عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 04:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أفتنا في سبع بقرات سمان قال أما السمان فسنون فيها خصب وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا وأما قوله يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا فيقول يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت إلا قليلا مما كنتم تحصنون قال قتادة فزاده الله علم سنة لم يسألوه عنها فقال ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون قال يعصرون الأعناب والثمار). [تفسير عبد الرزاق: 1/324]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الملك إنّي أرى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرّؤيا تعبرون}.
يعني جلّ ذكره بقوله: وقال ملك مصر {إنّي أرى} في المنام {سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ} من البقر {عجافٌ} وقال: {إنّي أرى}، ولم يذكر أنّه رأى في منامه ولا في غيره، لتعارف العرب بينها في كلامها إذا قال القائل منهم: أرى أنّي أفعل كذا وكذا أنّه خبرٌ عن رؤيته ذلك في منامه، وإن لم يذكر النّوم. وأخرج الخبر جلّ ثناؤه على ما قد جرى به استعمال العرب ذلك بينهم.
{وسبع سنبلاتٍ خضرٍ} يقول: وأرى سبع سنبلاتٍ خضرٍ في منامي. {وأخر} يقول: وسبعًا أخر من السّنبل {يابساتٍ يا أيّها الملأ} يقول: يا أيّها الأشراف من رجالي وأصحابي {أفتوني في رؤياي} فاعبروها {إن كنتم للرّؤيا} عبرة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: إنّ اللّه أرى الملك في منامه رؤيا هالته، فرأى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ، وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ. فجمع السّحرة والكهنة والحزاة والقافة، فقصّها عليهم. {قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثمّ إنّ الملك الرّيّان بن الوليد رأى رؤياه الّتي رأى، فهالته، وعرف أنّها رؤيا واقعةٌ، ولم يدر ما تأويلها؛ فقال للملإ حوله من أهل مملكته: {إنّي أرى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ}. إلى قوله: {بعالمين}). [جامع البيان: 13/177-178]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الملك إنّي أرى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ يا أيّها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرّؤيا تعبرون (43)
قوله تعالى: وقال الملك إنّي أرى سبع بقراتٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ثمّ إنّ الملك ريّان بن الوليد، رأى الرّؤيا الّتي هالته وعرف أنّها رؤيا واقعةٌ، ولم يدر ما تأويلها فقال للملأ حوله من أهل مملكته إنّي أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ.
قوله تعالى يا أيّها الملأ أفتوني في رءياي إن كنتم للرءيا تعبرون.
- حدثنا عبد الله بن سليما، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: ثمّ إنّ اللّه تعالى أرى الملك رؤيا في منامه هالته، فرأى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ، وسبع سنبلاتٍ خضرٍ يأكلهنّ سبعٌ يابساتٍ، فجمع السّحرة والكهنة والعافّة وهم: القافّة والحاحزة وهم الّذين يزجرون الطّير فقصّها عليهم فقالوا: أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين). [تفسير القرآن العظيم: 7/2150-2151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 - 46
أخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال يوسف عليه الصلاة والسلام للساقي {اذكرني عند ربك} أي الملك الأعظم ومظلمتي وحبسي في غير شيء، قال: أفعل، فلما خرج الساقي رد على ما كان عليه ورضي عنه صاحبه وأنساه الشيطان ذكر الملك الذي أمره يوسف عليه السلام أن يذكره له فلبث يوسف عليه السلام بعد ذلك في السجن بضع سنين ثم إن الملك ريان بن الوليد رأى رؤياه التي أرى فيها فهالته وعرف أنها رؤيا واقعة ولم يدر ما تأويلها فقال للملأ حوله من أهل مملكته {إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات} فلما سمع نبوا من الملك ما سمع منه ومسألته عن تأويلها ذكر يوسف عليه السلام وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله فقال {أنا أنبئكم بتأويله} ). [الدر المنثور: 8/263]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أضغاث أحلام قال أخلاط أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعلمين). [تفسير عبد الرزاق: 1/324]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أضغاث أحلامٍ} [يوسف: 44] : " ما لا تأويل له، والضّغث: ملء اليد من حشيشٍ وما أشبهه، ومنه " {وخذ بيدك ضغثًا} [ص: 44] «لا من قوله أضغاث أحلامٍ، واحدها ضغثٌ»). [صحيح البخاري: 6/75-76]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أضغاث أحلام ما لا تأويل له الضّغث ملء اليد من حشيشٍ وما أشبهه ومنه وخذ بيدك ضغثا لا من قوله أضغاث أحلامٍ واحدها ضغثٌ كذا وقع لأبي ذرٍّ وتوجيهه أنّه أراد أنّ ضغثًا في قوله تعالى وخذ بيدك ضغثا بمعنى ملء الكفّ من الحشيش لا بمعنى ما لا تأويل له ووقع عند أبي عبيدة في قوله تعالى قالوا أضغاث أحلامٍ واحدها ضغثٌ بالكسر وهي ما لا تأويل له من الرّؤيا وأراه جماعاتٌ تجمع من الرّؤيا كما يجمع الحشيش فيقول ضغثٌ أي ملء كفٍّ منه وفي آيةٍ أخرى وخذ بيدك ضغثا فاضرب به وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله أضغاث أحلام قال أخلاط أحلامٍ ولأبي يعلى من حديث بن عبّاس في قوله أضغاث أحلام قال هي الأحلام الكاذبة). [فتح الباري: 8/360]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أضغاث أحلامٍ ما لا تأويل له
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} (يوسف: 44) والأضغاث جمع ضغث، وهو ملء اليد من حشيش، وفسّر قوله: أضغاث أحلام، بقوله: ما لا تأويل له لأنّه من الأخلاط والرؤيا الكاذبة الّتي لا أصل لها. وقوله: (أضغاث أحلام) في محل الرّفع على الابتداء. قوله: (ما لا تأويل له) ، خبره وكلمة ما موصولة.
والضّغث ملء اليد من حشيشٍ وما أشبهه ومنه وخذ بيدك ضغثا لا من قوله أضغاث أحلامٍ واحدها ضغثٌ
أشار بقوله: {والضغث} إلى شيئين: أحدهما: أن الضغث واحد. الأضغاث والآخر: أن تفسيره بملء اليد من حشيش وما أشبهه، وأراد أن الضغث الّذي هو ملء الكفّ من أنواع الحشيش هو المراد من قوله تعالى: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به} (ص: 44) وذلك في قصّة أيّوب، عليه السّلام، وليس المراد هنا هذا المعنى، ولكن المراد من الأضغاث هنا هو الّذي واحده ضغث الّذي هو بمعنى ما لا تأويل له، وروى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {أضغاث أحلام} ما حاصله أن الضغث في قوله: (وخذ بيدك ضغثا) بمعنى: ملء الكفّ من الحشيش، لا بمعنى: ما لا تأويل له، وروى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {أضغاث أحلام} قال: أخلاط أحلام، وروى أبو يعلى بإسناده عن ابن عبّاس في قوله: {أضغاث أحلام} قال: هي الأحلام الكاذبة). [عمدة القاري: 18/301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: ({أضغاث أحلام}) هي (ما لا تأويل له) وقال قتادة فيما رواه عبد الرزاق هي الأحلام الكاذبة وسقط لأبي ذر أحلام (والضغث) بكسر الضاد وسكون الغين المعجمتين وسقط الواو من قوله والضعث لأبي ذر (ملء اليد من حشيش وما أشبهه) جنسًا واحدًا أو أجناسًا مختلطة وخصه في الكشاف بما جمع من أخلاط النبات فقال وأصل الأضغاث ما جمع من أخلاط النبات، وحزم فاستعيرت لذلك أي استعيرت الأضغاث للتخاليط والأباطيل والجامع الاختلاط من غير تمييز بين جيد ورديء والإضافة في أضغاث أحلام بمعنى من التقدير أضغاث من أحلام (ومنه): {وخذ بيدك ضغثًا} [ص: 44] مما هو ملء الكف من الحشيش وهو من جنس واحد روي أنه أخذ عثكالاً من نخلة (لا من قوله) {أضغاث أحلام} [يوسف: 44] الذي هو بمعنى لا تأويل له (واحدها) أي الأضغاث (ضغث) ). [إرشاد الساري: 7/175]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}.
يقول تعالى ذكره: قال الملأ الّذين سألهم ملك مصر عن تعبير رؤياه: رؤياك هذه أضغاث أحلامٍ؛ يعنون أنّها أخلاط رؤيا كاذبةٍ لا حقيقة لها.
وهي جمع ضغثٍ، والضّغث: أصله الحزمة من الحشيش، تشبّه بها الأحلام المختلطةً الّتي لا تأويل لها. والأحلام جمع حلم، وهو ما لم يصدّق من الرّؤيا، ومن الأضغاث قول ابن مقبلٍ:
خودٌ كأنّ فراشها وضعت به = أضغاث ريحانٍ غداة شمال
ومنه قول الآخر:
يحمي ذمار جنينٍ قلّ مانعه = طاو كضغث الخلا في البطن مكتمن
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أضغاث أحلامٍ} يقول: مشتبهةٌ
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أضغاث أحلامٍ} كاذبةٌ
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا قصّ الملك رؤياه الّتي رأى على أصحابه، قالوا: أضغاث أحلامٍ: أي فعل الأحلام
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أضغاث أحلامٍ} قال: أخلاط أحلامٍ، {وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي مرزوقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: أضغاث أحلامٍ: كاذبةٌ
- قال: ثني المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قالوا: أضغاث، قال: كذبٌ
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {أضغاث أحلامٍ}: هي الأحلام الكاذبة
وقوله: {وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} يقول: وما نحن بما تئول إليه الأحلام الكاذبة بعالمين. والباء الأولى الّتي في التّأويل من صلة العالمين، والّتي في العالمين الباء الّتي تدخل في الخبر مع ما الّتي بمعنى الجحد. ورفع أضغاث أحلامٍ، لأنّ معنى الكلام: ليس هذه الرّؤيا بشيءٍ إنّما هي أضغاث أحلامٍ). [جامع البيان: 13/178-181]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين (44)
قوله تعالى: أضغاث أحلامٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر أنبأ سعيد بن بشيرٍ، ثنا عبادة قالوا أضغاث أحلامٍ قال: الأحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: أضغاث أحلامٍ فهي: الأحلام الكاذبة). [تفسير القرآن العظيم: 7/2151]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أضغاث أحلامٍ} [يوسف: 44].
