عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:32 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يضّرّعون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- معرّفه سنّته في الأمم الّتي قد خلت من قبل أمّته، ومذكّرٌ من كفر به من قريشٍ لينزجروا عمّا كانوا عليه مقيمين من الشّرك باللّه والتّكذيب لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ} قبلك {إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء} وهو البؤس وشظف المعيشة وضيقها والضّرّاء: وهي الضّرّ وسوء الحال في أسباب دنياهم. {لعلّهم يضّرّعون} يقول: فعلنا ذلك ليتضرّعوا إلى ربّهم، ويستكينوا إليه، وينيبوا بالإقلاع عن كفرهم، والتّوبة من تكذيب أنبيائهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء} يقول: بالفقر والجوع.
وقد ذكرنا فيما مضى الشّواهد على صحّة القول بما قلنا في معنى البأساء والضّرّاء بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقيل: {يضّرّعون}. والمعنى: يتضرّعون، ولكن أدغمت التّاء في الضّاد، لتقارب مخرجهما). [جامع البيان: 10/ 327-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ إلّا أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يضّرّعون (94)}
قوله تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ إلّا أخذنا أهلها بالبأساء}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه قوله: {بالبأساء} قال: البأساء الفقر. وروي عن ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، والحسن في أحد قوليه ومرّة الهمدانيّ، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ ومقاتل بن حيّان نحو ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن بشّارٍ، حدّثني سرور بن المغيرة، عن عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن {البأساء} قال: البلاء.
الوجه الثّالث:
- ذكر، عن المطّلب بن زيادٍ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ فأخذناهم بالبأساء قال: خوفًا من السّلطان.
قوله تعالى: {والضّرّاء}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو سعيدٍ يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن مرة عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله:
{والضّرّاء} قال: الضّرّاء السّقم- وروي، عن ابن عبّاسٍ. وأبي العالية، ومرّة الهمدانيّ، وأبي مالكٍ والضّحّاك، والحسن، ومجاهدٍ، والسّدّيّ والرّبيع بن أنسٍ، ومقاتل بن حيّان نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: {والضّرّاء} يعني حين البلاء والشّدّة.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن بشّارٍ، حدّثني سرور بن المغيرة، عن عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن والضّرّاء قال: هذه الأمراض والجوع ونحو ذلك.
قوله تعالى: {لعلّهم يضّرّعون}
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الخطميّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: {لعلّهم} يعني: كي). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1524-1526]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {مكان السيئة الحسنة} قال مكان الشدة الرخاء حتى عفوا يقول حتى سروا بذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 233]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: ... {عفوا} [النساء: 43] : «كثروا وكثرت أموالهم» ). [صحيح البخاري: 6/ 58]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {عفوا} كثروا زاد غير أبي ذرٍّ وكثرت أموالهم قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {حتّى عفوا} أي كثروا وكذلك كلّ نباتٍ وقومٍ وغيره إذا كثروا فقد عفوا قال الشّاعر:
ولكنّا نعضّ السّيف منها ....... بأسوقٍ عافيات الشّحم كوم
وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة: {حتّى عفوا} أي حتّى سرّوا بذلك). [فتح الباري: 8/ 300]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو جعفر بن جرير ثنا القاسم ثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس: {إنّه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55] في الدّعاء ولا في غيره
وقال أيضا ثنا المثنى ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله: {حتّى عفوا} يقول حتّى كثروا وكثرت أموالهم). [تغليق التعليق: 4/ 213-214] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({عفوا}: كثروا وكثرت أموالهم
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ بدلنا مكان السّيئة الحسنة حتّى عفوا} الآية. وفسّر لفظ عفوا. الّذي هو صيغة جمع بقوله: كثروا من عفا الشّيء إذا كثر، وقوله كثرت أموالهم إنّما وقع في رواية غير أبي ذر، وفي التّفسير قوله: حتّى عفوا أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم). [عمدة القاري: 18/ 232]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى} {عفوا} أي (كثروا وكثرت أموالهم) يقال: عفا الشعر إذا كثر). [إرشاد الساري: 7/ 124]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا وقالوا قد مس ءابآءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون}.
يقول جلّ ثناؤه: {ثمّ بدّلنا} أهل القرية الّتي أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء، مكان السّيّئة، وهي البأساء والضّرّاء؛ وإنّما جعل ذلك سيّئةً؛ لأنّه ممّا يسوء النّاس، ولا تسوءهم الحسنة، وهي الرّخاء والنّعمة والسّعة في المعيشة. {حتّى عفوا} يقول: حتّى كثروا، وكذلك كلّ شيءٍ كثر، فإنّه يقال فيه: قد عفا، كما قال الشّاعر:
ولكنّا نعضّ السّيف منها ....... بأسوق عافيات الشّحم كوم
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {مكان السّيّئة الحسنة} قال: مكان الشّدّة رخاءً {حتّى عفوا}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {مكان السّيّئة الحسنة} قال: السّيّئة: الشّرّ، والحسنة: الرّخاء والمال والولد.
