عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:15 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها النّاس إن كنتم في ريبٍ من البعث} [الحج: 5] في شكٍّ من البعث.
{فإنّا خلقناكم من ترابٍ} [الحج: 5] وهذا خلق آدم.
{ثمّ من نطفةٍ} [الحج: 5] يعني نسل آدم.
{ثمّ من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ} [الحج: 5] قال: هو السّقط.
وقال مجاهدٌ: هما جميعًا السّقط مخلّقٌ وغير مخلّقٍ.
{ونقرّ في الأرحام ما نشاء} [الحج: 5] يعني التّمام.
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/354]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه، أو يكون في بطن أمّه نطفةً أربعين يومًا، ثمّ يكون علقةً أربعين يومًا، ثمّ يكون مضغةً أربعين يومًا، ثمّ يؤمر الملك أو قال: يأتي الملك فيؤمر أن يكتب أربعًا: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌّ أم سعيدٌ ".
- حدّثني ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي تميمٍ الجيشانيّ، عن أبي ذرٍّ أنّ المنيّ إذا مكث في الرّحم أربعين ليلةً، أتاه ملك النّفوس فخرج به إلى اللّه تبارك وتعالى في راحته فقال: أي ربّ، عبدك أذكرٌ أم أنثى؟ فيقضي اللّه ما هو قاضٍ.
أشقيٌّ أم سعيدٌ؟ فيكتب ما هو لاقٍ بين عينيه.
ثمّ قرأ أبو ذرٍّ من فاتحة سورة التّغابن خمس آياتٍ.
وقوله: {لنبيّن لكم} [الحج: 5] بدوّ خلقكم.
قوله: {ونقرّ في الأرحام} [الحج: 5] أرحام النّساء.
{ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} [الحج: 5] الوقت الّذي يولد فيه.
{ثمّ نخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم} [الحج: 5] يعني الاحتلام.
{ومنكم من يتوفّى} [الحج: 5] وفيها إضمارٌ: أي يتوفّى من قبل أن يبلغ أرذل العمر.
وقال في حم: {ومنكم من يتوفّى من قبل} [غافر: 67] أن يبلغ أرذل العمر.
{ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} [الحج: 5] الهرم.
{لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئًا} [الحج: 5] يصير بمنزلة الصّبيّ الّذي لا يعقل شيئًا.
قوله: {وترى الأرض هامدةً} [الحج: 5] أي: غبراء متهشّمةً.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} [الحج: 5] وفيها تقديمٌ: ربت للنّبات انفتحت واهتزّت بالنّبات إذا أنبتت.
قال: {وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ} [الحج: 5] حسنٍ.
وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منها زوجٌ.
وحسن ذلك النّبات أنّها تنبت ألوانًا من صفرةٍ، وحمرةٍ، وخضرةٍ وغير ذلك من الألوان). [تفسير القرآن العظيم: 1/355]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مّخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ...}

يقول: تماما وسقطاً. ويجوز مخلّقةً وغير مخلّقةٍ على الحال:
والحال تنصب في معرفة الأسماء ونكرتها. كما تقول: هل من رجل يضرب مجرّداً. فهذا حال وليس بنعت.
وقوله: {لّنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء} استأنف (ونقرّ في الأرحام) ولم يرددها على (لنبيّن) ولو قرئت (ليبيّن) يريد الله ليبيّن لكم كان صواباً ولم أسمعها.
وقوله: {ومنكم مّن يردّ إلى أرذل العمر}: إلى أسفل العمر {لكيلا يعلم} يقول لكيلا يعقل من بعد عقله الأوّل (شيئاً).
قوله: (وربت) قرأ القراء (وربت) (من تربو). ... حدثني أبو عبد الله التميمي عن أبي جعفر المدني أنه قرأ (اهتزّت وربأت) مهموزة فإن كان ذهب إلى الرّبيئة الذي يحرس القوم فهذا مذهب، أي ارتفعت حتى صارت كالموضع للربيئة. فإن لم يكن أراد (من هذا) هذا فهو من غلط قد تغلطه العرب فتقول: حلأت السّويق، ولبّأت بالحجّ، ورثأت الميّت، وهو كما قرأ الحسن (ولأدرأتكم به) يهمز. وهو ممّا يرفض من القراءة). [معاني القرآن: 2/216-215]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من مّضغةٍ مخلّقةٍ} أي مخلوقة). [مجاز القرآن: 2/44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ يخرجكم طفلاً} مجازه أنه في موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد في معنى الجميع قال:
في حلقكم عظمٌ وقد شجينا
وقال عباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم=فقد برئت من الإحن الصدور
وفي آية أخرى: {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ} أي ظهراء
وقال:
إن العواذل ليس لي بأمير
أراد أمراء: {أرذل العمر}: مجازه أن يذهب العقل ويخرف). [مجاز القرآن: 2/45-44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وترى الأرض هامدةً} أي يابسة لا نبات فيها ويقال: ويقال رماد هامد إذا كان يدرس). [مجاز القرآن: 2/45]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زوج بهيجٍ} أي حسن قشيب جديد ويقال أيضاً بهج: " وأنّ اللّه يبعث " أي يجيء). [مجاز القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مخلقة وغير مخلقة}:قالوا {المخلقة} الحي الخارج {وغير مخلقة} قالوا السقط.