- عن ابن عبّاسٍ - رضي اللّه عنهما - في قوله: {أضغاث أحلامٍ} [يوسف: 44] قال: هي الأحلام الكاذبة.
رواه أبو يعلى، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/39]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أحمد الأخنسيّ، ثنا محمّد بن فضيلٍ، ثنا الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قوله عزّ وجلّ: (أضغاث أحلامٍ) قال: هي الأحلام الكاذبة".
الكلبيّ ضعيفٌ، واسمه محمّد بن السّائب). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/224]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا (الأخنسيّ)، ثنا ابن فضيلٍ، عن الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما، في قوله: {أضغاث أحلامٍ}، قال: هي الأحلام الكاذبة). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/745]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أضغاث أحلام} قال: من الأحلام الكاذبة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 8/264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {أضغاث أحلام} قال: أخلاط أحلام). [الدر المنثور: 8/264]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس وادكر بعد أمة قال بعد حين). [تفسير عبد الرزاق: 1/324]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وادكر بعد أمة قال بعد نسيانه
قال معمر وقال الحسن بعد حين). [تفسير عبد الرزاق: 1/324]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزينٍ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وادكر بعد أمة} قال: بعد حين [الآية: 45]). [تفسير الثوري: 143]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (45) : قوله تعالى: {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك أنّه كان يقرأ: {وادّكر بعد أمةٍ} أي بعد نسيانٍ). [سنن سعيد بن منصور: 5/394-395]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون (45) يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: وقال الّذي نجا من القتل من صاحبي السّجن اللّذين استعبرا يوسف الرّؤيا {وادّكر} يقول: وتذكّر ما كان نسي من أمر يوسف، وذكر حاجته للملك الّتي كان سأله عند تعبيره رؤياه أن يذكرها له بقوله: {اذكرني عند ربّك}، {بعد أمّةٍ} يعني بعد حينٍ كالّذي؛
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ، {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: بعد حينٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، {وادّكر بعد أمّةٍ}: بعد حينٍ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، قال: {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: بعد حينٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ مثله
- قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وادّكر بعد أمّةٍ} يقول: بعد حينٍ
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: ذكر بعد حينٍ
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، {وادّكر بعد أمّةٍ} بعد حينٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، مثله
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وادّكر بعد أمّةٍ}: بعد حينٍ
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن كثيرٍ: {بعد أمّةٍ}: بعد حينٍ قال ابن جريجٍ، وقال ابن عبّاسٍ: {بعد أمّةٍ} قال: بعد سنين
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: بعد حينٍ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سماكٍ، عن عكرمة، {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: بعد حينٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سماكٍ، عن عكرمة، {وادّكر بعد أمّةٍ} أي بعد حقبةٍ من الدّهر.
وهذا التّأويل على قراءة من قرأ: {بعد أمّةٍ} بضمّ الألف وتشديد الميم، وهي قراءة القرّاء في أمصار الإسلام.
وقد روي عن جماعةٍ من المتقدّمين أنّهم قرءوا ذلك: بعد أمّةٍ بفتح الألف، وتخفيف الميم، وفتحها بمعنى بعد نسيانٍ. وذكر بعضهم أنّ العرب تقول من ذلك: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي. وكذلك تأوّله من قرأ ذلك كذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرؤها: بعد أمهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا بهز بن أسدٍ، عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ: بعد أمهٍ يقول: بعد نسيانٍ.
- حدّثني أبو غسّان مالك بن الخليل اليحمديّ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن أبي هارون الغنويّ، عن عكرمة، أنّه قرأ:( بعد أمهٍ). والأمه: النّسيان.
- حدّثني يعقوب وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو هارون الغنويّ، عن عكرمة، مثله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: قال هارون، وثني أبو هارون الغنويّ، عن عكرمة:( بعد أمهٍ): بعد نسيانٍ
- قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن عكرمة: (وادّكر بعد أمّةٍ): بعد نسيانٍ
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاس: أي بعد نسيانٍ
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، (وادّكر بعد أمّةٍ) قال: من بعد نسيانه
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان عارمٌ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عبد الكريم أبي أميّة المعلّم، عن مجاهدٍ، أنّه قرأ: وادّكر بعد أمّةٍ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي مرزوقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وادّكر بعد أمّةٍ} قال: بعد نسيانٍ
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: (وادّكر بعد أمّةٍ) يقول: بعد نسيانٍ.
وقد ذكر فيها قراءةً ثالثةً وهي ما؛
- حدّثني به المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، عن حميدٍ، قال: قرأ مجاهدٌ: وادّكر بعد أمةٍ مجزومة الميم مخفّفةً.