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {مكان السّيّئة الحسنة} قال: السّيّئة: الشّرّ، والحسنة: الخير.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة} يقول: مكان الشّدّة الرّخاء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا} قال: بدّلنا مكان ما كرهوا ما أحبّوا في الدّنيا، حتّى عفوا من ذلك العذاب {وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء}.
واختلفوا في تأويل قوله: {حتّى عفوا}، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {حتّى عفوا} يقول: حتّى كثروا وكثرت أموالهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {حتّى عفوا} قال: جمّوا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {حتّى عفوا} قال: كثرت أموالهم وأولادهم
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {حتّى عفوا} حتّى كثروا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم: {حتّى عفوا} قال: حتّى جمّوا وكثروا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: {حتّى عفوا} قال: حتّى جمّوا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {حتّى عفوا} يعني جمّوا وكثروا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ: {حتّى عفوا} قال: حتّى كثرت أموالهم وأولادهم.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {حتّى عفوا} كثروا كما يكثر النّبات والرّيش، ثمّ أخذهم عند ذلك بغتةً وهم لا يشعرون.
وقال آخرون: معنى ذلك: حتّى سرّوا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {حتّى عفوا} يقول: حتّى سرّوا بذلك.
وهذا الّذي قاله قتادة في معنى عفوا تأويلٌ لا وجه له في كلام العرب؛ لأنّه لا يعرف العفو بمعنى السّرور في شيءٍ من كلامها إلاّ أن يكون أراد حتّى سرّوا بكثرتهم وكثرة أموالهم، فيكون ذلك وجهًا وإن بعد.
وأمّا قوله: {وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء} فإنّه خبرٌ من اللّه عن هؤلاء القوم الّذين أبدلهم الحسنة السّيّئة الّتي كانوا فيها استدراجًا وابتلاءً أنّهم قالوا إذ فعل ذلك بهم: هذه أحوالٌ قد أصابت من قبلنا من آبائنا ونالت أسلافنا، ونحن لا نعدو أن نكون أمثالهم يصيبنا ما أصابهم من الشّدّة في المعايش والرّخاء فيها، وهي السّرّاء؛ لأنّها تسرّ أهلها. وجهل المساكين شكر نعمة اللّه، وأغفلوا من جهلهم استدامة فضله بالإنابة إلى طاعته، والمسارعة إلى الإقلاع عمّا يكرهه بالتّوبة، حتّى أتاهم أمره وهم لا يشعرون.
وقوله: {فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون} يقول: فأخذناهم بالهلاك والعذاب فجأةً. أتاهم على غرّةٍ منهم بمجيئه، وهم لا يدرون، ولا يعلمون أنّه يجيئهم، بل هم بأنّه آتيهم مكذّبون حتّى يعاينوه ويروه). [جامع البيان: 10/ 328-332]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون (95)}
قوله تعالى: {ثمّ بدّلنا مكان السيئة الحسنة}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {ثمّ بدّلنا مكان السيئة الحسنة} يقول: مكان الشدة والرخاء.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {مكان السّيّئة الحسنة}، قال: السّيّئة الشّرّ.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج، قال سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة} يقول: بدّلنا ما كان كرهوا ما أحبّوا في الدنيا.
قوله تعالى: {الحسنة}
الوجه الأول:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة} قال: والحسنة: الرّخاء، والعدل والولد.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: بدّلوا مكان السّيّئة الجهد والبلا، وبالحسنة العافية
قوله: {حتّى عفوا}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ
قوله:
{حتّى عفوا} حتى جمعوا: يعني كثروا.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله:
{حتّى عفوا} يقول: حتى كثروا وكثرت أموالهم.
الوجه الثّاني:
- ذكره أبو زرعة، ثنا عبيد بن جنّادٍ، ثنا بن المبارك، عن محمّد بن يسارٍ، عن يزيد بن أبي سعيدٍ، عن عكرمة،
{حتّى عفوا} قال: أشروا وبطروا.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة:
{حتّى عفوا} يقول: حتّى سرّوا بذلك.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، ثنا الحسن بن سهيلٍ الثّقفيّ، عن أبي حمزة العطّار، عن الحسن في قوله:
{حتّى عفوا} قال: حتّى سمنوا.
والوجه الخامس:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول:
{حتّى عفوا} من ذلك العذاب.
