عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون (52) فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53) إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون (54) وإنّهم لنا لغائظون (55) وإنّا لجميعٌ حاذرون (56) فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ (57) وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ (58) كذلك وأورثناها بني إسرائيل (59)}.
لـمّا طال مقام موسى، عليه السّلام، ببلاد مصر، وأقام بها حجج اللّه وبراهينه على فرعون وملئه، وهم مع ذلك يكابرون ويعاندون، لم يبق لهم إلّا العذاب والنّكال، فأمر اللّه موسى، عليه السّلام، أن يخرج ببني إسرائيل ليلًا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل موسى، عليه السّلام، ما أمره به ربّه عزّ وجلّ. خرج بهم بعدما استعاروا من قوم فرعون حليًّا كثيرًا، وكان خروجه بهم، فيما ذكر غير واحدٍ من المفسّرين، وقت طلوع القمر. وذكر مجاهدٌ، رحمه اللّه، أنّه كسف القمر تلك اللّيلة، فاللّه أعلم، وأنّ موسى، عليه السّلام، سأل عن قبر يوسف، عليه السّلام، فدلّته امرأةٌ عجوزٌ من بني إسرائيل عليه، فاحتمل تابوته معهم، ويقال: إنّه هو الّذي حمله بنفسه، عليهما السّلام، وكان يوسف قد أوصى بذلك إذا خرج بنو إسرائيل أن يحملوه معهم، وقد ورد في ذلك حديثٌ رواه ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه، فقال:
حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان بن صالحٍ، حدّثنا ابن فضيلٍ عن عبد اللّه بن أبي إسحاق، عن ابن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأعرابيٍّ فأكرمه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تعاهدنا. فأتاه الأعرابيّ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما حاجتك؟ " قال ناقةٌ برحلها وأعنزٌ يحتلبها أهلي، فقال: "أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟ " فقال له أصحابه: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول اللّه؟ قال: "إنّ موسى لـمّا أراد أن يسير ببني إسرائيل أضلّ الطّريق، فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ فقال له علماء بني إسرائيل: نحن نحّدثك أنّ يوسف عليه السّلام لمّا حضره الموت أخذ علينا موثقًا من اللّه ألّا نخرج من مصر حتّى ننقل تابوته معنا، فقال لهم موسى: فأيّكم يدري أين قبر يوسف؟ قالوا: ما يعلمه إلّا عجوزٌ لبني إسرائيل. فأرسل إليها فقال لها: دلّيني على قبر يوسف. فقالت: واللّه لا أفعل حتّى تعطيني حكمي. قال لها: وما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنّة. فكأنّه ثقل عليه ذلك، فقيل له: أعطها حكمها. قال: فانطلقت معهم إلى بحيرةٍ -مستنقع ماءٍ -فقالت لهم: أنضبوا هذا الماء. فلمّا أنضبوه قالت: احتفروا، فلمّا احتفروا استخرجوا قبر يوسف، فلمّا احتملوه إذا الطّريق مثل ضوء النهار ".
هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، والأقرب أنّه موقوفٌ، واللّه أعلم.
فلمّا أصبحوا وليس في ناديهم داعٍ ولا مجيبٌ، غاظ ذلك فرعون واشتدّ غضبه على بني إسرائيل؛ لما يريد اللّه به من الدّمار، فأرسل سريعًا في بلاده حاشرين، أي: من يحشر الجند ويجمعه، كالنّقباء والحجّاب، ونادى فيهم: {إنّ هؤلاء} -يعني: بني إسرائيل - {لشرذمةٌ قليلون} أي: لطائفةٌ قليلةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 141-143]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّهم لنا لغائظون} أي: كلّ وقتٍ يصل لنا منهم ما يغيظنا). [تفسير ابن كثير: 6/ 143]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّا لجميعٌ حاذرون} أي: نحن كلّ وقتٍ نحذر من غائلتهم، وإنّي أريد أن أستأصل شأفتهم، وأبيد خضراءهم. فجوزي في نفسه وجنده بما أراد لهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 143]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ} أي: فخرجوا من هذا النّعيم إلى الجحيم، وتركوا تلك المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والأرزاق والملك والجاه الوافر في الدّنيا). [تفسير ابن كثير: 6/ 143]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذلك وأورثناها بني إسرائيل}، كما قال تعالى: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} [الأعراف:137]، وقال تعالى: {ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين * ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} [القصص:5، 6] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 143]

رد مع اقتباس