عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى 23]

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها...}
ثم قال: (نوفّ) لأن المعنى فيها بعد كان. وكان قد يبطل في المعنى؛ لأن القائل يقول: إن كنت تعطيني سألتك، فيكون كقولك: إن أعطيتني سألتك. وأكثر ما يأتي الجزاء على أن يتّفق هو وجوابه. فإن قلت: إن تفعل أفعل فهذا حسن. وإن قلت: إن فعلت أفعل كان مستجازاً. والكلام إن فعلت فعلت. وقد قال في إجازته زهير:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نال أسباب السمّاء بسلّم

وقوله: {وهم فيها لا يبخسون} يقول: من أراد بعمله من أهل القبلة ثواب الدنيا عجّل له ثوابه ولم يبخس أي لم ينقص في الدنيا). [معاني القرآن: 2/5-6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
وقال: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ} فـ(كان) في موضع جزم وجوابها (نوفّ) ). [معاني القرآن: 2/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم} فيها أي نؤتهم ثواب أعمالهم لها فيها.
{وهم فيها لا يبخسون} أي لا ينقصون). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
أي نجازيهم على أعمالهم في الدّنيا.
فأمّا كان في باب حروف الجزاء ففيها قولان:
قال أبو العباس محمد بن يزيد: جائز أن تكون لقوّتها على معنى المضيّ عبارة عن كل فعل ماض، فهذا هو قوتها، وكذلك تتأول قوله {إن كنت قلته فقد علمته}.
وحقيقها - واللّه أعلم - من تعلم منه هذا، فهذا على باب سائر الأفعال.
إلا أنّ معنى (كان) إخبار عن الحال فيما مضى من الدهر، فإذا قلت سيكون
عالما فقد أنبأت أن حاله ستقع فيما يستقبل، فإنما معنى كان ويكون العبارة عن الأفعال والأحوال). [معاني القرآن: 3/43-42]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}
قال الضحاك يعنى المشركين إذا عملوا عملا جوزوا عليه في الدنيا
وقال سعيد بن جبير من عمل عملا يريد به غير الله جوزي به في الدنيا وقال مجاهد من عمل عملا ولم يتقبل منه أعطي ثوابه في الدنيا
قال أبو جعفر وأحسنها قول الضحاك لقوله بعد ذلك: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار}
قال مجاهد لا يبخسون لا ينقصون). [معاني القرآن: 3/335]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه...}
(فالذي على البيّنة من ربّه محمد صلى الله عليه وسلم. ويتلوه شاهد منه) يعني جبريل عليه السلام يتلو القرآن، الهاء للقرآن.
وتبيان ذلك: ويتلو القرآن شاهد من الله {ومن قبله كتاب موسى} رفعت الكتاب بمن. ولو نصبت على: ويتلو من قبله كتاب موسى {إماماً} منصوب على القطع من
{كتاب موسى} في الوجهين. وقد قيل في قوله: {ويتلوه شاهدٌ مّنه}: يعني الإنجيل يتلو القرآن، وإن كان قد أنزل قبله. يذهب إلى أنه يتلوه بالتصديق.
ثم قال: ومن قبل الإنجيل كتاب موسى.
ولم يأت لقوله: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه} جوابٌ بيّن؛ كقوله في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه كمن زيّن له سوء عمله} وربما تركت العرب جواب
الشيء المعروف معناه وإن ترك الجواب؛
قال الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

وقال الله - تبارك وتعالى وهو أصدق من قول الشاعر -: {ولو أنّ قرآناً سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض} فلم يؤت له بجواب والله أعلم.
وقد يفسّره بعض النحويّين يعني أن جوابه: (وهم يكفرون ولو أنّ قرآناً) والأوّل أشبه بالصواب. ومثله: {ولو ترى إذ المجرمون} {ولو ترى الذين ظلموا} وقوله في الزمر: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه} ولم يؤت له بجواب. وكفى قوله: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون} من ذلك.
فهذا ممّا ترك جوابه، وكفى منه ما بعده، كذلك قال في هود: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلاً} ولم يقل: هل يستوون.
وذلك أن الأعمى والأصمّ من صفة واحدٍ والبصير والسّميع من صفة واحدٍ كقول القائل: مررت بالعاقل واللبيب وهو يعني واحداً.
