عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1435هـ/21-02-2014م, 11:12 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

معنى المعوِّذَتين

المراد بالمعوذات
المعوِّذتان هما سورتا الفلق والناس {قل أعوذ برب الفلق} ، و{قل أعوذ برب الناس}.
وتسميتهما بالمعوذتين مشهورة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
وفي جامع الترمذي وسنن ابن ماجة والنسائي من حديث سعيد الجُريريّ عن أبي نضرة العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما).
وفي هذه التسمية أحاديث أخرى وآثارٌ عن الصحابة والتابعين.
وإذا قيل المعوذات فالمراد: سور الإخلاص والفلق والناس، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذات؛ فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظمَ بركةً من يدي).
وفي صحيح البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث.
قالت: (فلمَّا اشتدَّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها).


صفة الرقية بالمعوّذات
وقد ورد في الأحاديث ما يفيد مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة المعوذات والرقية بها؛ ففي صحيح البخاري أيضاً من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ؛ فقرأ فيهما: {قل هو الله أحد}، و{قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس} ؛ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وفي هذا اللفظ ما يفيد هذا الترتيب: يجمع كفيه، ثم ينفث فيهما، ثم يقرأ مباشرة ، ثم يمسح جسده، فتكون الرقية على الكفين وما فيهما من الريق الذي نفثه.
وفي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله إذا أراد النوم جمع يديه فينفث فيهما ثم يقرأ {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ، ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده).
قال عُقيل -راوي هذا الحديث عن ابن شهاب الزهري-: ورأيت ابن شهاب يفعل ذلك.
وفي صحيح البخاري عن معمر أنه سأل الزهري: كيف ينفث؟ قال: (كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه).
وهذا كما تقدم لتبلغ الرقية الريق الذي في الكفين ثم يمسح جسده بما قد قرئ عليه من الريق وباطن الكفين.


ورود تقديم النفث على القراءة والعكس
وقد ورد عن الصحابة العمل بالأمرين: تقديم النفث على القراءة وهو الأكثر، وورد تقديم القراءة على النفث، وفي ذلك آثار عن الصحابة لا نطيل بذكرها.
فجاء عن ابن مسعود وحنظلة بن حذيم وغيرهما تقديم النفث على القراءة.
وجاء عن أبي سعيد الخدري وعلاقة بن صحار رضي الله عنهما تقديم القراءة على النفث.
وأسأل الله أن ييسر دورة أخرى في الرقية وأحكامها وطرقها وما روي فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة الإسلام في ذلك فالحاجة ماسة إلى بيان الهدى في مسائل الرقى التي عمّت بها البلوى.
ولعل هذه الدروس تجلي جوانب مهمة فيما يتعلق بما يحتاجه العبد في التعوذ من الشرور والآفات، وأنواع ما يحول بينه وبين الخير والفضل والبركات، وما هو الهدي النبوي في التخلص من الآفات والشرور وكيف يحصّن العبد نفسه منها، وكيف دلت المعوّذتان على ذلك كله.





رد مع اقتباس