عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:05 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ...} قرأها الأعمش وعاصم والحسن وبعض أهل المدينة (برق) بكسر الراء، وقرأها نافع المدني (فإذ برق البصر) بفتح الراء من البريق: شخص، لمن فتح، وقوله "برق": فزع، أنشدني بعض العرب:
نعاني حنانة طوبالةً = تسفّ يبيسًا من العشرق
فنفسك فانع ولا تنعني = وداو الكلوم ولا تبرق
فتح الراء أي: لا تفزع من هول الجراح التي بك، كذلك يبرق البصر يوم القيامة.
ومن قرأ "برق" يقول: فتح عينيه، ويرق بصره أيضا لذلك). [معاني القرآن: 3/209]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} إذا شق البصر وقال الكلابي:
لمّا أتاني ابن صبيحٍ راغباً = أعطيته عيساً صهاباً فبرق).[مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ}: شق البصر). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ}: إذا حار عند الموت.
وأصل «البرق»: الدهش. يقال: برق الرجل يبرق برقا. ومن قرأ: (برق)، أراد: بريقه إذا شخص). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)} ويقرأ (بَرَقَ البَصَر).
فمن قرأ (بَرِق) فمعناه فزع وتحيّر.
ومن قرأ (بَرَقَ) فهو من بَرَقَ يبرق. من بريق العينين). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ} أي: تحير). [ياقوتة الصراط: 543]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ} معناه حارَ بعد الموت. وأصله الدهَش، ومن قرأ (بَرَقَ) بالفتح: أراد بريقه إذا شخص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرِقَ}: دهش). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ...} ذهب ضوءه). [معاني القرآن: 3/209]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَخَسَفَ الْقَمَرُ} وكسف القمر واحد، ذهب ضوءه). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وَخَسَفَ الْقَمَرُ}: وكسفت الشمس. ذهب ضوؤه). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وَخَسَفَ الْقَمَرُ} و«كسف» واحد).
[تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)} أي ذهب ضوء القمر). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَسَفَ}: كسف). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل:{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ...}. [وفي قراءة عبد الله] (وجمع بين الشمس والقمر) يريد: في ذهاب ضوئها أيضا فلا ضوء لهذا ولا لهذه. فمعناه: جمع بينهما في ذهاب الضوء كما تقول: هذا يوم يستوي فيه الأعمى والبصير أي: يكونان فيه أعميين جميعا. ويقال: جمعا كالثورين العقيرين في النار. وإنما قال: جمع ولم يقل: جمعت لهذا؛ لأن المعنى: جمع بينهما فهذا وجه، وإن شئت جعلتهما جميعا في مذهب ثورين. فكأنك قلت: جمع النوران، جمع الضياءان، وهو قول الكسائي: وقد كان قوم يقولون: إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجمع حتى يشركها غيرها، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جمعا، ولم يجر جمعتا، فقيل لهم: كيف تقولون الشمس جمع والقمر؟
فقالوا: جمعت، ورجعوا عن ذلك القول). [معاني القرآن: 3/209-210]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} لتذكير القمر). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38].
قوله: {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} أي: إلى مستقر لها، كما تقول: هو يجري لغايته وإلى غايته.
ومستقرّها: أقصى منازلها في الغروب، وذلك لأنها لا تزال تتقدم في كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع، فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزه.
وقرأ بعض السلف: والشمس تجري لا مستقر لها والمعنى أنها لا تقف، ولا تستقر، ولكنها جارية أبدا.
وقوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} يريد: أنه ينزل كل ليلة منزلا، ومنازله ثمانية وعشرون منزلا عندهم، من أول الشهر إلى ثمان وعشرين ليلة منه ثم يستسرّ. وهذه المنازل هي النجوم التي كانت العرب تنسب إليها الأنواء، وأسماؤها عندهم الشّرطان والبطين، والثّريّا، والدّبران، والهقعة، والهنعة، والذّراع، والنّثرة، والطّرف، والجبهة، والزّبرة، والصّرفة، والعوّاء، والسّماك، والغفر، والزّباني، والإكليل، والقلب، والشّولة، والنّعائم، والبلدة، وسعد الذّابح، وسعد بلع، وسعد السّعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدّلو المقدّم، وفرغ الدّلو المؤخّر، والرّشا وهو الحوت. وإذا صار القمر في آخر منازله دقّ حتى يعود كالعرجون القديم وهو العذق اليابس. والعرجون إذا يبس دقّ واستقوس حتى صار كالقوس انحناء، فشبّه القمر به ليلة ثمانية وعشرين.
ثم قال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} يريد: أنهما يسيران الدّهر دائبين ولا يجتمعان، فسلطان القمر بالليل، وسلطان الشمس بالنهار، ولو أدركت الشمس القمر لذهب ضوءه، وبطل سلطانه، ودخل النهار على الليل.
يقول الله جل وعز حين ذكر يوم القيامة: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وذلك عند إبطال هذا التدبير، ونقض هذا التأليف.
{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} يقول: هما يتعاقبان، ولا يسبق أحدهما الآخر: فيفوته ويذهب قبل مجيء صاحبه.{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي: يجرون، يعني الشمس والقمر والنجوم). [تأويل مشكل القرآن: 316-318](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)} أي جمعا في ذهاب نورهما). [معاني القرآن: 5/252]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أين المفرّ...}. قرأه الناس المفر بفتح الفاء...
- وحدثني يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ: "أين المفر" وقال: إنما المفر مفر الدابة حيث تفر، وهما لغتان: المفر والمفر، والمدبّ والمدبّ. وما كان يفعل فيه مكسورا مثل: يدب، ويفر، ويصح، فالعرب تقول: مفر ومفر، ومصح ومصح، ومدب ومدب.
أنشدني بعضهم:
كأن بقايا الأثر فوق متونه = مدب الدّبى فوق النقا وهو سارح
ينشدونه: مدب، وهو أكثر من مدب. ويقال: جاء على مدب السيل، ومدب السيل، وما في قميصه مصح ولا مصحٌّ). [معاني القرآن: 3/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} وقال: {أين المفرّ} أي: أين الفرار. وقال الشاعر:
يا لبكر أنشروا لي كليباً = يا لبكر أين أين الفرار
لأنّ كلّ مصدرٍ يبنى هذا البناء فإنما يجعل "مفعلاً" وإذا أراد المكان قال: {المفرّ} وقد قرئت {أين المفرّ} لأنّ كلّ ما كان فعله على "يفعل" كان "المفعل" منه مكسورا نحو "المضرب" إذا أردت المكان الذي يضرب فيه). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}
ويقرأ (أين المفرّ) -بكسر الفاء- فمن فتح فهو بمعنى أين الفرار، ومن كسر فعلى معنى أين مكان الفرار.
والمفعل من مثل جلست بفتح العين، وكذلك المصدر، تقول: جلست مجلسا -بفتح اللام- بمعنى جلوسا. فإذا قلت جلست مجلسا، فأنت تريد المكان). [معاني القرآن: 5/252]
[/align]تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ لَا وَزَرَ...} والوزر: الملجأ). [معاني القرآن: 3/210]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا وَزَرَ} لا جبل، قال ابن الذئبة:
لعمرك ما للفتى من وزر = من الموت ينجيه والكبر).
[مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كلا لَا وَزَرَ}: لا ملجأ). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا لَا وَزَرَ} أي لا ملجأ.
وأصل «الوزر»: الجبل [أو الحصن] الذي يمتنع فيه). [تفسير غريب القرآن: 499-500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم تعالى أنه لا حرز لهم ولا محيص. فقال: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)} الوزر في كلام العرب الجبل الّذي يلجأ إليه: هذا أصله، وكل ما التجأت إليه وتخلّصت به فهو وَزَر). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَلَّا لَا وَزَرَ} أي لا ملجأ. وقيل: لا براح. وأصل الوزر الذي يمتنع فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا وَزَرَ}: لا ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم...} يريد: ما أسلف من عمله، وما أخر من سنة تركها بعمل بها من بعده، فإن سنّ سنة حسنة كان له مثل من يعمل بها من غير أن ينتقصوا، وإن كانت سنة سيئة عذب عليها، ولم ينقص من عذاب من عمل بها شيئا). [معاني القرآن: 3/210-211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم}: من عمل الخير والشر، {وأخّر}: من سنة عمل بها بعده). [تفسير غريب القرآن: 500]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ...} يقول: على الإنسان من نفسه رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر، قال الشاعر:
كأنّ على ذي الظن عيناً بصيرةً = بمقعده أو منظرٍ هو ناظره
يحاذر حتى يحسب الناس كلّهم = من الخوف لا تخفى عليهم سرائره). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} جاءت هذه الهاء في صفة الذكر كما جاءت في رواية وعلامة وطاغية). [مجاز القرآن: 2/277]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ} وقال: {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ} فجعله هو البصيرة كما تقول للرجل: "أنت حجّةٌ على نفسك"). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ ولو ألقى معاذيره} أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه. ويقال: «أراد: بل على الإنسان - من نفسه - بصيرة»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة. يريد شهادة جوارحه عليه، لأنها منه، فأقامه مقامها.
