الموضوع: سورة النساء
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 11:56 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النساء)قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم...} الآية [9 / النساء / 4] ثم نسخت بقوله: {فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه...} الآية [182 مدنية / البقرة / 2].[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 31-35]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النّساء)قوله تعالى {وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم} الآية وذلك أن الله تعالى أمر الأوصياء بإمضاء الوصيّة على ما رسم الموصي ولا يغيروها ثمّ نسخ الله تعالى بالآية الّتي في سورة البقرة وهو قوله تعالى {فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً} أي علم من موص جورا أو إثمًا {فأصلح بينهم فلا إثم عليه} أي لا حرج على الموصي إليه أن يأمر
الموصي بالعدل في ذلك فكانت هذه ناسخة لقوله تعالى {وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّة ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله}[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 65-78]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّةً ضعافاً}
في المخاطبين بهذه الآية ثلاثة أقوال:
أحدهما: أنّه خطابٌ للحاضرين عند الموصي. ثمّ في معنى الكلام على هذا القول قولان:
أحدهما: أنّ المعنى {وليخش الّذين لو تركوا} وليخش الذين يحضرون موصياً بوصي في ماله أن يأمروه بتفريق ما له فيمن لا يرثه فيفرّقه ويترك ورثته
ولكن ليأمروه أن يبقي ماله لأولاده كما لو كانوا هم الّذين يوصون لسرّهم أن يحثّهم من حضرهم على حفظ الأموال للأولاد، وهذا المعنى مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، والحسن ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وقتادة والضّحّاك، والسدي ومقاتل.
والثّاني: على الضّدّ، وهو أنّه نهيٌ لحاضري الموصي عند الموت أن يمنعوه عن الوصيّة لأقاربه، وأن يأمروه الاقتصار على ولده وهذا قول مقسمٍ وسليمان التّميميّ.
القول الثّاني: أنّه خطابٌ لأولياء اليتامى، راجعٌ إلى قوله تعالى: {ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا} فقال تعالى: - يعني أولياء اليتامى - {وليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّةً ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا اللّه} فيمن ولّوه من اليتامى وليحسنوا إليهم في أنفسهم وأموالهم كما يحبّون أن يحسن ولاة أولادهم لو ماتوا هم إليهم، وهذا مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما أيضاً.
والقول الثّالث: أنّه خطابٌ للأوصياء بإجراء الوصيّة على ما رسم الموصي وأن يكون الوجوه الّتي فيها مرعيّةً بالمحافظة كرعي الذّرّيّة الضّعاف من غير تبديلٍ ثمّ نسخ ذلك بقوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه} فأمر بهذه الآية إذا وجد الوصيّ من الموصي في الوصيّة جنفًا أو ميلا (عن الحقّ فعليه) الإصلاح في ذلك، واستعمال قضيّة الشّرع ورفع الحال الواقع في الوصيّة. ذكره شيخنا عليّ بن عبيد اللّه وغيره.
وعلى هذا القول تكون الآية منسوخةً، وعلى الأقوال قبلها هي محكمةٌ. والنّسخ منها بعيدٌ، لأنّه إذا أوصى بجورٍ لم يجز أن يجري على ما أوصى.)
[نواسخ القرآن: 247-296]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النساء)قوله عز وجل: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} الآية [النساء: 9]، قالوا: تضمنت هذه الآية إمضاء الوصية على ما أمر الموصي، ثم نسخت بقوله عز وجل: {فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه} الآية [البقرة: 182]، أي: فلا حرج على الموصي إليه إذا خاف ذلك أن يأمر الموصي بالعدل، وهذا ليس بنسخ.)[جمال القراء:1/276-294]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس