الموضوع: أقسام الوقوف
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي أقسام الوقوف

اختلاف العلماء في تقسيم الوقوف


قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام والوقف الكافي الذي ليس بتام والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا كاف).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/108]م
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (اعلم، أيدك الله بتوفيقه، أن علماءنا اختلفوا في ذلك؛ فقال بعضهم: الوقف على أربعة أقسام، تام مختار وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك. وأنكر آخرون هذا التمييز وقالوا: الوقف على ثلاثة أقسام، قسمان أحدهما مختار وهو التام، والآخر جائز وهو الكافي الذي ليس بتام. والقسم الثالث القبيح الذي ليس بتام ولا كاف.
وقال آخرون: الوقف على قسمين تام وقبيح لا غير.

والقول الأول أعدل عندي وبه أقول، لأن القارئ قد ينقطع نفسه دون التام والكافي فلا يتهيآن له، وذلك عند طول القصة، وتعلق الكلام بعضه ببعض، فيقطع حينئذ على الحسن المفهوم تيسيرًا وسعة، إذ لا حرج في ذلك ولا ضيق في سنة ولا عربية.
وقد حدثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدثنا عبد الله بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: قال قنبل: سمعت أحمد بن محمد القواس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس.
قال أبو عمرو: وأنا أفسر الأقسام الأربعة المذكورة قسمًا قسمًا، وأشرح أصولها، وأبين فروعها وأمثل من كل قسم ما تيسر وخف، لكي يوقف بذلك على حقائقها، وتفهم معانيها، ويستدل على ما ورد منها في السور إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق).
[المكتفي : 1/138-139]
م

قال أبو الأصبغِ عبدُ العزيزِ بنُ عليٍّ ابنُ الطحَّان الإشبيليّ (ت:560هـ): (علماؤنا مختلفون في أقسام الوقف:
فقال بعضهم: [الوقف] قسمان: موصل ومفصل.
وقال آخرون: الوقف على ثلاثة أقسام: قسم مختار وهو التام، وجائز وهو الكافي، والثالث: القبيح الذي ليس بتام ولا كاف.
وقال آخرون: الوقف على أربعة أقسام: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك.

فالتقسيم الأول مجمل، لا يترتب به الوقف ولا يتحصل. والتقسيم الثاني أفسر وأهدى سبيلاً من الأول وأظهر. والقسم الثالث أحسن في الترجيح من الثاني وأوفر، وسراجه للمهتدين أشرق وأنور، وعليه الحذاق من أهل التأويل، وبه نقول لرجحانه في ميزان التعليل. ألا ترى أن القارئ قد ينقطع نفسه دون التمام والكافي عند طول القصص وانقضائهن، وتعلق الكلام بعضه ببعض، فيقطع حينئذ على الحسن المفهوم، ولا حرج في ذلك، ولا مانع له من سنّة ولا غريبة).

[نظام الأداء : 1/28-29

قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : ( أقسام الوقف:
واعلم أن الوقف على ثلاثة أقسام: تام؛ وحسن ليس بتام؛ وقبيح ليس بحسن ولا تام.
فالتام: الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون ما بعده متعلقا به، كقوله: {أولئك هو المفلحون}.
والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، كقوله: {الحمد لله} ويقبح الابتداء بقوله: {رب العالمين}.
والقبيح: كقوله: {بسم} لأنه لا يعلم إلى أي شيء أضفته. والله تعالى أعلم )
[فنون الأفنان :367 ]م

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (والوقف على أربعة أقسام:
- تـــام: وهو الذي انفصل مما بعده لفظا ومعنى.
- وكاف: وهو الذي انفصل مما بعده في اللفظ وله به تعلق في المعنى بوجه.
- وحسن: وهو الذي لا يحتاج إلى ما بعده، لأنه مفهوم دونه، ويحتاج ما بعده إليه لجريانه في اللفظ عليه.
- وقبيح: وهو الذي لا يفهم منه كلام، أو يفهم منه غير المراد.
وقال قوم: الوقف قسمان: تام وقبيح، فعند هؤلاء الوقف في الأقسام الثلاثة تام.
