عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:48 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}


تفسير قوله تعالى {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم...}
المقسمون الكفار. سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآية التي نزلت في الشعراء {إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين}
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلها وحلفوا ليؤمنن، فقال المؤمنون: يا رسول الله سل ربك ينزلها عليهم حتى يؤمنوا، فأنزل الله تبارك وتعالى: قل للذين آمنوا: وما يشعركم أنهم يؤمنون. فهذا وجه النصب في أنّ؛ وما يشعركم أنهم يؤمنون (و) نحن {نقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا}، وقرأ بعضهم: (إنها) مكسور الألف (إذا جاءت) مستأنفة، ويجعل قوله (وما يشعركم) كلاما مكتفيا.
وهي في قراءة عبد الله: (وما يشعركم إذا جاءتهم أنهم لا يؤمنون).
و(لا) في هذا الموضع صلة؛ كقوله: {وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون}: المعنى: حرام عليهم أن يرجعوا. ومثله: {ما منعك أن لا تسجد} معناه: أن تسجد.
وهي في قراءة أبيّ: (لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون) وللعرب في (لعلّ) لغة بأن يقولوا: ما أدري أنك صاحبها، يريدون: لعلك صاحبها، ويقولون: ما أدري لو أنك صاحبها، وهو وجه جيد أن تجعل (أنّ) في موضع لعل). [معاني القرآن: 1/ 350-351]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما يشعركم} أي ما يدريكم.
(إنّها إذا جاءت) ألف (إنها) مكسورة على ابتداء (إنها)، أو تخبير عنها؛ ومن فتح ألف (أنها) فعلى إعمال (يشعركم) فيها، فهي في موضع اسم منصوب). [مجاز القرآن: 1/ 204]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آيةٌ لّيؤمننّ بها قل إنّما الآيات عند اللّه وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون}
وقال: {وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون} وقرأ بعضهم {أنّها} وبها نقرأ وفسر على "لعلها" كما تقول العرب: "اذهب إلى السوق أنّك تشتري لي شيئاً" أي: لعلّك. وقال الشاعر:
قلت لشيبان اذن من لقائه ....... أنّا نغذّي القوم من شوائه
في معنى "لعلّنا"). [معاني القرآن: 1/ 247-248]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {وما يشعركم إنها إذا جاءت لا يؤمنون} يكسر "إنها" على الابتداء كأنه قال: إنها إذا جاءت لا يؤمنون.
وأما الفتح فكأنه على معنى: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون؛ ولو كان المعنى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون؛ كان ذلك عذرًا لهم.
والمعنى والله أعلم: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون؛ وقد قالت ذلك العرب في أشعارها.
قال عدي بن زيد:
أعاذل ما يدريك أن منيتي = إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد
أي لعل منيتي.
وقال دريد بن الصمة:
ذريني أطوف في البلاد لو أنني = ألاقي بأيز ثلة من محارب
ومثله قول توبة بن الحمير:
لو أنك يا تيسا نزا في مريرة = معذب ليلى أن تراني أزورها
[معاني القرآن لقطرب: 524]
يريد لعلك.
وقالوا: لهني أفعل ذلك؛ يريد لأني التي في معنى لعلي من الآية التي ذكرنا). [معاني القرآن لقطرب: 525]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله سبحانه: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} يريد وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، فزاد (لا) لأنهم لا يؤمنون إذا جاءت.
ومن قرأها بكسر إنّ، فإنه يجعل الكلام تاما عند قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} ثم يبتدئ فيقول: {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 244]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمننّ بها قل إنّما الآيات عند اللّه وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون}
أي اجتهدوا في المبالغة في اليمين.
{لئن جاءتهم آية ليؤمننّ بها}.
وإنما حلفوا على ما اقترحوا هم من الآيات، وإنما قالوا: {لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} إلى قوله: {والملائكة قبيلا}.
أي تأتي بهم كفيلا، أي يكفلون.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن الآيات عند اللّه.