وقال الشاعر:

وما أدري إذا يمّمت وجهاً = أريد الخير أيّهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه = أم الشر الذي لا يأتليني
قال: أيّهما وإنما ذكر الخير وحده؛ لأن المعنى يعرف: أن المبتغي للخير متّق للشرّ وكذلك قول الله جل ذكره: {سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم} [أي] وتقي البرد.
وهو كذلك وإن لم يذكر.
وقوله: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} فيقال: من أصناف الكفّار. ويقال: إن كلّ كافر حزب). [معاني القرآن: 2/8-6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مريةٍ مّنه إنّه الحقّ من رّبّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}
وقال: {ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً} على خبر المعرفة.
وقال: {فلا تك في مريةٍ مّنه} وقال بعضهم (مريةٍ) تكسر وتضم وهما لغتان.
وقال: {أفمن كان على بيّنةٍ مّن رّبّه ويتلوه شاهدٌ مّنه} وأضمر الخبر.
وقال: {فالنّار موعده} فجعل النار هي الموعد وإنما الموعد فيها كما تقول العرب "الليلة الهلال" ومثلها {إنّ موعدهم الصّبح} ). [معاني القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} مفسر في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}.
هذا كلام مردود إلى ما قبله، محذوف منه الجواب للاختصار، على ما بيّنا في (باب المجاز).
وإنما ذكر الله تعالى قبل هذا الكلام قوما ركنوا إلى الدنيا ورضوا بها عوضا من الآخرة فقال: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}
أي نؤتيهم ثواب أعمالهم في الدنيا، إذ كان عملهم لها وطلبهم ثوابها، وليس لهم في الآخرة إلا النار.
وحبط ما صنعوا فيها أي ذهب وبطل، لأنهم لم يريدوا الله بشيء منه.
ثم قايس بين هؤلاء وبين النبي صلّى الله عليه وسلم وصحابته فقال: أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه يعني محمدا، صلّى الله عليه وسلم. ويتلوه شاهدٌ منه أي من ربّه. (الهاء) مردودة إلى الله تعالى.
والشاهد من الله تعالى للنبي، صلّى الله عليه وسلم: جبريل عليه السلام، يريد أنه يتبعه ويؤيّده ويسدّده ويشهده.
ويقال: الشاهد: (القرآن) يتلوه يكون بعده تاليا شاهدا له.
وهذا أعجب إليّ، لأنّه يقول: ومن قبله كتاب موسى يعني التوراة.
إماماً ورحمةً قبل القرآن يشهد له بما قدّم الله فيها من ذكره.
والجواب هاهنا محذوف. أراد أفمن كانت هذه حاله كهذا الذي يريد الحياة الدنيا وزينتها؟ فاكتفى من الجواب بما تقدم، إذ كان فيه دليل عليه.
ومثله قوله: { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}، ولم يذكر الذي هو ضده؟ لأنه قال بعد: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
فالقانتون آناء الليل والنهار هم الذين يعلمون، وأضدادهم، هم الذين لا يعلمون، فاكتفى من الجواب بما تأخّر من القول، إذ كان فيه دليل عليه.
وقوله: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}، يعني أصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم، يؤمنون بهذا.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ}، يعني مشركي العرب وغيرهم. {فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}، {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ}، أي في شك. {إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره، على ما بينا في (باب الكناية) ). [تأويل مشكل القرآن: 396-394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ: {أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده فلا تك في مرية منه إنّه الحقّ من ربّك ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون}
قيل في التفسير إنه يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - ويتلوه شاهد منه، أي شاهد من ربّه، والشاهد جبريل، وقيل يتلوه البرهان، والذي جرى ذكر البيّنة، لأن البينة والبرهان بمعنى واحد.
وقيل {ويتلوه شاهد منه} يعني لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -
أي أفمن كان على بيّنة من ربّه، وكان معه من الفضل ما يبين تلك البينة كان هو وغيره سواء، وترك ذكر المضادّ له لأن فيما بعده دليلا - عليه.
وقوله: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع}.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - أفمن كان على بينة من ربه يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائر المؤمنين.
