عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:35 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}

تفسير قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فله عشر أمثالها...}
من خفض يريد: فله عشر حسناتٍ أمثالها. ولو قال هاهنا: فله عشر مثلها؛ يريد عشر حسنات مثلها كان صوابا.
ومن قال: (عشرٌ أمثالها) جعلهنّ من نعت العشر.
و(مثل) يجوز توحيده: أن تقول في مثله من الكلام: هم مثلكم، وأمثالكم؛ قال الله تبارك وتعالى: {إنكم إذاً مثلهم} فوحّد، وقال: {ثم لا يكونوا أمثالكم} فجمع. ولو قلت: عشرٌ أمثالها كما تقول: عندي خمسةٌ أثوابٌ لجاز.
وقوله: {من جاء بالحسنة}: بلا إله إلا الله، والسيئة: الشّرك). [معاني القرآن: 1/ 367-368]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسّيّئة فلا يجزى إلاّ مثلها وهم لا يظلمون}
وقال: {فله عشر أمثالها} على العدد كما تقول: "عشر سودٍ" فإن قلت كيف قال "عشر" و"المثل" مذكر؟ فإنما أنث لأنه أضاف إلى مؤنث وهو في المعنى أيضاً "حسنةٌ" أو "درجةٌ". فإن أنّث على ذلك فهو وجه.
وقال بعضهم (عشرٌ أمثالها) جعل "الأمثال" من صفة "العشر". وهذا الوجه إلا أنه لا يقرأ. لأنه ما كان من صفة لم تضف إليه العدد. ولكن يقال: "هم عشرةٌ قيامٌ" و"عشرةٌ قعودٌ" لا يقال: "عشرة قيامٍ"). [معاني القرآن: 1/ 254]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {فله عشر أمثالها} يضيف.
و{عشر أمثالها} حسن في الإعراب على الصفة). [معاني القرآن لقطرب: 534]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسّيّئة فلا يجزى إلّا مثلها وهم لا يظلمون}
القراءة: (فله عشر أمثالها)، والمعنى فله عشر حسنات أمثالها وكما يجوز عندي خمسة أثوابا، ويجوز فله عشر مثلها في غير القراءة فيكون المثل في لفظ الواحد وفي معنى الجميع، كما قال: {إنكم إذا مثلهم}.
ومن قال أمثالها فهو كقوله: {ثمّ لا يكونوا أمثالكم} وإنما جاء على المثل التوحيد.
وأن يكون في معنى الجميع، لأنه على قدر ما يشبه به، تقول مررت بقوم مثلكم، وبقوم أمثالكم.
فأما معنى الآية فإنه من غامض المعاني التي عند أهل اللغة لأن المجازاة على الحسنة من اللّه جلّ ثناؤه بدخول الجنة شيء لا يبلغ وصف مقداره، فإذا قال: عشر أمثالها.
أو قال: {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة}.
مع قوله: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}، فمعنى هذا كله أن جزاء اللّه جلّ ثناؤه على الحسنات على التضعيف للمثل الواحد الذي هو النهاية في التقدير في النفوس، ويضاعف الله ذلك بما بين عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
وأجمع المفسرون على قوله: {ومن جاء بالسّيّئة فلا يجزى إلّا مثلها} لأن السيئة ههنا الشرك باللّه.
وقالوا: {من جاء بالحسنة} هي قول لا إله إلا اللّه، وأصل الحسنات التوحيد، وأسوأ السيئات الكفر باللّه جلّ وعزّ). [معاني القرآن: 2/ 309-310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} روى الأعمش عن أبي صالح قال: الحسنة لا إله إلا الله والسيئة الشرك
والمعنى أن ما كان عنده هو النهاية في المجازاة أعطي عشرة أمثاله). [معاني القرآن: 2/ 524-525]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ديناً قيماً...}
و{قيّما}...
- حدثني عمرو بن أبي المقدام عن رجل عن عمران بن حذيفة قال: رآني أبي حذيفة راكعا قد صوّبت رأسي، قال ارفع رأسك، دينا قيما.
(دينا قيما) منصوب على المصدر. و(ملة إبراهيم) كذلك). [معاني القرآن: 1/ 368]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ملّة إبراهيم حنيفاً} أي دين إبراهيم؛ يقال من أيّ ملّة أنت، وهم أهل ملتك). [مجاز القرآن: 1/ 208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل إنّني هداني ربّي إلى صراطٍ مّستقيمٍ ديناً قيماً مّلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين}
