عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:54 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} [النور: 39] قال مجاهدٌ: وهو القاع القرقرة.
وقال قتادة: بقيعةٍ من الأرض.
{يحسبه الظّمآن} [النور: 39] العطشان.
{ماءً حتّى إذا جاءه لم يجده شيئًا} [النور: 39] كقوله: {مثل الّذين كفروا بربّهم أعمالهم كرمادٍ اشتدّت به الرّيح في يومٍ عاصفٍ لا يقدرون ممّا كسبوا على شيءٍ ذلك هو الضّلال البعيد} [إبراهيم: 18] والعطشان مثل الكافر، والسّراب مثل عمله، يحسب أنّه يغني عنه شيئًا حتّى يأتيه الموت، فإذا جاءه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئًا إلا كما ينفع السّراب العطشان.
سعيدٌ عن قتادة قال: هذا مثل عمل الكافر، يرى أنّ له خيرًا وأنّه قادمٌ على خيرٍ حتّى إذا كان يوم القيامة لم يجد خيرًا قدمه.
قوله: {ووجد اللّه عنده فوفّاه حسابه} [النور: 39] ثواب عمله.
{واللّه سريع الحساب} [النور: 39] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/453]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ...}

القيعة جماع القاع واحدها قاع؛ كما قولوا: جارٌ وجيرة. والقاع من الأرض: المنبسط الذي لا نبت فيه، وفيه يكون السّراب. والسّراب ما لصق بالأرض، والآل الذي يكون ضحى كالماء بين السّماء والأرض.
وقوله: {حتّى إذا جاءه} يعني السّراب {لم يجده شيئاً} وهو مثل للكافر كان يحسب أنه على شيء فلمّا قدم على ربّه لم يجد له عملاً، بمنزلة السراب {ووجد اللّه} عند عمله
يقول: قدم على الله فوفّاه حسابه). [معاني القرآن: 2/254]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كسرابٍ بقيعة} السراب يكون نصف النهار وإذا اشتد الحر والآل يكون أول النهار يرفع كل شخص.
والقيعة والقاع واحد). [مجاز القرآن: 2/66]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({كسراب بقيعة}: السراب الذي يرتفع إذا حميت الشمس {والقيعة} والقاع واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (السراب): ما رأيته من الشمس كالماء نصف النهار. و«الآل»: ما رأيته في أول النهار وآخره، الذي يرفع كل شيء.
{بقيعةٍ} والقيعة: القاع. قال ذلك أبو عبيدة.
وأهل النظر من أصحاب اللغة يذكرون: أن «القيعة» جمع «القاع»، قالوا: والقاع واحد مذكر، وثلاثة: أقواع، والكثيرة منها: قيعان وقيعة). [تفسير غريب القرآن: 305]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (والّذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظّمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد اللّه عنده فوفّاه حسابه واللّه سريع الحساب}
والقيعة جمع قاع، مثل جار وجيرة، والقيعة والقاع ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبات، فالذي يسير فيه يرى كأن فيه ماء يجري.
وذلك هو السّراب، والآل مثل السراب إلا أنه يرتفع وقت الضحى كالماء بين السماء والأرض.
{يحسبه الظّمآن ماء} يجوز يحسبه ويحسبه، ويجوز الظّمآن والظّمان، على تخفيف الهمزة.
وهو الشديد العطش يقال ظمئ الرجل يظمأ ظمأ فهو ظمآن، مثل عطش يعطش عطشا فهو عطشان.
وقوله: {حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا}.
أي حتى إذا جاء إلى السراب وإلى موضعه رأى أرضا لا ماء فيها.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن الكافر يظن عمله قد نفعه عند اللّه، ظنه كظنّ الذي يظن أن السراب ماء، وأن عمله قد حبط وذهب.
وضرب الله هذا المثل للكافر فقال: إن أعمال الكفار كهذا السراب). [معاني القرآن: 4/47]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم مثل جل وعز عمل الكافر بعد المؤمن فقال {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة}
قال الفراء قيعة جمع قاع كما يقال جيرة وجار
وقال أبو عبيدة قيعة وقاع واحد
والقاع والقيعة عند أهل اللغة ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبت). [معاني القرآن: 4/540]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يحسبه الظمآن ماء}
أي العطشان والسراب ما ارتفع نصف النهار فإذا رؤي من بعد ظن أنه ماء). [معاني القرآن: 4/541]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}
أي حتى إذا جاء إلى الموضع الذي فيه السراب لم يجده شيئا مما قدره ووجد أرضا لا ماء فيها
وفي الكلام حذف فكذلك مثل الكافر يتوهم أن عمله ينفعه حتى إذا جاءه أي مات لم يجد عمله شيئا لأن الله جل وعز قد محقه وأبطله بكفره ووجد الله عنده أي عند عمله فوفاه حسابه أي جزاءه، فمثل جل وعز عمل الكافر بما يوجد، ثم مثله بما يرى فقال:
قال جل وعز: {أو كظلمات في بحر لجي} ). [معاني القرآن: 4/541]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والقيعة}: جمع القاع في الكثير، ومثله قيعان. وأقواع جمع قاع في القليل. والقاع: وجه الأرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 169]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {السَرَابٍ}: الذي تراه في وسط النهار عند شدة الحر كأنه ماء
{بقيعة}: يعني القاع وهو المكان الذي يعلوه الماء). [العمدة في غريب القرآن: 220]


تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أو كظلماتٍ} [النور: 40] هذا مثل قلب الكافر.
{في بحرٍ لجّيٍّ} [النور: 40]
[تفسير القرآن العظيم: 1/453]
قال قتادة: أي عميقٌ قعيرٌ.
أي غمرٌ.
{يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ} [النور: 40] ثمّ وصف ذلك الموج فقال: {من فوقه سحابٌ ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ} [النور: 40] ظلمة البحر، وظلمة الموج وظلمة السّحاب، وظلمة اللّيل.
وقال السّدّيّ: يعني به الكافر يقول: قلبه مظلمٌ، في صدرٍ مظلمٍ، في جسدٍ مظلمٍ.
قلبه بالشّرك، وصدره بالكفر، وجسده بالشّكّ، وهو النّفاق.
قال: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} [النور: 40] من شدّة الظّلمة.
{ومن لم يجعل اللّه له نورًا فما له من نورٍ} [النور: 40] يعني الكافر.
سعيدٌ عن قتادة قال: هذا مثل عمل الكافر، في ضلالاتٍ متكسّعٌ فيها). [تفسير القرآن العظيم: 1/454]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {أو كظلماتٍ...}

والظلمات مثل لقب الكافر، أي أنه لا يعقل ولا يبصر، فوصف قلبه بالظلمات. ثم قال: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} فقال بعض المفسّرين: لا يراها، وهو المعنى؛ لأن أقل من الظلمات التي وصفها الله لا يرى فيها الناظر كفّه. وقال بعضهم إنما هو مثل ضربه الله فهو يراها ولكنه لا يرها إلاّ بطيئا؛ كما تقول: ما كدت أبلغ إليك وأنت قد بلغت. وهو وجه العربية. ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين فيجعلها بمنزلة الظن إذا دخل، فيما هو يقين؛ كقوله: {وظنّوا مالهم من محيصٍ} في كثيرٍ من الكلام). [معاني القرآن: 2/255]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لجّيّءٍ} مضاف إلى اللجة وهي معظم البحر). [مجاز القرآن: 2/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لم يكد يراها} لباب كاد مواضعٌ: موضع للمقاربة، وموضع للتقديم والتأخير، وموضع لا يدنو لذلك وهو لم يدن لأن يراها ولم يرها فخرج مخرج لم يرها ولم يكد وقال في موضع المقاربة: ما كدت أعرف إلا بعد إنكار، وقال في الدنو: كاد العروس أن يكون أميراً، وكاد النعام يطير). [مجاز القرآن: 2/67]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اللجي}: من اللجة وهو المعظم من البحر.
{لم يكد يراها}: قالوا لم يطمع وقالوا المعنى لم يرها ويكاد صلة في الكلام). [غريب القرآن وتفسيره: 273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}،
يريد: أنه في حيرة من كفره كهذه الظلمات.
{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا} في قلبه، {فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 329] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أو كظلمات في بحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل اللّه له نورا فما له من نور}
لأنه عزّ وجل وصف نوره الذي هو للمؤمنين، وأعلم أن قلوب المؤمنين وأعمالهم بمنزلة النور الّذي وصفه، وأنهم يجدونه عند اللّه يجازيهم عليه بالجنة، وأن أعمال الكافرين وإن مثلت بما يوجد فمثله كمثل السراب، وإن مثلت بما يرى فهي كهذه الظلمات التي وصف في قوله: (أو كظلمات في بحر لجّيّ) الآية.
وقوله: {إذا أخرج يده لم يكد يراها}
معناه لم يرها ولم يكد، وقال بعضهم يراها من بعد أن كان لا يراها من شدة الظلمة، والقول الأول أشبه بهذا المعنى، لأن في دون هذه الظّلمات لا يرى الكف.
وقوله: {ومن لم يجعل اللّه له نورا فما له من نور} أي: من لم يهده اللّه إلى الإسلام لم يهتد). [معاني القرآن: 4/48-47]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قال جل وعز: {أو كظلمات في بحر لجي}
وهو منسوب إلى اللج وهو وسط البحر
قال أبي بن كعب الكافر كلامه ظلمة وعمله ظلمة ومصيره إلى ظلمة). [معاني القرآن: 4/542]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إذا أخرج يده لم يكد يراها}
قال أبو عبيدة أي لم يرها ولم يكد يراها
أي لا يراها إلا على بعد
قال أبو جعفر وأصح الأقوال في هذا أن المعنى لم يقارب رؤيتها وإذا لم يقارب رؤيتها فلم يرها رؤية بعيدة ولا قريبة). [معاني القرآن: 4/542]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اللُّجِّيٍّ): من اللجة). [العمدة في غريب القرآن: 220]

رد مع اقتباس