وقال آخرون: الوقف ثلاثة: تام وكاف وقبيح، فجعلوا الحسن من جملة القبيح.
والاختيار تفصيل هذه الأوقاف وتقسيمها إلى أربعة كما سبق.
* فأما القسم الأول وهو التام، ويسمى أيضا المختار، فكقوله عز وجل: {مالك يوم الدين} وقوله: {ولا الضالين} وقوله {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} وشبه ذلك مما تعلق لما بعده به لفظا ولا معنى.
* وأما الكافي ويسمى الصالح، والمفهوم، والجائز: وهو الذي يحسن الوقف عليه لإفادة الكلام، ويحسن الابتداء بما بعده وإن كان متعلقا بالأول بوجه من المعنى، كقوله عز وجل: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} فهذا كلام كاف مفهوم، والذي بعده أيضا كلام مستقل مستغن عما قبله في اللفظ وإن اتصل به في المعنى، وهو قوله عز وجل: {وبالآخره هم يوقنون}.
* وأما الحسن: فهو الذي يحسن الوقف عليه لأنه كلام مفيد حسن، ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظا ومعنى، كقوله عز وجل: {الحمد لله} فهذا كلام حسن مفيد، وقوله بعد ذلك {رب العالمين} غير مستغن عن الأول.
إلا أن الحسن إذا كان رأس آية نحو {رب العالمين} فإنهم أجازوا الابتداء بما بعده وإن تعلق بما قبله في اللفظ والمعنى، لحديث أم سلمة: ثم يقول: {الرحمن الرحيم} ثم يقف، ثم يقول: {ملك يوم الدين}.
وحكى اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على رؤوس الآي ويقول: إنه أحب إلي.
وقد يحتمل الموضع الواحد أن يكون تاما وأن يكون كافيا وأن يكون حسنا:
كقوله عز وجل: {فيه هدى للمتقين} يجوز أن يكون تاما إذا كان {الذين يؤمنون بالغيب} مبتدأ، والخبر {أولئك على هدى من ربهم}، ويجوز أن يكون كافيا إذا جعلت {الذين يؤمنون بالغيب} مرفوعا على معنى: هم الذين، أو منصوبا على معنى: أعني الذين، وأن يكون حسنا إذا كان في موضع خفض نعتا {للمتقين}.
* والقبيح: هو الذي لا يجوز تعمد الوقف عليه، إما لنقص المعنى وإما لتغييره، فنقص المعنى كقولك: {بسم} فإن هذا لا يفيد معنى.
والتغيير كقولك {فويل للمصلين} وكقولك: {إن الله لا يهدي} و{إن الله لا يستحيي}، و{إن الله لا يأمر} وكقولك: {وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه}، و{إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى} وكقولك {وما من إله} و{لا إله} و(أصحاب النار الذي يحملون) وهذا كثير يجب أن يحذر ويحترز منه.
وكذلك عند انقطاع النفس على ما لا يوقف عليه إذا احتجت أن تصله بما قبله فاحترز في الرجوع إلى ما قبله أن تكون مبتدأ بما لا يحسن،
مثل أن ينقطع النفس على قولك {عزير ابن} فتقول في وصله بما قبله {عزير ابن الله}.
ومثل أن يحتاج القارئ إلى الرجوع إلى ما تقدم لوصل الكلام فيقول: {إن الله فقير}، {إن الله هو المسيح} جل الله عز وجل، فهذا مثال يقاس عليه.
وقال أبو عمرو الداني في تمثيل الوقف الكافي: وذلك نحو الوقف على قوله: {حرمت عليكم أمهاتكم} والابتداء بما بعد ذلك في الآية كلها.
قال: وكذلك الوقف على قوله: {أن تأكلوا من بيوتكم} والابتداء بما بعد ذلك إلى قوله: {أو أشتاتا}. قال: وكذلك الوقف على قوله: {اليوم أحل لكم الطيبات} والابتداء بما بعد ذلك.
وهذا ليس بالوقف الكافي، لأن هذه المواقف يتعلق ما بعدها بما قبلها في اللفظ والمعنى، وإنما هي من الأوقاف الحسان.