قوله تعالى: {وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء}
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب أبي، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان، عن قتادة قوله:
{وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء} قال قالوا: قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيئا.
قوله: {فأخذناهم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباط، عن السّدّيّ قوله: {فأخذناهم بغتةً} يقول: أخذهم العذاب بغتةً.
قوله تعالى: {وهم لا يشعرون}
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان، عن قتادة قوله: {فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون} قال: بغت القوم أمر اللّه وما أخذ اللّه قومًا قطّ إلا عند سلوتهم وغرّتهم ونعمتهم فلا تغترّوا باللّه إنّه لا يغترّ باللّه إلا القوم الفاسقون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا مهران، عن سفيان قوله: {فأخذناهم بغتةً}: قال: بعد ستّين سنةً.
- حدّثنا أبي، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن كثيرٍ الدّروقيّ، ثنا محمّد بن شيبة ابن أخت ابن المبارك، ثنا ابن المبارك، عن محمّد بن النّضر. الحارثيّ في قوله: {فأخذناهم بغتةً} قال: أمهلوا عشرين سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1526-1528]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة يقول مكان الشر الرخاء والعدل والعافية والولد). [تفسير مجاهد: 240-241]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {حتى عفوا} يقول كثرت أموالهم وأولادهم).[تفسير مجاهد: 241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} قال: مكان الشدة الرخاء {حتى عفوا}، قال: كثروا وكثرت أموالهم.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {ثم بدلنا مكان السيئة} قال: الشر {الحسنة} قال: الرخاء والعدل والولد {حتى عفوا} يقول: حتى كثرت أموالهم وأولادهم.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {حتى عفوا} قال: جموا.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء}، قال: قالوا قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيئا {فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} قال: بغت القوم أمر الله وما أخذ الله قوما قط إلا عند سكوتهم وغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون). [الدر المنثور: 6/ 485-486]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}.
يقول تعالى ذكره: {ولو أنّ أهل القرى} الذين أرسلنا إليهم رسلنا الذين ذكرت لك يا محمد نبأهم في هذه السورة وغيرها {آمنوا} يقول: صدقو الله ورسوله {واتّقوا} يقول: واتقوا الله فخافوا عذابه بتجنبهم ما يكرهه من أعمالهم، والإنابة إلى ما يحبه منهم من العمل بطاعته {لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} يقول: لأرسلنا عليهم من السماء الأمطار، وأنبتنا لهم من الأرض النبات، ورفعنا عنهم القحوط والدوب، وذلك من بركات السماء والأرض. وأصل البركة المواظبة على الشيء، يقال: قد بارك فلان على فلان إذا واظب عليه، والمباركة نحو المواظبة، فكأن قوله: {بركاتٍ من السّماء والأرض} ما يتتابع عليهم من خير السماء والأرض {ولكن كذّبوا} يقول: ولكن كذبوا بالله ورسوله، {فأخذناهم بما كانوا يكسبون} يقول فجعلنا لهم العقوبات بكسبهم الخبيث وعملهم الردئ، وذلك كفرهم بالله وآياته). [جامع البيان: 10/ 332-333]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون (96)}
قوله تعالى: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا قال: آمنوا بما أنزل.
قوله تعالى: {واتّقوا}
- وبه، عن قتادة قوله: {آمنوا واتّقوا}؛ قال: اتّقوا ما حرّم اللّه.
قوله تعالى: { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا مسلمٌ، حدّثني المنهال بن عيسى حدّثني معاذ بن رفاعة، عن موسى الطائفي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«أكرموا الخبز فإنّ اللّه أنزله من بركات السّماء، وأخرجه من بركات الأرض»). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولو أن أهل القرى آمنوا} قال: بما أنزل {واتقوا} قال: ما حرم الله {لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} يقول: لأعطتهم السماء بركتها والأرض نباتها.
- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق معاذ بن رفاعة عن موسى الطائفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الأرض».
- وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أم حرام قال: صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء وسخر له بركات الأرض ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له».
- وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: كان أهل قرية أوسع الله عليهم حتى كانوا يستنجون بالخبز فبعث عليهم الجوع حتى أنهم كانوا يأكلون ما يتغدون به). [الدر المنثور: 6/ 485-486]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله عزّ وجلّ: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نآئمون (97) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون}.
