عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 10:53 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله عز وجل: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} ما منعها أن تكون كقولك وما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذا في ذا الموضع إنما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون ولو قال وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان ذلك عذراً لهم.
وأهل المدينة يقولون أنها فقال الخليل هي بمنزلة قول العرب ائت السوق أنك تشتري لنا شيئاً أي لعلك فكأنه قال لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
وتقول: إن لك هذا علي وأنك لا تؤذي كأنك قلت وإن لك أنك لا تؤذي وإن شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على إن لك وقد قرئ هذا الحرف على وجهين قال بعضهم: {وإنك لا تظمأ فيها} وقال بعضهم: (وأنك)
واعلم أنه ليس يحسن لأن أن تلي إن ولا أن كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة وحسن ابتداؤك الخفيفة لأن الخفيفة لا تزول عن الأسماء والثقيلة تزول فتبدأه ومعناها مكسورة ومفتوحة سواء واعلم أنه ليس يحسن أن تلي إن أن ولا أن إن ألا ترى أنك لا تقول إن أنك ذاهبٌ في الكتاب ولا تقول قد عرفت أن إنك منطلقٌ في الكتاب وإنما قبح هذا ههنا كما قبح في الابتداء ألا ترى أنه يقبح أن تقول أنك منطلقٌ بلغني أو عرفت لأن الكلام بعد أن وإن غير مستغنٍ كما أن المبتدأ غير مستغن وإنما كرهوا ابتداء أن لئلا يشبهوها بالأسماء التي تعمل فيها إن ولئلا يشبهوها بأن الخفيفة لأن أن والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه والمصادر تعمل فيها إن وأن). [الكتاب: 3/ 123-124]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ولا حرف من الأضداد؛ تكون بمعنى الجحد، -وهو الأشهر فيها- وتكون بمعنى الإثبات، وهو المستغرب عند عوام الناس منها، فكونها بمعنى الجحد لا يحتاج فيه إلى شاهد، وكونها بمعنى الإثبات شاهده، قول الله عز وجل: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} معناه أنهم يرجعون. وكذلك قوله عز وجل: {ما منعك ألا تسجد}، معناه (أن تسجد)، فدخلت (ما) للتوكيد، ومثله قوله جل وعلا: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}، معناه أنها إذا جاءت يؤمنون. وقال الشاعر:
أبى جوده لا البخل واستعجلت به ....... نعم من فتى لا يمنع الجود قاتله).[كتاب الأضداد: 211] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والمثقب: الذي يوقد النار ويحييها ويضيئها، يقال:
أثقبت ناري أثقبها، وثقبت النار تثقب فهي ثاقبة ثقوبا، وقال الله عز وجل: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}، وقال أبو الأسود:
أذاع به في الناس حتى كأنه ....... بعلياء نار أوقدت بثقوب
أي يضياء، وقال الآخر:
قد يكسب المال الهدان الجافي ....... بغير لا عطف ولا اصطراف
أراد: بغير عصف.
وقال الآخر:
وقد حداهن بلا غبر خرق
وقال الآخر:
فما ألوم البيض ألا تسخرا ....... لما رأين الشمط القفندرا
أراد: (أن تسخرا)، والقفندر: القبيح، قال الآخر:
ألا يا لقومي قد أشطت عواذلي ....... ويزعمن أن أودى بحقي باطلي

ويلحينني في اللهو ألا أحبه ....... وللهو داع دائب غير غافل
أراد: أن أحبه.
وقال جماعة من أهل العربية في بيت العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر
أراد: في بئر حور، أي في بئر هلاك.
وقال الفراء: (لا) جحد محض في هذا البيت، والتأويل عنده: في بئر ماء لا يحير عليه شيئا أي لا يرد عليه شيئا. وقال العرب: تقول: طحنت الطاحنة؛ فما أحارت شيئا، أي لم يتبين لها أثر عمل.
وقال الفراء أيضا: إنما تكون (لا) زائدة إذا تقدم الجحد، كقول الشاعر:
ما كان يرضي رسول الله الله دينهم ....... والطيبان أبو بكر ولا عمر
أراد: أبو بكر وعمر.
أو إذا أتى بعدها جحد، فقدمت للإيذان به؛ كقوله عز وجل: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}، معناه: لأن يعلم.
وقال الكسائي وغيره في تفسير قول الله جل وعز: {لا أقسم بيوم القيامة}، معناه: أقسم، ولا زائدة.
وقال الفراء: (لا) لا تكون أول الكلام زائدة، ولكنها رد على الكفرة، إذ جعلوا لله عز وجل ولدا وشريكا وصاحبة،
فرد الله عليهم قولهم، فقال: (لا)، وابتدأ بـ {أقسم بيوم القيامة}.
وقال الفراء أيضا في قوله: {ما منعك ألا تسجد}: المنع يرجع إلى معنى القول، والتأويل: من قال لك لا تسجد. فـ (لا) جحد محض، وأن دخلت إيذانا بالقول؛ إذ لم يتصرح لفظه؛ كما قال أبو ذؤيب في مرثية بنيه:
فأجبتها أن ما لجسمي أنه ....... أودى بني من البلاد فودعوا
أراد: فقلت لها، فزاد (أن) إذ لم يتصرح القول. وكذلك تأول الآيتين الأخريين: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}، {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} على مثل هذا المعنى). [كتاب الأضداد: 213-216] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}


رد مع اقتباس