عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 12:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}
المعنى: قل يا أيها المقترحون المتشططون إنما أنذركم بوحي يوحيه الله إلى، وبدلالات على العبر التي نصبها الله تعالى لينظر فيها، كنقصان الأرض من أطرافها وغيره، ولم أبعث بآية مطردة ولا بما تقترحونه، ثم قال: "ولا يسمع" بمعنى: وأنتم معرضون عما أنذر به، فهو غير نافع لكم، ومثل أمرهم بالصم. وقرأ جمهور القراء: "ولا يسمع" بالياء وإسناد الفعل إلى "الصم"، وقرأ ابن عامر وحده: "ولا يسمع" بضم الياء وكسر الميم ونصب "الصم"، وقرأت فرقة: "ولا تسمع" بالتاء مضمومة وفتح الميم وبناء الفعل للمفعول، والفرقتان نصبتا "الدعاء"، وقرأت فرقة: "ولا يسمع الصم الدعاء" بإضافة "الصم" إلى "الدعاء"، وهي قراءة ضعيفة وإن كانت متوجهة). [المحرر الوجيز: 6/173]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم خاطب الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم متوعدا لهم بقوله: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك}، والنفحة: الخطرة والمسة، كما تقول: نفح بيده إذا مال بها هكذا ضاربا إلى جهة، ومنه "نفحة الطيب" كأنه يخطر خطرات على الحاسة، ومنه: نفح له من
[المحرر الوجيز: 6/172]
عطاياه إذا أخذ منها نصيبا، ومنه: "نفح الفرس برجله" إذا ركض، والمعنى: ولئن مس هؤلاء الكفرة صدمة عذاب في دنياهم ليندمن وليقرن بظلمهم). [المحرر الوجيز: 6/173]

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}
لما توعدهم بنفحة من عذاب الدنيا عقب ذلك بتوعد بوضع الموازين، وإنما جمعها وهي ميزان واحد لأن لكل أحد وزنا يخصه، ووحد "القسط" وهو قد جاء بلفظ الموازين مجموعا من حيث "القسط" مصدر وصف به، كما تقول: "قوم عدل ورضى". وقرأت فرقة: "القصط" بالصاد. وقوله سبحانه: "ليوم القيامة" أي: لحساب يوم القيامة، أو لحكم يوم القيامة، فهو بتقدير حذف مضاف.
والجمهور على أن الميزان في يوم القيامة بعمود وكفتين توزن به الأعمال، ليبين للناس المحسوس المعروف عندهم، والخفة والثقل متعلقة بأجسام يقرنها الله تعالى يوم القيامة بالأعمال، فإما أن تكون صحف الأعمال أو مثالات تخلق أو ما شاء الله تبارك وتعالى.
وقرأ نافع وحده: "مثقال" بالرفع على أن تكون مستأنفة، وقرأ جمهور الناس: "مثقال" بالنصب على معنى: وإن كان الشيء أو العمل مثقال). [المحرر الوجيز: 6/173]

رد مع اقتباس