- وأما قوله عز وجل: {ألم نجعل الأرض مهادا} فإنه رأس الآية كقوله عز وجل: {الحمد لله رب العالمين} وقد تقدم القول فيه. وأما قوله: {والجبال أوتادا} فهو وقف كاف، لأن ما بعدها لا يتعلق به في اللفظ، وكذلك رؤوس الآي إلى قوله عز وجل: {وجنات ألفافا} وهو وقف تام، لأن قوله عز وجل: {إن يوم الفصل} لا يتعلق به لفظا ولا معنى.
وأما قوله عز وجل: {والذاريات ذروا}، {والطور * وكتاب مسطور}، {والنجم إذا هوى}، {والمرسلات عرفا}، {والنازعات غرقا}، {والسماء ذات البروج}، {والشمس وضحاها}، {والليل إذا يغشى}، {والضحى} ونحو ذلك، فإن هذه الأقسام لا يوقف عليها عندهم قبل جوابها.
وقد أجازوا الوقف على نحو: {إذا الشمس كورت} قبل الجواب (إلا) على الآية التي بعدها الجواب، نحو: {وإذا الجنة أزلفت} وعللوا ذلك بطول القصة، ويلزمهم ذلك في نحو: {والشمس وضحاها} وكونها رؤوس آي أن يجوز ذلك، وأجاز بعضهم في {إذا الشمس كورت} ونحوها أن يقف على كل آيتين لطول القصة.
وكان شيخنا أبو القاسم رحمه الله يقف فيها على قوله: {بأي ذنب قتلت} لا غير، ثم على {علمت نفس ما أحضرت}.
- وعن عمر رضي الله عنه أنه قرأ: {إذا الشمس كورت} فلما بلغ إلى قوله عز وجل: {علمت نفس ما أحضرت} قال: لهذا جرى الحديث. وقرأها قارئ عند ابن مسعود، فلما بلغ إليها قال ابن مسعود: وانقطاع ظهراه. وهي اثنتا عشرة آية: ست في الدنيا وست في الآخرة.
وقال بعضهم: إذا لم يقدر على التمام ووقف عند رؤوس الآي جاز، ولا يكلف الإنسان ما ليس في وسعه.
- والوقف على قوله عز وجل: {وتعزروه وتوقروه} في سورة الفتح – كاف، والهاء للنبي صلى الله عليه وسلم، ويبتدئ: {وتسبحوه} والهاء لله عز وجل.
- وقوله عز وجل: {إن الإنسان لربه لكنود} وقف كاف، {وإنه على ذلك لشهيد} كاف أيضا، والهاء لله عز وجل، وقيل: للإنسان، أي أنه لشهيد على عصيانه وبخله، مقر بذلك. وقوله عز وجل: {لشديد} كاف.
وقال قوم – منهم أبو عمرو عثمان: هو تام.
- وكذلك قالوا في قوله عز وجل: {وحصل ما في الصدور} إنه تام، وهو كاف أيضا، لأن التعلق في المعنى موجود في الموضعين.
- وفي آية الكرسي عشرة أوقاف: {الله لا إله إلا هو} كاف، على أن قوله عز وجل: {الحي القيوم} خبر مبتدأ محذوف: {لا تأخذه سنة ولا نوم} كاف، {وما في الأرض} كاف {إلا بإذنه} كاف، {وما خلفهم} كاف، {إلا بما شاء} كاف، {السموات والأرض} كاف، {حفظهما} كاف، {العظيم} تام.
- وفي قوله عز وجل: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} في "آل عمران" عشرة أوقاف أيضا: {طائفة منكم} حسن، {أنفسهم} حسن {الجاهلية} كاف، {من شيء} كاف {كله لله} كاف، {يبدون لك} كاف هاهنا كاف {مضاجعهم} حسن {في قلوبكم} كاف شبه التام {والله عليم بذات الصدور} تام.
- وفي الشورى آية فيها أيضا عشرة أوقاف: قوله عز وجل: {فلذلك فادع} هذا وقف كاف {واستقم كما أمرت} مثله، {ولا تتبع أهواءهم} مثله، {وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب} مثله، {وأمرت لأعدل بينكم} مثله، {ربنا وربكم} مثله، {ولكم أعمالكم} مثله، {بيننا وبينكم} مثله، {يجمع بيننا} مثله، {وإليه المصير} تام.
- وفي سورة الامتحان أيضا آية فيها من الأوقاف هذه العدة: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} كاف، {الله أعلم بإيمانهن} مثله، {فلا ترجعوهن إلى الكفار} مثله {يحلون لهن} مثله، {ما أنفقوا} مثله، {أجورهن} مثله، {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} مثله، {وليسألوا ما أنفقوا} مثله، {يحكم بينكم} مثله {عليم حكيم} تام.
فهذه مواضع من الوقف والابتداء مبينة على الأصول التي أسلفتها في معرفة التام والكافي والحسن، والاعتماد إنما هو على معرفتها وترك الاغترار بما ذكره المصنفون في هذا الباب في الفرش، فإنهم يغلطون كثيرا ويقولون حسن وهو كاف، وكاف وهو حسن، ونحو ذلك مما تشهد به تصانيفهم). [جمال القراء:2/563-568]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (أقسام الوقف
** والوقف عند أكثر القراء ينقسم إلى أربعة أقسام: تام مختار وكاف جائز وحسن مفهوم وقبيح متروك.
** وقسمه بعضهم إلى ثلاثة: وأسقط الحسن.
** وقسمه آخرون إلى اثنين: وأسقط الكافي والحسن.
فالتام هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، كقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي كقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ثم يبتدئ بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} وكذا: { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ثم يبتدئ بقوله: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ}.
وقد يوجد قبل انقضاء الفاصلة كقوله: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} هنا التمام لأنه انقضى كلام بلقيس ثم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} وهو رأس الآية.
كذلك: {عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} هو التمام لأنه انقضاء كلام الظالم الذي هو أبي بن خلف ثم قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} وهو رأس آية.
وقد يوجد بعدها كقوله تعالى مصبحين {مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ} {مُصْبِحِينَ} رأس الآية: {وَبِاللَّيْلِ} التمام لأنه معطوف على المعنى أي والصبح وبالليل.
وكذلك: {يَتَّكِئُونَ} {وَزُخْرُفاً} رأس الآية: {يَتَّكِئُونَ} {وَزُخْرُفاً} هو التمام لأنه معطوف على ما قبله من قوله: {سَقْفاً}
وآخر كل قصة وما قبل أولها وآخر كل سورة تام والأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان والأسباع والأتساع والأعشار والأخماس وقبل ياء النداء وفعل الأمر والقسم ولامه دون القول والله بعد رأس كل آية والشرط ما لم يتقدم جوابه وكان الله وذلك ولولا غالبهن تام ما لم يتقدمهن قسم او قول أو ما في معناه.
والكافي منقطع في اللفظ متعلق في المعنى فيحسن الوقف عليه والابتداء أيضا بما بعده نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} هنا الوقف ثم يبتدئ بما بعد ذلك وهكذا باقي المعطوفات وكل رأس آية بعدها لام كي وإلا بمعنى لكن وإن المكسورة المشددة والاستفهام وبل وألا المخففة والسين وسوف على التهدد ونعم وبئس وكيلا وغالبهن كاف ما لم يتقدمهن قول أو قسم وقيل أن المفتوحة المخففة في خمسة لا غير البقرة: {وَأَنْ تَصُومُوا}{وَأَنْ تَعْفُوا}{وَأَنْ تَصَدَّقُوا} {وَالنِّسَاءِ} {وَأَنْ تَصْبِرُوا} {وَالنُّورَ} {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ}
والحسن هو الذي يحسن الوقوف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به في اللفظ والمعنى نحو {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} و{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والوقف عليه حسن لأن المراد مفهوم والابتداء بقوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} و{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} و{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا يحسن لأن ذلك مجرور والابتداء بالمجرور قبيح لأنه تابع.
والقبيح هو الذي لا يفهم منه المراد نحو: {الْحَمْدُ} فلا يوقف عليه ولا على الموصوف دون الصفة ولا على البدل دون المبدل منه ولا على المعطوف دون المعطوف عليه نحو: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ولا على المجرور دون الجار.