وكأنّ قارئ ذلك كذلك أراد به المصدر من قولهم: أمه يأمه أمهًا، وتأويل هذه القراءة، نظير تأويل من فتح الألف والميم.
وقوله: {أنا أنبّئكم بتأويله} يقول: أنا أخبركم بتأويله. {فأرسلون} يقول: فأطلقوني أمضي لآتيكم بتأويله من عند العالم به.
وفي الكلام محذوفٌ قد ترك ذكره استغناءً بما ظهر عمّا ترك وذلك: فأرسلوه فأتى يوسف، فقال له: يا يوسف يا أيّها الصّدّيق كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: {وقال الملك} للملإ حوله: {إنّي أرى سبع بقراتٍ سمانٍ}. الآية، وقالوا له ما قالوا، وسمع نبو من ذلك ما سمع، ومسألته عن تأويلها؛ ذكر يوسف، وما كان عبّر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله، قال: {أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون} يقول اللّه تعالى: {وادّكر بعد أمّةٍ}: أي حقبةٍ من الدّهر، فأتاه، فقال: يا يوسف إنّ الملك قد رأى كذا وكذا فقصّ عليه الرّؤيا، فقال فيها يوسف ما ذكر اللّه تعالى لنا في الكتاب فجاءهم مثل فلق الصّبح تأويلها، فخرج نبو من عند يوسف بما أفتاهم به من تأويل رؤيا الملك، وأخبره بما قال.
وقيل: إنّ الّذي نجا منهما إنّما قال: أرسلوني؛ لأنّ السّجن لم يكن في المدينة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون} قال ابن عبّاسٍ: لم يكن السّجن في المدينة، فانطلق السّاقي إلى يوسف، فقال: {أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ} الآيات). [جامع البيان: 13/181-187]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون (45)
قوله تعالى: وقال الّذي نجا منهما
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: فلمّا سمع نبو من الملك ما سمع منه ومسألته، عن تأويلها، ذكر يوسف، وما كان عبر له ولصاحبه.
قوله: وادّكر.
- وبه، عن مجاهدٍ قال: فلمّا سمع نبو من الملك ذكر يوسف، وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله: أنا أنبّئكم بتأويله
قوله: بعد أمة.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان ، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ وادّكر بعد أمّةٍ قال: بعد حينٍ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ وادّكر بعد أمّةٍ قال: بعد حينٍ، وهو: الأجل الّذي يعلمه اللّه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وادّكر بعد أمّةٍ يقول: بعد سنين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ يقول اللّه: وادّكر بعد أمّةٍ أي: بعد حقبةٍ من الدّهر.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا هدبة بن خالدٍ، ثنا همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ: وادّكر بعد أمّةٍ
ويفسّرها قتادة: بعد نسيانٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا نصرٌ قال: أخبرني أبي، عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: بعد أمّةٍ. قال: بعد نسيانٍ.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبي، عن خالد بن قيسٍ، عن قتادة، عن الحسن أنّه قرأ: وادّكر بعد أمّةٍ قال: بعد أمّةٍ من النّاس.
قوله تعالى: أنا أنبّئكم بتأويله.
- حدّثنا أبي، ثنا بشر بن هلال الصّوّاف، ثنا جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينارٍ: وكان الحسن يقرأ هذه الآية أنا آتيكم بتأويله فقيل له: يا أبا سعيدٍ أنا أنبّئكم بتأويله قال: أهو كان نبيّهم.
قوله: فأرسلون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون قال ابن عبّاسٍ: لم يكن السّجن في المدينة فانطلق السّاقي إلى يوسف). [تفسير القرآن العظيم: 7/2151-2152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وادكر بعد أمة} قال: بعد حين). [الدر المنثور: 8/264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير والسدي - رضي الله تعالى عنهم - مثله). [الدر المنثور: 8/264-265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وادكر بعد أمة} يقول: بعد سنين). [الدر المنثور: 8/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {وادكر بعد أمة} يقول: بعد سنين). [الدر المنثور: 8/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قرأ {وادكر بعد أمة} قال: بعد أمة من الناس). [الدر المنثور: 8/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ {وادكر بعد أمة} - بالفتح والتخفيف يقول بعد نسيان). [الدر المنثور: 8/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك - رضي الله عنهم - أنهم قرأوا {بعد أمة} أي بعد نسيان). [الدر المنثور: 8/265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن حميد - رضي الله عنه - قال: قرأ مجاهد رضي الله عنه {وادكر بعد أمة} مجزومة مخففة). [الدر المنثور: 8/265-266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هرون - رضي الله عنه - قال في قراءة أبي بن كعب (أنا آتيكم بتأويله) ). [الدر المنثور: 8/266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ (أنا آتيكم بتأويله) فقيل له: أنا أنبئكم، قال: أهو كان ينبئهم). [الدر المنثور: 8/266]

تفسير قوله تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ} فإنّ معناه: أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ رئين في المنام يأكلهنّ سبعٌ منها عجافٌ، وفي سبع سنبلاتٍ خضرٍ رئين أيضًا، وسبعٌ أخر منهنّ يابساتٍ.
