عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 50 إلى 68]

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ
(68)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإلى عادٍ أخاهم هوداً} جعله أخاهم: لأنه منهم). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره إن أنتم إلّا مفترون }
المعنى وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
وقيل أخاهم من جهتين:
إحداهما أنه منهم وبيّن بلسانهم،
والأخرى أنه أخوهم من ولد آدم، بشر مثلهم.
(قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره).
وإن شئت غيره، غيره من نعت الإله، و " غيره " على معنى ما لكم إله غيره). [معاني القرآن: 3/56-57]

تفسير قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني}
قال مجاهد أي خلقني). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يرسل السّماء عليكم مّدراراً...}
يقول: يجعلها تدرّ عليكم عند الحاجة إلى المطر، لا أن تدرّ ليلا ونهاراً. وقوله: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} ذكروا أنه كان انقطع عنهم الولد ثلاث سنين.
وقال (قوّةً) لأن الولد والمال قوة). [معاني القرآن: 2/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارا ويزدكم قوّة إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين}
كان أصابهم جدب فأعلمهم أنّهم إن استغفروا ربّهم وتابوا أرسل السماء عليهم مدرارا.
والتوبة الندم على ما سلف، والعزم على ترك العود في الذنوب.
والإقامة على أداء الفرائض.
ونصب (مدرارا) على الحال، كأنّه قال يرسل السماء عليكم دارّة، ومعنى مدرار المبالغة، وكان قوم هود - أعني عادا - أهل بساتين وزروع وعمارة.
وكانت مساكنهم الرمال التي هي بين الشام واليمن، فدعاهم هود إلى توحيد اللّه واستغفاره وترك عبادة الأوثان، فلم يطيعوه وتوعدهم بالعذاب فأقاموا على كفرهم،
فبعث الله عليهم الريح، فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم وتقطعهم عضوا عضوا
{ويزدكم قوّة إلى قوّتكم ولا تتولّوا} أي يزدكم قوة في النعمة التي لكم ويجوز أن يكون: ويزدكم قوة في أبدانكم). [معاني القرآن: 3/57]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا}
يروى أنهم كانوا أصحاب زروع وعمارة وكانوا يسكنون رمالا بين الشام واليمن فبعثت عليهم الريح فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم ومدرارا على التكثير
أييتبع بعضها بعضا ثم قال جل وعز: {ويزدكم قوة إلى قوتكم}
قال مجاهد أي شدة إلى شدتكم
وقال غيره كانوا قد أقاموا ثلاث سنين لا يولد لهم). [معاني القرآن: 3/357-356]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ...}
كذّبوه ثم جعلوه مختلطا وادّعوا أنّ آلهتهم هي التي خبلته لعيبه آلهتهم. فهنالك قال: إني أشهد الله وأشهدكم أني بريء منها). [معاني القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن نقولٌ إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} وهو افتعلك من عروته، أي أصابك، قال أبو خراش.
تذكّر دخلاً عندنا وهو فاتك=من القوم بعروه اجتراء ومأثم). [مجاز القرآن: 1/290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إن نّقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ مّمّا تشركون}
وقال: {إن نّقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا} على الحكاية تقول: "ما أقول إلا": "ضربك عمروٌ" و"ما أقول إلاّ: "قام زيدٌ"). [معاني القرآن: 2/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اعتراك بعض آلهتنا بسوء}: أي أصابك بسوء، من عروته). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} أي أصابك بخبل يقال: عراني كذا وكذا واعتراني: إذا ألم بي.
ومنه قيل لمن أتاك يطلب نائلك: عار.
ومنه قول النابغة:

أتيتك عاريا خلقا ثيابي= على خوف تظنّ بي الظنون).
[تفسير غريب القرآن: 205-204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون}
أي ما نقول إلا مسّك بعض أصنامنا بجنون، بسبّك إيّاها فقال لهم هو:{إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثمّ لا تنظرون}
وهذه من أعظم آيات الرسل أن يكون الرسول وحده، وأمته متعاونة عليه، فيقول لها: كيدوني ثمّ لا تنظرون، فلا يستطيع واحد منهم ضرّه.
وكذلك قال نوح لقومه: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}.
وقال محمد - صلى الله عليه وسلم - (فإن كان لكم كيد فكيدون).