وأقبح من هذا الوقف على قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا} {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ} والابتداء بقوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، {إِنِّي إِلَهٌ} لأن المعنى يستحيل بهذا في الابتداء ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر ومثله في القبح الوقف على: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ} و{مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ} وشبهه ومثله: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ} و{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى}.
وأقبح من هذا وأشنع الوقف على النفي دون حروف الإيجاب نحو: {لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً} وكذا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ والذين كفروا} و{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا} فإن اضطر لأجل التنفس جاز ذلك ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ولا حرج.
وقال بعضهم: إن تعلقت الآية بما قبلها تعلقا لفظيا كان الوقف كافيا نحو: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ} وإن كان معنويا فالوقف على ما قبلها حسن كاف نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وإن لم يكن لا لفظيا ولا معنويا فتام، كقوله: {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} بعده {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا} وإن كانت الآية مضادة لما قبلها كقوله: {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} فالوقف عليه قبيح.
واعلم أن وقف الواجب إذا وقفت قبل والله ثم ابتدأت بوالله وهو الوقف الواجب كقوله تعالى: {حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}.
وقال بعض النحويين: الجملة التأليفية إذا عرفت أجزاؤها، وتكررت أركانها كان ما أدركه الحس في حكم المذكور فله أن يقف كيف شاء وسواء التام وغيره إلا أن الأحسن أن يوقف على الأتم وما يقدر به.
وذهب الجمهور إلى أن الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب تام وشبيه به وناقص وشبيه به وحسن وشبيه به وقبيح وشبيه به، وصنفوا فيه تصانيف؛ فمنها ما أثروه عن النحاة، ومنها ما أثروه عن القراء، ومنها ما استنبطوه، ومنها ما اقتدوا فيه بالسنة فقط كالوقف على أواخر الآي وهي مواقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [البرهان في علوم القرآن: 1/350 -353]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (اصطلح الأئمة على أن لأنواع الوقف والابتداء أسماء واختلفوا في ذلك.
فقال ابن الأنباري: الوقف على ثلاثة أوجه: تام وحسن وقبيح.
فالتام: الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ولا يكون بعده ما يتعلق به كقوله: {وأولئك هم المفلحون} الآية [البقرة: 5]، وقوله: {أم لم تنذرهم لا يؤمنون} الآية [البقرة: 6].
والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله: {الحمد لله}؛ لأن الابتداء بـ{رب العالمين} [الفاتحة: 2] لا يحسن لكونه صفة لما قبله.
والقبيح: هو الذي ليس بتام ولا حسن كالوقف على بسم من قوله: {بسم الله} الآية [الفاتحة: 1].
قال: ولا يتم الوقف على المضاف دون المضاف إليه ولا المنعوت دون نعته ولا الرافع دون مرفوعه وعكسه ولا الناصب دون منصوبه وعكسه ولا المؤكد دون توكيده ولا المعطوف دون المعطوف عليه ولا البدل دون مبدله ولا إن أو كان أو ظن وأخواتها دون اسمها ولا اسمها دون خبرها ولا المستثنى منه دون الاستثناء ولا الموصول دون صلته اسميا أو حرفيا ولا الفعل دون مصدره ولا حرف دون متعلقه ولا شرط دون جزائه.
وقال غيره: الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام: تام مختار وكاف جائز وحسن مفهوم وقبيح متروك.
فالتام: هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده وأكثر ما يوجد عند رؤوس الآي غالبا كقوله: {وأولئك هم المفلحون} الآية [البقرة: 5].
وقد يوجد في أثنائها كقوله: {وجعلوا أعزة أهلها} الآية [النمل: 34] أذلة هنا التمام؛ لأنه انقضى كلام بلقيس ثم قال تعالى: {وكذلك يفعلون} الآية [النمل: 34].
وكذا {لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني} الآية [الفرقان: 29] هنا التمام؛ لأنه انقضى كلام الظالم أبي بن خلف ثم قال تعالى: {وكان الشيطان للإنسان خذولا} الآية [الفرقان: 29].