فأمّا السّمّان من البقر: فإنّها السّنون المخصبة. كما؛
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ} قال: أمّا السّمان: فسنون منها مخصبةٌ. وأمّا السّبع العجاف: فسنون مجدبةٌ لا تنبت شيئًا
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ} فالسّمان المخاصيب، والبقرات العجاف: هي السّنون المحول الجدوب
قوله: {وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ} أمّا الخضر: فهنّ السّنون المخاصيب، وأمّا اليابسات: فهنّ الجدوب المحول.
والعجاف: جمع عجفٌ، وهي المهازيل.
وقوله: {لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون} يقول: كي أرجع إلى النّاس فأخبرهم، {لعلّهم يعلمون} يقول: ليعلموا تأويل ما سألتك عنه من الرّؤيا). [جامع البيان: 13/188-189]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابساتٍ لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون (46)
قوله: يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة قوله: أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ وهي: السّنون المخصبات.
قوله تعالى: يأكلهنّ سبعٌ عجافٌ.
- وبه، ثنا قتادة في قوله: يأكلهنّ سبعٌ عجاف وهن السنون المحول الجدوب.
قوله: وسبع سنبلاتٍ خضرٍ.
- وبه، ثنا قتادة
قوله: وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وهي السّنون المخاصيب تخرج الأرض نباتها وزرعها وثمارها.
قوله: وأخر يابساتٍ.
- وبه، ثنا قتادة وأخر يابساتٍ المحول الجدوب، فلا تخرج الأرض زرعها ولا ثمارها.
قوله تعالى: لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون.
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: لعلّي يعني: كي.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون تأويلها). [تفسير القرآن العظيم: 7/2152-2153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أفتنا في سبع بقرات} الآية، قال: أما السمان فسنون فيها خصب.
وأمّا السبع العجاف فسنون مجدبة، وسبع سنبلات خضر هي السنون المخاصيب تخرج الأرض نباتها وزرعها وثمارها، وأخر يابسات المحول الجدوب لا تنبت شيئا). [الدر المنثور: 8/266]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلاّ قليلاً ممّا تأكلون}.
يقول تعالى ذكره: قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك: {تزرعون سبع سنين دأبًا} يقول: تزرعون هذه السّبع السّنين، كما كنتم تزرعون سائر السّنين قبلها على عادتكم فيما مضى.
والدّأب: العادة ومن ذلك قول امرئ القيس:
كدأبك من أمّ الحويرث قبلها = وجارتها أمّ الرّباب بمأسل
يعني كعادتك منها
وقوله: {فما حصدتم فذروه في سنبله إلاّ قليلاً ممّا تأكلون} وهذه مشورةٌ أشار بها نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على القوم، ورأي رآه لهم صلاحًا يأمرهم باستبقاء طعامهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال لهم نبيّ اللّه يوسف {تزرعون سبع سنين دأبًا}. الآية، فإنّما أراد نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم البقاء). [جامع البيان: 13/189-190]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلّا قليلًا ممّا تأكلون (47)
قوله تعالى: تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله.
- وبه، عن السّدّيّ: قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله قال: هو أبقى له.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول: في قوله: أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون. يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا في سبع بقراتٍ سمانٍ فلم يرض أن أفتاهم بالتّأويل حتّى أمرهم بالرّفق، فقال: سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله لأنّ الحبّ إذا كان في سنبله لا يؤكل.
قوله تعالى: إلا قليلا ممّا تأكلون
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال لهم نبيّ اللّه يوسف- صلّى اللّه عليه وسلّم-: تزرعون سبع سنين دأبًا إلى قوله ممّا تأكلون أراد نبيّ اللّه يوسف البقاء). [تفسير القرآن العظيم: 7/2153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 47 - 49.
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه – والله يغفر له - حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه - والله يغفر له - حين أتاه الرسول لبادرتهم الباب، ولكنه أراد أن يكون له العذر). [الدر المنثور: 8/266-267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال: لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق فقال: {تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله} لأن الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل). [الدر المنثور: 8/267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فذروه في سنبله} قال: أراد يوسف عليه السلام البقاء). [الدر المنثور: 8/267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {فذروه في سنبله} قال: في بعض القراءة الأولى: هو أبقى له لا يؤكل). [الدر المنثور: 8/267]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدادٌ يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلاً ممّا تحصنون}.
يقول: ثمّ يجيء من بعد السّنين السّبع الّتي تزرعون فيها دأبًا، سنون سبعٌ شدادٌ؛ يقول: جدوبٌ قحطةٌ {يأكلن ما قدّمتم لهنّ} يقول: يؤكل فيهنّ ما قدّمتم في إعداد ما أعددتم لهنّ في السّنين السّبعة الخصبة من الطّعام والأقوات.
