عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 10:03 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تقولوا ثلاثةٌ...}
أي تقولوا: هم ثلاثة؛ كقوله تعالى: {سيقولون ثلاثةٌ رابعهم} فكل ما رأيته بعد القول مرفوعا ولا رافع معه ففيه إضمار اسم رافع لذلك الاسم.
وقوله: {سبحانه أن يكون له ولدٌ} يصلح في (أن) من وعن، فإذا ألقيتا كانت (أن) في موضع نصب. وكان الكسائيّ يقول: هي في موضع خفض، في كثير من أشباهها.
{فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فيوفّيهم أجورهم ويزيدهم مّن فضله وأمّا الّذين استنكفوا واستكبروا فيعذّبهم عذاباً أليماً ولا يجدون لهم مّن دون اللّه وليّاً ولا نصيراً}). [معاني القرآن: 1/296]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (لا تغلوا في دينكم) (170) من الغلوّ والاعتداء، كل شيء زاد حتى يجاوز الحدّ من نبات أو عظم أو شباب، يقال في غلوائها وغلواء الشباب، قال الحارث بن خالد المخزومي:
خمصانةٌ قلقٌ موشّحها=رؤد الشباب غلابها عظم
(وكلمته ألقاها إلى مريم) (170) قوله كن، فكان). [مجاز القرآن: 1/143]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وروح منه) (171) أحياه الله فجعله روحاً.
(ولا تقولوا ثلاثةٌ) (171) أي لا تقولوا: هم ثلاثة). [مجاز القرآن: 1/144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا تغلوا في دينكم}: الغلو مجاوزة الحد). [غريب القرآن وتفسيره: 124]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({لا تغلوا في دينكم} أي لا تفرطوا فيه. يقال: دين اللّه بين المقصّر والغالي. وغلا في القول: إذا جاوز المقدار). [تفسير غريب القرآن: 137]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: عزّ وجلّ: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على اللّه إلّا الحقّ إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا باللّه ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنّما اللّه إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السّماوات وما في الأرض وكفى باللّه وكيلا (171)
(سبحانه أن يكون له).
معنى سبحانه: تبرئته من أن يكون له ولد، وهذا قول أهل العربية.
وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن معنى " سبحان الله " تبرئة الله من السوء، وتفسير أهل العربية موافق لما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله جلّ وعزّ: (ولا تقولوا ثلاثة انتهوا)
الرفع لا غير، ورفعه بإضمار لا تقولوا آلهتنا ثلاثة.
(إنّما اللّه إله واحد)
أي ما هو إلا إله واحد.
وقوله: (إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وكلمته)
أي، فكيف يكون إلها وهو ابن مريم، وكيف يكون إلها وأمه قبله واللّه عزّ وجلّ القديم الذي لم يزل.
(لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على اللّه إلّا الحقّ).
الغلو مجاوز القدر في الظلم). [معاني القرآن: 2/135]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لاَ تَغْلُواْ} أي لا تفرطوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 64]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لاَ تَغْلواْ}: لا تغلوا). [العمدة في غريب القرآن: 115]

تفسير قوله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (لن يستنكف المسيح) (171) لن يأنف ويستكبر ويتعظم). [مجاز القرآن: 1/144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({لن يستنكف المسيح} أي لن يأنف). [تفسير غريب القرآن: 137]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا للّه ولا الملائكة المقرّبون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا (172)
أي ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبدا للّه.
(ولا الملائكة المقربون)
والملائكة - واللّه أعلم - أكرم من النبيين، ألا ترى أن نوحا عليه السلام قال: (ولا أقول لكم عندي خزائن اللّه ولا أعلم الغيب ولا أقول إنّي ملك)، فقال عزّ وجلّ: (لن يستنكف المسيح) من العبودة للّه.
ومعنى يستنكف أي لن يأنف، وأصله في اللغة من نكفت الدّمع إذا نحيته بإصبعك من خدك.
قال الشاعر:
فبانوا فلولا ما تذكر منهم=من الخلف لم ينكف لعينيك مدمع
فتأويل لن يستنكف لن ينقبض، ولن يمتنع من عبودة اللّه). [معاني القرآن: 2/135-136]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}
قال قتادة: لن يستنكف لن يحتشم والاستنكاف عند أهل اللغة الأنفة، وهو من نكف ينكف إذا نحى الدمعة عن خده بيده). [معاني القرآن: 2/241]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (لن يستنكف المسيح) أي: لن يأنف المسيح). [ياقوتة الصراط: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَّن يَسْتَنكِفَ} أي لن يأنف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 65]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْتَنكِفَ}: يأنف). [العمدة في غريب القرآن: 115]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يجدون...}
ردّت على ما بعد الفاء فرفعت، ولو جزمت على أن تردّ على موضع الفاء كان صوابا، كما قال {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم}). [معاني القرآن: 1/296]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فيوفّيهم أجورهم) (173) الألف مفتوحة وكذلك كل شيء في القرآن إذا كان تمام كلامه بالفاء، وإذا كان تخييراً فألف (إما) مكسورة كقوله: (إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ) (18/83)، وإذا كان في موضع (إن) فكذلك الألف مكسورة؛ من ذلك (فإمّا ترينّ من البشر أحداً) (19/25) ). [مجاز القرآن: 1/144]


رد مع اقتباس