عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:51 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فخلف من بعدهم خلفٌ} [مريم: 59] حدّثنا يحيى قال: نا سعيدٌ، عن قتادة قال: اليهود.
{أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات} [مريم: 59] قال يحيى: وقال في سورة النّساء: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا} [النساء: 27] اليهود في نكاح بنات الأخ.
- قوله: {فسوف يلقون غيًّا} [مريم: 59] حدّثني شريكٌ، عن أبي إسحاق الهمذانيّ، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعودٍ، عن أبيه قال: وادي في جهنّم من حميمٍ.
وحدّثني نصر بن طريفٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ قال: وادي في جهنّم بعيد القعر خبيث الطّعم.
نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ قال: نهرٌ في
[تفسير القرآن العظيم: 1/230]
جهنّم من صديد أهل النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/231]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فخلف من بعدهم...}

خلف: الخلف يذهب به إلى الذّم. والخلف الصالح. وقد يكون في الردئ خلف وفي الصالح خلف؛ لأنهم قد يذهبون بالخلف إلى القرن بعد القرن). [معاني القرآن: 2/170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّا}
يقال في الرداءة خلف - بإسكان اللام - تقول خلف سوء وفي الصلاح خلف صدق - بفتح اللام - وقد يقال في الرداءة أيضا خلف - بفتح اللام - وفي الصلاح بإسكان اللام، والأجود القول الأول.
{أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات}.جاء في التفسير أنّهم صلّوها في غير وقتها، وقيل أضاعوها وتركوها ألبتّة وهذا هو الأشبه، لأنه يدل على أنه يعنى به الكفار.
ودليل ذلك قوله: {إلّا من تاب وآمن}.
وقوله: {فسوف يلقون غيّا} أي فسوف يلقون مجازاة الغي كما قال عزّ وجلّ: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} أي مجازاة الأثام.
وجاء في التفسير أن، {غيّا} واد في جهنم، وقيل نهر في جهنم.
وهذا جائز أن يكون نهرا أعد للغاوين فسمي {غيّا} ). [معاني القرآن: 3/335-336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فخلف من بعدهم خلف} قال أبو عبيدة: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد، قال: ذلك عند قيام الساعة وذهاب صالحي هذه الأمة أمة محمد ينزو بعضهم على بعض في الأزقة زنا .[معاني القرآن: 4/339]
قال أبو جعفر الخلف بتسكين اللام لا يستعمل إلا للرديء كما قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم = وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فإذا قلت خلف بتحريك اللام فهو للجيد كم يقال جعل الله فيك خلفا من أبيك). [معاني القرآن: 4/340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} قال القاسم بن مخيمرة أضاعوها أخروها عن وقتها ولو تركوها لكفروا وقيل أضاعوها تركوها البتة .
وهذا أشبه لقوله بعد: {إلا من تاب وآمن} وهذا يدل على أنهم كفروا). [معاني القرآن: 4/341-340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فسوف يلقون غيا}
روى سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: هو واد في جهنم
قال أبو جعفر والتقدير عند أهل اللغة فسوف يلقون جزاء الغي كما قال جل ذكره: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} ويجوز أن يكون الوادي يسمى غيا لأن الغاوين يصيرون إليه).
[معاني القرآن: 4/341]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون شيئًا} [مريم: 60] يقول: لا ينقصون شيئًا من حسناتهم.
وقال السّدّيّ: من أعمالهم شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(ويكون الظلم: النّقصان، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} أي ما نقصونا.
[تأويل مشكل القرآن: 467]
وقال: {آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}
و{لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}). [تأويل مشكل القرآن: 468] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {إلّا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون شيئا}
" من " في موضع نصب أي فسوف يلقون العذاب إلا التائبين.
وجائز أن يكون نصبا استثناء من غير الأول، ويكون المعنى لكن من تاب وآمن.
{فأولئك يدخلون الجنّة} ويقرأ - يدخلون الجنة). [معاني القرآن: 3/336]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {جنّات عدنٍ} [مريم: 61]
- أخبرني صاحبٌ لي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ أو أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ قال: عدنٌ بطنان الجنّة.
