عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 05:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (قالَ غيرُه: الأَيِّمُ: التي لا زَوجَ لها). [شرح لامية العرب: --]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (

ولا تتركوا أثآركم ونساؤكم = أيامى تنادي كلما طلع الفجر
قوله نساؤكم أيامى يعني بلا أزواج). [نقائض جرير والفرزدق: 925]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال فلانة أيم إذا لم يكن لها زوج بكرا كانت أو ثيبا والجميع أيامى والأصل أيائم فقلبت ورجل أيم لا امرأة له وقد آمت المرأة من زوجها تئيم أيمة وأيما وقد تأيمت المرأة زمانا ويأيم الرجل زمانا إذا مكث زمانا لا يتزوج قال وسمعت العلاء بن أسلم يقول حدثني رجل قال سمعت رجلا من العرب يقول أي يكونن على الأيم نصيبي يقول ما يقع بيدي بعد ترك التزويج أي امرأة صالحة أو غير ذلك ولقد إمتها أئيمها ويقال الحرب مأيمة أي تقتل الرجال فتدع النساء بلا أزواج). [إصلاح المنطق: 341]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حضر المأمون إملاكًا وهو أمير، فسأله بعض من حضر أن يخطب، فقال: المحمود اللّه والمصطفى رسول اللّه، وخير ما عمل به كتاب اللّه؛ قال اللّه تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم} ولم يكن في المناكحة آيةٌ منزلّة ولا سنةٌ متبّعةٌ إلا ما جعل اللّه في ذلك من تألف البعيد وبرّ القريب، وليسرع إليها الموّفق ويبادر إليها العاقل اللّبيب وفلانٌ من قد عرفتموه في نسب لم تجهلوه خطب إليكم فلانة فتاتكم وقد بذل لها من الصّداق كذا، فشفّعوا شافعنا وأنكحوا خاطبنا، وقولوا خيرًا تحمدوا عليه وتؤجروا؛ أقول قولي هذا، وأستغفر اللّه لي ولكم). [عيون الأخبار: 10/75]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد أيضا الأيم؛ يقال: امرأة أيم، إذا كانت بكرا لم تزوج، وامرأة أيم، إذا مات عنها زوجها، قال الله عز وجل: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم}، فالأيامى جمع الأيم: يقال: هن الحرائر، ويقال: هن القرابات، نحو البنت والأخت، وقول جميل:
أحب الأيامى إذ بثينة أيم
يدل على أن (الأيم) البكر التي ما زوجت، لقوله:
وأحببت لما أن غنيت الغوانيا
ويقال: قد آمت المرأة إذا مات عنها زوجها، ورجل أيمان وأيم، والمرأة أيمة، وأيمى، قال الشاعر:
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة = ونسوان سعد ليس فيهن أيم
وقال جميل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد
وهل ألقين سعدى به وهي أيم = وما رث من حبل الوصال جديد
وقال الآخر:
فإن تنكحي أنكح وإن تتأيمي = يد الدهر ما لم تنكحي أتأيم
وحدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر، قال: خبرنا الأصمعي، عن أبي الأشهب، قال: قال الأحنف: لا أناة عندي في ثلاث: الصلاة إذا حضرت حتى أقضيها، وحميم إذا مات حتى أواريه، وأيم إذا خطبها كفؤها حتى أنكحها.
ويقال في دعاء للعرب: ماله آم وعام، فمعنى (آم) ماتت امرأته، و(عام) اشتدت شهوته للبن لعدمه إياه. وإنما لم يدخلوا الهاء في (أيم)، وهو وصف للمرأة لأن النساء يوصفن
بهذا أكثر من الرجال، فكن أغلب عليه، فأجري مجرى حائض، وطالق، وطامث؛ وما أشبههن، مما لا يحتاج فيه إلى إدخال علامة تدل على التأنيث). [كتاب الأضداد: 331-333]

