغام الكاف في الكاف). [المحرر الوجيز: 8/ 554]


رد مع اقتباس