{طفلا}: للجميع والمؤنث والاثنين على هيئة الواحد.
{أرذل العمر}: ذهاب العقل والخرف.
{هامدة}: يابسة لا نبات فيها. يقال همدت تهمد.
{بهيج}: حسن. يقال بهيج وبهج). [غريب القرآن وتفسيره:258 -259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مخلّقةٍ}: تامّة.
{وغير مخلّقةٍ}: غير تامّة. يعني السقط.
{لنبيّن لكم} كيف نخلقكم {في الأرحام}.
{ومنكم من يتوفّى} يعني قبل بلوغ الهرم.
{ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} أي الخرف والهرم.
{وترى الأرض هامدةً} أي ميّتة يابسة. ومثل ذلك همود النار: إذا طفئت فذهبت.
{اهتزّت} بالنبات.
{وربت}: انتفخت وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ أي من كل جنس حسن، يبهج، أي يشرح. وهو فعيل في معنى فاعل. يقال: امرأة ذات خلق باهج). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤا} بواو بعد الألف، وفي موضع آخر {مَا نَشَاءُ}
بغير واو، ولا فرق بينهما). [تأويل مشكل القرآن: 56-58] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ} وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل. قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: حسن يبتهج به. وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، أي حسنا.
وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ من علقة ثمّ من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة لنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى ثمّ نخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يتوفّى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج}
{يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث}
ويقرأ من البعث بفتح العين، والريب الشك، فأمّا البعث بفتح العين - فذكر جميع الكوفيين أن كل ما كان ثانيه حرفا من حروف الحلق، وكان مسكنا مفتوح الأول جاز فيه فتح المسكن نحو نعل ونعل، وشعر وشعر، ونهر ونهر، ونخل ونخل.
فأمّا البصريون فيزعمون أن ما جاء من هذا فيه اللغتان تكلّم به على ما جاء.
وما كان لم يسمع لم يجز فيه التحريك نحو وعد، لأنك لا تقول: لك عليّ وعد، أي عليّ وعدة، ولا في هذا الأمر وهن – في معنى وهن -. وهذا في بابه مثل ركّ، وركك وقدر وقدر، وقصّ الشاة وقصصها فلا فرق في هذا بين حروف الحلق وغيرها.
وقيل للذين جحدوا البعث وهم المشركون: إن كنتم في شكّ من أنّ اللّه يبعث الموتى فتدبروا أمر خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون في القدرة فرقا بين ابتداء الخلق وإعادته، وإحياء الموتى.
ثم بين لهم ابتداء خلقهم فأعلمهم أنهم خلقوا من تراب، وهو خلق آدم عليه السلام، ثم خلق ولده من نطفة، ثم من علقة ثم من مضغة.
وأعلمهم أحوال خلقهم.
ويروى أن الإنسان يكون في البطن نطفة أربعين يوما ثم مضغة أربعين يوما، ثم يبعث اللّه ملكا فينفخ - فيه الروح.
ومعنى {مخلّقة وغير مخلّقة}
وصف الخلق أو منهم من يتمّم مضغته فتخلق له الأعضاء التي تكمل آلات الإنسان ومنهم من لا يتمم اللّه خلقه.
وقوله: {لنبيّن لكم} أي ذكرنا أحوال خلق الإنسان.
ووجه آخر هو خلقناكم هذا الخلق {لنبيّن لكم}.
{ونقرّ في الأرحام ما نشاء}.
لا يجوز فيها إلا الرفع، - ولا يجوز أن يكون معناه فعلنا ذلك لنقر في الأرحام، وأنّ اللّه - عزّ وجلّ - لم يخلق الأنام لما يقر في الأرحام، وإنما خلقهم ليدلّهم على رشدهم وصلاحهم.
وقوله - عزّ وجلّ -: {ثمّ نخرجكم طفلا}.
في معنى أطفال، ودل عليه ذكر الجماعة.
وكأنّ طفلا يدل على معنى ويخرج كل واحد منكم طفلا.
{ثمّ لتبلغوا أشدّكم} قد فسرنا الأشدّ، وتأويله الكمال في القوّة والتمييز، وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
وقوله: {ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر} أرذل العمر هو الذي يخرف فيه الإنسان من الكبر حتى لا يعقل، وبين ذلك بقوله: (لكيلا يعلم من بعد علم).
ثم دلّهم على إحيائه الموتى بإحيائه الأرض فقال:
{وترى الأرض هامدة} يعنى جافة ذات تراب.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} وتقرأ وربأت. فاهتزازها تحركها عند وقوع الماء بها وإنباتها.
ومن قرأ: {وربت} فهو من ربا يربو إذا زاد على أي الجهات، ومن قرأ وربأت بالهمز فمعناه ارتفعت.
