عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 11:54 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لقد منّ اللّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} أي: من جنسهم ليتمكّنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به، كما قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها} [الرّوم:21] أي: من جنسكم. وقال تعالى: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ} [الكهف:110] وقال تعالى: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق} [الفرقان:20] وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} [يوسف:109] وقال تعالى: {يا معشر الجنّ والإنس ألم يأتكم رسلٌ منكم} [الأنعام:130] فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرّسل إليهم منهم، بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه، ولهذا قال: {يتلو عليهم آياته} يعني: القرآن {ويزكّيهم} أي: يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم وتطهر من الدّنس والخبث الّذي كانوا متلبّسين به في حال شركهم وجاهليّتهم {ويعلّمهم الكتاب والحكمة} يعني: القرآن والسّنّة {وإن كانوا من قبل} أي: من قبل هذا الرّسول {لفي ضلالٍ مبينٍ} أي: لفي غي وجهلٍ ظاهرٍ جليٍّ بيّنٍ لكل أحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/158]

رد مع اقتباس