عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 4 رجب 1434هـ/13-05-2013م, 02:32 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

2: تعيين أول ما نزل من القرآن الكريم مطلقاً

حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (القول في أول ما نزل من القرآن
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((فقلت له ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال: {اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ} حتى بلغ: {ما لم يعلم} )) فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال:((زملوني))فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال:((يا خديجة ما لي)) وأخبرها الخبر وقال: ((قد خشيت علي)) فقالت له: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. رواه البخاري عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق). [أسباب النزول:7]

أثر عائشة رضي الله عنها
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين الطبري قال: أخبرنا جدي حدثنا أبو حامد أحمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: (إن أول ما نزل من القرآن:{اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ}). رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر الصبغي عن بشر بن موسى عن الحميدي عن سفيان). [أسباب النزول:7]

أثر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (اقرأ باسم ربك هو أول شيء نزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).[فضائل القرآن : ]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء وكان أول ما نزل من القرآن ({اقرأ باسم ربك}الآية [العلق: 1] ثم (المزمل) ثم (المدثر)) ). [الدر المنثور: 14/615]

أثر جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (وأما الحديث الصحيح الذي روي أن أول ما نزل سورة المدثر فهو ما أخبرناه الأستاذ أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن: أي القرآن أنزل قبل؟ قال: {يا أيها المدثر}: قلت: أو {اقرأ باسم ربك} قال: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري: أي القرآن أنزل قبل؟ قال: {يا أيها المدثر} قال قلت: أو {اقرأ باسم ربك}. قال جابر: أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إني جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا علي الماء فأنزل الله علي {يا أَيُّها المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر} )). رواه مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
وهذا ليس بمخالف لما ذكرناه أولاً وذلك أن جابرًا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة الأخيرة ولم يسمع أولها فتوهم أن سورة المدثر أول ما نزل وليس كذلك ولكنها أول ما نزل عليه بعد سورة اقرأ.
والذي يدل على هذا ما أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد قال: أخبرنا محمد
ابن عبد الله بن محمد بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: ((فبينما أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبًا فرجعت فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر} )). رواه البخاري عن عبد الله بن محمد. ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق فبان بهذا الحديث أن الوحي كان قد فتر بعد نزول: {اقرأ باسم ربك} ثم نزل: {يا أيها المدثر}. والذي يوضح ما قلنا إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الملك الذي جاء بحراء جالس فدل على أن هذه القصة إنما كانت بعد نزول اقرأ). [أسباب النزول:8-9]

أثر علي بن الحسين رضي الله عنهما
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المقري قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد المقري قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: سمعت علي بن الحسين يقول: أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: {اقرأ باسم ربك}. وآخر سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: المؤمنون ويقال: العنكبوت.
وأول سورة نزلت بالمدينة: {ويل للمطففين} وآخر سورة نزلت في المدينة براءة.
وأول سورة علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة: والنجم.
وأشد آية على أهل النار: {فَذوقوا فَلَن نَزيدَكُم إِلا عَذابا}.
وأرجى آية في القرآن لأهل التوحيد {إِنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذَلِكَ} الآية.
وآخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسع ليال).[أسباب النزول: 9-11]

أثر مجاهد بن جبر رحمه الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: إن أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق و نون والقلم).[فضائل القرآن:؟؟]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: هي أوّل سورةٍ نزلت: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}ثمّ {ن}). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]

أثر عكرمة والحسن رحمهما الله
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الجرجاني قال: حدثنا نصر بن محمد الحافظ قال: أخبرنا محمد بن مخلد أن محمد بن إسحاق حدثهم قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن زياد قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا: أول ما نزل من القرآن: {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}، فهو أول ما نزل من القرآن بمكة وأول سورة {اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ}). [أسباب النزول:7-8]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ثم أسند من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا: أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم.
وهذا مرسل، ولعل قائله تأول الأمر في قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك} وإلى ذلك أشار السهيلي؛ فقال: (ويستفاد من هذه الآية ابتداء القراءة بالبسملة).
وأما خصوص نزول البسملة سابقا ففي صحته نظر).
[العجاب في بيان الأسباب: 1/223]


أثر عبيد بن عمير الليثي
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن عمرو بن دينارٍ، قال: سمعت عبيد بن عميرٍ يقول: أوّل ما نزل من القرآن: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} ثمّ {ن}) .[مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]

أثر محمد بن عباد المخزومي شيخ الزهري عن بعض علمائهم
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول شيء أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك).[فضائل القرآن : ]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا نعيم، عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن بعض علمائهم: و أن أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: { اقرأ باسم ربك الذي خلق }[العلق: 1]، إلى قوله: { علم الإنسان ما لم يعلم}[العلق: 5].
قالوا: هذا صدرها الذي أنزل عليه يوم حراء، ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك).[فضائل القرآن : ]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ خَلَقَ الِإنسانَ ِمن عَلَقٍٍ اِقرَأَ وَرَبُّكَ الأَكرَمُ الَّذي عَلَمَ بِالقَلَمِ عَلَّمَ الِإنسانَ ما لَم يَعلَم} فقالوا هذا صدرها الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء ثم أنزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله). [أسباب النزول:8]

