عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:49 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله هلم إلينا قال: قال المنافقون ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه هلم إلينا). [تفسير عبد الرزاق: 2/114]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً (18) أشحّةً عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا}.
يقول تعالى ذكره: قد يعلم اللّه الّذين يعوّقون النّاس منكم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيصدّونهم عنه، وعن شهود الحرب معه نفاقًا منهم وتخذيلاً عن الإسلام وأهله {والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا} أي تعالوا إلينا، ودعوا محمّدًا، فلا تشهدوا معه مشهده، فإنّا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه {ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} يقول: ولا يشهدون الحرب والقتال إن شهدوا إلاّ تعذيرًا ودفعًا عن أنفسهم المؤمنين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم} قال: هؤلاء ناسٌ من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم: ما محمّدٌ وأصحابه إلاّ أكلة رأسٍ ولو كانوا لحمًا لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه، دعوا هذا الرّجل فإنّه هالكٌ.
وقوله: {ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} أي لا يشهدون القتال، يغيبون عنه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثنا يزيد بن رومان، {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم} أي أهل النّفاق {والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} أي إلاّ دفعًا وتعذيرًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم}. إلى آخر الآية، قال: هذا يوم الأحزاب، انصرف رجلٌ من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فوجد أخاه بين يديه شواءٌ ورغيفٌ ونبيذٌ، فقال له: أنت ههنا في الشّواء والرّغيف والنّبيذ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الرّمّاح والسّيوف؟ فقال: هلمّ إلى هذا، فقد بلغ بك وبصاحبك، والّذي يحلف به لا يستقبلها محمّدٌ أبدًا، فقال: كذبت والّذي يحلف به، قال، وكان أخاه من أبيه وأمّه: أمّا واللّه لأخبرنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمرك، قال: وذهب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليخبره؛ قال: فوجده قد نزل جبرائيل عليه السّلام بخبره {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً} ). [جامع البيان: 19/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/750]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: هذا يوم الاحزاب انصرف رجل من عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له: أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف، قال: هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك - والذي يحلف به - لا يستقي لها محمد أبدا قال: كذبت - والذي يحلف به - وكان أخاه من أبيه وأمه والله لأخبرن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمرك وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا} ). [الدر المنثور: 11/750-751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قد يعلم الله المعوقين منكم} قال: هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون: لاخوانهم: ما محمدا وأصحابه إلا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل فانه هالك {والقائلين لإخوانهم} أي من المؤمنين {هلم إلينا} أي دعوا محمدا وأصحابه فانه هالك ومقتول {ولا يأتون البأس إلا قليلا} قال: لا يحضرون القتال إلا كارهين، وان حضروه كانت أيديهم من المسلمين وقلوبهم من المشركين). [الدر المنثور: 11/751]

تفسير قوله تعالى: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {أشحّةً عليكم} اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف اللّه به هؤلاء المنافقين في هذا الموضع من الشّحّ، فقال بعضهم: وصفهم بالشّحّ عليهم في الغنيمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أشحّةً عليكم} في الغنيمة.
وقال آخرون: بل وصفهم بالشّحّ عليهم بالخير.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أشحّةً عليكم} قال: بالخير، المنافقون. وقال غيره: معناه: أشحّةً عليكم بالنّفقة على ضعفاء المؤمنين منكم.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّ اللّه وصف هؤلاء المنافقين بالجبن والشّحّ، ولم يخصّص وصفهم من معاني الشّحّ، بمعنًى دون معنًى، فهم كما وصفهم اللّه به أشحّةً على المؤمنين بالغنيمة والخير والنّفقة في سبيل اللّه، على أهل مسكنة المسلمين. ونصب قوله {أشحّةً عليكم} على الحال من ذكر الاسم الّذي في قوله {ولا يأتون البأس}، كأنّه قيل: هم جبناء عند البأس، أشحّاء عند قسم الغنيمة بالغنيمة.
وقد يحتمل أن يكون قطعًا من قوله: {قد يعلم اللّه المعوّقين منكم} فيكون تأويله: قد يعلم اللّه الّذين يعوّقون النّاس على القتال، ويشحّون عند الفتح بالغنيمة. ويجوز أن يكون أيضًا قطعًا من قوله: {هلمّ إلينا} أشحّةً، وهم هكذا أشحّةٌ. ووصفهم جلّ ثناؤه بما وصفّهم من الشّحّ على المؤمنين، لما في أنفسهم لهم من العداوة والضّغن.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {أشحّةً عليكم} أي: للضّغن الّذي في أنفسهم.
