عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّاس ضرب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذّباب شيئًا لا يستنقذوه منه ضعف الطّالب والمطلوب (73) ما قدروا اللّه حقّ قدره إنّ اللّه لقويٌّ عزيزٌ (74)}.
يقول تعالى منبّهًا على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها: {يا أيّها النّاس ضرب مثلٌ} أي: لما يعبده الجاهلون باللّه المشركون به، {فاستمعوا له} أي: أنصتوا وتفهّموا، {إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له} أي: لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذبابٍ واحدٍ ما قدروا على ذلك. كما قال الإمام أحمد.
حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة -رفع الحديث-قال: "ومن أظلم ممّن خلق [خلقًا] كخلقي؟ فليخلقوا مثل خلقي ذرّة، أو ذبابةً، أو حبّة".
وأخرجه صاحبا الصّحيح، من طريق عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قال اللّه عزّ وجلّ: "ومن أظلم ممّن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرّةً، فليخلقوا شعيرةً".
ثمّ قال تعالى أيضًا: {وإن يسلبهم الذّباب شيئًا لا يستنقذوه منه} أي: هم عاجزون عن خلق ذبابٍ واحدٍ، بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه، لو سلبها شيئًا من الّذي عليها من الطّيب، ثمّ أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك. هذا والذّباب من أضعف مخلوقات اللّه وأحقرها ولهذا [قال: {ضعف الطّالب والمطلوب}].
قال ابن عبّاسٍ: الطّالب: الصّنم، والمطلوب: الذّباب. واختاره ابن جريرٍ، وهو ظاهر السّياق. وقال السّدّيّ وغيره: الطّالب: العابد، والمطلوب: الصّنم). [تفسير ابن كثير: 5/ 453-454]

تفسير قوله تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ما قدروا اللّه حقّ قدره} أي: ما عرفوا قدر اللّه وعظمته حين عبدوا معه غيره، من هذه الّتي لا تقاوم الذّباب لضعفها وعجزها، {إنّ اللّه لقويٌّ عزيزٌ} أي: هو القويّ الّذي بقدرته وقوّته خلق كلّ شيءٍ، {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم: 27]، {إنّ بطش ربّك لشديدٌ. إنّه هو يبدئ ويعيد} [البروج: 12، 13]، {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين} [الذّاريات: 58].
وقوله: {عزيزٌ} أي: قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره وغلبه، فلا يمانع ولا يغالب، لعظمته وسلطانه، وهو الواحد القهّار). [تفسير ابن كثير: 5/ 454]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن النّاس إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ (75) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى اللّه ترجع الأمور (76)}.
يخبر تعالى أنّه يختار من الملائكة رسلًا فيما يشاء من شرعه وقدره، ومن النّاس لإبلاغ رسالاته، {إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} أي: سميعٌ لأقوال عباده، بصيرٌ بهم، عليمٌ بمن يستحقّ ذلك منهم، كما قال: {اللّه أعلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام: 124]). [تفسير ابن كثير: 5/ 454]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى اللّه ترجع الأمور} أي: يعلم ما يفعل برسله فيما أرسلهم به، فلا يخفى عليه من أمورهم شيءٌ، كما قال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا. إلا من ارتضى من رسولٍ [فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا. ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم] وأحصى كلّ شيءٍ عددًا} [الجنّ: 26 -28]، فهو سبحانه رقيبٌ عليهم، شهيدٌ على ما يقال لهم، حافظٌ لهم، ناصرٌ لجنابهم؛ {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} الآية [المائدة: 67]). [تفسير ابن كثير: 5/ 454-455]

رد مع اقتباس