يقول تعالى ذكره: {أفأمن} يا محمّد {أهل القرى} المكذبة بالله ورسوله أن يسلك بهم مسلك سلافهم من الأمم المكذبة الله ورسوله، في تعجيل العقوبة لمهم كما عجلت لهم، وقد سلكوا سبيلهم في تكذيب الله ورسوله وجحود آياته فـ {يأتيهم بأسنا} يقول: عقوبتنا {بياتًا} يعني: ليلا، {وهم نآئمون}). [جامع البيان: 10/ 333]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون (97)}
قوله تعالى: {أفأمن أهل القرى}
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن داود، ثنا يوسف بن عطيّة، عن المعلّى بن زيادٍ القردوسيّ قال: كان هرم بن حيّان يخرج في وسط اللّيل ثمّ يقرأ:
{أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون }
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي زيادٍ القطوانيّ، ثنا سيّارٌ، ثنا جعفرٌ، قال: سمعت مالك بن دينارٍ يقول: قالت ابنة الرّبيع لأبيها: يا أبتاه ما لي أرى النّاس ينامون ولا أراك تنام قال: يا ابنتاه إنّي أخاف البيات.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي زيادٍ، ثنا سيّارٌ، ثنا جعفرٌ، قال: سمعت مالك بن دينارٍ: لو استطعت أن لا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائمٌ، ولو وجدت أعوانًا لفرّقتهم في منازل الأرض كلّها ينادون أيها الناس: النار النار). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أبو الشيخ عن أبي نضرة قال: يستحب إذا قرأ الرجل هذه الآية: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} يرفع بها صوته.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: لا تتخذوا الدجاج والكلاب فتكونوا من أهل القرى وتلا {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}). [الدر المنثور: 6/ 486]

تفسير قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله عزّ وجلّ: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نآئمون (97) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون}.
...
{أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون} يقول: أو أمنوا أن تأتيهم عقوبتنا نهارًا عند الضحى وهم ساهمون غافلون عن مجيئه، لا يشعرون به). [جامع البيان: 10/ 333]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون (98)}
قوله تعالى: {أوأمن أهل القرى}
- ذكر، عن المقدّميّ، ثنا هارون الخزّاز، عن عليّ بن المبارك، ثنا أبو عمران الشّقريّ قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: لا تتّخذوا الدّجاج والكلاب فتكونوا من أهل القرى وتلا: أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1529]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفأمنوا مكر اللّه فلا يأمن مكر اللّه إلاّ القوم الخاسرون}.
يقول تعالى ذكره: أفأمن يا محمّد هؤلاء الّذين يكذّبون اللّه ورسوله ويجحدون آياته، استدراج اللّه إيّاهم بما أنعم به عليهم في دنياهم من صحّة الأبدان ورخاء العيش، كما استدرج الّذين قصّ عليهم قصصهم من الأمم قبلهم. فإنّ مكر اللّه لا يأمنه، يقول: لا يأمن ذلك أن يكون استدراجًا مع مقامهم على كفرهم وإصرارهم على معصيتهم {إلاّ القوم الخاسرون} وهم الهالكون)[جامع البيان: 10/ 334]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أفأمنوا مكر اللّه فلا يأمن مكر اللّه إلّا القوم الخاسرون (99)}
قوله تعالى: {أفأمنوا مكر اللّه فلا يأمن مكر اللّه}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو بكر بن مروان بن الحكم الأسيّديّ، ثنا أبو عروة الزّبير بن عيسى بن عروة بن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن هشام بن عروة قال: كتب رجلٌ إلى صاحبٍ له: وإذا رضيت من اللّه شيئًا يسرّك فلا تأمن أن يكون فيه من الله مكر فإنه لا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هارون بن سعيدٍ، أنبأ ابن وهبٍ أنبأ ابن زيدٍ، عن أبيه أنّ اللّه -تبارك وتعالى- قال للملائكة: ما هذا الخوف الّذي قد بلغكم وقد أنزلتكم المنزلة الذي لم أنزله غيركم؟ قالوا: ربّنا لا نأمن مكرك، لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون.
- حدّثنا أبي، ثنا حمّاد بن حميدٍ العسقلانيّ، ثنا أيّوب بن سويدٍ، عن إسماعيل بن رافعٍ قال: من الأمن لمكر اللّه إقامة العبد على الذّنب يتمنّى على اللّه المغفرة). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن عروة قال: كتب رجل إلى صاحب له: إذا أصبت من الله شيئا يسرك فلا تأمن أن يكون فيه من الله مكر {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن الله -تبارك وتعالى- قال للملائكة: ما هذا الخوف الذي قد بلغكم وقد أنزلتكم المنزلة التي لم أنزلها غيركم؟ قالوا: ربنا لا نأمن مكرك لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون.
- وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن علي بن أبي حليمة قال: كان ذر
بن عبد الله الخولاني إذا صلى العشاء يختلف في المسجد فإذا أراد أن ينصرف رفع صوته بهذه الآية {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن إسماعيل بن رافع قال: من الأمن لمكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة). [الدر المنثور: 6/ 486-487]


رد مع اقتباس