وقد يوجد بعدها كقوله: {مصبحين وبالليل} الآية [الصافات: 137-138] هنا التمام؛ لأنه معطوف على المعنى أي بالصبح وبالليل.
ومثله: {يتكئون وزخرفا} الآية [الزخرف: 34-35]، رأس الآية {يتكئون} و{وزخرفا} هو التمام؛ لأنه معطوف على ما قبله.
وآخر كل قصة وما قبل أولها وآخر كل سورة وقبل ياء النداء وفعل الأمر والقسم ولامه دون القول والشرط ما لم يتقدم جوابه وكان الله وما كان وذلك ولولا غالبهن تام ما لم يتقدمهن قسم أو قول أو ما في معناه.
والكافي: منقطع في اللفظ متعلق في المعنى فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضا نحو: {حرمت عليكم أمهاتكم} الآية [النساء: 23]، هنا الوقف ويبتدأ بما بعد ذلك وهكذا كل رأس آية بعدها لام كي وإلا بمعنى لكن وإن الشديدة المكسورة والاستفهام وبل وألا المخففة والسين وسوف للتهديد ونعم وبئس وكيلا ما لم يتقدمهن قول أو قسم.
والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده نحو: {الحمد لله رب العالمين} الآية [الفاتحة: 2].
والقبيح: هو الذي لا يفهم منه المراد كالحمد وأقبح منه الوقف على {لقد كفر الذين قالوا} الآية [المائدة: 17، 72، 73]، ويبتدئ {إن الله هو المسيح} الآية [المائدة: 17، 72]؛ لأن المعنى مستحيل بهذا الابتداء ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر.
ومثله في الوقف {فبهت الذي كفر والله} الآية [البقرة: 258]، {فلها النصف ولأبويه} الآية [النساء: 11].
وأقبح من هذا الوقف على المنفي دون حرف الإيجاب نحو: {لا إله إلا الله} الآية [محمد: 19]، {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} الآية [الإسراء: 105]، فإن اضطر لأجل التنفس جاز ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ولا حرج. انتهى.
وقال السجاوندي: الوقف على خمس مراتب:
لازم ومطلق وجائز ومجوز لوجه ومرخص ضرورة.
فاللازم: ما لو وصل طرفاه غير المراد نحو قوله: {وما هم بمؤمنين} الآية [البقرة: 8]، يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله: {يخادعون الله} الآية [البقرة: 9]، توهم أن الجملة صفة لقوله: {بمؤمنين} فانتفى الخداع عنهم وتقرر الإيمان خالصا عن الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع.
وكما في قوله: {لا ذلول تثير الأرض} الآية [البقرة: 71]، فإن جملة تثير صفة ل ذلول داخلة حيز النفي أي ليست ذلولا مثيرة للأرض.
ونحو: {سبحانه أن يكون له ولد} الآية [النساء: 171]، فلو وصلها بقوله: {له ما في السموات وما في الأرض} الآية [النساء: 171]، لأوهم أنه صفة لولد وأن المنفي ولد موصوف بأن له ما في السموات والمراد الولد مطلقا.
والمطلق: ما يحسن الابتداء بما بعده:
كالاسم المبتدأ به نحو: {الله يجتبي} الآية [الشورى: 13].
والفعل المستأنف نحو: {يعبدونني لا يشركون بي شيئا} الآية [النور: 55]، و{سيقول السفهاء} الآية [البقرة: 142]، و{سيجعل الله بعد عسر يسرا} الآية [الطلاق: 7].
ومفعول المحذوف نحو: {وعد الله} الآية [النساء: 122]، {سنة الله} الآية [الأحزاب: 38]، والشرط نحو: {من يشأ الله يضلله} الآية [الأنعام: 39]، والاستفهام ولو مقدرا: {أتريدون أن تهدوا} الآية [النساء: 88]، {تريدون عرض الدنيا} الآية [الأنفال: 67].
والنفي {ما كان لهم الخيرة} الآية [القصص: 68]، {إن يريدون إلا فرارا} الآية [الأحزاب: 13]، حيث لم يكن كل ذلك مقولا لقول سابق.
والجائز: ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين نحو: {وما أنزل من قبلك} الآية [البقرة: 4]، فإن واو العطف تقتضي الوصل وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم فإن التقدير ويوقنون بالآخرة.