وقال: {ديناً قيماً} أي: مستقيما وهي قراءة العامة.
وقال أهل المدينة (قيّما) وهي حسنة، ولم أسمعها من العرب وهي في معنى المفسر). [معاني القرآن: 1/ 254]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأهل المدينة {دينا قيما}.
أصحاب عبد الله {دينا قيما} مخففة؛ وقد فسرنا ذلك في سورة النساء بما فيه). [معاني القرآن لقطرب: 534]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل إنّني هداني ربّي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملّة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين}
والصراط الدين الذي دلني على الذين الذي هو دين الحق، ثم فسر ذلك فقال: (دينا قيما).
والقيم هو المستقيم، وقرئت (دينا قيّما) وقيّم مصدر كالصغر والكبر، إلا أنه لم يقل " قوم " مثل قوله: {لا يبغون عنها حولا} لأن قولك قام قيما
كأنه على قوم أو قوم، فلما اعتل فصار قام اعتل قيم، فأما حول فهو على أنه جار على غير فعل.
وأما نصب {دينا قيما ملّة إبراهيم حنيفا} فمحمول على المعنى، لأنه لما قال: هداني إلى صراط مستقيم، دل على عرفني دينا قيما.
ويجوز أن يكون على البدل من معنى هداني إلى صراط مستقيم.
المعنى هداني صراطا مستقيما، دينا قيما، كما قال جلّ وعزّ: {ويهديك صراطا مستقيما}.
و{ملّة إبراهيم} بدل من {دينا قيما}
و{حنيفا} منصوب على الحال من إبراهيم، المعنى هداني وعرفني ملة إبراهيم في حال حنيفيته، وهو ههنا لإبراهيم حسن منه لغيره.
{وما كان من المشركين}.
وقد فسرنا معنى الحنيفية وأنها الميل إلى الإسلام ميلا لا رجوع معه). [معاني القرآن: 2/ 310-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم} الصراط الطريق والمعنى عرفني الدين الذي هو الحق). [معاني القرآن: 2/ 525]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا}
و"القيم": المستقيم. ومن قرأ (قيما) فهو مصدر مثل الصغر والكبر). [معاني القرآن: 2/ 525]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ونسكى ومحياي} وهو مصدر نسكت، وهو تقربت بالنسائك، وهي النسيكة، وجمعها أيضا نسك متحركة بالضمة). [مجاز القرآن: 1/ 209]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {ونسكي ومحياي ومماتي}.
ابن أبي إسحاق "ومحيي ومماتي".
الأعرج "محياي ومماتي" يسكن الياء، وكذلك "وإياي فارهبون" بإسكان الياء؛ وذلك شاذ قليل؛ لأنه يجمع بين ساكنين ليس أحدهما مثقلاً). [معاني القرآن لقطرب: 534]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نسكي}: ذبائحي. جمع نسيكة. وأصل النّسك: ما تقربت به إلى اللّه). [تفسير غريب القرآن: 164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين}
قالوا: النسك الذبح، والنسك ما يتقرب به إلى اللّه جلّ وعزّ.
{ومحياي ومماتي}
الياء ياء الإضافة، فتحت لأن أصلها الفتح، ويجوز إسكانها إذا كان ما قبلها متحركا.
يجوز (مماتي) وإن شئت قرأت (مماتي لله) بفتح الياء، وإن شئت أسكنت.

فأما ياء محياي فلا بدّ من فتحها لأن قبلها ساكن.
ومعنى الآية أنه يخبر بأنه إنما يتقرب بالصلاة وسائر المناسك إلى اللّه جلّ وعزّ لا إلى غيره، كما كان المشركون يذبحون لأصنامهم.
فأعلم أنه اللّه وحده بقوله: {لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين}). [معاني القرآن: 2/ 311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}

"النسك": جمع النسيكة وهي الذبيحة، وأصل هذا من التقرب لله جل وعز، ومنه قيل: رجل ناسك.
وإنما قيل هذا لأنهم كانوا يذبحون لغير الله جل وعز). [معاني القرآن: 2/ 525-526]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَنُسُكِي} أي ذبائحي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]

تفسير قوله تعالى: {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 281]


رد مع اقتباس