عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت ثمود المرسلين (141) إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتّقون (142) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ (143) فاتّقوا اللّه وأطيعون (144) وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين (145)}
وهذا إخبارٌ من اللّه، عزّ وجلّ، عن عبده ورسوله صالحٍ، عليه السّلام: أنّه بعثه إلى قوم ثمود، وكانوا عربًا يسكنون مدينة الحجر، الّتي بين وادي القرى وبلاد الشّام، ومساكنهم معروفةٌ مشهورةٌ. وقد قدّمنا في "سورة الأعراف" الأحاديث المرويّة في مرور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهم حين أراد غزو الشّام، فوصل إلى تبوك، ثمّ عاد إلى المدينة ليتأهّب لذلك. وقد كانوا بعد عادٍ وقبل الخليل، عليه السّلام. فدعاهم نبيّهم صالحٌ إلى اللّه، عزّ وجلّ، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوه فيما بلّغهم من الرّسالة، فأبوا عليه وكذّبوه وخالفوه. فأخبرهم أنّه لا يبتغي بدعوتهم أجرًا منهم، وإنّما يطلب ثواب ذلك من اللّه، عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 6/ 155]

تفسير قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكّرهم آلاء اللّه عليهم فقال: {أتتركون في ما ها هنا آمنين (146) في جنّاتٍ وعيونٍ (147) وزروعٍ ونخلٍ طلعها هضيمٌ (148) وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين (149) فاتّقوا اللّه وأطيعون (150) ولا تطيعوا أمر المسرفين (151) الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون (152)}
يقول لهم واعظًا لهم ومحذّرًا إيّاهم نقم اللّه أن تحلّ بهم، ومذكّرًا بأنعم اللّه عليهم فيما رزقهم من الأرزاق الدّارّة، وجعلهم في أمنٍ من المحذورات. وأنبت لهم من الجنّات، وأنبع لهم من العيون الجاريات، وأخرج لهم من الزّروع والثّمرات؛ ولهذا قال: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ}. قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: أينع وبلغ، فهو هضيمٌ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} يقول: معشبة.
[و] قال إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عمرو بن أبي عمرٍو -وقد أدرك الصّحابة -عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} قال: إذا رطب واسترخى. رواه ابن أبي حاتمٍ، قال: وروي عن أبي صالح نحو هذا.
وقال أبو إسحاق، عن أبي العلاء: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} قال: هو المذنّب من الرّطب.
وقال مجاهدٌ: هو الّذي إذا كبس تهشّم وتفتّت وتناثر.
وقال ابن جريجٍ: سمعت عبد الكريم أبا أميّة، سمعت مجاهدًا يقول: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} قال: حين يطلع تقبض عليه فتهضمه، فهو من الرّطب الهضيم، ومن اليابس الهشيم، تقبض عليه فتهشّمه.
وقال عكرمة: وقتادة، الهضيم: الرّطب اللّيّن.
وقال الضّحاك: إذا كثر حمل الثّمرة، وركب بعضه بعضًا، فهو هضيمٌ.
وقال مرّة: هو الطّلع حين يتفرّق ويخضرّ.
وقال الحسن البصريّ: هو الّذي لا نوى له.
وقال أبو صخرٍ: ما رأيت الطلع حين يشق عنه الكمّ، فترى الطّلع قد لصق بعضه ببعضٍ، فهو الهضيم). [تفسير ابن كثير: 6/ 155-156]

تفسير قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} قال ابن عبّاسٍ، وغير واحدٍ: يعني: حاذقين. وفي روايةٍ عنه: شرهين أشرين. وهو اختيار مجاهدٍ وجماعةٍ. ولا منافاة بينهما؛ فإنّهم كانوا يتّخذون تلك البيوت المنحوتة في الجبال أشرًا وبطرًا وعبثًا، من غير حاجةٍ إلى سكناها، وكانوا حاذقين متقنين لنحتها ونقشها، كما هو المشاهد من حالهم لمن رأى منازلهم؛ ولهذا قال: {فاتّقوا اللّه وأطيعون} أي: أقبلوا على عمل ما يعود نفعه عليكم في الدّنيا والآخرة، من عبادة ربّكم الّذي خلقكم ورزقكم لتوحّدوه وتعبدوه وتسبّحوه بكرةً وأصيلًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 156]

رد مع اقتباس