وقال جلّ ثناؤه: {يأكلن} فوصف السّنين بأنّهنّ يأكلهنّ، وإنّما المعنى: أنّ أهل تلك النّاحية يأكلون فيهنّ، كما قيل:
نهارك يا مغرور سهوٌ وغفلةٌ = وليلك نومٌ والرّدى لك لازم
فوصف النّهار بالسّهو والغفلة، واللّيل بالنّوم، وإنّما يسهى في هذا ويغفل فيه وينام في هذا، لمعرفة المخاطبين بمعناه، والمراد منه: {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون}، يقول: إلاّ يسيرًا ممّا تحرزونه.
والإحصان: التّصيير في الحصن، وإنّما المراد منه: الإحراز.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ} يقول يأكلن ما كنتم اتّخذتم فيهنّ من القوت، {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون}
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدادٌ} وهنّ الجدوب المحول، {يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلاً ممّا تحصنون}
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدادٌ} وهنّ الجدوب، {يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلاً ممّا تحصنون}: ممّا تدّخرون.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} يقول: تخزنون
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {تحصنون}: تحرزون
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} قال: ممّا ترفعون.
وهذه الأقوال في قوله: {تحصنون} وإن اختلفت ألفاظ قائليها فيه، فإنّ معانيها متقاربةٌ، وأصل الكلمة وتأويلها على ما بيّنت). [جامع البيان: 13/190-192]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدادٌ يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلّا قليلًا ممّا تحصنون (48)
قوله: ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدّادٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيدٌ أنبأ قتادة: ثمّ يأتي من بعد ذلك سبعٌ شدّادٌ يأكلن ما قدّمتم لهن: وهن السنون المحمول، الجدوب.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الطّاهر أنبأ ابن وهبٍ، أخبرني ابن زيدٍ، عن أبيه، أنّ يوسف، النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في زمانه كان يضع لرجلٍ طعام اثنين فيقرّبه إلى الرّجل فيأكل نصفه ويدع نصفه، حتّى إذا كان يومًا قرّبه له فأكله كلّه فقال يوسف: هذا أوّل يومٍ من السّبع الشّداد.
قوله تعالى: يأكلن ما قدّمتم لهنّ
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة وأمّا قوله: يأكلن ما قدّمتم لهنّ يقول: يأكلن ما كنتم اتّخذتم فيهنّ من القوت.
قوله: إلا قليلا ممّا تحصنون
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إلّا قليلا ممّا تحصنون يقول: تخزنون.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر أنبأ سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: إلا قليلا ممّا تحصنون أي: ممّا تدّخرون). [تفسير القرآن العظيم: 7/2154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل طعام اثنين فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه حتى إذا كان يوما قربه له فأكله فقال له يوسف عليه السلام: هذا أول يوم من السبع الشداد). [الدر المنثور: 8/267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} قال: هن السنون المحول الجدوب وفي قوله {يأكلن ما قدمتم لهن} يقول: يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت {إلا قليلا مما تحصنون} أي مما تدخرون). [الدر المنثور: 8/267-268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {مما تحصنون} يقول: تخزنون، وفي قوله {وفيه يعصرون} يقول: الأعناب والدهن). [الدر المنثور: 8/268]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (49) : قوله تعالى: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا فرج بن فضالة، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ - في قوله عزّ وجلّ: {وفيه تعصرون} -: تحتلبون). [سنن سعيد بن منصور: 5/395-396]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه: أنّ قريشًا لمّا أبطئوا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالإسلام، قال: «اللّهمّ اكفنيهم بسبعٍ كسبع يوسف» فأصابتهم سنةٌ حصّت كلّ شيءٍ حتّى أكلوا العظام، حتّى جعل الرّجل ينظر إلى السّماء فيرى بينه وبينها مثل الدّخان، قال اللّه: {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} [الدخان: 10] ، قال اللّه: {إنّا كاشفو العذاب قليلًا إنّكم عائدون} [الدخان: 15] ، أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدّخان، ومضت البطشة). [صحيح البخاري: 6/77]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وعن ابن مسعود بل عجبت ويسخرون هكذا وقع في هذا الموضع معطوفًا على الإسناد الّذي قبله وقد وصله الحاكم في المستدرك من طريق جريرٍ عن الأعمش بهذا وقد أشكلت مناسبة إيراد هذه الآية في هذا الموضع فإنّها من سورة والصّافّات وليس في هذه السّورة من معناها شيءٌ لكن أورد البخاريّ في الباب حديث عبد الله وهو بن مسعودٍ أنّ قريشًا لمّا أبطئوا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال اللّهمّ اكفنيهم بسبعٍ كسبع يوسف الحديث ولا تظهر مناسبته أيضًا للتّرجمة المذكورة وهي قوله باب قوله وراودته الّتي هو في بيتها عن نفسه وقد تكلّف لها أبو الإصبع عيسى بن سهلٍ في شرحه فيما نقلته من رحلة أبي عبد اللّه بن رشيدٍ عنه ما ملخّصه ترجم البخاريّ باب قوله وراودته الّتي هو في بيتها عن نفسه وأدخل حديث بن مسعودٍ أنّ قريشًا لمّا أبطئوا الحديث وأورد قبل ذلك في التّرجمة عن ابن مسعود بل عجبت ويسخرون قال فانتهى الموضع الفائدة ولم يذكرها وهو قوله وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون). [فتح الباري: 8/364-365] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ عن عبد اللّه -رضي الله عنه- أنّ قريشًا لمّا أبطئوا عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالإسلام قال: «اللّهمّ اكفنيهم بسبعٍ كسبع يوسف» فأصابتهم سنةٌ حصّت كلّ شيءٍ حتّى أكلوا العظام حتّى جعل الرّجل ينظر إلى السّماء فيرى بينه وبينها مثل الدّخان قال اللّه: {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} [الدخان: 15] قال اللّه: {إنّا كاشفو العذاب قليلاً إنّكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة} [الدخان: 15] وقد مضى الدّخان ومضت البطشة.