وأخبرني صاحبٌ لي، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: جنّة عدنٍ الّتي بها موطأ الرّبّ وموضع عرشه.
قال يحيى: بلغني أنّ الجنان تنسب إليها.
وقال الحسن: عدنٌ اسمٌ من أسماء الجنّة.
قوله: {الّتي وعد الرّحمن عباده بالغيب} [مريم: 61] وعدهم في الدّنيا الجنّة في الآخرة.
والغيب الآخرة في قول الحسن.
وقال سعيدٌ عن قتادة في قوله: {يؤمنون بالغيب} [البقرة: 3]، قال: بالبعث، وبالحساب وبالجنّة والنّار، وهذا كلّه غيبٌ.
قال: {إنّه كان وعده مأتيًّا} [مريم: 61] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/231]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جنّات عدنٍ...}
نصب. ولو رفعت على الاستئناف كان صواباً.
وقوله: {إنّه كان وعده مأتيّاً} ولم يقل: آتيا. وكلّ ما أتاك فأنت تأتيه؛ ألا ترى أنك تقول أتيت على خمسين سنة وأتت عليّ خمسون سنة. وكلّ ذلك صواب). [معاني القرآن: 2/170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّه كان وعده مأتيًّا} أي آتيا. مفعول في معنى فاعل). [تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (ومنه أن يأتي الفاعل على لفظ المفعول به، وهو قليل:
كقوله: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}، أي آتيا). [تأويل مشكل القرآن: 298]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {جنّات عدن الّتي وعد الرّحمن عباده بالغيب إنّه كان وعده مأتيّا}
يجوز الرفع والنصب، الرفع على معنى هي جنات عدن، والنصب على معنى يدخلون في جنات عدن.
وعدن في معنى إقامة، يقال: عدن بالمكان إذا أقام به.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّه كان وعده مأتيّا}.
ماتي: مفعول من الإتيان، لأن كل ما وصل إليك فقد وصلت إليه وكل ما أتاك فقد أتيته، يقال: وصلت إلى خير فلان ووصل إليّ خير فلان وأتيت خير فلان وأتاني خير فلان فهذا على معنى أتيت خير فلان). [معاني القرآن: 3/336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب}
جنات إقامة يقال عدن بالمكان إذا قام به ومنه قيل معدن لمقام أهله به شتاء وصيفا لا ينتجعون منه). [معاني القرآن: 4/342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنه كان وعده مأتيا}
مأتي مفعول من الإتيان وكل ما وصل إليك فقد وصلت إليه كما تقول وصل إلي من فلان خير ووصلت منه إلى خير
فالضعيف في العربية يقول مفعول بمعنى فاعل). [معاني القرآن: 4/342]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يسمعون فيها لغوًا} [مريم: 62] قال بعضهم: كذبًا.
وقال بعضهم: باطلا.
وقال بعضهم: معصيةً.
وهو نحوٌ واحدٌ.
وقال السّدّيّ: حلفًا كفعل أهل الدّنيا إذا شربوا الخمر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/231]
قال: {إلا سلامًا} [مريم: 62] قال بعضهم: إلا خيرًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال بعضهم: يسلّم بعضهم على بعضٍ.
قوله: {ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشيًّا} [مريم: 62] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: ولهم رزقهم فيها كلّ ساعةٍ، والبكرة والعشيّ ساعتان من السّاعات وليس ثمّ ليلٌ إنّما هو ضوءٌ ونورٌ.
نا سفيان الثّوريّ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: ليس فيها بكرةٌ ولكن يؤتون به على ما كانوا يشتهون في الدّنيا.
قال يحيى: بلغني أنّه إذا مضى ثلاث ساعاتٍ أوتوا بغدائهم، فإذا بقيت ثلاث ساعاتٍ أوتوا بعشائهم.
ومقدار النّهار عندهم اثنتا عشرة ساعةً في عدد نهار الدّنيا.