ويكون معنى.. {ويتلوه شاهد منه} يتلوه ويتبعه.
أي يتبع البيان شاهد من ذلك البيان، ويكون الدليل على هذا القول: {أولئك يؤمنون به} ويكون دليله أيضا: {الر كتاب أحكمت آياته ثمّ فصّلت}، فاتباع الشاهد بعد البيان كاتباع التفصيل بعد الأحكام.
وقوله: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة}.
أي وكان من قبل هذا كتاب موسى دليلا على أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويكون كتاب موسى على العطف على: قوله (ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى)
أي وكان يتلوه كتاب موسى، لأن النبي بشر به موسى وعيسى في التوراة والإنجيل، قال اللّه - جلّ وعزّ -: {الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل}.ونصب (إماما) على الحال، لأن كتاب موسى معرفة.
(فلا تك في مرية منه) يجوز كسر الميم في مرية وضمها، وقد قرئ بهما جميعا في مرية وفرية.
ويجوز نصب {كتاب موسى}، ويكون المعنى: ويتلوه شاهد منه وهو الذي كان يتلو كتاب موسى. والأجود الرفع، والقراءة بالرفع لا غير). [معاني القرآن: 3/43-44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفمن كان على بينة من ربه}
قال عكرمة وإبراهيم ومنصور يعني النبي صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه جبريل عليه السلام
وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم شاهد منه أي جبريل
وقال الحسن شاهد منه يعني لسانه
وقال الضحاك أفمن كان على بينة من ربه محمد {ويتلوه شاهد منه} أي من الله وهو جبريل عليه السلام
وقال أبو جعفر حدثني سعيد بن موسى بقرقيسيا قال نا نخلد بن مالك عن محمد بن سلمة عن خصيف {أفمن كان على بينة من ربه}
قال: النبي صلى الله عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال جبريل عليه السلام
قال أبو جعفر تكون الهاء في ربه للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يتلوه تعود على البينة لأن البينة والبيان واحد وفي منه تعود على اسم الله جل وعز
وقول الحسن يحتمل المعنى أي ولسانه يعبر عنه ويميز ويجوز أن تكون الهاء في منه تعود على من
وقيل الشاهد القرآن ويتلوه يكون بعده تاليا شاهدا ومن قبله أي ومن قبل الشاهد وقد قيل أفمن كان على بينة من ربه يعني به النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون واستشهد صاحب هذا القول بقوله: {أولئك يؤمنون به} والمعنى على القول الأول: {أفمن كان على بينة من ربه} كالذي يريد الحياة الدنيا وزينتها
ثم قال جل وعز: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} أي يصدقه
وقيل هو معطوف على الشاهد أي ويتلوه كتاب موسى
وقال مجاهد في قوله: {ومن قبله كتاب موسى} التوراة
ثم قال جل وعز: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}
قال قتادة الأحزاب أهل الملل كلهم
وقال سعيد بن جبير كنت إذا وجدت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحا أصبت مصداقه في كتاب الله فأفكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ليس يسمع بي أحد فلا يؤمن بي ولا يهودي ولا نصراني إلا دخل النار)) فطلبت مصداقه في كتاب الله فإذا هو ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده والأحزاب أهل الأديان كلها لأنهم يتحاربون).
[معاني القرآن: 3/339-336]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} فالبينة يعني: القرآن،
والشاهد: الإنجيل {ومن قبله} أي: من قبل الإنجيل {كتاب موسى} - صلى الله على نبينا وعليه وعلى الأنبياء وسلم - أي: التوراة. قال ثعلب: ومعناه: إن شككتم في القرآن
وفي الإنجيل - فانظروا في التوراة، فإنكم تجدونني بصفتي وبرسالتي وبصدق ما قلت. قال ثعلب: لأنه - صلى الله عليه وسلم - معروف في التوراة، ومعروف في الإنجيل).
[ياقوتة الصراط: 262-261]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويقول الأشهاد} واحدهم شاهد بمنزلة صاحب والجميع أصحاب، ويقول: بعضهم شهيد في معنى شاهد بمنزلة شريف والجميع أشراف.
