عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 03:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون}
اليوم هو يوم الزينة، ويقال: يوم كسر خليج النيل، فهو يوم الزينة على وجه الدهر
[المحرر الوجيز: 6/479]
بمصر، وقال ابن زيد: إن هذا الجمع كان بالإسكندرية). [المحرر الوجيز: 6/480]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)}

تفسير قوله تعالى: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {لعلنا نتبع السحرة} ليس معناه نتبعهم في السحر، إنما أراد ما معناه: نتبعهم في نصرة ديننا وملتنا، والإبطال على معارضها). [المحرر الوجيز: 6/480]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الأعرج، وأبو عمرو: "أئن لنا" بألف الاستفهام، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وشيبة: "إن لنا" على الإيجاب). [المحرر الوجيز: 6/480]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ عيسى: "نعم" بكسر العين.
والتقريب الذي وعدهم به فرعون هو الجاه الزائد على العطاء الذي طلبوه، والقرب من الملك الذي كان عندهم إلههم. واختلف الناس في عدد السحرة، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم، وكانوا مجموعين من مدائن مصر وريف النيل، وهي كانت بلاد السحر كالفرما وغير ذلك، ومعظمهم كان من الفرما والجبال، والعصي كانت أوقار الإبل). [المحرر الوجيز: 6/480]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {بعزة فرعون} يحتمل وجهين: أحدهما القسم، فكأنهم أقسموا بعزة فرعون، كما تقول: بالله لا أفعل كذا وكذا، فكان قسمهم بعزة فرعون غير مبرور، والآخر أن يكون على جهة التعظيم لفرعون -إذ كانوا يعبدونه- والتبرك باسمه، كما تقول -إذا ابتدأت بعمل شغل-: باسم الله، وعلى بركة الله، ونحو هذا). [المحرر الوجيز: 6/480]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين}
تقدم في غير هذه السورة ما ذكر الناس في عظم الحية حين ألقى موسى عليه السلام عصاه، وفي هذه الآية متروك كثير يدل عليه الظاهر، وقد ذكر في مواضع أخر، وهو خوف موسى عليه السلام من ظهور سحرهم واسترهابهم للناس وتخييلهم في حبالهم وعصيهم أنها تسعى بقصد. ثم إن الحية التي خلق الله في العصا التقمت تلك الحبال والعصي عن آخرها، وأعدمها الله تعالى في جوفها، وعادت العصا إلى حالها حين أخذ
[المحرر الوجيز: 6/480]
موسى عليه السلام بالفرجة التي كانت في رأسها فأدخل يده في فمها فعادت عصا بإذن الله تبارك وتعالى.
وقرأ جمهور القراء: "تلقف" بفتح التاء خفيفة واللام وشد القاف، وقرأ حفص عن عاصم: "تلقف" بسكون اللام وتخفيف القاف، وروى البزي وابن فليح عن ابن كثير بشد التاء وفتح اللام وشد القاف، ويلزم على هذه القراءة إذا ابتدأ أن يجلب همزة الوصل، وهمزة الوصل لا تدخل على الأفعال المضارعة، كما لا تدخل على أسماء الفاعلين.
وقوله تعالى: {ما يأفكون} أي: ما يكذبون معه وبسببه في قولهم: إنها معارضة موسى عليه السلام ونوع من فعله، والإفك: الكذب). [المحرر الوجيز: 6/481]

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن السحرة لما رأوا العصا خالية من صنعة السحر، ورأوا فيها بعد من أمر الله تعالى ما أيقنوا أنه ليس في قوة البشر أذعنوا، ورأوا أن الغنيمة هي الإيمان والتمسك بأمر الله عز وجل، فسجدوا كلهم لله تعالى مقرين بوحدانيته وقدرته). [المحرر الوجيز: 6/481]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ووصلوا إلى إيمانهم بسبب موسى وهارون عليهما السلام، وصرحوا بأن ذلك على أيديهما؛ لأن قولهم: برب العالمين يعني ذلك، فلم يكرروا البيان في قولهم: {رب موسى وهارون} إلا لما ذكرناه). [المحرر الوجيز: 6/481]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فلما رأى فرعون والملأ إيمان السحرة، وقامت الحجة بإيمان أهل علمهم ومظنة نصرتهم، وقع فرعون لعنه الله- في الورطة العظمى، فرجع إلى السحرة بهذه الحجة الأخرى، فوقفهم موبخا لهم على إيمانهم بموسى قبل إذنه، وفي هذه اللفظة مقاربة عظيمة؛ لأن أحد احتمالاتها أنهم لو طلبوا إذنه في ذلك أذن. ثم توعدهم بقطع الأيدي والأرجل من خلاف، وبالصلب في جذوع النخل، فقالوا له: "لا ضير"). [المحرر الوجيز: 6/481]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ("لا ضير" أي: لا يضيرنا ذلك مع انقلابنا إلى مغفرة الله تعالى ورضوانه، وروي أنه أنفذ فيهم ذلك
[المحرر الوجيز: 6/481]
الوعيد وصلبهم على النيل، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء). [المحرر الوجيز: 6/482]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: {أن كنا أول المؤمنين} يريد: من القبط وصنيعتهم، وإلا فقد كانت بنو إسرائيل آمنت، وقرأ الناس: "أنا" بفتح الألف، وقرأ أبان بن تغلب: "إنا" بكسر الألف بمعنى أن طمعهم إنما هو بهذا الشرط). [المحرر الوجيز: 6/482]

رد مع اقتباس