- أخبرني صاحبٌ لي، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الجنّة بيضاء تتلألأ وأهلها بيضٌ، لا ينام أهلها، وليس فيها شمسٌ، ولا ليلٌ مظلمٌ، ولا حرٌّ ولا بردٌ يؤذيهم».
- نا خالدٌ، عن نفيعٍ، عن عبد اللّه بن أبي أوفى أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه أفي الجنّة ليلٌ؟ فقال: «إنّه ليس في الجنّة ظلمةٌ، إنّ اللّيل ظلمةٌ وليس في الجنّة ظلمةٌ.
إنّ شجرها نورٌ، وأنهارها نورٌ، وثمرها نورٌ، وخدمها نورٌ».
- نا خالدٌ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "
[تفسير القرآن العظيم: 1/232]
إنّ أسفل أهل الجنّة درجةً آخر رجلٍ يدخلها قد مسّه سفعٌ من النّار فيعطى فيقال له: انظر ما أعطاك اللّه.
قال: فيبلغ حيث ينتهي بصره، ويفسح لهم في أبصارهم فيبلغ منتهى بصره مسيرة مائة سنةٍ كلّه له ليس فيه موضع شبرٍ إلا وهو عامرٌ، قصور الذّهب والفضّة وخيام اللّؤلؤ والياقوت، ليس فيها قصرٌ خربٌ، فيها أزواجه وخدمه، يغدى عليه كلّ يومٍ بسبعين ألف صحفةٍ من ذهبٍ، في كلّ واحدةٍ منها لونٌ ليس في الأخرى، يأكل من آخرها كما يأكل من أوّلها.
ويراح عليه بمثلها، لو نزل به الجنّ والإنس في غداءٍ واحدٍ لأوسعهم ولا ينقص ذلك ممّا عنده شيئًا ".
- أخبرني صاحبٌ لي، عن ليثٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «والّذي نفسي بيده إنّ أسفل أهل الجنّة درجةً للّذي يسعى بين يديه سبعون ألف غلامٍ، ما منهم غلامٌ إلا وبيده صحفةٌ من ذهبٍ فيها لونٌ من الطّعام ليس في صاحبتها مثله يجد طعم أوّلها كلّه وآخرها، ويجد لذّة آخرها كطعم أوّلها لا يشبه بعضها بعضًا».
ثمّ قال: " ألا تسألوني عن أرفع أهل الجنّة درجةً؟ قالوا: بلى.
قال: والّذي نفسي بيده إنّ أرفع أهل الجنّة درجةً للّذي يسعى عليه سبع مائة ألف غلامٍ، ما فيهم غلامٌ إلا وبيده صحفةٌ من ذهبٍ فيها لونٌ من الطّعام ليس في صاحبتها مثله، يجد طعام أوّلها كما يجد آخرها، لا يشبه بعضها بعضًا.
وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً للّذي له مسيرة ألف سنةٍ ينظر إلى أقصاها كما ينظر إلى أدناها، وقصوره درّةٌ بيضاء، وياقوتةٌ حمراء، مطّردةٌ فيها أنهارها فيها ثمارها متدلّيةٌ "). [تفسير القرآن العظيم: 1/233]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشيّاً...}

ليس هنالك بكرة ولا عشي، ولكنهم يؤتون بالرزق على مقادير من الغدوّ والعشيّ في الدنيا). [معاني القرآن: 2/170]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا يسمعون فيها لغواً} أي هذراً وباطلاً {إلاّ سلاماً} فالسلام ليس من اللغو والعرب تستثني الشيء بعد الشيء وليس منه وذلك أنها تضمر فيه، فكان مجازه: لا يسمعون فيها لغواً إلا أنهم يسمعون سلاماً، قال:
يا بن رقيع هل لها من مغبق=ما شربت بعد طويّ الكربق
من قطرةٍ غير النجاء الأدفق
فاستثنى النجاء من قطرة الماء وليس منها، قال أبو جندب الهذلي:
نجا سالمٌ والنفس منه بشدقه= ولم بنج إلاّ جفن سيف ومئزرا
ولسيا منه). [مجاز القرآن: 2/9-8]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لاّ يسمعون فيها لغواً إلاّ سلاماً ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشيّاً}
وقال: {إلاّ سلاماً} فهذا كالاستثناء الذي ليس من أول الكلام. وهذا على البدل إن شئت كأنه "لا يسمعون فيها إلاّ سلاما" وفي قراءة عبد الله {فشربوا منه إلاّ قليلاً}
و{إلاّ قليلٌ مّمّن أنجينا منهم} رفع على أن قوله: {إلاّ قليلٌ} صفة). [معاني القرآن: 3/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا يسمعون فيها لغوا}: باطلا). [غريب القرآن وتفسيره: 240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {لا يسمعون فيها لغواً} أي باطلا من الكلام).