أثر أبي رجاء العطاردي
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن قرّة، عن أبي رجاءٍ، قال: أخذت من أبي موسى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} وهي أوّل سورةٍ أنزلت على محمّدٍ صلى الله عليه وسلم). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/542]
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا قرة، قال: حدثنا أبو رجاء العطاردي، قال: كان أبو موسى يطوف علينا في هذا المسجد، فيقعدنا حلقا حلقا يقرئنا القرآن، وعنده أخذت هذه السورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وكانت أول سورة نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم). [فضائل القرآن:1/38]

أثر أبي صالح مولى أم هانئ وقتادة بن دعامة السدوسي
قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ): (حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح أنه قال: أول شيء أنزل من القرآن {اقرأ باسم ربك الذي خلق} حتى بلغ إلى {إن إلى ربك الرجعى} وقال قتادة مثل ذلك.
قال الكلبي: ثم أنزلت آيات بعد ثلاث آيات من أول ن والقلم أو ثلاث آيات من أول المدثر أحدهما قبل الأخرى فأي الثلاث كن قبل الأولى فالأخرى بعدهن).
[الناسخ والمنسوخ لقتادة:52]

مرسل أبي ميسرة الهمداني
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (ت: 427هـ): (أخبرنا محمد بن حمدويه وعبد اللّه بن حامد قالا : حدّثنا محمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدّثنا يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لخديجة : « إني إذا خلوت وحدي سمعتُ نداءً وقد واللّه خشيتُ أن يكون هذا أمراً » .
فقالت : معاذ اللّه، ما كان اللّه عزّ وجلّ ليفعل بك ذاك ، فوالله إنّك لتؤدّي الأمانة وتصل الرحم وتصدّق الحديث .
فلمّا دخل أبو بكر رضي الله عنه وليس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الدار ثم ذكرت خديجة له، وقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل، فلمّا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده، وقال: انطلق بنا إلى ورقة.
فقال : « من أخبرك؟ »
فقال: خديجة.
فانطلقا إليه فقصّ عليه فقال : « إذا خلوت وحدي سمعت نداءً خلفي : يا محمد يا محمد فأنطلق هارباً في الأرض » .
فقال له : لا تفعل ، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني، فلمّا خلا ناداه يا محمد قل : { بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ * الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } حتّى بلغ { وَلاَ الضآلين }
قل: لا إله إلاّ اللّه.
فأتى ورقة فذكر ذلك له ، فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر فأنا أشهد أنّك الذي بشّر به ابن مريم، وأنّك على مثل ناموس موسى، وأنّك نبي مرسل، وأنّك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدنّ معك.
فلمّا توفي ورقة قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : « لقد رأيت القس في الجنة ، عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدّقني » عنى ورقة.
قالوا: وقال ورقة:
فإن يك حقاً يا خديجة فاعلمـــــي . حــــــديثـــــــــك إيّـــــانــــــــا فأحــــــمـــــــــــــد مرسلُ
وجبريل يأتيه وميكال معْهــــــــــــــــــما ... مــــن اللّه وحيٌ يشـــــــرح الصــــــدر منــــــزل
يفوز به من فـــــــاز عــــــــــــزٌ لديــــــــنه ... ويشقـــــــى به الغاوي الشـــــــــــــــقيّ المضــلل
فريقان منهم فرقــــــــة في جنانـــــــــــه . وأُخرى بأغلال الجــــحـــــــــــــــــــــــيم تغلـــــــــغل ).
[الكشف والبيان:؟؟]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو الجبري قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد فقال: لبيك قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال: قل {الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَحمَنِ الرَحيمِ مالِكِ يَومِ الدينِ} حتى فرغ من فاتحة الكتاب). [أسباب النزول: 17]
- قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ومن طريق أبي ميسرة أحد كبار التابعين أن رسول الله كان إذا برز سمع مناديا ينادي: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له: ورقة بن نوفل إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، فلما برز سمع النداء فقال: لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم.. حتى فرغ من فاتحة الكتاب.
قلت: وهو مرسل ورجاله ثقات؛ فإن ثبت حمل على أن ذلك كان بعد قصة غار حراء، ولعله كان بعد فترة الوحي والعلم عند الله تعالى
). [العجاب في بيان الأسباب: 1/223]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال أبو ميسرة: أول ما أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب إلى آخرها. وقال ابن عباس: نزلت بمكة بعد: {يا أيها المدثر} ثم نزلت {تبت يدا أبي لهب}). [جمال القراء:؟؟]
قلت: (هذا خبر منكر، وقد اضطربت أسانيده لدى الواحدي والثعلبي، والأبيات مصنوعة، وقد تناقل عدد من المفسرين عزو هذا القول إلي أبي ميسرة دون نص الخبر حتى توهم الزمخشري أنه قول الجمهور وتبعه على ذلك عدد من المفسرين.
قال الزمخشري: (وأكثرُ المُفَسِّرِينَ على أنَّ الفاتحةَ أوَّلُ ما نَزَلَ ثمَّ سُورةَ القَلَمِ‏) وتبعه النسفي فقال: (والجمهور على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم)
وهذا القول لا يصح، ونسبته لجمهور أهل العلم خطأ ظاهر، وقد رام محمد عبده المصري الجمع بين هذا القول وقول الجمهور فذهب إلى أن أول سورة نزلت كاملة هي الفاتحة وأنّ أول ما نزل من الآيات صدر سورة العلق، وقد تبعه على هذا الجمع المراغي والقاسمي وغيرهما، وهو جمع لا يصحّ؛ فالقول إذا استبان خطؤه وجب ردّه، ويُلتمس العذر لقائله ولا يجمع بينه وبين الأقوال الصحيحة بمثل هذا الجمع).



رد مع اقتباس