فهذه هن أعظم آيات الرسل وأدلّها على رسالاتهم). [معاني القرآن: 3/57-58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}
قال مجاهد أصابتك بسوء أي بجنون بسبك إياها
ويقال عراه واعتراه واعتره إذا ألم به ومنه وأطعموا القانع والمعتر،
وقال الشاعر:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي = على خوف تظن بي الظنون
المعنى ما نقول إلا أصابك بعض آلهتنا بجنون لسبك إياها). [معاني القرآن: 3/358-357]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {واعْتَراك} أي: مسك، يقال: عراه واعتراه: إذا أتاه). [ياقوتة الصراط: 264]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اعْتَرَاكَ} أصابك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اعْتَرَاكَ}: أصابك). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون}
أي ما نقول إلا مسّك بعض أصنامنا بجنون، بسبّك إيّاها فقال لهم هو:
{إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثمّ لا تنظرون}
وهذه من أعظم آيات الرسل أن يكون الرسول وحده، وأمته متعاونة عليه، فيقول لها: كيدوني ثمّ لا تنظرون، فلا يستطيع واحد منهم ضرّه.
وكذلك قال نوح لقومه: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}.
وقال محمد - صلى الله عليه وسلم - {فإن كان لكم كيد فكيدون}.
فهذه هن أعظم آيات الرسل وأدلّها على رسالاتهم). [معاني القرآن: 3/58-57] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون}
وهذا من علامات النبوة أن يكون الرسول وحده يقول لقومه فكيدوني جميعا وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش وقال نوح فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة). [معاني القرآن: 3/358]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ هو آخذ بناصيتها} مجازه إلا هو في قبضته وملكه وسلطانه). [مجاز القرآن: 1/290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آخذ بناصيتها}: أي في ملكه وسلطانه وسلطانه). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أي يقهرها ويذلّها بالملك والسّلطان.
وأصل هذا: أن من أخذتَ بناصيته فقد قهرتَه وأذللتَه، ومنه قيل في الدعاء: ناصيتي بيدك. أي أنت مالكٌ لي وقاهر). [تأويل مشكل القرآن: 181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم}
{ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها} أي هي في قبضته، وتنالها بما تشاء قدرته،
ثم قال: {إن ربّي على صراط مستقيم} أي هو سبحانه وإن كانت قدرته تنالها بما شاء، فهو لا يشاء إلاّ العدل). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}
أي هي في قبضته وتنالها قدرته
ثم قال جل وعز: {إن ربي على صراط مستقيم}
قال مجاهد أي على الحق أي يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا ولا يقبل إلا الإيمان به
قال أبو جعفر والصراط في اللغة المنهاج الواضح
والمعنى إن الله جل ثناؤه وإن كان يقدر على كل شيء فإنه لا يأخذهم إلا بالحق). [معاني القرآن: 3/359-358]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}: في ملكه وسلطانه). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تضرّونه شيئاً...}
رفع: لأنه جاء بعد الفاء. ولو جزم كان كما قال {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم} كان صواباً. وفي قراءة عبد الله (ولا تنقضوه) جزما. ومعنى لا تضرّوه يقول:
هلاككم إذا أهلككم لا ينقصه شيئاً.
و (عادٌ) مجرًى في كل القرآن لم يختلف فيه. وقد يترك إجراؤه، يجعل اسماً للأمّة التي هو منها،
كما قال الشاعر:
أحقّا عباد الله جرأة محلقٍ =عليّ وقد أعييت عاد وتبّعا
وسمع الكسائيّ بعض العرب يقول: إن عاد وتبّع أمّتان). [معاني القرآن: 2/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قوما غيركم ولا تضرّونه شيئا إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ}
المعنى فإن تتولوا.
{فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم}.