{ألا لعنة الله على الظّالمين} مجازه: لعنة الله، وألا إيجاب وتوكيد وتنبيه). [مجاز القرآن: 1/286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبا أولئك يعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة اللّه على الظّالمين}
الأشهاد هم الأنبياء والمؤمنون، وقال أولئك يعرضون على ربّهم.
والخلق كلهم يعرضون على ربهم، كما قال جلّ ثناؤه: (إلينا مرجعهم) {إلينا يرجعون} فذكر عرضهم على ربهم توكيدا لحالهم في الانتقام منهم.
وقوله: (ألا لعنة اللّه على الظّالمين) لعنة الله إبعاده من يلعنه من عفوه ورحمته). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم}
قال الضحاك الأشهاد الأنبياء والمرسلون قال الله جل وعز: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}
وقال مجاهد الأشهاد الملائكة
وقال سفيان سألت الأعمش عن الأشهاد فقال هم الملائكة). [معاني القرآن: 3/339]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين يصدّون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون}
أي: يصدّون عن طريق الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يريدون ردّ السبيل التي هي الإيمان والاستواء إلى الكفر والاعوجاج عن القصد.
{وهم بالآخرة هم كافرون} ذكرت هم ثانية على جهة التوكيد لتشأنهم في الكفر). [معاني القرآن: 3/45-44]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان لهم مّن دون اللّه من أولياء يضاعف لهم العذاب...}
ثم رءوس الكفرة الذين يضلّون. وقوله: {ما كانوا يستطيعون السّمع} على وجهين. فسّره بعض المفسّرين: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السّمع ولا يفعلون.
فالباء حينئذ كان ينبغي لها أن تدخل، لأنه قال: {ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون} في غير موضع من التنزيل أدخلت فيه الباء، وسقوطها جائز كقولك في الكلام:
بأحسن ما كانوا يعملون وأحسن ما كانوا يعملون. وتقول في الكلام: لأجزينّك بما عملت، وما عملت. ويقال: ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون:
أي أضلّهم الله عن ذلك في اللوح المحفوظ). [معاني القرآن: 2/8]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون اللّه من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون}
أي اللّه لا يعجزه انتقام من دار الدنيا، ولا وليّ يمنع من انتقام الله لمن أراد به النقمة، ثم استأنف فقال: {يضاعف لهم العذاب}.
فوصف مضاعفة العذاب على قدر ما وصف من عظم كفرهم بنبيه - صلى الله عليه وسلم - وبالبعث والنشور.
(ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون) أي من شدة كفرهم وعداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيعون أن يسمعوا ما يقول.
ثم بيّن - جلّ وعزّ - ضرر ذلك عليهم فقال: (أولئك الّذين خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}. [معاني القرآن: 3/45]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} [معاني القرآن: 3/339]
قال قتادة ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا خبرا فينتفعوا به ولا يبصرون خيرا فيأخذوا به
وحكى الفراء عن بعض المفسرين أن المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع ولا يعقلون
وذهب إلى أن هذا مثل قولهم جزيته فعله وبفعله
ومن أحسن ما قيل فيه وهو معنى قول ابن عباس إن المعنى لا يستطيعون أن يسمعوا الحق سماع منتفع ولا يبصرونه بصر مهتد لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين
وقد روي عنه ما كانوا يستطيعون السمع يعني الآلهة). [معاني القرآن: 3/340]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم بيّن - جلّ وعزّ - ضرر ذلك عليهم فقال:{أولئك الّذين خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}). [معاني القرآن: 3/45] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا جرم أنّهم...}
كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ أنّك قائم ولا محالة أنّك ذاهب، فجرت على ذلك، وكثر استعمالهم إيّاها، حتّى صارت بمنزلة حقّا؛ ألا ترى أن العرب تقول: لا جرم لآتينك،
لا جرم قد أحسنت. وكذلك فسّرها المفسّرون بمعنى الحقّ. وأصلها من جرمت، أي: كسبت الذنب وجرّمته. وليس قول من قال إنّ جرمت كقولك: حققت أو حققت بشيء وإنما لبّس على قائله قول الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً = جرمت فزارة بعدها أن تغضبا
فرفعوا (فزارة) قالوا: نجعل الفعل لفزارة كأنه بمنزلة حقّ لها أو حقّ لها أن تغضب وفزارة منصوبة في قول الفراء أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا.