تفسير قوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كسب الزمارة.
حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الحجاج: الزمارة: الزانية.
فمعناه مثل قوله إنه نهى عن مهر البغي، والتفسير في الحديث.
ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه، ولا أدري من أي شيء أخذ.
وقال بعضهم: الرمازة، وهذا عندي خطأ في هذا الموضع.
إنما الرمازة في حديث آخر، وذلك أن معناها مأخوذ من الرمز، وهي التي تومئ بشفتيها أو بعينيها فأي كسب لها ههنا ينهى عنه، ولا وجه للحرف إلا ما قال الحجاج: زمارة، وهو عندنا أثبت ممن خالفه، إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الزانية، وبه نزل القرآن في قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} فهذا العرض
هو الكسب، وهو مهر البغي وهو الذي جاء فيه النهي وهو كسب الأمة، كانوا يكرهون فتياتهم على البغاء ويأكلون كسبهن حتى أنزل الله تبارك وتعالى في ذلك النهى.
حدثني يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كانت أمة لعبد الله بن أبي وكان يكرهها على الزنا فنزلت: {ولا تكرهوا فتياتكم على
البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}.
المغفرة لهن لا للمولى، وحدثني إسحاق الأزرق عن عوف عن الحسن في هذه الآية قال: لهن والله، لهن والله، لهن والله). [غريب الحديث: 3/355-359]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (
قال أبو علي: قال الأصمعي: البغيّ: الأمة، وجمعه بغايا، وفي الحديث: قامت على رءوسهم البغايا وقال الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الإضريج والشرعبى ذا الأذيال
وقال آخر:
فخر البغي بحدج ربتها = إذا ما الناس شلّوا
أي طردوا، والبغيّ أيضًا: الفاجرة، يقال: بغت تبغي إذا فجرت، والبغاء: الفجور في الإماء خاصةً قال الله عز وجل: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} [النور: 33] والبغيّة: الربيئة، قال الشاعر:
وكان وراء القوم منهم بغيّةٌ = فأوفى يفاعًا من بعيدٍ فبشّرا
وجمعها بغايا، وقال طفيل الغنويّ:
فألوت بغاياهم بنا وتباشرت = إلى عرض جيشٍ غير أن لم يكتّب).
[الأمالي: 2/275]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: هذا كوكبٌ درّيٌّ، على فعليٍّ، غير مهموز، ودرّيٌّ، على فعليٍّ. يكون من قولهم: درأ الكوكب بضوئه درءاً ودرءاً، أي أضاء.
وقالوا: درأت له بساطاً [إذا] بسطته.
وقالوا: كوكبٌ درّيءٌّ، على فعّيل، بالهمز وفتحة الدال.
وقالوا أيضاً: درّيء يا هذا، بالضمّ للدال والهمز.
و(درّيٌّ)، بغير همز، منسوبٌ إلى الدّرّ، وهي قراءة العامّة. ودرّيٌّ، بغير همزٍ: الكوكب نفسه). [الأزمنة: 30]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

ودوية لا يهتدى لفلاتها = بعرفان أعلام ولا ضوء كوكب
...
يقول: لا يهتدى فيها بضوء الكواكب لعمائها. ويقال: هو الضَّوْء والضُّوْء، وقد أضاء الشيء يُضِيء إضَاءَة.
وضَاء يضوء ضَوْءا وضُوْءا). [شرح ديوان امرئ القيس:372- 373] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال الله عز وجل وله المثل الأعلى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}. وقال: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ}. وقد اعترض معترض من الجهالة الملحدين، في هذه الآية. فقال: إنما يمثل الغائب بالحاضر، ورؤوس الشياطين لم نرها، فكيف يقع التمثيل بها! وهؤلاء في هذا القول كما قال الله جل وعز: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}. وهذه الآية قد جاء تفسيرها على ضربين: أحدهما، أن شجرًا يقال له الأستن، منكر الصورة يقال لثمره: رؤوس الشياطين، وهو الذي ذكره النابغة في قوله:
تحيد عن أستن سود أسافله
وزعم الأصمعي أن هذا الشجر يسمى الصوم.
والقول الآخر - وهو الذي يسبق إلى القلب - أن الله جل ذكره شنع صورة الشياطين في قلوب العباد. فكان ذلك أبلغ من المعاينة، ثم مثل هذه الشجرة مما تنفر منه كل نفس). [الكامل: 2/996-997]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد أيضا قول العرب: لم أضرب عبد الله ولم يضربني زيد؛ يحتمل معنيين متضادين: أحدهما أن يكون: ضربي عبد الله مجحودا وكذلك ضرب زيد إياي؛ يراد به ما كان ذا وما كان ذا. والوجه الآخر أن يكون الفعل الأول والثاني صحيحين مثبتين، والتقدير: لم أضرب عبد الله حتى ضربني زيد، فوقع ضربي بعبد الله لما وقع لي ضرب زيد؛ قال الشاعر حجة
لهذا المذهب:

فلا أسقى ولا يسقى شريبي = ويرويه إذا أوردت مائي
معناه: فلا أسقى حتى يسقى شريبي.
وشبيه به قول العرب: فلان لا مسافر ولا مقيم؛ يراد به لا يلزم أحد الأمرين دون الآخر، بل يسافر في وقت ويقيم في وقت. ومن هذا قول الله جل وعز: {يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية}، معناه: هي شرقية غربية، وليست بشرقية ولا غربية، ولا غربية لا شرقية، لكنها تجمع الأمرين جميعا، تلحقها الشمس في وقت الطلوع وفي وقت الغروب، وذلك أصفى لزيتها وأجود له. وقد قال بعض المفسرين: وصف الله عز وجل شجرة خضراء ناعمة، قد حفت بها الأشجار وأظلتها، فهي تمنع الشمس من أن تلحقها في وقت الطلوع، أو في وقت الغروب. فهذا التفسير يضاد التفسير الأول؛ لأن أصحابه يذهبون إلى أن الشمس لا تلحق هذه الشجرة في واحد من هذين الوقتين.
وقال آخرون: هي شجرة في أصل جبل، قد منع
الجبل الشمس من أن تلحقها في هذين الوقتين؛ فهي مستورة ممنوعة من الشمس بالجبل العالي عليها، وهذا التفسير يضارع التفسير الذي قبله). [كتاب الأضداد: 259-261]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله تبارك وتعالى تفسيرين متضادين قوله جل وعلا: {كمشكاة فيها مصباح المصباح}، قال بعض المفسرين: المشكاة الكوة، لسان الحبشة.
وقال أبو عبيدة: المشكاة: الكوة لا منفذ لها في كلام العرب، وأنشد:
تدير عينين لها كحلاوين = كمثل مصباحين في مشكاتين).
[كتاب الأضداد: 423-424]

تفسير قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (والآصالُ: العَشِيَّاتُ, واحدُها أَصيلٌ). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الآصال: من نصف النهار إلى العصر). [مجالس ثعلب: 398] (م)

تفسير قوله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والنقاع واحدها نقع، وهي الأرض الحرة الطيبة ليست فيها حزونة ولا ارتفاع ولا انهباط. والقاع مثله وجمعه قيعان [وقيعة]). [الغريب المصنف: 1/388]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له إبل أو بقر أو غنم ولم يؤد زكاتها بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها)).
قال: حدثناه حجاج عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قوله: ((بقاع قرقر)) قال الأصمعي: القاع المكان المستوي ليس فيه ارتفاع ولا انخفاض.
وهو القيعة أيضا. قال الله تبارك وتعالى: {كسراب بقيعة} ويقال: القيعة جمع قاع). [غريب الحديث: 2/55-57]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والرماد: باطل من الكلام والعلم، لا ينتفع به؛ وكذلك السراب والهباء: يقول الله عز وجل في الرماد: {كرماد اشتدت به الريح} وقال في السراب: {يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}.