قال الشاعر:
ترى الثَّور فيها مُدخلَ الظلَّ رأسَه = وسائرُهُ بادٍ إلى الشَّمْسِ أَجمعُ
أراد (مدخل رأسه الظلّ) فقلب، لأن الظلّ التبس برأسه فصار كل واحد منهما داخلا في صاحبه.
والعرب تقول: (اعرض النّاقة على الحوض) تريد: اعرض الحوض على الناقة، لأنك إذا أوردتها الحوض: اعترضتَ بكل واحد صاحبه.
وقال الحطيئة:
فلمَّا خشيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُمسِكٌ = عَلَى رَغْمِهِ ما أَمْسَكَ الحبلَ حافِرُه
وكان الوجه أن يقول: (ما أمسك حافره الحبل) فقلب، لأنّ ما أمسكته فقد أمسكك، والحافر ممسك للحبل لا يفارقه ما دام به مربوطا، والحبل ممسك للحافر). [تأويل مشكل القرآن: 193-194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {بل الإنسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15)} معناه بل الإنسان تشهد عليه جوارحه، قال اللّه عزّ وجلّ: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (24)}، وقال في موضع آخر: {حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20)}
فأعلم اللّه أن هذه الجوارح التي يتصرفون بها شواهد عليهم). [معاني القرآن: 5/252-253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بصيرة} أي: شاهد). [ياقوتة الصراط: 543]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولو ألقى معاذيره...} جاء في التفسير: ولو أرخى ستوره، وجاء: وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({معاذيره} ما اعتذر به من شيء). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ ولو ألقى معاذيره} أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه. ويقال: «أراد: بل على الإنسان -من نفسه- بصيرة»). [تفسير غريب القرآن: 500](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ولو ألقى معاذيره (15)} ولو أدلى بكل حجة عنده. وجاء في التفسير المعاذير الستور، واحدها معذار). [معاني القرآن: 5/253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({معاذيره} يقال: هي ستوره، ويقال: اعتذاره). [ياقوتة الصراط: 544]

تفسير قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لا تحرّك به لسانك...} كان جبريل صلى الله عليه وسلم إذا نزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن قرأ بعضه في نفسه قبل أن يستتمه خوفا أن ينساه، فقيل له {لا تحرّك به لسانك لتعجل به}). [معاني القرآن: 3/211]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به (16)}كان جبريل عليه السلام إذا نزل بالوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - تلاه النبي عليه السلام عليه كراهة أن ينفلت منه، فأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنه لا ينسيه إيّاه وأنّه يجمعه في قلبه فقال: {إنّ علينا جمعه وقرآنه (17)}). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({إنّ علينا جمعه} في قلبك {وقرآنه} وقراءته، أي: أن جبريل عليه السلام سيعيده عليك). [معاني القرآن: 3/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّ علينا جمعه وقرآنه} أي ضمّه وجمعه). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ علينا جمعه وقرآنه (17)} أي إنّ علينا أن نقرئك فلا تنسى، وعلينا تلاوته عليك). [معاني القرآن: 5/253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُرْآنَهُ}: جمعناه). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا قرأناه [فاتّبع قرآنه]...} إذا قرأه عليك جبريل عليه السلام "فاتبع قرآنه"، والقراءة والقرآن مصدران، كما تقول: راجحٌ بين الرجحان والرجوح. والمعرفة والعرفان، والطواف والطوفان). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه} اتبع جمعه فإذا قرأناه: جمعناه، وهي من قول العرب: ما قرأت هذه المرأة سلىً قط. قال عمرو بن كلثوم:
لم تقرأ جنيناً). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فإذا قرأناه}: جمعناه ومنه قولهم ما قرأت سلا قط). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فإذا قرأناه} أي جمعناه، {فاتّبع قرآنه} أي جمعه. و«القراءة» و«القرآن» مصدران.
قال قتادة: «اتبع حلاله، و[اجتنب] حرامه»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه (18)} أي لا تعجل بالتلاوة إلى أن تقرأ عليك ما ينزل في وقته). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ إنّ علينا بيانه (19)} أي علينا أن ننزّله قرآنا عربيا غير ذي عوج، فيه بيان للناس). [معاني القرآن: 5/253]

رد مع اقتباس