فجعل {فقد أبلغتكم} في موضع قد ثبتت الحجة عليكم
{ويستخلف ربّي قوما غيركم} ). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولا تضرونه شيئا} أي لا تقدرون له على ضرره إذا أراد إهلاككم
وقيل لا يضره هلاككم إذا أهلككم أي لا تنقصونه شيئا لأنه سواء عنده أكنتم أم لم تكونوا
ثم قال جل وعز: {إن ربي على كل شيء حفيظ}أي يحفظني من أن ينالني بسوء). [معاني القرآن: 3/359]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودا والّذين آمنوا معه برحمة منّا ونجّيناهم من عذاب غليظ}
{نجّينا هودا والّذين آمنوا معه برحمة منّا}
يحتمل أن يكون بما أريناهم من الهدى والبيان الذي هو رحمة،
ويحتمل أن يكون {برحمة منّا} أي لا ينجو أحد وإن اجتهد إلا برحمة من اللّه - جلّ وعزّ -
{ونجّيناهم من عذاب غليظ} أي مما عذب به قوم عاد الكفار في الدنيا ومما يعذبون به في الآخرة). [معاني القرآن: 3/59-58]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أمر كلّ جبّار عنيدٍ} وهو العنود أيضاً والعاند سواء وهو الجائر العادل عن الحق قال الراجز:
إني كبيرٌ لا أطيق العنّدا
يعني من الإبل، ويقال عرق عاند، أي ضار لا يرقا،
قال العجّاج:
مما ضرى العرق به الضّرىّ).
[مجاز القرآن: 1/291-290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كل جبار عنيد}: العنيد والعنود والعاند الجائر). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عنيد} العنيد والعنود والعاند: المعارض لك بالخلاف عليك). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {واتبعوا أمر كل جبار عنيد}
العنيد والعنود والعاند المدافع بغير حق). [معاني القرآن: 3/360-359]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({عنيد} العنيد: المعارض للحق بالباطل). [ياقوتة الصراط: 265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (العَنِيدٍ): الجائر). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً} أي ألحقوا). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنة ويوم القيامة ألا إنّ عادا كفروا ربّهم ألا بعدا لعاد قوم هود}
"ألا" ابتداء وتنبيه. و(بعدا) منصوب على أبعدهم اللّه بعدا، ومعنى بعدا أي بعدا من رحمة اللّه). [معاني القرآن: 3/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} أي والحقوا
ومعنى فما تزيدونني غير تخسير غير تخسير لكم إذا ازددتم كفرا). [معاني القرآن: 3/360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {ألا بعدا لعاد قوم هود} قال: البعد: الهلاك، والتباعد من الخير، يقال: بعد يبعد بعدا: إذا تأخر وتباعد،
وبعد يبعد بعدا: إذا هلك). [ياقوتة الصراط: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً...}
نصبت صالحاً وهوداً وما كان على هذا اللفظ بإضمار (أرسلنا).
وقد اختلف القراء في (ثمود) فمنهم من أجراه في كلّ حال. ومنهم من لم يجره في حال...
- حدثني قيس عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخمي عن أبيه أنه كان لا يجري (ثمود) في شيء من القرآن (فقرأ بذلك حمزة) ومنهم من أجرى (ثمود) في النصب لأنها مكتوبة بالألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فأخذ بذلك الكسائيّ فأجراها في النصب ولم يجرها في الخفض ولا في الرفع إلاّ في حرف واحد: قوله: {ألا إن ثموداً كفروا ربّهم ألا بعداً لثمودٍ} فسألوه عن ذلك فقال: قرئت في الخفض من المجرى وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه). [معاني القرآن: 2/20-19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هو أنشأكم من الأرض} أي ابتدأكم فخلقكم منها.
{واستعمركم} مجازه: جعلكم عمّار الأرض، يقال: اعمرته الدار، أي جعلتها له أبداً وهي العمري وأرقبته: أسكنته إيّاها إلى موته). [مجاز القرآن: 1/291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أنشأكم}: ابتدأكم.
{واستعمركم فيها}: جعلكم عمارها. يقال أعمرته الدار أي جعلتها له أبدا، والعمري من ذلك وأرقبته الدار أسكنته أياما إلى موته وهو الرقبى). [غريب القرآن وتفسيره: 175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريب مجيب}
المعنى: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا. وثمود لم ينصرف لأنه اسم قبيلة، ومن جعله اسما للحيّ صرفه وقد جاء في القرآن مصروفا:
{ألا إنّ ثمودا كفروا ربّهم}.
{قد جاءتكم بيّنة من ربّكم}.
ثم بين ما هي فقال:
{هذه ناقة اللّه لكم آية}.
يقال: إنها خرجت من حجر، وفي هذا أعظم الآيات، ويقال إنها كانت ترد الماء لا ترد الماء معها دابة، فإذا كان يوم لا ترد، وردت الواردة كلها.
وفي هذا أعظم آية.
