عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:28 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أدلّكم على تجارةٍ تنجيكم مّن عذابٍ أليمٍ...} {تؤمنون...}. [معاني القرآن: 3/153]
وفي قراءة عبد الله: آمنوا، فلو قيل في قراءتنا: أن تؤمنوا؛ لأنه ترجمة للتجارة. وإذا فسرت الاسم الماضي بفعل جاز فيه أن وطرحها؛ تقول للرجل: هل لك في خير تقوم بنا إلى المسجد فنصلي، وإن قلت: أن تقوم إلى المسجد كان صوابا. ومثله مما فسر ما قبله على وجهين قوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه}: أنّا، وإنا، فمن قال: أنا ها هنا فهو الذي يدخل (أن) في يقوم، ومن قال: إنا فهو الذي يلقى (أن) من تقوم، ومثله: {عاقبة مكرهم أنّا} و(إنّا) ). [معاني القرآن: 3/154]

تفسير قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يغفر لكم...}.جزمت في قراءتنا في هل. وفي قراءة عبد الله للأمر الظاهر، لقوله: (آمنوا)، وتأويل: هل أدلكم أمر أيضاً في المعنى، كقولك للرجل: هل أنت ساكت؟ معناه: اسكت، والله أعلم). [معاني القرآن: 3/154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنّات عدن ذلك الفوز العظيم} هذا جواب {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون} لأن معناه معنى الأمر، المعنى: آمنوا باللّه ورسوله وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم يغفر لكم ذنوبكم؛ أي إن فعلتم ذلك يغفر لكم.
والدليل على ذلك قراءة عبد الله بن مسعود: آمنوا باللّه ورسوله، وقد غلط بعض النحويين فقال: هذا جواب "هل"، وهذا غلط بين، ليس إذا دلهم النبي على ما ينفعهم غفر الله لهم، إنما يغفر اللّه لهم إذا آمنوا وجاهدوا.
فإنما هو جواب {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون يغفر لكم} فأمّا جواب الاستفهام المجزوم فكقولك هل جئتني بشيء أعطك مثله، المعنى لو كنت جئتني أعطيتك، وإن جئتني أعطيتك. وكذلك " أين بيتك أزرك ".
وقوله: {في جنّات عدن} أي في جنات إقامة وخلود، يقال عدن بالمكان إذا أقام به). [معاني القرآن: 5/166]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقا لما بين يديّ من التّوراة}
(مصدّقا) منصوب على الحال.أي إني رسول اللّه إليكم في حال تصديق لما تقدمني من التوراة وفي حال تبشير برسول (يأتي من بعدي اسمه أحمد) قرئت بفتح الياء (من بعدي)، وبإسكان الياء، وحذفها من اللفظ لالتقاء السّاكنين، وأما في الكتاب فهي ثابتة (من بعدي اسمه أحمد).
والاختيار عند سيبويه والخليل تحريك هذه الياء بالفتح.
فأمّا من قرأ (يغفر لكم) -بإدغام الراء في اللام- فغير جائز في القراءة عند الخليل وسيبويه، لأنه لا تدغم الراء في اللام في قولهما.
وقد رويت عن إمام عظيم الشأن في القراءة.وهو أبو عمرو بن العلاء، ولا أحسبه قرأ بها إلا وقد سمعها عن العرب.
زعم سيبويه والخليل وجميع البصريين - ما خلا أبا عمرو أن اللام تدغم في الراء، وأن الرّاء لا تدغم في اللام.
وحجة الذين قالوا أن الراء لا تدغم في اللام أن الراء حرف مكرر قويّ فإذا أدغمت الراء في اللام ذهب التكرير منها.
ودليلهم على أن لها فضلة على غيرها في التمكن أنك لا تميل ما كان على مثال فاعل إذا كان في أوله حرف من حروف الإطباق أو المستعلية، وهي سبعة أحرف منها أربعة مطبقة وهي الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء. وثلاثة مستعلية وهي: الخاء والغين والقاف .لا تقول: هذا صالح، بإمالة الصاد -إلى الكسر- فإن كان في موضع اللام راء جاز الكسر، تقول: هذا صارم. ولا تقول: مررت بضابط -بإمالة الضاد- ولكن تقول: مررت بضارب، فتسفل الراء المكسورة كسرة الصاد والضاد المطبقتين.
وهذا الباب انفرد به البصريون في النحو وليس للكوفيين ولا المدنيين فيه شيء، وهو باب الإمالة). [معاني القرآن: 5/166-167]

تفسير قوله تعالى: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأخرى تحبّونها...}.في موضع رفع؛ أي: ولكم أخرى في العاجل مع ثواب الآخرة، ثم قال: {نصرٌ مّن اللّه وفتحٌ قريبٌ}: مفسّر للأخرى، ولو كان نصرا من الله، لكان صوابا، ولو قيل: وآخر تحبونه يريد: الفتح، والنصر ـ كان صوابا). [معاني القرآن: 3/154]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأخرى تحبّونها نصرٌ مّن اللّه وفتحٌ قريبٌ وبشّر المؤمنين}[و] قال: {وأخرى تحبّونها} يقول: وتجارةٌ أخرى). [معاني القرآن: 4/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأخرى تحبّونها نصر من اللّه وفتح قريب وبشّر المؤمنين} المعنى: ولكم تجارة أخرى تحبونها وهي نصر من الله وفتح قريب.
وإن شئت كان رفعا على البدل من (أخرى)، المعنى يدخلكم جنات ولكم نصر من اللّه وفتح قريب). [معاني القرآن: 5/166]

رد مع اقتباس