عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد تقدم قصص قوم لوط عليه السلام و"الحاصب": السحاب الرامي بالبرد وغيره، فشبه تلك الحجارة التي رمى بها قوم لوط به في الكثرة والتوالي، وهو مأخوذ من الحصباء، كأن السحاب يحصب مقصده، ومنه قول الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تحصبهم ... بحاصب كنديف القطن منثور
وقال ابن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأهل المدينة: حصبوا المسجد، و"آل لوط": ابنتاه فيما روي، و"سحر" مصروف لأنه نكرة لم يرد به يوم معين).[المحرر الوجيز: 8/ 151]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "نعمة" نصب على المصدر، أي: فعلنا ذلك إنعاما على القوم الذين نجيناهم، وهذا هو جزاؤنا لمن شكر نعمنا وآمن وأطاع).[المحرر الوجيز: 8/ 151]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر * ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر * ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر * فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * ولقد جاء آل فرعون النذر * كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر * أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر * أم يقولون نحن جميع منتصر}
المعنى: ولقد أنذر لوط قومه أخذنا إياهم وبطشنا بهم، أي: عذابنا لهم، و"تماروا" معناه: تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم الشبه والضلال، و"النذر" جمع نذير وهو المصدر، ويحتمل أن يراد بالنذر هنا وفي قوله تعالى: {كذبت قوم لوط بالنذر} جمع نذير الذي هو اسم الفاعل).[المحرر الوجيز: 8/ 151-152]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الضيف" يقع للواحد والجميع، وقد تقدم ذكر أضيافه وقصصهم مستوعبا.
وقوله تعالى: "فطمسنا أعينهم" قال قتادة: هي حقيقة، جر جبريل عليه السلام شيئا من جناحه على أعينهم فاستوت مع وجوههم، قال أبو عبيدة: مطموسة بجلد كالوجه، وقال ابن عباس، والضحاك: هي استعارة، وإنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل فلم يروا شيئا، فجعل ذلك كالطمس.
وقوله تعالى: "بكرة" قيل: كان ذلك عند طلوع الشمس، وأدغم ابن محيصن الدال في الصاد من قوله سبحانه: "ولقد صبحهم"، والجمهور على غير الإظهار، و"بكرة" نكرة هاهنا فلذلك صرفت.
وقوله تعالى: "فذوقوا عذابي" يحتمل أن يكون من قول الله تعالى لهم، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة، و"نذر" جمع المصدر، أي: وعاقبة نذري التي كذبتم بها،
وقال تعالى: "مستقر" في صفة العذاب لأنه لم يكشف عنهم كاشف بل اتصل ذلك بموتهم، وهم مدة موتهم تحت الأرض معذبون بانتظار جهنم ثم يتصل ذلك بعذاب النار فهو أمر متصل مستقر،
وكرر قوله تعالى: (فذوقوا عذابي ونذر) تأكيدا وتوبيخا، وروى ورش عن نافع: "ونذري" بياء). [المحرر الوجيز: 8/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) }

رد مع اقتباس