[تفسير غريب القرآن: 274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}، فإن الناس يختلفون في مطاعمهم: فمنهم من يأكل الوجبة، ومنهم من عادته الغداء والعشاء، ومنهم من يزيد عليهما، ومنهم من يأكل متى وجد لغير وقت ولا عدد. فأعدل هذه الأحوال للطّاعم وأنفعها، وأبعدها من البشم والطّوى على العموم- الغداء والعشاء.
والعرب تكره الوجبة، وتستحبّ العشاء، وتقول: ترك العشاء مهرمة، وترك العشاء يذهب بلحم الكاذة.
وقد بيّنت معناهم في هذا القول في كتاب (غريب الحديث).
ونحن لا نعرف دهرا لا يختلف له وقت، ولا يرى فيه ظلام ولا شمس، فأراد الله جل وعز أن يعرّفنا من حيث نفهم ونعلم، أحوال أهل الجنة في مأكلهم، واعتدال أوقات مطاعمهم، فضرب لنا البكرة والعشيّ مثلا، إذ كانا يدلّان على العشاء والغداء.
وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، أنه قال: كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجبه ذلك. فأخبرهم الله تبارك وتعالى أن لهم في الجنة هذه الحال التي تعجبهم في الدنيا). [تأويل مشكل القرآن: 82]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {لا يسمعون فيها لغوا إلّا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيّا}
اللغو ما يلغى من الكلام ويؤثم فيه، و {سلاما} اسم جامع للخير متضمّن للسلامة، فالمعنى أن أهل الجنة لا يسمعون إلا ما يسلّمهم.
وقوله عزّ وجلّ: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيّا}.
قيل: ليس ثمّ بكرة ولا عشيّ، ولكنهم خوطبوا بما يعقلون في الدنيا.
فالمعنى لهم رزقهم في مقدار ما بين الغداة والعشيّ.
وقد جاء في التفسير أيضا أن معناه: ولهم رزقهم فيها كل ساعة.
وإذا قيل في مقدار الغداة والعشيّ فالذي يقسم في ذلك الوقت يكون مقدار ما يريدون في كل ساعة إلى أن يأتي الوقت الذي يتلوه). [معاني القرآن: 3/337]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما}
اللغو الباطل وما يؤثم فيه وما لا معنى له
والسلام كل ما يسلم منه وهو اسم جامع للخير أي لا يسمعون إلا كل ما يحبون). [معاني القرآن: 4/342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا}
روى الضحاك عن ابن عباس قال: في مقادير الليل والنهار
قال أبو جعفر: ومعنى هذا أن الجنة ليست فيها غداة ولا عشية ولكن المعنى في مقادير هذه الأوقات
وقال قتادة: كانت العرب إذا وجد الرجل منهم ما يأكل بالغداة والعشي عجب به فأعلمهم الله أن ذلك في الجنة). [معاني القرآن: 4/343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَغْواً}: باطلاً من القول). [العمدة في غريب القرآن: 196]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تلك الجنّة الّتي نورث من عبادنا من كان تقيًّا} [مريم: 63] حدّثني الخليل بن مرّة أنّ اللّه تبارك وتعالى قال: «ادخلوا الجنّة برحمتي واقتسموها بأعمالكم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/233]

رد مع اقتباس