عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 10:17 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير اللّه يأتيكم به انظر كيف نصرّف الآيات ثمّ هم يصدفون (46) قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتةً أو جهرةً هل يهلك إلا القوم الظّالمون (47) وما نرسل المرسلين إلا مبشّرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (48) والّذين كذّبوا بآياتنا يمسّهم العذاب بما كانوا يفسقون (49)}
يقول اللّه تعالى لرسوله [محمّدٍ] صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المكذّبين المعاندين: {أرأيتم إن أخذ اللّه سمعكم وأبصاركم} أي: سلبكم إياها كما أعطاكموها فإنه {قل هو الّذي أنشأكم وجعل لكم السّمع والأبصار [والأفئدة قليلا ما تشكرون]} [الملك: 33].
ويحتمل أن يكون هذا عبارةٌ عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشّرعيّ؛ ولهذا قال: {وختم على قلوبكم} كما قال: {أمّن يملك السّمع والأبصار} [يونس: 31]، وقال: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه} [الأنفال: 24].
وقوله: {من إلهٌ غير اللّه يأتيكم به} أي: هل أحدٌ غير اللّه يقدر على ردّ ذلك إليكم إذا سلبه اللّه منكم؟ لا يقدر على ذلك أحدٌ سواه؛ ولهذا قال [عزّ شأنه] {انظر كيف نصرّف الآيات} أي: نبيّنها ونوضّحها ونفسّرها دالّةً على أنّه لا إله إلّا اللّه، وأنّ ما يعبدون من دونه باطلٌ وضلالٌ {ثمّ هم يصدفون} أي: ثمّ هم مع هذا البيان يعرضون عن الحقّ، ويصدّون النّاس عن اتّباعه.
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ {يصدفون} أي يعدلون. وقال مجاهدٌ، وقتادة: يعرضون: وقال السّدّي: يصدّون). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 257-258]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتةً} أي: وأنتم لا تشعرون به حتّى بغتكم وفجأكم.
{أو جهرةً} أي: ظاهرًا عيانًا {هل يهلك إلا القوم الظّالمون} أي: إنّما: كان يحيط بالظّالمين أنفسهم بالشّرك باللّه [عزّ وجلّ] وينجو الّذين كانوا يعبدون اللّه وحده لا شريك له، فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. كما قال تعالى: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ [أولئك لهم الأمن وهم مهتدون]} [الأنعام: 82] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 258]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما نرسل المرسلين إلا مبشّرين ومنذرين} أي: مبشّرين عباد اللّه المؤمنين بالخيرات ومنذرين من كفر باللّه النّقمات والعقوبات. ولهذا قال [سبحانه وتعالى] {فمن آمن وأصلح} أي: فمن آمن قلبه بما جاءوا به وأصلح عمله باتّباعه إيّاهم، {فلا خوفٌ عليهم} أي: بالنّسبة إلى ما يستقبلونه {ولا هم يحزنون} أي: بالنّسبة إلى ما فاتهم وتركوه وراء ظهورهم من أمر الدّنيا وصنيعها، اللّه وليّهم فيما خلّفوه، وحافظهم فيما تركوه). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 258]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {والّذين كذّبوا بآياتنا يمسّهم العذاب بما كانوا يفسقون} أي: ينالهم العذاب بما كفروا بما جاءت به الرّسل، وخرجوا عن أوامر اللّه وطاعته، وارتكبوا محارمه ومناهيه وانتهاك حرماته). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 258]


رد مع اقتباس