وقوله: {فإذا جاء الخوف} إلى قوله: {من الموت} يقول تعالى ذكره: فإذا حضر البأس، وجاء القتال، خافوا الهلاك والقتل، رأيتهم يا محمّد ينظرون إليك لواذًا بك، تدور أعينهم، خوفًا من القتل، وفرارًا منه. {كالّذي يغشى عليه من الموت} يقول: كدوران عين الّذي يغشى عليه من الموت النّازل به {فإذا ذهب الخوف} يقول: فإذا انقطعت الحرب واطمأنّوا {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم} من الخوف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} أي: إعظامًا وفرقًا منه.
وأمّا قوله {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} فإنّه يقول: عضّوكم بألسنةٍ ذربةٍ. ويقال للرّجل الخطيب الذّرب اللّسان: خطيبٌ مسلقٌ ومصلقٌ، وخطيبٌ سلاّقٌ وصلاّقٌ.
وقد اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف تعالى ذكره هؤلاء المنافقين أنّهم يسلقون المؤمنين به، فقال بعضهم: ذلك سلقهم إيّاهم عند الغنيمة بمسألتهم القسم لهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} أمّا عند الغنيمة، فأشحّ قومٍ، وأسوأ مقاسمةٍ: أعطونا أعطونا، فإنّا قد شهدنا معكم. وأمّا عند البأس فأجبن قومٍ، وأخذله للحقّ.
وقال آخرون: بل ذلك سلقهم إيّاهم بالأذى.
ذكر ذلك عن ابن عبّاسٍ:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} قال: استقبلوكم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} قال: كلّموكم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّهم يسلقونهم من القول بما تحبّون نفاقًا منهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ} في القول بما تحبّون، لأنّهم لا يرجون آخرةً، ولا تحملهم حسبةٌ، فهم يهابون الموت هيبة من لا يرجو ما بعده.
وأشبه هذه الأقوال بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل قول من قال {سلقوكم بألسنةٍ حدادٍ أشحّةً على الخير} فأخبر أنّ سلقهم المسلمين شحًّا منهم على الغنيمة والخير، فمعلومٌ إذ كان ذلك كذلك، أنّ ذلك لطلب الغنيمة. وإذا كان ذلك منهم لطلب الغنيمة، دخل في ذلك قول من قال: معنى ذلك: سلقوكم بالأذى، لأنّ فعلهم ذلك كذلك، لا شكّ أنّه للمؤمنين أذًى.
وقوله: {أشحّةً على الخير} يقول: أشحّةً على الغنيمة، إذا ظفر المؤمنون.
وقوله: {أولئك لم يؤمنوا فأحبط اللّه أعمالهم} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين وصفت لك صفتهم في هذه الآيات لم يصدقوا اللّه ورسوله، ولكنّهم أهل كفرٍ ونفاقٍ. {فأحبط اللّه أعمالهم} يقول: فأذهب اللّه أجور أعمالهم وأبطلها.
وذكر أنّ الّذي وصف بهذه الصّفة كان بدريًّا، فأحبط اللّه عمله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {فأحبط اللّه أعمالهم وكان ذلك على اللّه يسيرًا} قال: فحدّثني أبي أنّه كان بدريًّا، وأنّ قوله: {أحبط اللّه أعمالهم} أحبط اللّه عمله يوم بدرٍ.
وقوله: {وكان ذلك على اللّه يسيرًا} يقول تعالى ذكره: وكان إحباط عملهم الّذي كانوا عملوا قبل ارتدادهم ونفاقهم على اللّه يسيرًا). [جامع البيان: 19/51-56]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أشحة عليكم قال يعني بالخير يقول يشحون عليكم بالخير وهم المنافقون). [تفسير مجاهد: 516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا.
أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} بالخير المنافقون). [الدر المنثور: 11/751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {أشحة عليكم} قال: فيالغنائم اذا أصابها المسملون شاحوهم عليها قالوا بالسنتهم: لستم باحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا). [الدر المنثور: 11/751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك} قال: اذا حضروا القتال والعدو {رأيتهم ينظرون إليك} أجبن قوم وأخذله للحق {تدور أعينهم} قال: من الخوف). [الدر المنثور: 11/751-752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {تدور أعينهم} قال: فرقا من الموت). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سلقوكم} قال: استقبلوكم). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأرزق قال له أخبرني عن قوله عز وجل {سلقوكم بألسنة حداد} قال الطعن باللسان قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول فيهم:
الخطب والسماحة والنجدة * فيهم والخاطب المسلاق). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن ابي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} قال أما عند الغنيمة فاشح قوم وأسوأه مقاسمة أعطونا أعطونا أنا قد شهدنا معكم وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله للحق). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله اشحة على الخير قال على المال). [الدر المنثور: 11/752]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وكان ذلك على الله يسيرا} يعني هينا والله أعلم قوله تعالى). [الدر المنثور: 11/753]

تفسير قوله تعالى: (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلاّ قليلاً}.
