عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (23) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحرٌ كذّابٌ (24) فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلّا في ضلالٍ (25) وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26) وقال موسى إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب (27) }
يقول تعالى مسلّيًا لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في تكذيب من كذّبه من قومه، ومبشّرًا له بأنّ العاقبة والنّصرة له في الدّنيا والآخرة، كما جرى لموسى بن عمران، فإنّ اللّه تعالى أرسله بالآيات البيّنات، والدّلائل الواضحات؛ ولهذا قال: {بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ} والسّلطان هو: الحجة والبرهان). [تفسير ابن كثير: 7/ 138-139]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({إلى فرعون} هو: ملك القبط بالدّيار المصريّة، {وهامان} وهو: وزيره في مملكته {وقارون} وكان أكثر النّاس في زمانه مالًا وتجارةً {فقالوا ساحرٌ كذّابٌ} أي: كذّبوه وجعلوه ساحرًا ممخرقًا مموّهًا كذّابًا في أنّ اللّه أرسله. وهذه كقوله [تعالى]: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} [الذّاريات 52، 53]). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا} أي: بالبرهان القاطع الدّالّ على أنّ اللّه تعالى أرسله إليهم، {قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم} وهذا أمرٌ ثانٍ من فرعون بقتل ذكور بني إسرائيل. أمّا الأوّل: فكان لأجل الاحتراز من وجود موسى، أو لإذلال هذا الشّعب وتقليل عددهم، أو لمجموع الأمرين. وأمّا الأمر الثّاني: فللعلّة الثّانية، لإهانة هذا الشّعب، ولكي يتشاءموا بموسى، عليه السّلام؛ ولهذا قالوا: {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 129].
قال قتادة: هذا أمرٌ بعد أمرٍ.
قال اللّه تعالى: {وما كيد الكافرين إلا في ضلالٍ} أي: وما مكرهم وقصدهم الّذي هو تقليل عدد بني إسرائيل لئلّا ينصروا عليهم، إلّا ذاهبٌ وهالكٌ في ضلالٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه} وهذا عزمٌ من فرعون -لعنه اللّه- على قتل موسى، عليه السّلام، أي: قال لقومه: دعوني حتّى أقتل لكم هذا، {وليدع ربّه} أي: لا أبالي منه. وهذا في غاية الجحد والتّجهرم والعناد.
وقوله -قبّحه اللّه-: {إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} يعني: موسى، يخشى فرعون أن يضلّ موسى النّاس ويغيّر رسومهم وعاداتهم. وهذا كما يقال في المثل: "صار فرعون مذكّرًا" يعني: واعظًا، يشفق على النّاس من موسى، عليه السّلام.
وقرأ الأكثرون: "أن يبدّل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد" وقرأ آخرون: {أو أن يظهر في الأرض الفساد} وقرأ بعضهم: "يظهر في الأرض الفساد" بالضّمّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 139]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال موسى: {إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب} أي: لـمّا بلغه قول فرعون: {ذروني أقتل موسى} قال موسى: استجرت باللّه وعذت به من شرّه وشرّ أمثاله؛ ولهذا قال: {إنّي عذت بربّي وربّكم} أيّها المخاطبون، {من كلّ متكبّرٍ} أي: عن الحقّ، مجرم، {لا يؤمن بيوم الحساب}؛ ولهذا جاء في الحديث عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا خاف قومًا قال: "اللّهمّ، إنّا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك في نحورهم"). [تفسير ابن كثير: 7/ 139-140]

رد مع اقتباس