وبه قال: (حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير المكي قال (حدّثنا سفيان) بن عيينة (عن الأعمش) سليمان (عن مسلم) هو ابن صبيح بضم الصاد المهملة وفتح الموحدة آخره حاء مهملة مصغرًا (عن مسروق) هو ابن الأجدع (عن عبد الله) هو ابن مسعود (رضي الله تعالى عنه) ذكر (أن قريشًا لما أبطؤوا عن النبي) ولأبي ذر على النبي (-صلّى اللّه عليه وسلّم- بالإسلام) زاد في الاستسقاء دعا عليهم (قال): (اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة) بفتح السين أي جدب وقحط (حصّت) بالحاء والصاد المشدّدة المهملتين أي أذهبت (كل شيء حتى أكلوا العظام) زاد في الاستسقاء والميتة (حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان) من ضعف بصره بسبب الجوع (قال الله) عز وجل، وفي الاستسقاء فجاء أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله تعالى فقرأ: ({فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 15] (قال الله) عز وجل: ({إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون}) [الدخان: 15] أي إلى الكفر وفي الاستسقاء في باب دعاء النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- اجعلها سنين كسني يوسف يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون وفي سورة الدخان فاستسقى فسقوا فنزلت {إنكم عائدون} فلما أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون} [الدخان: 16] قال عبد الله ({أفيكشف}) بضم الياء وفتح الشين مبنيًّا ({عنهم العذاب يوم القيامة} وقد مضى الدخان) الحاصل بسبب الجوع (ومضت البطشة) الكبرى يوم بدر وعن الحسن البطشة الكبرى يوم القيامة.
ووجه المناسبة بين الحديث والترجمة في قوله: فجاء أبو سفيان، فقال: يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله فدعا ففيه أنه عفا عن قومه كما عفا يوسف عليه الصلاة والسلام عن امرأة العزيز). [إرشاد الساري: 7/179-180] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون}.
وهذا خبرٌ من يوسف عليه السّلام للقوم عمّا لم يكن في رؤيا ملكهم، ولكنّه من علم الغيب الّذي آتاه اللّه دلالةً على نبوّته وحجّةً على صدقه
- كما: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: ثمّ زاده اللّه علم سنةٍ لم يسألوه عنها، فقال: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون}.
ويعني بقوله: {فيه يغاث النّاس} بالمطر والغيث.
وبنحو ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس} قال: فيه يغاثون بالمطر
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {فيه يغاث النّاس} قال: بالمطر
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ} قال: أخبرهم بشيءٍ لم يسألوه عنه، وكان اللّه قد علّمه إيّاه، عامٌ فيه يغاث النّاس بالمطر
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فيه يغاث النّاس} بالمطر
وأمّا قوله: {وفيه يعصرون} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وفيه يعصرون العنب والسّمسم وما أشبه.
ذلك ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وفيه يعصرون} قال: الأعناب والدّهن
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {وفيه يعصرون} السّمسم دهنًا، والعنب خمرًا، والزّيتون زيتًا
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون} يقول: يصيبهم غيثٌ، فيعصرون فيه العنب، ويعصرون فيه الزّيت، ويعصرون من كلّ الثّمرات
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وفيه يعصرون} قال: يعصرون أعنابهم
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وفيه يعصرون} قال: العنب.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وفيه يعصرون} قال: الزيت
- حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال حدثنا محمد بن ثور, عن معمر، عن قتادة: {وفيه يعصرون}. قال: كانوا يعصرون الأعناب والثّمرات
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وفيه يعصرون} قال: يعصرون الأعناب والزّيتون والثّمار من الخصب، هذا علمٌ آتاه اللّه يوسف لم يسأل عنه.
وقال آخرون: معنى قوله: {وفيه يعصرون} وفيه يحلبون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني فرج بن فضالة، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، {وفيه يعصرون} قال: فيه يحلبون
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا الفرج بن فضالة، عن عليّ بن أبي طلحة، قال: كان ابن عبّاسٍ يقرأ: (وفيه تعصرون) بالتّاء، يعني تحتلبون.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض أهل المدينة والبصرة والكوفة: {وفيه يعصرون} بالياء، بمعنى ما وصفت من قول من قال: عصر الأعناب والأدهان.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين: ( وفيه تعصرون ) بالتّاء. وقرأه بعضهم: وفيه يعصرون بمعنى: يمطرون.
