عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله: "هل أتاك" تقرير لتجتمع نفس المخاطب، وهذا كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدثه بعجيب فتقرره: هل سمع منك أم لا؟ فكأنه تقتضي منه أن يقول: لا، ويستطعمك الحديث. و"ضيف" اسم جنس يقع للجميع والواحد، وروي أن أضياف إبراهيم عليه السلام هؤلاء هم جبريل ومكائيل وإسرافيل وأتباع لهم من الملائكة عليهم السلام، وجعلهم تعالى مكرمين إما لأنهم عنده كذلك، وهذا قول الحسن، وإما من حيث أكرمهم إبراهيم عليه السلام وخدمهم هو وسارة وذبح لهم العجل، وقيل: من حيث رفع مجالسهم). [المحرر الوجيز: 8/ 73]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"سلاما" منصوب على المصدر، كأنهم قالوا: نسلم سلاما، أو سلمت سلاما، ويتجه فيه أن يعمل فيه "قالوا" على أن يجعل "سلاما" بمنزلة "قولا"، ويكون المعنى حينئذ أنهم قالوا تحية وقولا معناه سلاما، وهذا قول مجاهد، و"سلام" مرتفع على خبر ابتداء، أي أمري سلام، أو واجب لكم سلام، أو على الابتداء والخبر محذوف كأنه قال: سلام عليكم، وإبراهيم عليه السلام قد حيا بأحسن; لأن قولهم دعاء وقوله واجب قد تحصل لهم. وقرأ ابن وثاب، والنخعي، وحمزة، والكسائي، وطلحة، وابن جبير: "قال سلم" بكسر السين وسكون اللام، والمعنى: نحن سلام، أو أنتم سلام وقوله تعالى: "قوم منكرون" معناه: لا نميزهم ولا عهد لنا بهم، وهذا أيضا على تقدير: أنتم قوم منكرون، وقال أبو العالية: أنكر سلامهم في تلك الأرض وذلك الزمن). [المحرر الوجيز: 8/ 73]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"راغ" معناه: مضى أثناء حديثه مخفيا زواله مستعجلا كأنه لم يرد أن يفارقهم فمضى إلى ناحية من داره مستعجلا ورجع لحينه، وهذا تشبيه بالروغان المعروف; لأن الرائغ يوهم أنه لم يزل، و"العجل" هو الذي حنذه لهم، وحسبك أنه عليه السلام أوقف للضيافة أوقافا تمضيها الأمم على اختلاف أديانها وأجناسها). [المحرر الوجيز: 8/ 73-74]

تفسير قوله تعالى: {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون * فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم * فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم * قال فما خطبكم أيها المرسلون * قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين * لنرسل عليهم حجارة من طين * مسومة عند ربك للمسرفين * فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}
المعنى: فقربه إليهم فأمسكوا عنه فقال: ألا تأكلون؟ فيروى في الحديث أنهم قالوا له: إنا لا نأكل إلا ما أدينا ثمنه، فقال لهم إبراهيم عليه السلام: وأنا لا أبيحه لكم إلا بثمن، قالوا: وما هو؟ قال: أن تسموا الله تعالى عند الابتداء، وتحمدوه عند الفراغ من الأكل، فقال بعضهم لبعض: بحق اتخذه الله خليلا،
فلما استمروا على ترك الأكل أوجس منهم خيفة، و"الوجس": تحسس النفس وخواطرها في الحذر، وذلك أن أكل الضيف أمنة ودليل على انبساط نفسه، والطعام حرمة وذمام، والامتناع عن ذلك وحشة، فخشي إبراهيم عليه السلام أن امتناعهم من أكل طعامه إنما هو لشر يريدونه، فقالوا له: لا تخف، وعرفوه أنهم ملائكة، وبشروه وبشروا سارة معه بغلام عليم، أي: عالم في حال تكليفه وتحصيله، أي سيكون عليما، و"عليم" بناء مبالغة. وجمهور الناس على أن الغلام هنا إسحاق ابن سارة عليه السلام الذي ذكرت البشارة به في غير موضع، وقال مجاهد: هذا الغلام هو إسماعيل عليه السلام، والأول أرجح، وهذا وهم، ويروى أنه عرف كونهم ملائكة استدلالا من بشارتهم إياه بالغيب). [المحرر الوجيز: 8/ 74]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فأقبلت امرأته" يحتمل أن يكون: قربت إليهم من ناحية من نواحي المنزل، ويحتمل أن يكون هذا الإقبال كما تقول: أقبل فلان يشتمني أو يفعل كذا إذا جد في ذلك وتلبس به. و"الصرة": الصيحة، كذا فسره ابن عباس، ومجاهد، وسفيان، والضحاك، والمضطر الذي يصيح، وقال قتادة: معناه: في رنة، وقال الطبري: قال بعضهم: قالت: أوه، بصياح وتعجب، وقال النحاس: وقيل: "في صرة": في جماعة نسوة يتبادرن نظرا إلى الملائكة. وقوله تعالى: "فصكت وجهها" معناه: ضربت وجهها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لطمت، وهذا مما يفعله الذي يرد عليه أمر يستهوله، وقال سفيان، والسدي، ومجاهد: ضربت بكفيها وجهها، وهذا مستعمل في الناس حتى الآن، وقولها: "عجوز عقيم" إما أن يكون تقديره: إنى عجوز عقيم فكيف ألد؟ وإما أن يكون التقدير: عجوز عقيم تكون منها ولادة؟ وقدره الطبري: أتلد عجوز عقيم، ويروى أنها كانت لم تلد قط، و"العقيم" من النساء التي لا تلد، ومن الرياح التي لا تلقح شجرا فهي لا بركة فيها). [المحرر الوجيز: 8/ 74-75]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: {كذلك قال ربك} أي كقولنا الذي أخبرناك به قال ربك أن يكون، و"الحكيم" ذو الحكمة، و"العليم" معناه: بالمصالح وغير ذلك من المعلومات). [المحرر الوجيز: 8/ 75]

رد مع اقتباس