يقول تعالى ذكره: يحسب هؤلاء المنافقون الأحزاب، وهم قريشٌ وغطفان.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن رومان، {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قريشٌ وغطفان.
وقوله: {لم يذهبوا} يقول: لم ينصرفوا، وإن كانوا قد انصرفوا جبنًا وهلعًا منهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قال: يحسبونهم قريبًا.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (يحسبون الأحزاب قد ذهبوا، فإذا وجدوهم لم يذهبوا ودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب).
وقوله: {وإن يأت الأحزاب يودّوا لو أنّهم بادون في الأعراب} يقول تعالى ذكره: وإن يأت المؤمنين الأحزاب وهم الجماعة: واحدهم حزبٌ {يودّوا} يقول: يتمنّوا من الخوف والجبن أنّهم غيّبٌ عنكم في البادية مع الأعراب خوفًا من القتل. وذلك أنّ قوله: {لو أنّهم بادون في الأعراب} تقول: قد بدا فلانٌ إذا صار في البدو فهو يبدو، وهو بادٍ؛ وأمّا الأعراب: فإنّهم جمع أعرابيٍّ، وواحد العرب عربيٌّ، وإنّما قيل أعرابيٌّ لأهل البدو، فرقًا بين أهل البوادي والأمصار، فجعل الأعراب لأهل البادية، والعرب لأهل المصر.
وقوله: {يسألون عن أنبائكم} يقول: يستخبر هؤلاء المنافقون أيّها المؤمنون النّاس عن أنبائكم، يعني عن أخباركم بالبادية: هل هلك محمّدٌ وأصحابه؟ نقول: يتمنّون أن يسمعوا أخباركم بهلاككم، أن لا يشهدوا معكم مشاهدكم. {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلاّ قليلاً} يقول تعالى ذكره للمؤمنين: ولو كانوا أيضًا فيكم ما نفعوكم، وما قاتلوا المشركين إلاّ قليلاً. يقول: إلاّ تعذيرًا، لأنّهم لا يقاتلونهم حسبةً ولا رجاء ثوابٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {يسألون عن أنبائكم} قال: أخباركم.
وقرأت قرّاء الأمصار جميعًا سوى عاصمٍ الجحدريّ: {يسألون عن أنبائكم} بمعنى: يسألون من قدم عليهم من النّاس عن أنباء عسكركم وأخباركم، وذكر عن عاصمٍ الجحدريّ أنّه كان يقرأ ذلك: (يسّاءلون) بتشديد السّين، بمعنى: يتساءلون: أي يسأل بعضهم بعضًا عن ذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 19/56-58]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يحسبون الأحزاب لم يذهبوا يقول يحسبونهم قريبا). [تفسير مجاهد: 516]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يسألون عن أنبائكم قال يعني عن أخباركم). [تفسير مجاهد: 516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا}.
أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال يحسبونهم قريبا لم يبعدوا). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال كانوا يتحدثون بمجيء أبي سفيان وأصحابه وإنما سموا الأحزاب لأنهم حزبوا من قبائل الأعراب على النّبيّ صلى الله عليه وسلم? {وإن يأتي الأحزاب}? قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} يقول يود المنافقون). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قي قوله {وإن يأت الأحزاب} قال أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون} يقول يود المنافقيون). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإن يأت الأحزاب {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} قال هم المنافقون بناحية المدينة كانوا يتحدثون بنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون أما هلكون بعد ولم يعلموا بذهبا الأحزاب قد سرهم إن جاءهم الأحزاب أهم بادون في الأعراب مخافة القتال). [الدر المنثور: 11/753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يسألون عن أنبائكم} قال عن أخبار النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا). [الدر المنثور: 11/753-754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد إن في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يسلون عن أنبائكم السؤال بغير ألف قوله تعالى). [الدر المنثور: 11/754]


رد مع اقتباس