عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 20 شوال 1434هـ/26-08-2013م, 11:30 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على قوله: (ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون)[150] على معنيين: إن جعلت (كما) صلة للكلام المتقدم قبلها فالوقف على (تهتدون) غير تام. وإن جعلت (كما) جوابًا لقوله: (فاذكروني) [152] كأنه قال: «فاذكروني أذكركم كما أرسلنا فيكم رسولا منكم» فالوقف على (تهتدون) تام.
والوقف على قوله: (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) [151] تام إذا كانت (كما أرسلنا) صلة لما قبلها، فإن كانت (كما) جوابًا لقوله: (فاذكروني) كان الوقف على (ما لم تكونوا تعلمون) غير تام).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/535-536]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ولعلكم تهتدون} تام إن علقت الكاف في {كما أرسلنا فيكم}، بقوله: {أذكركم} فإن علقت بما قبلها لم يكن تامًا
وكان التمام {ما لم تكونوا تعلمون}. {أذكركم} كاف. {ولا تكفرون} تام).
[المكتفى: 177-178]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الحرام- 149- ط}. {من ربك- 149- ط}.
{المسجد الحرام- 150 – ط} لأن {حيث ما} متضمن للشرط. {شطره- 150- لا} لتعلق لام كي. {حجة-
150- ز{ قد قيل على أن إلا بمعنى ولا، أو لكن، والوصل في العربية أوضح لأن لا ولكن للعطف أيضًا، ومن وقف تحرز عن إثبات الحجة
بعد النفي، والمخلص عن ذلك أن المراد من الحجة الخصومة، وبيان الحق لا ينفي الخصومة.
{تهتدون- 150 – لا} لأن تعلق الكاف في {كما} بقوله: {جعلناكم أمة وسطا}. يعني عدلاً وخيارًا {كما أرسلنا فيكم رسولاً} هو خير الناس، والوقف على {تعلمون- 151}، ومن علق الكاف بقوله: {فاذكروني} وقف على {تهتدون- 150} ولم يقف على {تعلمون- 151}).
[علل الوقوف: 1/253-258]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (الحرام (كاف) ومثله من ربك
عما يعملون (تام) سواء قرئ بتاء الخطاب أو بياء الغيبة.
الحرام الأخير (حسن)
شطره ليس بوقف للام العلة بعده ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلاً وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعًا لأنه في قوة لكن فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله.
(واخشوني) بإثبات الياء وقفًا ووصلاً ومثله في إثبات الياء فاتبعوني يحببكم الله في آل عمران وفي الأنعام قل إنني هداني وفي الأعراف فهو المهتدي وفي هود فكيدوني وفي يوسف أنا ومن اتبعني وفيها ما نبغي وفي الحجر أبشرتموني وفي الكهف فإن اتبعتني وفي مريم فاتبعني أهدك وفي طه فاتبعوني وأطيعوا أمري وفي القصص أن يهديني وفي يس وأن اعبدوني وفي المنافقين لولا آخرتني هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال لا في الوصل ولا في الوقف وقطعوا حيث عن ما في وحيث ما كنتم في الموضعين.
واخشوني (جائز) وتبتدئ ولأتم نعمتي وكذا كل لام قبلها واو ولم يكن معطوفًا على لام كي قبلها فإن عطف على لام قبلها كقوله تعالى ولتعلموا عدد السنين فإنه معطوف على لتبتغوا فضلاً لأن لام العلة في التعلق كلام كي فلا يوقف على فضلاً من ربكم ولا على مبصرة لشدة التعلق كما سيأتي
تهتدون (تام) إن علق كما بقوله فاذكروني وليس بوقف إن علق بقوله قبل ولأتم أي فاذكروني كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم فإن جزاء هذه النعمة هو ذكري والشكر لي وعلى هذا لا يوقف على تعلمون لتعلق الكاف بما بعدها من قوله فاذكروني ولا يوقف على تهتدون إن علقت الكاف بما قبلها من ولأتم والمعنى على هذا أن الله أمرهم بالخشية ليتم نعمته عليهم في أمر القبلة كما أنعم عليهم بإرسال الرسول وعلى هذا التأويل يوقف على تعلمون
أذكركم (كاف) على أن الكاف من قوله كما متعلقة بما قبلها
ولا تكفرون (تام) للابتداء بالنداء).
[منار الهدى: 51-52]

- تفسير


رد مع اقتباس