{وأنبتت من كلّ زوج بهيج}. أي من كل صنف حسن من النبات). [معاني القرآن: 3/411-413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث }
أي ان كنتم في شك من أنكم تبعثون فتدبروا في أول خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون فرقا بين الابتداء والإعادة
ثم قال عز وجل: {فإنا خلقناكم من تراب }
يعني آدم صلى الله عليه وسلم ثم من نطفة ثم من علقة
قال الخليل العلق الدم قبل أن ييبس الواحدة علقة وهكذا تصير النطفة
قال أبو عبيد العلق من الدم ما اشتدت حمرته ثم من مضغة وهي لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ مخلقة وغير مخلقة
روى معمر عن قتادة قال تامة وغير تامة
قال الشعبي النطفة والعلقة والمضغة فإذا نكست في الخلق الرابع كانت مخلقة وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلقة
قال أبو العالية غير مخلقة السقط
قال أبو جعفر مخلقة مصورة ويبين ذلك هذا الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مروي من طرق شتى
فمن طرقه ما رواه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب
قال سمعت ابن مسعود يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو الصادق المصدوق ((يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما ثم يكون مضغة أربعين يوما ثم يبعث الله جل وعز إليه ملكا فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه واكتبه شقيا أو سعيدا ))
قال عبد الله والذي نفسي بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع ثم يدركه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار أو الشقاء فيدخل النار
وروى عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب أنطفة أي رب أعلقة أي رب أمضغة فإذا أراد الله جل وعز أن يقضي خلقها قال يقول الملك أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد فما الأجل فما الرزق فيكتب ذلك في بطن أمه
قال علقمة إذا وقعت النطفة في الرحم قال الملك مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة مجت الرحم دما وإن قال مخلقة قال أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فيقول اكتبها من اللوح المحفوظ فيجد صفتها فيستنسخه فلا يزال العبد يعمل عليه حتى يموت
وقوله جل وعز: {لنبين لكم} أي ذكرنا أحوال الخلق لنبين لكم
ويجوز أن يكون المعنى خلقنا هذا الخلق لنبين لكم
ثم قال جل وعز: {ونقر في الأرحام ما نشاء }
أي ونحن نقر في الأرحام ما نشاء
ثم قال: {ومنكم من يتوفى}
وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ ومنكم من يتوفى
ومعناه يستوفي أجله
وقوله عز وجل: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئا }
قال الفراء لكيلا يعقل من بعد ما عقل شيئا
وقوله عز وجل: {وترى الأرض هامدة }
روى سعيد عن قتادة قال أي غبراء متهشمة
قال أبو جعفر يقال همدت النار إذا طفئت وذهب لهبها وأرض هامدة أي جافة عليها تراب). [معاني القرآن: 4/380-376]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
أي تحركت وربت أي زادت وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس وربأت أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف فهو رابيء وربئة على المبالغة). [معاني القرآن: 4/381-380]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {وأنبتت من كل زوج بهيج }
أي من كل صنف من النبات
وروى سعيد عن قتادة قال بهيج حسن
قال أبو جعفر يقال بهج فهو بهج إذا حسن وأبهجني أعجبني لحسنه). [معاني القرآن: 4/381]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مخلقة} أي: قد بدا فيها الخلق). [ياقوتة الصراط: 367]
{وغير مخلقة} أي: لم تصور بعد). [ياقوتة الصراط: 368]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بهيج} أي: حسن). [ياقوتة الصراط: 368]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مخلقة وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}: أي غير تامة يريد السقط.
{هَامِدَةً}: أي ميتة ويابسة.
{بَهِيجٍ}: حسن. يبهج من يراه، وهو "فعيل" بمعنى "فاعل"). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُخَلَّقَةٍ}: المولود.
{وغَيْرِ مُخَلَّقَـةٍ}: السـقط.
{طِفْلاً}: الذكر والأنثى.
{أرذَلِ العُمُرِ}: الخـرف.
{هامِـدَةً}: يابسـة.
{بَهِيجٍ}: حسـن). [العمدة في غريب القرآن: 211-210]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ} [الحج: 6] والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/355]
{وأنّه يحيي الموتى وأنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الحج: 6] إنّ الّذي أخرج من هذه الأرض الهامدة الميّتة ما أخرج من النّبات قادرٌ على أن يحيي الموتى). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحي الموتى وأنّه على كلّ شيء قدير}

المعنى الأمر ذلك، أي الأمر ما وصف لكم وبيّن لكم {بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحي الموتى وأنّه على كلّ شيء قدير}.
فالأجود أن يكون موضع (ذلك) رفعا.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى فعل اللّه ذلك بأنه هو الحق وأنه يحي الموتى). [معاني القرآن: 3/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذلك بأن الله هو الحق } أي الأمر ذلك والأمر ما وصف لكم وبين
ثم قال جل وعز: {وأنه يحيي الموتى} أي كما أحيا الأرض بقدرته). [معاني القرآن: 4/382-381]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها} [الحج: 7] لا شكّ فيها.
{وأنّ اللّه يبعث من في القبور} [الحج: 7] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/356]

رد مع اقتباس