ويروى أن المؤمنين قالوا: لو أنزل عليهم آية لعلهم كانوا يؤمنون، فقال الله عزّ وجلّ: {قل إنّما الآيات عند اللّه وما يشعركم أنّها إذا جاءت لا يؤمنون} أي وما يدريكم، أي لستم تعلمون الغيب، فلا تدرون أنهم يؤمنون.
كما تقول للرجل إذا قال لك: افعل بي كذا وكذا حتى أفعل كذا وكذا مما لا تعلم أنه يفعله لا محالة: ما يدريك. ثم استأنف فقال:
{أنّها إذا جاءت لا يؤمنون} هذه هي القراءة، وقرئت أيضا (إنّها إذا جاءت لا يؤمنون).
وزعم سيبويه عن الخليل أن معناها لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، وهي قراءة أهل المدينة، وقال الخليل: إنها كقولهم إيت السوق أنك تشتري شيئا، أي لعلك.
وقد قال بعضهم إنها "أن" التي على أصل الباب، وجعل "لا" لغوا.
قال: والمعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، كما قال عزّ وجلّ: {وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون}
والقول الأول أقوى وأجود في العربية والكسر أحسنها وأجودها.
والذي ذكر أن "لا" لغو غالط، لأن ما كان لغوا لا يكون غير لغو.
من قرأ: إنها إذا جاءت -بكسر إنّ- فالإجماع أن " لا " غير لغو، فليس يجوز أن يكون معنى لفظة مرة النفي ومرة الإيجاب.
وقد أجمعوا أن معنى أن ههنا إذا فتحت معنى لعل، والإجماع أولى بالإتباع.
وقد بينت الحجة في دفع. ما قاله من زعم أن لا لغو). [معاني القرآن: 2/ 281-283]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} أي اجتهدوا في الحلف لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها يعنون آية مما يقترحون). [معاني القرآن: 2/ 472]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}
قال مجاهد: معناه وما يدريكم قال ثم ابتدأ فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون وقرأ أهل المدينة أنها إذا جاءت قال الكسائي لا ههنا زائدة والمعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون وشبهه بقوله جل وعز: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} وهذا عند البصريين غلط لأن «لا» لا تكون زائدة في موضع تكون فيه نافيه قال الخليل المعنى لعلها وشبهه بقول العرب ايت السوق أنك تشتري لنا شيئا بمعنى لعلك.
وروي أنها في قراءة أبي وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون وأنشد أهل اللغة في أن بمعنى لعل:
أريني جوادا مات هزلا لأنني ....... أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا
وقيل في الكلام حذف والمعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون ثم حذف هذا لعلم السامع ويروى أن المشركين قالوا ادع الله أن ينزل علينا الآية التي قال فيها {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} ونحن والله نؤمن فقال المسلمون يا رسول الله ادع الله أن ينزلها فأنزل الله عز وجل: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}). [معاني القرآن: 2/ 472-475]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وما يشعركم} أي: وما يعلمكم). [ياقوتة الصراط: 223]


تفسير قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم} وأفئدة جمع فؤاد). [معاني القرآن: 2/ 475]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة...}
هذا أمر قد كانوا سألوه، فقال الله تبارك وتعالى: لو فعلنا بهم ذلك لم يؤمنوا {إلاّ أن يشاء اللّه}.
وقوله: (قبلاً) جمع قبيل. والقبيل: الكفيل. وإنما اخترت ها هنا أن يكون القبل في معنى الكفالة لقولهم: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً} يضمنون ذلك. وقد يكون (قبلا): من قبل وجوههم؛ كما تقول: أتيتك قبلا ولم آتك دبرا. وقد يكون القبيل جميعا للقبيلة كأنك قلت: أو تأتينا بالله والملائكة قبيلة قبيلة وجماعة جماعة. ولو قرئت قبلا على معنى: معاينةً كان صوابا، كما تقول: أنا لقيته قبلا). [معاني القرآن: 1/ 351-352]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلاً}
ومجاز {حشرنا}: سقنا وجمعنا.