وقال في الهباء: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} ). [تعبير الرؤيا: 168-169] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {والَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} منه يبرونه ثم أدغمت الواو في الياء، وإذا جعلها من السر فهي فعلية. {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} معناه يكثركم فيه أي في الخلق. وذرية وذرية جميعًا من ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءًا وكان ينبغي أن يكون مهموزًا، ومن قال هي من الذر قال ذرية لا غير، ولا همز، وإنما ضمت قياسًا على نسبة أشباهها، مثل دهري منسوب إلى دهر، وما كان مثله). [مجالس ثعلب: 177-178]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
أعددت للأعداء موضونةً = فضفاضةً كالنهي بالقاع
قال عامر الضبي: الموضونة التي نسجت حلقتين حلقتين قال وأصل الموضونة وضع الشيء على الشيء.
وكل جماعةٍ مستديرة فهي حلقة ساكنة اللام وكذلك من الحديد، والحلقة بفتح اللام جمع حالق الشعر، وقد قيل بفتح اللام في الناس وهي قليلة. قال أحمد: الموضونة التي لصق بعض نسجها ببعض. والفضفاضة الواسعة من الدروع وكل واسع فضفاض يقال عيش فضفاض إذا كان واسعًا. والقاع: الموضع المطمئن الجيد الطين تكون فيه حصىً صغار ويكون للسراب فيه مضطرب وجمعه قيعان وقيعة، قال الله عز وجل: {كسرابٍ بقيعة}، وقال الفراء: القاع المنبسط من الأرض وجمعه قيعان وقيعة، وهو مثل جيرانٍ وجيرة قال: وفيه يكون السراب، وقال غيره: القاع: الأرض الواسعة ذات طينٍ حرٍ تمسك الماء). [شرح المفضليات: 567]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
بقرار قيعان سقاها وابل = واه فأثجم برهة لا يقلع
...
والقيعان جمع قاع وهو القطعة من الأرض الصلبة الطيبة الطين وتجمع القاع قيعة: قال الله جل وعز: {كسراب بقيعة} ). [شرح المفضليات: 859]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومن هذه الحروف كاد، وهي للمقاربة، وهي فعل. تقول: كاد العروس يكون أميراً، وكاد النعام يطير. فأما قول الله عز وجل: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} فمعناه - والله أعلم - لم يرها، ولم يكد، أي: لم يدن من رؤيتها. وكذلك: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم}. فلا تذكر خبرها إلا فعلاً، لأنها لمقاربة الفعل في ذاته). [المقتضب: 3/74-75]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
"وقد كربت أعناقها أن تقطعا"
يقول: سقيت هذا السجل وقد دنت أعناقها من أن تقطع عطشًا، وكرب في معنى المقاربة، يقال: كاد يفعل ذلك، وجعل يفعل ذلك، وكرب يفعل ذلك، أي دنا من ذلك. ويقال: جاء زيد والخيل كاربته، أي قد دنت منه وقربت. فأما أخذ يفعل، وجعل يفعل، فمعناهما أنه قد صار يفعل، ولا تقع بعد واحدة منهما: "أن" إلا أن يضطر شاعرٌ، قال الله عز وجل: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} أي لم يقرب من رؤيتها، وإيضاحه: لم يرها ولم يكد، وكذلك: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}، وكذلك: {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} بغير "أن". ومن أمثال العرب: كاد النعام يطير، وكاد العروس يكون أميرًا، وكاد المنتعل يكون راكبًا وقد اضطر الشاعر فأدخل "أن" بعد "كاد"، كما أدخلها هذا بعد "كرب" فقال:
"وقد كربت أعناقها أن تقطعها"
وقال رؤبة:
"قد كاد من طول البلى أن يمصحا"
فكاد بمنزلة كرب في الإعمال والمعنى، قال الشاعر:

أغثني غياثًا يا سليمان إنني = سبقت إليك الموت، والموت كاربي
خشية جورٍ من أميرٍ مسلطٍ = ورهطي، وما عاداك مثل الأقارب).
[الكامل: 1/252-253]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} قال: رآها بعد بطء. وقولك كدت أقوم، أي لم أقم؛ ولم أكد أن أقوم، أي قمت. وقال هنا: القول والاختيار أن يقال لم يرها ولم يكد. والفراء يقول: من دون ما هنا لا يراها). [مجالس ثعلب: 142]


رد مع اقتباس