ولكثرتها في الكلام حذفت منها الميم فبنو فزارة يقولون: لا جر أنك قائم. وتوصل من أوّلها بذا، أنشدني بعض بني كلاب:
إن كلاباً والدي لاذا جرم = لأهدرنّ اليوم هدراً صادقا
* هدر المعنّى ذي الشقاشيق اللهم *
وموضع أن مرفوع كقوله:
أحقّا عباد الله جرأة محلقٍ عليّ وقد أعييت عاد وتبّعا).
[معاني القرآن: 2/9-8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا جرم} حقا). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (لا جَرَمَ) قالَ الفرَّاء: هي بمنزلةِ لا بُدَّ ولا مَحَالةَ، ثمَّ كَثُرَت في الكلام حتى صارت بمنزلة حقًّا.
وأصلها من جَرَمْتُ: أي كَسَبْتُ.
وقال في قول الشاعر:
ولقد طعنتُ أبا عيينةَ طعنةً = جَرَمَتْ فَزَارَةُ بعدَها أَن يَغْضَبُوا
أي: كَسَبْتُهُمُ الغَضَبَ أَبَدًا.
قال: وليس قول من قال: (حُقَّ لِفَزَارَةَ الغَضَبُ) بِشيء.
ويقال: فلان جَارِمُ أَهْلِهِ، أَي كاسبُهُم وَجَرِيمَتُهُم.
ولا أحسبُ الذَّنبَ سُمِّيَ جُرْمًا إِلاَّ مِن هَذَا: لأَنَّهُ كَسْبٌ واقترِافٌ). [تأويل مشكل القرآن: 551-550] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون}
قال المفسرون: المعنى جزاء حقا، أنهم في الآخرة هم الأخسرون
وزعم سيبويه أن جرم بمعنى حق.
قال الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة= جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
معناه أحقّت فزارة الطعنة بالغضب.
ومعنى " لا " نفي لما ظنّوا أنّه ينفعهم، كأن المعنى لا ينفعهم ذلك جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون، أي كسب ذلك الفعل لهم الخسران). [معاني القرآن: 3/45-46]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لاَ جَرَمَ} حقا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأخبتوا إلى ربّهم...}
معناه: تخشّعوا لربّهم وإلى ربّهم. وربّما جعلت العرب (إلى) في موضع اللام. وقد قال الله عزّ
وجلّ: {بأنّ ربّك أوحى لها} وقال: {الحمد للّه الذي هدانا لهذا} وقال: {يهديهم إليه صراطاً مستقيماً} وقال: {فأوحى إليهم ربّهم} وقد يجوز في العربيّة أن تقول: فلان يخبت إلى الله تريد: يفعل ذلك بوجهه إلى الله؛ لأن معنى الإخبات الخشوع، فيقول: يفعله بوجهه إلى الله ولله. وجاء التفسير: وأخبتوا فرقا من الله فمن يشاكل معنى اللام ومعنى إلى إذا أردت به لمكان هذا ومن أجل هذا). [معاني القرآن: 2/10-9]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وأخبتوا إلى ربّهم) مجازه: أنابوا إلى ربهم وتضرعوا إليه، وخضعوا وتواضعوا له). [مجاز القرآن: 1/286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربهم}: أنابوا وتواضعوا). [غريب القرآن وتفسيره: 173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربّهم} أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربهم} أي: تضرعوا إلى ربهم.
وأما قوله: {وبشر المخبتين} أي: بشر المؤمنين المتواضعين لله - جل وعز. والإخبات: التضرع في وقت، والإخبات: التواضع لله - عز وجل - في كل وقت). [ياقوتة الصراط: 263-262]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ} أي خشعوا، وخافوا، وخضعوا، وذلوا، وأنابوا، واطمأنوا. كل هذه الألفاظ قد رويت في معنى (أخبتوا)، وقد فسر الله معنى {المخبتين} فقال: {وبشر المخبتين} ثم فسر من هم فقال: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم... } إلى قوله: {... ينفقون} ).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَخْبَتُواْ}: تواضعوا). [العمدة في غريب القرآن: 154]


رد مع اقتباس