والمجوز لوجه: نحو: {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} الآية [البقرة: 86]؛ لأن الفاء في قوله: {فلا يخفف} الآية [البقرة: 86]، تقتضي التسبب والجزاء وذلك يوجب الوصل وكون نظم الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
والمرخص ضرورة: ما لا يستغني ما بعده عما قبله لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام ولا يلزمه الوصل بالعود؛ لأن ما بعده جملة مفهومة كقوله: {والسماء بناء} الآية [البقرة: 22]؛ لأن قوله وأنزل لا يستغنى عن سياق الكلام فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.
وأما ما لا يجوز الوقف عليه فكالشرط دون جزائه والمبتدأ دون خبره ونحو ذلك.
وقال غيره: الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب:
تام وشبيه به وناقص وشبيه به وحسن وشبيه به وقبيح وشبيه به.
وقال ابن الجزري: أكثر ما ذكر الناس في أقسام الوقف غير منضبط ولا منحصر وأقرب ما قلته في ضبطه إن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري؛ لأن الكلام إما أن يتم أو لا فإن تم كان اختياريا وكونه تاما لا يخلو:
إما ألا يكون له تعلق بما بعده البتة أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى فهو الوقف المسمى بالتام لتمامه المطلق يوقف عليه ويبتدأ بما بعده ثم مثله بما تقدم في التام.
قال: وقد يكون الوقف تاما في تفسير وإعراب وقراءة غير تام على آخر.
نحو: {وما يعلم تأويله إلا الله} الآية [آل عمران: 7]، تام إن كان ما بعده مستأنفا غير تام إن كان معطوفا.
ونحو فواتح السور الوقف عليها تام إن أعربت مبتدأ والخبر محذوف أو عكسه أي ألم هذه أو هذه ألم أو مفعولا بـ«قل» مقدرا غير تام إن كان ما بعدها هو الخبر.
ونحو: {مثابة للناس وأمنا} الآية [البقرة: 125]، تام على قراءة واتخذوا بكسر الخاء كاف على قراءة الفتح.
ونحو: {إلى صراط العزيز الحميد}الآية [إبراهيم: 1]، تام على قراءة من رفع الاسم الكريم بعدها حسن على قراءة من خفض.
وقد يتفاضل التام نحو: {مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين} الآية [الفاتحة: 4-5]،كلاهما تام إلا أن الأول أتم من الثاني لاشتراك الثاني فيما بعده في معنى الخطاب بخلاف الأول.
وهذا هو الذي سماه بعضهم شبيها بالتام.
ومنه ما يتأكد استحسانه لبيان المعنى المقصود به وهو الذي سماه السجاوندي: باللازم.
وإن كان له تعلق فلا يخلو إما أن يكون من جهة المعنى فقط وهو المسمى بالكافي للاكتفاء به واستغنائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه كقوله: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، وقوله: {وما أنزل من قبلك} الآية [البقرة: 4]، وقوله: {على هدى من ربهم} الآية [البقرة: 5].
ويتفاضل في الكفاية كتفاضل التام نحو: {في قلوبهم مرض} الآية [البقرة: 10]، كاف {فزادهم الله مرضا} الآية [البقرة: 10]، أكفى منه {بما كانوا يكذبون} الآية [البقرة: 10]، أكفى منهما.
وقد يكون الوقف كافيا على تفسير وإعراب وقراءة غير كاف على آخر نحو: {يعلمون الناس السحر} الآية [البقرة: 102]، كاف إن جعلت ما بعده نافية حسن إن فسرت موصولة.
{وبالآخرة هم يوقنون} الآية [البقرة: 4]، كاف إن أعرب ما بعده مبتدأ خبره {على هدى} الآية [البقرة: 5]، حسن إن جعل خبر {الذين يؤمنون بالغيب} الآية [البقرة: 3]، أو خبر {والذين يؤمنون بما أنزل} الآية [البقرة: 4].
{ونحن له مخلصون} الآية [البقرة: 139]، كاف على قراءة {أم تقولون} الآية [البقرة: 140]، بالخطاب حسن على قراءة الغيب.