ونصب آية على الحال.
المعنى إن قال هذه ناقة اللّه آية أو آية لكم.
فكأنه قال: انتبهوا لها في هذه الحالة.
والآية العلامة). [معاني القرآن: 3/59-60]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنشَأَكُم}: ابتدأ خلقكم
{وَاسْتَعْمَرَكُمْ}: جعلكم عمارها). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما تزيدونني غير تخسيرٍ...}
يقول: فما تزيدونني غير تخسير لكم وتضليل لكم، أي كلّما اعتذرتم بشيء هو يزيدكم تخسيراً. وليس غير تخسير لي أنا. وهو كقولك للرجل ما تزيدني إلاّ غضباً أي غضباً عليك). [معاني القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فما تزيدونني غير تخسيرٍ} أي غير نقصان). [تفسير غريب القرآن: 205]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {غير تخسير} أي: غير إبعاد من الخير، والتخسير لهم، لا له - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال: غير تخسير لكم، أي: غير إبعاد من الخير لكم لا لي). [ياقوتة الصراط: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آيةً فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوءٍ فيأخذكم عذابٌ قريبٌ}
وقال: {هذه ناقة اللّه لكم آيةً} نصب على خبر المعرفة). [معاني القرآن: 2/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}
وتأكل من أرض اللّه، فمن قرأ تأكل بالجزم فهو جواب الأمر.
وقد بيّنّا مثله في سورة البقرة، ومن قرأ تأكل فمعناه فذروها في حال أكلها. ويجوز في الرفع وجه آخر، على الاستئناف.
المعنى فإنها تأكل في أرض اللّه.
{ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}.
{فيأخذكم} جواب النهي، والمعنى عذاب يقرب ممن مسّها بالسّوء.
أي فإن عقرتموها لم تمهلوا). [معاني القرآن: 3/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية} يروى أنها خرجت من صخرة
وقوله جل وعز: {فيأخذكم عذاب قريب} أي قريب ممن مسها). [معاني القرآن: 3/360]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعد غير مكذوب}
فأهلكوا بعد الثلاث، وقد بيّنا في الأعراف كيف أهلكوا). [معاني القرآن: 3/60]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والّذين آمنوا معه برحمةٍ مّنّا ومن خزي يومئذٍ إنّ ربّك هو القويّ العزيز}
وقال: {ومن خزي يومئذٍ} فأضاف (خزي) إلى "اليوم" فجره وأضاف "اليوم" إلى "إذ" فجره. وقال بعضهم (يومئذ) فنصب لأنه جعله اسما واحدا وجعل الإعراب في الآخر).
[معاني القرآن: 2/43]

تفسير قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فأصبحوا في ديارهم جاثمين}
قال قتادة أي ميتين). [معاني القرآن: 3/360-361]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كفروا ربّهم...}
جاء في التفسير: كفروا نعمة ربهم. والعرب تقول: كفرتك. وكفرت بك، وشكرتك وشكرت بك وشكرت لك.
وقال الكسائيّ: سمعت العرب تقول: شكرت بالله كقولهم: كفرت بالله). [معاني القرآن: 2/20]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {كأن لّم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعداً لّثمود}
وقال: {ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم} كتابها بالألف في المصحف وإنما صرفت لأنه جعل "ثمود" اسم الحي أو اسم أبيهم. ومن لم يصرف جعله اسم القبيلة. وقد قرئ هذا غير مصروف. وإنما قرئ منه مصروفا ما كانت فيه الألف. وبذلك نقرأ. وقد يجوز صرف هذا كله في جميع القرآن والكلام لأنه إذا كان اسم الحي أو الأب فهو اسم مذكر ينبغي أن يصرف).
[معاني القرآن: 2/43]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كأن لم يغنوا فيها ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم ألا بعدا لثمود}
معناه كان لم ينزلوا فيها.
قال الأصمعي: المغاني المنازل التي نزلوا بها.
يقال غنينا بمكان كذا وكذا إذا نزلوا به). [معاني القرآن: 3/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها}
قال قتادة أي كأن لم يعيشوا فيها
قال الأصمعي المغاني المنازل
قال غيره غنيت بالمكان إذا نزلت به، والمعنى كأن لن يقيموا فيها في سرور وغبطة). [معاني القرآن: 3/361]


رد مع اقتباس