عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 05:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (19) }
وهذا تأديبٌ ثالثٌ لمن سمع شيئًا من الكلام السّيّئ، فقام بذهنه منه شيءٌ، وتكلّم به، فلا يكثر منه ويشيعه ويذيعه، فقد قال تعالى: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا} أي: يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح، {لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا} أي: بالحدّ، وفي الآخرة بالعذاب، {واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون} أي: فردّوا الأمور إليه ترشدوا.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، حدّثنا ميمون بن أبي محمّدٍ المرئيّ، حدّثنا محمّد بن عبّاد المخزوميّ، عن ثوبان، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تؤذوا عباد اللّه ولا تعيّروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنّه من طلب عورة أخيه المسلم، طلب اللّه عورته، حتّى يفضحه في بيته"). [تفسير ابن كثير: 6/ 29-30]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ (20) يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّبعوا خطوات الشّيطان ومن يتّبع خطوات الشّيطان فإنّه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحدٍ أبدًا ولكنّ اللّه يزكّي من يشاء واللّه سميعٌ عليمٌ (21) }
يقول تعالى: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ} أي: لولا هذا لكان أمرٌ آخر، ولكنّه تعالى رؤوفٌ بعباده، رحيمٌ بهم. فتاب على من تاب إليه من هذه [القضيّة] وطهّر من طهّر منهم بالحدّ الّذي أقيم عليه). [تفسير ابن كثير: 6/ 30]

رد مع اقتباس