{يحاسبكم به الله} الآية [البقرة: 284]، كاف على قراءة من رفع {فيغفر}، {ويعذب} الآية [البقرة: 284]، حسن على قراءة من جزم.
وإن كان التعلق من جهة اللفظ فهو المسمى بالحسن؛ لأنه في نفسه.
حسن مفيد يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي إلا أن يكون رأس آية فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لمجيئه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة الآتي.
وقد يكون الوقف حسنا على تقدير وكافيا أو تاما على آخر نحو: {هدى للمتقين} الآية [البقرة: 2]، حسن إن جعل ما بعده نعتا كاف إن جعل خبر مقدر أو مفعول مقدر على القطع تام إن جعل مبتدأ خبره {أولئك} الآية [البقرة: 5].
وإن لم يتم الكلام كان الوقف عليه اضطراريا وهو المسمى بالقبيح لا يجوز تعمد الوقف عليه إلا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى نحو:
{صراط الذين} الآية [الفاتحة: 7].
وقد يكون بعضه أقبح من بعض نحو: {فلها النصف ولأبويه} الآية [النساء: 11]، لإيهامه أنهما مع البنت شركاء في النصف.
وأقبح منه نحو: {إن الله لا يستحيي} الآية [البقرة: 26]، {فويل للمصلين} الآية [الماعون: 4]، {لا تقربوا الصلاة} الآية [النساء: 43]، فهذا حكم الوقف اختياريا واضطراريا.
وأما الابتداء فلا يكون إلا اختياريا؛ لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة فلا يجوز إلا بمستقل بالمعنى موف بالمقصود وهو في أقسامه كأقسام الوقف الأربعة وتتفاوت تماما وكفاية وحسنا وقبحا بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته نحو الوقف على {ومن الناس} الآية [البقرة: 8]، فإن الابتداء بـ«الناس» قبيح وبـ{من} تام فلو وقف على {من يقول} الآية [البقرة: 8] كان الابتداء بـ«يقول» أحسن من الابتداء بـ«من».
وكذا الوقف على {ختم الله} الآية [البقرة: 7]، قبيح والابتداء بـ«الله» أقبح وبـ«ختم» كاف.
والوقف على {عزير ابن الله} و{المسيح ابن الله} الآية [التوبة: 30]، قبيح والابتداء بابن قبيح وبعزير والمسيح أشد قبحا.
ولو وقف على {ما وعدنا الله} الآية [الأحزاب: 12]، ضرورة كان الابتداء بالجلالة قبيحا وبـ{وعدنا} أقبح منه وبـ{ما} أقبح منهما.
وقد يكون الوقف حسنا والابتداء به قبيحا نحو: {يخرجون الرسول وإياكم} الآية [الممتحنة: 1]، الوقف عليه حسن والابتداء به قبيح لفساد المعنى إذ يصير تحذيرا من الإيمان بالله.
وقد يكون الوقف قبيحا والابتداء جيدا، نحو: {من بعثنا من مرقدنا هذا} الآية [يس: 52]، الوقف على هذا قبيح لفصله بين المبتدأ وخبره؛ ولأنه يوهم أن الإشارة إلى المرقد والابتداء بهذا كاف أو تام لاستئنافه).
[الإتقان في علوم القرآن: 2/؟؟]


قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ):
(
والناس في اصطلاح مراتبه مختلفون؛ كل واحد له اصطلاح وذلك شائع لما اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح بل يسوغ لكل أحد أن يصطلح على ما شاء كما صرح بذلك صدر الشريعة وناهيك به، فقال ابن الأنباري والسخاوي مراتبه ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح، وقال غيرهما أربعة: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك، وقال السجاوندي: خمسة: لازم، وملق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة، وقال غيره: ثمانية (تام، وشبيه، وناقص، وشبيه، وحسن، وشبيه، وقبيح، وشبيه)، وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر لاختلاف المفسرين والمعربين لأنه سيأتي أن الوقف يكون تامًا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر، إذًا الوقف تابع للمعنى). [منار الهدى: 8]


رد مع اقتباس