عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 10:11 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين (17) ولا يستثنون (18) فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصّريم (20) فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ (24) وغدوا على حردٍ قادرين (25) فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون (28) قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين (29) فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون (30) قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين (31) عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون (32) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (33)}
هذا مثل ضربه اللّه تعالى لكفّار قريشٍ فيما أهدى إليهم من الرّحمة العظيمة، وأعطاهم من النّعم الجسيمة، وهو بعثه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم، فقابلوه بالتّكذيب والرّدّ والمحاربة؛ ولهذا قال: {إنّا بلوناهم} أي: اختبرناهم، {كما بلونا أصحاب الجنّة} وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين} أي: حلفوا فيما بينهم ليجذّن ثمرها ليلًا لئلّا يعلم بهم فقيرٌ ولا سائلٌ، ليتوفّر ثمرها عليهم ولا يتصدّقوا منه بشيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يستثنون} أي: فيما حلفوا به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا حنّثهم اللّه في أيمانهم، فقال: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون} أي: أصابتها آفةٌ سماويّةٌ، {فأصبحت كالصّريم} قال ابن عبّاسٍ: «أي كاللّيل الأسود». وقال الثّوريّ، والسّدّيّ: «مثل الزّرع إذا حصد، أي هشيمًا يبسًا».
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن أحمد بن الصّبّاح: أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبحٍ عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاكم والمعاصي، إنّ العبد ليذنب الذّنب فيحرم به رزقًا قد كان هيّئ له»، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون * فأصبحت كالصّريم} قد حرموا خير جنّتهم بذنبهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتنادوا مصبحين} أي: لمّا كان وقت الصّبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجذاذ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين} أي: تريدون الصرام. قال مجاهدٌ: «كان حرثهم عنبًا»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} أي: يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدًا كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر اللّه عالم السّرّ والنّجوى ما كانوا يتخافتون به، فقال: {فانطلقوا وهم يتخافتون * أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ} أي: يقول بعضهم لبعضٍ: لا تمكّنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم!). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وغدوا على حردٍ} أي: قوّةٍ وشدّةٍ. وقال مجاهدٌ: {وغدوا على حردٍ} أي: جدٍّ وقال عكرمة: «غيظٍ». وقال الشّعبيّ: {على حردٍ} «على المساكين». وقال السّدّيّ: {على حردٍ} أي:« كان اسم قريتهم حرد». فأبعد السّدّيّ في قوله هذا!
{قادرين} أي: عليها فيما يزعمون ويرومون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} أي: فلمّا وصلوا إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة الّتي قال اللّه، عزّ وجلّ، قد استحالت عن تلك النّضارة والزّهرة وكثرة الثّمار إلى أن صارت سوداء مدلهمّة، لا ينتفع بشيءٍ منها، فاعتقدوا أنّهم قد أخطئوا الطّريق؛ ولهذا قالوا: {إنّا لضالّون} أي: قد سلكنا إليها غير الطّريق فتهنا عنها. قاله ابن عبّاسٍ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ رجعوا عمّا كانوا فيه، وتيقّنوا أنّها هي فقالوا: {بل نحن محرومون} أي: بل هذه هي، ولكن نحن لا حظّ لنا ولا نصيب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال أوسطهم} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، ومحمّد بن كعبٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وقتادة: أي: «أعدلهم وخيرهم»: {ألم أقل لكم لولا تسبّحون} ! قال مجاهدٌ، والسّدّيّ، وابن جريجٍ: {لولا تسبّحون} أي: «لولا تستثنون». قال السّدّيّ: «وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا».
وقال ابن جريجٍ: هو قول القائل: إن شاء اللّه. وقيل: معناه: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون} أي: هلّا تسبّحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 196-197]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين} أتوا بالطّاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع؛ ولهذا قالوا: {إنّا كنّا ظالمين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون} أي: يلوم بعضهم بعضًا على ما كانوا أصرّوا عليه من منع المساكين من حقّ الجذاذ، فما كان جواب بعضهم لبعضٍ إلّا الاعتراف بالخطيئة والذّنب، {قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين} أي: اعتدينا وبغينا وطغينا وجاوزنا الحدّ حتّى أصابنا ما أصابنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون} قيل: رغبوا في بذلها لهم في الدّنيا. وقيل: احتسبوا ثوابها في الدّار الآخرة، واللّه أعلم.
ثمّ قد ذكر بعض السّلف أنّ هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن -قال سعيد بن جبيرٍ: «كانوا من قريةٍ يقال لها ضروان على ستّة أميالٍ من صنعاء». وقيل: كانوا من أهل الحبشة-وكان أبوهم قد خلّف لهم هذه الجنّة، وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرةً حسنةً، فكان ما استغلّه منها يردّ فيها ما يحتاج إليها ويدّخر لعياله قوت سنتهم، ويتصدّق بالفاضل. فلمّا مات ورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنّا منعناهم لتوفّر ذلك علينا. فلمّا عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب اللّه ما بأيديهم بالكلية، رأس المال الربح والصّدقة، فلم يبق لهم شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {كذلك العذاب} أي: هكذا عذاب من خالف أمر اللّه، وبخل بما آتاه اللّه وأنعم به عليه، ومنع حقّ المسكين والفقراء وذوي الحاجات، وبدّل نعمة اللّه كفرًا {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} أي: هذه عقوبة الدّنيا كما سمعتم، وعذاب الآخرة أشقّ. وقد ورد في حديثٍ رواه الحافظ البيهقيّ من طريق جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليٍّ بن أبي طالبٍ، عن أبيه، عن جدّه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الجداد باللّيل، والحصاد باللّيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 197]


رد مع اقتباس