وهذه قراءةٌ لا أستجيز القراءة بها لخلافها ما عليه من قرّاء الأمصار.
والصّواب من القراءة في ذلك أنّ لقارئه الخيار في قراءته بأيّ القراءتين الأخريين شاء، إن شاء بالياء ردًّا على الخبر به عن النّاس، على معنى: {فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون} أعنابهم وأدهانهم. وإن شاء بالتّاء ردًّا على قوله: {إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} وخطابًا به لمن خاطبه بقوله: {يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلاً ممّا تحصنون} لأنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار باتّفاق المعنى، وإن اختلفت الألفاظ بهما. وذلك أنّ المخاطبين بذلك كان لا شكّ أنّهم إذا أغيثوا وعصروا: أغيث النّاس الّذين كانوا بناحيتهم وعصروا، وكذلك كانوا إذا أغيث النّاس بناحيتهم وعصروا، أغيث المخاطبون وعصروا، فهما متّفقتا المعنى، وإن اختلفت الألفاظ بقراءة ذلك.
وكان بعض من لا علم له بأقوال السّلف من أهل التّأويل ممّن يفسّر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب يوجّه معنى قوله: {وفيه يعصرون} إلى: وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنّه من العصر، والعصر الّتي بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيدٍ الطّائيّ:
صاديًا يستغيث غير مغاثٍ = ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور، ومن قول لبيدٍ:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم = وما كان وقّافًا بغير معصّر
وذلك تأويلٌ يكفي من الشّهادة على خطئه، خلافه قول جميع أهل العلم من الصّحابة والتّابعين.
وأمّا القول الّذي روى الفرج بن فضالة عن عليّ بن أبي طلحة، فقولٌ لا معنى له، لأنّه خلاف المعروف من كلام العرب، وخلاف ما يعرف من قول ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما). [جامع البيان: 13/192-198]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون (49)
قوله تعالى: ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قوله: ثمّ يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يقول: يصيبهم فيه غيثٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر أنبأ سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة قوله: ثمّ يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس قال: يغاث النّاس بالمطر.
قوله تعالى: وفيه يعصرون.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون يقول: الأعناب والدّهن.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: وفيه يعصرون. يقول: يعصرون فيه العنب، ويعصرون فيه الزّيت، ويعصرون من كلّ الثّمرات.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر أنبأ سعيدٌ، ثنا قتادة: وفيه يعصرون الثّمار والأعناب والزّيتون من الخصب، وهذا علمٌ آتاه اللّه علمه، لم يكن فيما سئل عنه.
- حدّثنا سليمان بن داود القزّاز، ثنا أبو داود، ثنا الفرج بن فضالة، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: عامٌ فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون قال: يحلبون.
- ذكر، عن عبدان المروزيّ أنبأ عيسى بن عبيدٍ سمعت عيسى بن عمر الثّقفيّ، يقرأ: فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون يعني: الغياث والمطر، ثمّ قرأ: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.
قوله تعالى: وقال الملك ائتوني به.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، فلمّا أتى الملك الرّسول، وأخبره قال: ائتوني به فلمّا جاءه الرّسول، فأمره أن يخرج إلى الملك، أبى يوسف وقال ارجع إلى ربّك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2154-2155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {مما تحصنون} يقول: تخزنون، وفي قوله {وفيه يعصرون} يقول: الأعناب والدهن). [الدر المنثور: 8/268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {عام فيه يغاث الناس} يقول: يصيبهم فيه غيث {وفيه يعصرون} يقول: يعصرون فيه العنب ويعصرون فيه الزيت ويعصرون من كل الثمرات). [الدر المنثور: 8/268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وفيه يعصرون} يحتلبون). [الدر المنثور: 8/268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنهما - في قوله {وفيه يعصرون} يحتلبون). [الدر المنثور: 8/268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس} قال: يغاث الناس بالمطر {وفيه يعصرون} الثمار والأعناب والزيتون من الخصب، وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه). [الدر المنثور: 8/268-269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام} الآية، قال: زادهم يوسف عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه). [الدر المنثور: 8/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام} قال: أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه إياه {فيه يغاث الناس} بالمطر {وفيه يعصرون} السمسم دهنا والعنب خمرا والزيتون زيتا). [الدر المنثور: 8/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه {فيه يغاث الناس} قال: بالمطر {وفيه يعصرون} قال: يعصرون أعنابهم). [الدر المنثور: 8/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - {فيه يغاث الناس} قال: يغاث الناس بالمطر {وفيه يعصرون} قال: الزيت). [الدر المنثور: 8/269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن علي بن طلحة - رضي الله عنه - قال: كان ابن عباس - رضي الله عنه - يقرأ (وفيه تعصرون) بالتاء يعني تحتلبون). [الدر المنثور: 8/270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبدان المروزي - رضي الله عنه - عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفي - رضي الله عنه - قال: سمعته يقرأ (فيه يغاث الناس وفيه تعصرون) بالتاء يعني الغياث المطر ثم قرأ {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}). [الدر المنثور: 8/270]


رد مع اقتباس