عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 06:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم (100) وممّن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرّتين ثمّ يردّون إلى عذابٍ عظيمٍ (101)
قال أبو موسى الأشعري وابن المسيب وابن سيرين وقتادة السّابقون الأوّلون من صلى القبلتين، وقال عطاء السّابقون الأوّلون من شهد بدرا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وحولت القبلة قبل بدر بشهرين،
وقال عامر بن شراحيل الشعبي: السّابقون الأوّلون من أدرك بيعة الرضوان، والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ يريد سائر الصحابة، ويدخل في هذا اللفظ التابعون وسائر الأمة لكن بشريطة الإحسان، وقد لزم هذا الاسم الطبقة التي رأت من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولو قال قائل إن السابقين الأولين هم جميع من هاجر إلى أن انقطعت الهجرة لكان قولا يقتضيه اللفظ وتكون من لبيان الجنس، والّذين في هذه الآية عطف على قوله والسّابقون، وقرأ عمر بن الخطاب والحسن بن أبي الحسن وقتادة وسلام وسعيد ويعقوب بن طلحة وعيسى الكوفي «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» برفع الراء عطفا على والسّابقون، وكذلك ينعطف على كلتا القراءتين قوله تعالى: والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ وجعل الأتباع عديلا للأنصار، وأسند الطبري أن زيد بن ثابت سمعه فرده فبعث عمر في أبي بن كعب فسأله فقال أبي بن كعب والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ، فقال عمر ما كنا نرى إلا أنّا قد رفعنا رفعة لا ينالها معنا أحد، فقال أبي إن مصداق هذا في كتاب الله في أول سورة الجمعة وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم [الآية: 3] وفي سورة الحشر والّذين جاؤ من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان [الآية: 10] وفي سورة الأنفال في قوله والّذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم [الآية: 75]، فرجع عمر إلى قول أبي، ونبهت هذه الآية من التابعين وهم الذين أدركوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نبه من ذكرهم قوله صلى الله عليه وسلم «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار» فتأمله، وقرأ ابن كثير «من تحتها الأنهار»، وقرأ الباقون «تحتها» بإسقاط «من» ومعنى هذه الآية الحكم بالرضى عنهم بإدخالهم الجنة وغفر ذنوبهم والحكم برضاهم عنه في شكرهم وحمدهم على نعمه وإيمانهم به وطاعتهم له جعلنا الله من الفائزين برحمته). [المحرر الوجيز: 4/ 391-393]


رد مع اقتباس