عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ولقد صدق عليهم إبليس ظنه قال والله ما كان إلا ظنا ظنه فبدل الناس عند ظنه). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قائل لا أحسبه إلا الكلبي إن إبليس حين أزل آدم ظن أن ذريته ستكون أضعف منه فذلك قوله ولقد صدق عليهم إبليس ظنه). [تفسير عبد الرزاق: 2/130]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (فقال معمر وتلا الحسن ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فقال والله ما ضربهم بعصا ولا أكرههم على شيء وما كان إلا غرورا وأماني دعاهم إليها فأجابوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/130]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلاّ فريقًا من المؤمنين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين: {ولقد صدّق} بتشديد الدّال من صدّق، بمعنى أنّه قال ظنًّا منه: {ولا تجد أكثرهم شاكرين}، وقال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين}، ثمّ صدّق ظنّه ذلك فيهم، فحقّقه بفعله ذلك بهم، وباتّباعهم إيّاه وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والشّام والبصرة (ولقد صدق عليهم) بتخفيف الدّال، بمعنى: ولقد صدق عليهم ظنّه.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى؛ وذلك أنّ إبليس قد صدّق على كفره بني آدم في ظنّه، وصدق عليهم ظنّه الّذي ظنّ حين قال: {ثمّ لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}، وحين قال: {ولأضلّنّهم ولأمنّينّهم} الآية، قال ذلك عدوّ اللّه، ظنًّا منه أنّه يفعل ذلك لا علمًا، فصار ذلك حقًّا باتّباعهم إيّاه، فبأيٍّ القراءتين قرأ القارئ فمصيبٌ.
فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام على قراءة من قرأ بتشديد الدّال: ولقد ظنّ إبليس بهؤلاء الّذين بدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أكلٍ خمطٍ، عقوبةً منّا لهم، ظنًّا غير يقينٍ، علم أنّهم يتّبعونه ويطيعونه في معصية اللّه، فصدق ظنّه عليهم، بإغوائه إيّاهم، حين أطاعوه، وعصوا ربّهم، إلاّ فريقًا من المؤمنين باللّه، فإنّهم ثبتوا على طاعة اللّه ومعصية إبليس.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: أخبرني عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه} مشدّدةً، وقال: ظنّ ظنًّا، فصدّق ظنّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه} قال: ظنّ ظنًّا فاتّبعوا ظنّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه} قال اللّه: ما كان إلاّ ظنًّا ظنّه، واللّه لا يصدّق كاذبًا، ولا يكذّب صادقًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه} قال: أرأيت هؤلاء الّذين كرّمتهم عليّ، وفضّلتهم وشرّفتهم، لا تجد أكثرهم شاكرين، وكان ذلك ظنًّا منه بغير علمٍ، فقال اللّه: {فاتّبعوه إلاّ فريقًا من المؤمنين} ). [جامع البيان: 19/268-270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريق من المؤمنين * وما كان لهم عليه من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ.
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} قال ابليس: ان آدم خلق من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون خلقا ضعيفا واني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} الاسراء الآية 62 قال: فصدق ظنه عليهم فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين قال: هم المؤمنون كلهم). [الدر المنثور: 12/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأها {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} مشددة قال: ظن بهم ظنا فصدقه). [الدر المنثور: 12/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} قال: على الناس إلا من أطاع ربه). [الدر المنثور: 12/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} ظن بهم فوافق ظنه). [الدر المنثور: 12/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: لما أهبط آدم عليه السلام من الجنة ومعه حواء عليها السلام هبط ابليس فرحا بما أصاب منهما وقال: اذا أصبت من الابوين ما أصبت فالذرية أضعف وكان ذلك ظنا من ابليس عند ذلك فقال: لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح أغره وأمنيه وأخدعه فقال الله تعالى: وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ولا يدعوني إلا أجبته ولا يسألني إلا أعطيته ولا يستغفرني إلا غفرت له). [الدر المنثور: 12/205]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان له عليهم من سلطانٍ إلاّ لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكٍّ وربّك على كلّ شيءٍ حفيظٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما كان لإبليس على هؤلاء القوم الّذين وصف صفتهم من حجّةٍ يضلّهم بها، إلاّ بتسليطناه عليهم، لنعلم حزبنا وأولياؤنا {من يؤمن بالآخرة} يقول: من يصدّق بالبعث والثّواب والعقاب {ممّن هو منها في شكٍّ} يقول: ممّن هو من الآخرة في شكٍّ فلا يومن بالميعاد، ولا يصدّق بثوابٍ ولا عقابٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كان له عليهم من سلطانٍ} قال: قال الحسن: واللّه ما ضربهم بعصا ولا سيفٍ ولا سوطٍ، إلاّ أمانيًّ وغرورًا دعاهم إليها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إلاّ لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكٍّ} قال: وإنّما كان بلاءً ليعلم اللّه الكافر من المؤمن.
وقيل: عني بقوله: {إلاّ لنعلم من يؤمن بالآخرة} إلاّ لنعلم ذلك موجودًا ظاهرًا ليستحقّ به الثّواب أو العقاب.
وقوله: {وربّك على كلّ شيءٍ حفيظٌ} يقول تعالى ذكره: وربّك يا محمّد على أعمال هؤلاء الكفرة به، وغير ذلك من الأشياء كلّها {حفيظٌ} لا يعزب عنه علم شيءٍ منه، وهو مجازٍ جميعهم يوم القيامة، بما كسبوا في الدّنيا من خيرٍ وشرٍّ). [جامع البيان: 19/270-272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وما كان لي عليكم من سلطان} قال: والله ما ضربهم بعصا ولا سيف ولا سوط وما أكرههم على شيء وما كان إلا غرورا وأماني دعاهم اليها فاجابوه). [الدر المنثور: 12/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إلا لنعلم} قال: انما كان بلاء ليعلم الله الكافر من المؤمن). [الدر المنثور: 12/206]


رد مع اقتباس