عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ابتدأ تبارك وتعالى قصة موسى عليه السلام مع فرعون وملئه، وهي قصة فيها للنبي صلى الله عليه وسلم تسلية وأسوة، وفيها لقريش والكفار به وعيد ومثال يخافون منه أن يحل بهم ما حل بأولئك من النقمة، وفيها للمؤمنين وعد ورجاء في النصر والظفر وحمد عاقبة الصبر.
وآيات موسى كثيرة، عظمها والذي عرضه على جهة التحدي: العصا واليد، فوقعت المعارضة في العصا وحدها، ثم انفصلت القضية عن إيمان السحرة وغلبة الكافرين. و"السلطان": البرهان، وقرأ عيسى بن عمر: "سلطان" بضم اللام، والناس على سكونها). [المحرر الوجيز: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وخص تعالى هامان وقارون بالذكر تنبيها على مكانهما من الكفر، ولكونهما أشهر رجال فرعون، وقيل: إن قارون هذا ليس بقارون بني إسرائيل، وقيل: هو ذلك، ولكنه كان منقطعا إلى فرعون خادما مستعينا معه. وقوله: "ساحر" أي في أمر العصا، و"كذاب" في قوله: {إني رسول من الله}.
ثم أخبر تعالى عنهم أنهم لما جاءهم موسى عليه السلام بالنبوة والحق من عند الله، قال هؤلاء الثلاثة وأجمع رأيهم على أن يقتل أبناء بني إسرائيل أتباع موسى عليه السلام وشبانهم وأهل القوة منهم، وأن تستحيى النساء للخدمة والاسترقاق، وهذا رجوع منهم إلى نحو القتل الأول الذي كان قبل ميلاد موسى عليه السلام، ولكن هذا الأخير لم يتم لهم عزمهم فيه، ولا أعانهم الله تعالى على شيء منه، قال قتادة: هذا قتل غير الأول الذي كان حذر المولود، وسموا من ذكرنا من بني إسرائيل أبناء كما تقول لأفخاذ القبيلة أو المدينة وأهل الظهور فيها: هؤلاء أبناء فلانة.
وقوله تعالى: {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} عبارة وجيزة تعطي قوتها أن هؤلاء الثلاثة لم يقدرهم الله تعالى على قتل أحد من بني إسرائيل، ولا نجحت لهم سعاية فيهم، بل أضل الله سعيهم وكيدهم). [المحرر الوجيز: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد * وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب}
الظاهر من أمر فرعون أنه لما بهرت آيات موسى عليه السلام انهد ركنه، واضطربت معتقدات أصحابه، ولم يفقد منهم من يجاذبه الخلاف في أمره، وذلك بين من غير ما موضع من قصتهما، وفي هذه الآية على ذلك دليلان: أحدهما قوله: {ذروني أقتل موسى}، فليست هذه من ألفاظ الجبابرة المتمكنين من إنفاذ أوامرهم، والدليل الثاني: مقالة المؤمن وما صدع به، وأن مكاشفته لفرعون أكبر من مسايرته، وحكمه بنبوة موسى عليه السلام أظهر من توريته في أمره، وأما فرعون فإنما لجأ إلى المخرقة والاضطراب والتعاطي، ومن ذلك قوله: {ذروني أقتل موسى وليدع ربه}، أي: إني لا أبالي عن رب موسى، ثم رجع إلى قومه يريهم النصيحة والحماية لهم فقال: إني أخاف أن يبدل دينكم، والدين: السلطان، ومنه قول زهير:
لئن حللت بجو من بني أسد ... في دين عمرو وحالت بيننا فدك
وقرأ ابن عامر، وابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: "وأن"، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "أو أن"، ورجحها أبو عبيد بزيادة الحرف، فعلى الأولى خاف أمرين، وعلى الثانية خاف أحد أمرين. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، والحسن، وقتادة، والجحدري، وأبو رجاء، ومجاهد، وسعيد بن المسيب، ومالك بن أنس: "يظهر" بضم الياء وكسر الهاء "الفساد" نصبا، وقرأ ابن كثير، وابن عامر: "يظهر" بفتح الياء والهاء [الفساد] بالرفع على إسناد الفعل إليه، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وأبي بكر عن عاصم، والأعرج، وعيسى، والأعمش، وابن وثاب، وروي عن الأعمش أنه قرأ: "ويظهر" برفع الراء، وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "ويظهر" بفتح الياء). [المحرر الوجيز: 7/ 434-436]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما سمع موسى عليه السلام مقالة فرعون- لأنه كان معه في مجلس واحد- دعا ربه تعالى وقال: {إني عذت بربي وربكم} الآية، وقرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر: "عذت" ببيان الذال، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: "عذت" بالإدغام، واختلف عن نافع، وفي مصحف أبي بن كعب: "عت" على الإدغام في الخط). [المحرر الوجيز: 7/ 436]

رد مع اقتباس