عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 05:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين (116) قال ربّ إنّ قومي كذّبون (117) فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجّني ومن معي من المؤمنين (118) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون (119) ثمّ أغرقنا بعد الباقين (120) إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (121) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم (122)}.
لـمّا طال مقام نبيّ اللّه بين أظهرهم يدعوهم إلى اللّه ليلًا ونهارًا، وجهرًا وإسرارًا، وكلّما كرّر عليهم الدّعوة صمّموا على الكفر الغليظ، والامتناع الشّديد، وقالوا في الآخر: {لئن لم تنته} أي: عن دعوتك إيّانا إلى دينك يا نوح {لتكوننّ من المرجومين} أي: لنرجمنّك.
فعند ذلك دعاعليهم دعوةً استجاب اللّه منه، فقال {ربّ إنّ قومي كذّبون. فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجّني ومن معي من المؤمنين}، كما قال في الآية الأخرى: {فدعا ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر. ففتحنا أبواب السّماء بماءٍ منهمرٍ. وفجّرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر. وحملناه على ذات ألواحٍ ودسرٍ. تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر} [القمر:10-14].
وقال هاهنا {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون. ثمّ أغرقنا بعد الباقين}. والمشحون: هو المملوء بالأمتعة والأزواج الّتي حمل فيه من كلٍّ زوجين اثنين، أي: نجّيناه ومن معه كلّهم، وأغرقنا من كذّبه وخالف أمره كلّهم، {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين. وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم}). [تفسير ابن كثير: 6/ 151-152]

رد مع اقتباس