{قبلاً} جميع، قبيل قبيل؛ أي: صنف صنف؛ ومن قرأها (قبلاً)؛ فإنه يجعل مجازها عياناً، كقولهم: (من ذي قبل)، وقال آخرون (قبلاً) أي مقابلة، كقولهم: (أقبل قبله، وسقاها قبلاً، لم يكن أعدّ لها الماء، فاستأنفت سقيها، وبعضهم يقول: (من ذي قبلٍ) ). [مجاز القرآن: 1/ 204]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلاً مّا كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء اللّه ولكنّ أكثرهم يجهلون}
قال: {وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلاً} أي: قبيلاً قبيلا، جماعة "القبيل" "القبل". ويقال "قبلا" أي: عيانا.
وقال: {أو يأتيهم العذاب قبلاً} أي: عيانا. وتقول: "لا قبل لي بهذا" أي: لا طاقة. وتقول: "لي قبلك حقٌ" أي: عندك). [معاني القرآن: 1/ 248]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (مجاهد وأبو عمرو وأصحاب عبد الله {كل شيء قبلا}. والجحدري {قبلا}.
قراءة أبي "قبيلا".
وفي قول ابن عباس رحمه الله: {قبلا} عيانا.
وقالوا: أعطيته ذلك قبلا وقبلا وقبلا وقبليا ومقابلة، وجاءهم الأمر قبلا وقبلا؛ أي مستقبلا؛ لا أفعله من ذل قبل؛ والقبيل الكفيل أيضًا.
وقد يجوز أن يكون قبلا جمع قبيل على قراءة أبي؛ أي حشرناه قبيلا قبيلا، كقولك قضيب وقضب، ورغيف ورغف). [معاني القرآن لقطرب: 525]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كل شيء قبلا}: جماعة قبيل. {يأتيهم العذاب قبلا}: معاينة). [غريب القرآن وتفسيره: 141]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وحشرنا عليهم كلّ شيءٍ قبلًا} جماعة قبيل. أي أصناما، ويقال: القبيل: الكفيل كقوله تعالى: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلًا} أي ضمناء. ومن قرأها «قبلا» أراد: معانية). [تفسير غريب القرآن: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلّا أن يشاء اللّه ولكنّ أكثرهم يجهلون}
هذا جواب قول المؤمنين: لعلهم يؤمنون.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنهم لا يؤمنون، وهذا كإعلام نوح: {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن}.
ومعنى (قبلا) جمع قبيل، ومعناه الكفيل.
ويكون المعنى: وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا قبيلا.
ويجوز أن يكون "قبل" جمع قبيل، ومعناه الكفيل.
ويكون المعنى: لو حشرنا عليهم كل شيء ونجعل لهم بصحة ما نقول ما كانوا ليؤمنوا، ويجوز أن يكون " قبلا " في معنى ما يقابلهم، أي لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم.

ويجوز وحشرنا عليهم كل شيء قبلا أي عيانا، ويجوز قبلا على تخفيف قبل وكل ما كان على هذا المثال فتخفيفه جائز، نحو الصّحف والصحف والكتب والكتب، والرسل والرسل.
ومعنى {إلا أن يشاء اللّه} أي إلا أن يهديهم اللّه.
وجائز أن يكون ننزّل عليهم آية تضطرهم إلى الإيمان). [معاني القرآن: 2/ 283-284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله} ويروى أنهم سألوا هذه الأشياء فنزل هذا قال مجاهد قبلا أفواجا أي قبيلا قبيلا يذهب إلى أنه جمع قبيل وهو الفرقة وقيل هو جمع قبيل وقبيل بمعنى كفيل أي لو كفل لهم الملائكة وغيرهم بصحة هذا لم يؤمنوا كما قال تعالى: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} ويجوز أن يكون معنى قبلا كمعنى مقابلة كما قال تعالى: {إن كان قميصه قد من قبل}، ومن قرأ (قبلا) فمعناه عنده معاينة). [معاني القرآن: 2/ 475-476]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُبُلاً} جماعة قبيل، أي أصناف.
ومن قرأ (قِبلاً) بكسر القاف، فمعناه: مُعاينة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُبُلاً}: جمع قبل). [العمدة في غريب القرآن: 130]


رد مع اقتباس